قمة كردستان: الحل أن ينجح الجميع
27/12/2005الزمان :تتجه انظار العراقيين جميعا الى قمة كردستان التي ترعاها القيادة الكردية وتهدف الى لم الشمل العراقي وتحقيق لقاء جميع الاطراف المتنافرة وتجنيب البلاد الدخول في مأزق سياسي وامني يطيح بامال اجياله. وتأتي اهمية هذا اللقاء من كونه ينبع من الحاجة العامة والشاملة لجميع العراقيين الى الأمن والأستقرار وضرورة تحكيم العقل واعتماد الحكمة في التعامل مع التهديدات التي تستهدف وحدة البلاد وامن المواطنين واموالهم واعراضهم. ويكمن موقع الحكمة الان في ان يضع زعماء الكتل الانتخابية مصالح الشعب العراقي الجريح فوق مصالحهم اي انهم مطالبون بالالتقاء ما امكن عند منتصف الطريق، فكل الشعوب تتخطى مآزقها عندما تصل الى هذه النقطة وتجنب شعوبها وانفسها مهاوي الوقوع في المحظور. ولا شك في ان العقل العراقي الذي ورث حكمة الاف السنين من حضارة ابائه واجداده ليس عاجزا عن ابداع حلول يمارس فيها دوره الجديد انطلاقا من منتصف الطريق ايضا. اننا مطالبون بالاهتمام بالمبادرة الكردية التي يتبناها رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني. ومطالبون ايضا بوضعها علامة دالة الى سبيل التوافق الوطني الذي ثبتت الايام وتجربة العملية السياسية انه اقوى الحلول الممكنة وانسبها لاحتواء طيف متعدد الالوان كالطيف العراقي. ان تداعيات العملية الانتخابية وما رافقها من تصعيد في لهجة المتنافسين تتطلب الامتثال الى لغة الحوار وروح المواطنة العراقية النبيلة والنأي عن الانانية السياسية. فهذه اللغة وتلك الروح هما الوحيدتان اللتان تستجيبان لنداء الوطن العراقي الذي يتسع لكل العراقيين ويقدم اليهم من دون استثناء النصر في طبق من ذهب. ومن باب أولى ان يترك المتنافسون وراء ظهورهم التجاوزات والخروقات التي رافقت تلك العملية وان يكتفوا بحصد ثمار الديمقراطية الوليدة التي تهدي الحل الامثل والشراكة والتاخي الانموذج الى الجميع. فكل شيء قابل للحوار وما دام الهدف هو ابقاء العراق معافى وانهاء محاولات استنزافه فان الجميع سوف يقطف ثمار النجاح. ذلك هو الحل الذي يجب ان نتفق عليه ونعمل من اجله في قمة كردستان المنتظرة.