كاظم حبيب وحمورابي وحقوق الأقليات
من خلال متابعتنا اليومية لما يجري على الساحة العراقية والعالمية من تطورات تخص حقوق الانسان اينما كان! وبشكل خاص الانسان العراقي المبتلي بأمراض مزمنة كثيرة وخطيرة، سَبًبها له حكامه الذين ليس في قاموسهم مفردات حقوق الانسان – الديمقراطية – العدالة الاجتماعية – التعدد والتنوع – تعدد الافكار – تعدد الاديان والثقافات،،،،،،،،،، ونشهد بالله كونهم 10 على 10 في تطبيق الفكر الواحد! والمذهب الواحد والطائفة الواحدة والعشيرة الواحدة وحتى البيت الواحد!!وكنا نشكر الرب ان كانوا يلتزمون بالفكر الواحد والدين الواحد!!!! ولكن انقسموا الى 5 أقسام على الاقل وبدأوا بتطبيق فكر المذهب الواحد! والطائفة الواحدة! وما بينهما من تفرعات! لهذا ابتلى المسلم قبل المسيحي واليزيدي والصابئي واليهودي، وتزداد وتتفاقم المشكلة عندما يؤكد كل طرف انه يملك الحقيقة كلها! نبقى ممنونين ان تم ذلك بالحوار والنقاش الثقافي الحضاري، ولكن نرى على ارض الواقع هناك ميلشيات مسلحة (ملاك الموت) حاضر لتنفيذ اوامر، (القتل على الهوية – مربعات مذهبية – وزارات طائفية – برلمان بالقنادر – 18 حكومة داخل لا حكومة – تكميم افواه دعاة الديمقراطية ومحبي السلام والاكاديميين والعلماء والتقدميين ومؤمني التطور والتنوع والتعدد) وان تجاوزنا نفضح سرقات اموال العراق والشعب – تجارة المخدرات – تجارة اطفال للدعارة – الرقيق – تجار السوق السوداء –(النفط والسلاح) ووونعم هناك بصيص امل على الامد البعيد بالتغيير نحو تحقيق كرامة الانسان العراقي! هناك نور آتي من بعيد يبشر الملايين بالفرح! يصل الفرج سريعاً في حالة رفع ايادي رجال الدين عن رأس السياسة! ويكون هناك تحالف القوى التقدمية والديمقراطية مع الاحزاب والمنظمات المدنية، وتطبيق الدين لله والوطن للجميع، يمكن ان نضع البسمة والفرحة على وجه كل طفل يتيم وعائلة مشردة وارملة مفجوعة، إذن وحدة الصف لكل مؤمن بالاخر هي المفتاح
والدكتور كاظم حبيب / الامين العام لهيأة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق، هو احد البارزين في الدفاع عن حقوق الاخرين، حيث وجه رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية ونائبيه (موقع الناس 8 / 11 / 2008) حول القرار المجحف بحق الاقليات بخصوص تمثيلهم في انتخابات المحافظات، ولا يتوانى هذا الانسان ومعه كافة الشرفاء والطيبين من مختلف الافكار والاتجاهات في الوقوف مع الحق ضد الباطل مهما كان مصدرالظلم!
وها هي منظمة حمورابي لحقوق الانسان بالتعاون مع منظمة التضامن المسيحي قامت بحملة توزيع المساعدات لـ 400 عائلة مشردة في سهل نينوى وعوائل الشهداء ايضاً (نركال كيت 8 / 11 / 2008) انه تضامن نصفق له عالياً، لا بل ننحني امام هذا الجمال الذي ربط بين كافة مكونات شعبنا من خلال وضع الطمأنينة وزرع الامان في نفوس عوائلنا المضطهدة، انه نموذج حي نضعه امام الفكر المنغلق، والحزبي الضيق، والمذهبي المريض، والطائفي اللعين، عسى ولعل!
كما ننحني امام تكاتف هؤلاء الاحرار من مختلف الاديان والاحزاب والمنظمات الحكومية والمجتمع المدني والمستقلين الذين قدموا ولا زالوا يقدمون ويضحون بمالهم وفكرهم واقلامهم الشريفة للذود عن الحق والكرامة والقيم الانسانية النبيلة، فطوبى للبطن التي حملتكم ايها الاحرار! لتقديمكم كأس ماء بارد لطفل في حر الصيف!
انكم بحق تستحقون كل الحب
عندما نرى هذه اللوحة الجميلة التي رسمها مجموعة من الرسامين بريَشِتهم البيضاء والحمراء والصفراء والخضراء! انها الوان قوس وقزح - الفرح! اليست الايقونة التي تعبر عن تضامن وتكاتف واتحاد الانسان مع انسانيته؟ والاخ يعانق اخاه، والفكر بجانب زملائه، والدين بسلسلة ربه! والقِيًم متواصلة مع بعضها بالوجدان، منتجة الفرحة والامان للجميع؟ انها رائحة الحياة، بلسم كل مريض مكتوي بأمراض العصر (الدكتاتورية والتزمت والعنصرية) فهل يكفي هذا؟ ها هو مجلس الرئاسة يوافق على قرار مجلس النواب المجحف بحق الاقليات! بعد ان اعلن الرئيس جلال الطلباني انه لن يوقع على قرار مثل هذا يهمش المسيحيين! اذن نحن امام مطرقة السياسة وجاكوج الدين! والناتج طنين يصم الاذان ورائحة المؤامرة الكريهة تزكم النفوس!
انظر سيدي د.كاظم حبيب! ان كانت الحكومة والبرلمان موفرة الامان والماء والكهرباء ومعيشة راقية وعمل للعاطلين! وهناك سيادة وحرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية، كنا نقول هناك حكومة حقاً! ولا يمكن في مثل هذه الحالة ان تتخذ مثل هذه الاجراءات التعسفية! ام بالعكس ان باجراءاتها هذه تريد صرف الانظار عن الاخفاقات في جميع المجالات!؟ ولكن حكومتنا غير قادرة على حماية نفسها ولا نقول اكثر! واليوم استقوت بهضم وسلب حقوق الأقليات! ناس اصليين! دعاة سلام! مؤمنين بالاخرين! محبين للجميع! وحكمة وقوة برلماننا ظهرت فجأة وتحولت الى ظلم وسلب حقوق بوجه جزء من الشعب المسالم! وبدأ العالم يخاف من قوة حكومتنا ومصداقيتها وعدالتها! مما حدى بأمريكا وايران ودول الجوار عقد مؤتمر عام لبحث اسباب القوة الكبيرة والعظيمة المفاجئة التي ظهرت بها الحكومة العراقية هذه، وتم دراسة موضوع آخر فرض نفسه على المؤتمر وهو حماية ومساعدة الدولة العراقية في رفع الزبالة من الشوارع لعدم تمكنها من ذلك!!!
نريد حياة حرة كريمة وهذه لا تتحقق الا بوحدة الصف والكلمة والقرار
ونسأل بمرارة د. كاظم حبيب وزملائه الكرام : لماذا تنتصر القوى اليمينية الدينية المتعصبة دائماً!؟ أين الخلل؟ هل الخلل في القوى التقدمية والتحررية! ولماذا؟ اذن سيطرة الحزب الحديدي هو الحل! اوبديله سيطرة احزاب وافكار عدة حديدية - منغلقة؟ ام نبقى ندور وندور وراء الحمار والى متى؟
الى / دستور جديد أيها الشعب
shabasamir@yahoo.com