كلمة الرئيس أوباما بمناسبة اليوم الوطني واليوم القومي للخدمة والذكرى 2009
12/09/2009شبكة اخبار نركال/NNN/
من خلال الحديد الملتوي لبرجي مركز التجارة العالمي، ومن بين جدران البنتاغون المتصدعة، ووسط الدخان المتصاعد في حقل في جنوب غرب بنسلفانيا شعّت ساطعة وطنيةُ الشعب الأميركي ومرونته يوم 11 أيلول/سبتمبر 2001. فقد وقفنا شعبا واحدا متحدين في إنسانيتنا المشتركة وآلامنا المشتركة. لقد تألمنا حزنا على أولئك الذين أُزهقت أرواحهم وتذكرنا ما ألّف بيننا كأميركيين.
واليوم نكرم ذكرى الأرواح التي فقدناها قبل ثماني سنوات. ففي نهار يوم من أيام أيلول/سبتمبر استقل رجال ونساء وأطفال أبرياء طائرات قاصدين شؤونهم كما اعتادوا مرارا من قبل. غير أن أعمالا إرهابية لم تكن تخطر على بال جلبت المأساة والخراب والألم والخسارة للناس في كل أرجاء وطننا وفي العالم.
وإننا إذ نكرم ذكرى الأحبّاء والأصدقاء والإخوان المواطنين وكل الذين لقوا نحبهم، نجدد تأكيد التزامنا بالأفكار والمثل التي وحّدت الأميركيين بعد الهجمات. ويتحتم علينا أن نلقي القبض على كل أولئك الذين ارتكبوا تلك الجرائم الشنيعة ونسعى في سبيل العدالة من أجل أولئك الذين قتلوا وندافع للحماية ضد كل الأخطار التي تهدد أمننا الوطني. كذلك يجب علينا إلزام أنفسنا من جديد بالمبادئ التي تأسست عليها بلادنا. يوم 11 أيلول/سبتمبر يذكّرنا بأن مصيرنا كأفراد مرتبط بمصير بلدنا. وديمقراطيتنا تتقوى عندما نتمسك بالحريات التي بُنيت عليها بلادنا، وهي المساواة والعدالة والحرية والديمقراطية. فهذه المبادئ تجسّد الوطنية والتضحية التي نحيي ذكراها اليوم.
بروح تلك الوطنية ذاتها أدعو كل الأميركيين إلى الانضمام لخدمة المجتمع وتكريم الأرواح التي فقدناها والأبطال الذين استجابوا في ساعة حاجتنا والرجال والنساء الشجعان في الخدمة العسكرية الذين يواصلون حماية بلدنا في الداخل والخارج . في نيسان/أبريل، كنت فخورا وأنا أوقع قانون إدوارد إي كينيدي لخدمة أميركا الذي شارك في وضعه الحزبان ويعلن 11 أيلول/سبتمبر يوم خدمة وطنية وذكرى. ويوم الخدمة الوطنية والذكرى الذي انبثقت فكرته عن أفراد الأسر التي فقدت أحبائها في 11 أيلول/سبتمبر، هو فرصة لتحية أبطال 11 أيلول/سبتمبر واستحضار روح الوحدة والتعاطف التي كانت مصدر إلهام لبلادنا بعد الهجمات، ولتكريس أنفسنا من جديد للخدمة المستدامة لمجتمعاتنا.
لقد التقى في الصيف أناس من كل الأعمار والمشارب واتحدوا معا في مد يد المساعدة في مجتمعاتهم من خلال برنامج "نخدم متحدين." وإذ يوشك صيف الخدمة هذا على نهايته، فإننا نجدد الدعوة للجميع كي يشاركوا في نشاطات خدمية هادفة وذات مغزى، وأن يظلوا مشاركين في تلك المشاريع طوال السنة. فبعملنا معا نبشر ببدء عهد جديد يشكل فيه العمل التطوعي والخدمة أسلوب حياة بالنسبة لكل الأميركيين. فباستمدادنا القوة من المأساة نستطيع كتابة الفصل التالي الباهر من تاريخ بلدنا ونضمن استمرار أجيال المستقبل في التمتع بالوعد الأميركي.
بموجب قرار مشترك (القانون العام 107-89) الذي تمت الموافقة عليه في 18 كانون الأول/ديسمبر 2001 أعلن الكونغرس يوم 11 أيلول/سبتمبر من كل عام "يوما وطنيا" وطلب بموجب القانون العام 111-13 الذي تمت الموافقة عليه في 21 نيسان/أبريل 2009 الاحتفال بيوم 11 أيلول/سبتمبر سنويا باعتباره يوما معترفا به كيوم قومي للخدمة والذكرى.
والآن، وبناء على ذلك ، فإنني باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، أعلن هنا يوم 11 أيلول/سبتمبر 2009 يوما وطنيا ويوما قوميا للخدمة والذكرى. وأدعو كل وزارات ووكالات الولايات المتحدة ودوائرها إلى تنكيس علم الولايات المتحدة في اليوم الوطني واليوم القومي للخدمة والذكرى تكريما للأشخاص الذين فقدوا حياتهم نتيجة للهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة التي وقعت في 11 أيلول/سبتمبر 2001. وأدعو حكّام الولايات المتحدة وكومنولث بورتو ريكو والمؤسسات المعنية والأشخاص المعنيين إلى المشاركة في هذا التكريم. وأدعو شعب الولايات المتحدة إلى المشاركة في الخدمة المجتمعية تكريما لأولئك الذين فقدتهم بلادنا وإحياء هذا اليوم باحتفالات ونشاطات أخرى بما فيها الصلوات والمشاركة في لحظة صمت ابتداء من الساعة 8:46 صباحا بالتوقيت الصيفي لشرق الولايات المتحدة تكريما للضحايا البريئة التي قضت نتيجة للهجمات الإرهابية في 11 أيلول/سبتمبر 2001.
بشهادة الشهود، أضع بيدي توقيعي هنا في هذا اليوم العاشر من أيلول/سبتمبر في السنة الألفين وتسع ميلادية، والسنة المئتين والثالثة والأربعين لاستقلال الولايات المتحدة الأميركية .
باراك أوباما