كلمة للدكتور اياد علاوي رئيس كتلة العراقية
20/12/2010شبكة أخبار نركال/NNN/
وجه الدكتور اياد علاوي رئيس كتلة العراقية، كلمة الى الشعب العراقي ، فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء الشعب العراقي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمر العراق الآن بمرحلة غاية في الأهمية من تأريخه الحديث، فبلدنا الحبيب ما زال يواجه ضعفاً على الأصعدة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والمؤسسات ما زالت تشتكي الوهن الشديد. لقد استغرقت العملية السياسية وقتا طويلا وشابتها أحداثٌ مؤسفة وإنحرافات قبل الانتخابات وأثنائها وبعدها، بالإضافة إلى التدخل الأجنبي السلبي الذي نعرفه جميعا. وعلى الرغم من كل هذا علينا ان نوجه الاهتمام لقضايا شعبنا الاساسية.
لقد حصلت العراقية بسبب برنامجها على تأييد الملايين من شعبنا الصابر في مختلف أنحاء البلاد، وبمقاعد أكثر من أية كتلة أخرى شاركت في الانتخابات.
وعلى الرغم من هذا وبعد أن تصدت لنا قوى اقليمية وكذلك المحكمة الاتحادية برأيها التعسفي ورغبة الكثير من أعضاء العراقية للمشاركة في خدمة الشعب ومن أجل سلامة شعب العراق ووحدته وتحقيق التقدم الوطني والسلم الاهلي، وهو ما كان وسيظل دائما أهم أولوياتنا، فقد اخترنا نحن في كتلة العراقية التنازل عن حقنا الدستوري والانتخابي في تشكيل الحكومة الجديدة، شرط أن يتم احترام الاتفاقيات السياسية التي تم التوصل إليها في العاشر من تشرين وفق مبادرة الأخ مسعود البارزاني الايجابية وفي مقدمة ذلك اعتماد مباديء الشراكة الوطنية الفعلية في ادارة الحكم وتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية وبناء الدولة، واحتراماً لآمال ملايين العراقيين الذين صوتوا لصالحنا والذين لن ننسى أبدا أصواتهم التي شرفونا بمنحنا إياها وائتمنونا عليها.
نحن في كتلة العراقية سنقوم بدورنا الفعال والمنتج والمتعاون وفي إطار النوايا الحسنة وتدعيم أواصر الثقة طالما وجدنا صدى لهذه الروح من شركائنا في العملية السياسية، التزاماً بالاتفاقيات التي تم اعتمادها وسنقوم بهذا في مواقع المسؤلية كافة، والتي سيضطلع بها أعضاؤنا بما يتوافق مع حقوقنا الانتخابية، وسوف نقوم بدورنا في قيادة مجلس النواب الجديد، بيت الشعب ومعقل آمالهم، لتمرير التشريعات والاصلاحات اللازمة والرقابة المسؤولة على السلطة التنفيذية لتحسين حياة جميع العراقيين.
وسنقوم بدورنا في قيادة المجلس الوطني للسياسات العليا كما تم إقراره وإقرار هيكليته وصلاحياته ليكون رائداً في دوره، وفقا لاتفاقية الشراكة الوطنية الحقيقية في قيادة السلطة السياسية. علماً ان هذا المجلس لا يهدف إلى إضعاف أو تقويض السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ولكن الى تقويتها عن طريق القيام بدور ضامن لدفع البرامج والاصلاحات المتفق عليها في مجال السياسات العليا والعمل على تحقيق التوافق السياسي وكمؤسسة مهمة لممارسة الشراكة الوطنية الحقيقية.
أخواتي وأخواني الاعزاء،
لم ولن يكن هدف كتلة العراقية هو الحصول على مناصبٍ لأعضائها، فجميعهم من القادة الوطنيين الأكفاء، حيث سعت الكتلة دوماً إلى تحقيق المشروع الوطني في العراق وتحقيق آمال العراقيين. ومن هذا المنطلق، نود أن نهنيء الأخ جلال طالباني لانتخابه رئيسا للجمهورية والأخ أسامة النجيفي على انتخابه رئيسا لمجلس النواب والأخ نوري المالكي لاختياره من قبل السيد رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة الجديدة بصفته رئيسا للوزراء آملين لحكومته كل النجاح. ونود أيضا أن نشكر كل السياسيين الذين دعموا بجهد وموضوعية هذا العمل.
إن العقبات التي نواجهها اليوم هي كبيرة وخطيرة، ولعل أفضل الطرق للتغلب على هذه العقبات هو العمل معا بصورة بناءة لتحقيق الأهداف المرجوة وأن نذلل الصعاب ونطوي سجل الخلاف والاختلاف بصورة سلمية ومحترمة وفي إطار الديمقراطية الحقة وبناء المستقبل المشرق واللائق.
عاش العراق والرحمة لشهدائنا والعزة لشعبنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته