قناة أشورالفضائيه, شمعة في النفق , لا تطفؤوها
سبحان اللّه والعياذ به صبحا ومساء, السكاكين كثرت, و الذبّاحون في إزدياد,والضحيّة هي هي لا تتغيّر, كل هذا يحصل أمام أعين الجميع,الخيم تنصب في ضواحي المدن كي يلجأ إليها أهلها, والبيوت فارغة إلاّ من سالبيها, حناجر الخير والطيب بحّت وهي تصرخ من نكد هذا الزمن و جرائم أزلامه المعوقين,أهل الدار يطرقون ألأبواب طلبا لملجأ يقيهم سيوف الغدر و عواصف أماسي تلك المدن المقفرّه ,يا للهول أمعقول حتى السماء أغلقت نوافذها؟ والملائكة باتت ترتلّ أنغام نحيب تندب فيه حظ هذا الشعب المنكوب.قناة أشور الفضائية هي الأخرى اليوم باتت تندب حالها , من بين عشرات القنوات العراقية هي واحدة من القلائل التي بنتها سواعد أبناءها من شعبنا الكلدواشوري السرياني, وحين ظهر هذا الوليد لنور العراق, ظهر بجهد أهله ودعمهم لها على أمل أن الأمور لابد أن تصفى لتهدأ النفوس وحين يصحو ساستنا من غفوتهم ثم ليعيروا لهذه القناة ما تستحقه , لكن مع الأسف, ما كل ما يتمناه المرء مدركه, تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن, لذلك فقد نشأت هذه القناة يومها بتمويل من تبرعات أهلنا الخيّرين الذين عرفناهم بجودهم وتفانيهم في حب وطنهم العراق و شعبهم ومناصرة قضاياه, نعم مصداقية هذه القناة والجهة القائمة عليها تجلّت بكل وضوح حين إقتصر تمويلها على ما يقدّمه أبناء شعبنا بإمكانياتهم المتواضعه , هذه القناة لم تتلّقى أي دعم من أي جهة حكوميه ولا من حصة موارد النفط ولا من ملايين ضرائب الكمارك الحدوديه.
كان من المفروض وطنيا وإنسانيا أن يكون لهذه القناة حصتها من دعم الحكومة بما يتناسب مع تطلعاتها ونظافة برامجها التي لم تغب عنها روح الوطنية والإنسانية ولو للحظة واحدة, الجميع يعرف بأن الجهة ألتي تدير هذه القناة هي الحركة الديمقراطيه الأشوريه ألّتي عرفها العراقيون بتواضع إمكانياتها ألتي تأتيها من تبرعات أنصار ومؤازرين لها مشتتين في بقاع العالم , وعرفوها أيضا في درجة إرتباطها العضوي والروحي في وطنية نهجها القومي الذي سببّ لها الكثير من المصاعب والمتاعب وعلى مختلف المستويات أثناء مسيرتها السياسية, لذلك نالت هذه القناة رضى ومحبة العراقيين من أقاصي الجنوب إلى أعالي جبال شمالنا العزيز .
نعم إسمها اشور, لكنها سعت حثيثة كي تتكلّم بلغات العراقيين لتخاطب المحرومين منهم من دون أي تمييز, دخلت بيوت العراقيين دون السؤال عن دينهم او عرقهم او فكرهم,و العديد من أبناء شعبنا كا ن يعتب عليها هذا الإنفتاح الوطني على حساب التطلّعات القوميه , لكن الخط السياسي الذي تبنّى إدارتها يتفهّم جيدا حقيقة ما يحتاجه عراقنا في محنته التي يمر فيها اليوم , إذن سؤالنا الذي نوجهه للسيد رئيس الوزراء ووزير الثقافة والإعلام, وهكذا إلى كافة المسؤولين في العراق , ألا تصلح أن تكون هذه المؤسسة نموذج للقناة الوطنية التي يحتاجها عراقنا اليوم, لكن من الذي يسمع ومن سيجيب؟
لقد إظطرّت إدارة هذه القناة حسب ما ورد في تصريح مديرها المنشور على موقع زهريرا , بأن القناة توقفت عن البث (نتمنى أن يكون مؤقت) بسبب عدم قدرتها تسديد القسط المطلوب للقمر نايل سات, يا ترى, في حال عدم تمّكن أهلنا من مواصلة دعمهم المادّي لها , هل من المعقول أن نتوجه إلى الإمارات العربية كي تساعدها؟ أم هل نتوجه إلى الأحزاب النفطيه الكبيره أو إلى أصحاب النقاط الكمركية لدعمها لقاء دق مسمار جحا في ستوديوهاتها؟
من هذا المنبر , أتوجه بندائي إلى كافة المسؤولين العراقيين, والكل يعلم , بأنّ زمن الشحذ والتصدّق قد ولّى ,وما نطالبه هو الجزء القليل من حقنا في موارد وثروات بلدنا, عمليات السرقة التي تجري اليوم في العراق هي ليست من قبل الناس البسطاء والمسالمين, الكلدواشوريونالسريان وأحزابهم ومعهم الحركة الديمقراطية الأشورية وقناتها ليست سوى ضحايا هذا الفساد الذي إستشرى في جسد الدولة العراقيه , الأحزاب الكبيره ووزرائهم يضربون أرقاما قياسية في نهب و تهريب أموال وموارد هذا البلد , إذن لماذا تستكثرون على الوطن دعم صوت وإعلام شريحة طالت معاناتها بسبب النهج الإنساني الذي سلكته وإرتباطها الروحي بتربة العراق وأهله , واجب دعم الصرح الإعلامي الذي يجمع ويلملم شتات أبناء الشعب العراقي هو دليل إخلاص وإلتزام بالمباديئ المعلنه , و هو ليست منيّة على أحد من أحد , إنها مسؤولية كل من يشعر بحجم حاجة العراقيين إلى الخطاب المتوازن الذي عبره تتحق مشاريع المصالحة الحقيقية .