Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

كنيسة المشرق بجميع فروعها بحاجة اليوم إلى خدام مصلّين

على الخادم أن يكون رجل الصلاة، فالصلاة هي أقوى سلاح له، والعظة الحقيقية هي التي تولد في المخدع. كما أن الخادم الحقيقي هو الذي ينشأ في المخدع، ويستمد حياته وتعاليمه ومواعظه من عشرته السرية مع الله. هو الذي يتثقل ويتمخض ويذرف الدموع في محضر الله. فالصلاة تصنع الرجال القديسين.

ان المنبر يفتقر في هذه الأيام إلى الصلاة. وكبرياء العلم من شأنها أن تضعف قوة الصلاة. لقد أصبحت الصلاة مجرد فريضة تؤدي لاستكمال العبادة، وليس للصلاة القوة والتأثير على المنبر الحديث كما كان لها على حياة بولس الرسول، أو خدمة بولس، وكل خادم لا يعطي للصلاة الاهتمام اللائق بها في حياته، وفي خدمته يصبح عاجزاً، وضعيفاً، وغير نافع بالنسبة لامتداد ملكوت الله على الأرض.

لقد وضع الله كل أمجاد الإنجيل تحت تصرف الإنسان، فما على الخادم، أو المؤمن المسيحي الحقيقي، إلا أن يأخذ الرسالة من الله ويوصلها للإنسان، وما الرسول اليوم إلا القناة التي ينساب داخلها زيت النعمة الإلهية. وعلى القناة أن تكون مفتوحة وليس بها ثقوب حتى يتدفق منها الزيت دون أن يفقد منه شيء.

ان نجاح رسالة الإنجيل يتوقف على أولئك الذين ينادون به. وحين يعلن الله أن " عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه "، فهو يريد أن يرينا أهمية البشر بالنسبة له واعتماده عليهم كالقنوات التي توصل قوته للعالم.

نحن معرضون لأن نفقد هذا الحق الثمين وسط زحام العالم المادي الذي نعيش فيه، ومتى فقدت الكنيسة هذا الحق فانها تسقط في الاضطراب. ان الكنيسة في هذه الأيام لا تحتاج إلى تنظيمات، أو اختراع طرق أحدث، بل إلى رجال مؤمنين يمكن أن يستخدمهم الروح القدس. رجال مصلّين، رجال مقتدرين في الصلاة، فالروح القدس لا يحل على الأشياء بل على البشر، البشر المصليّن.

والرسول في نظر الله أهم من الرسالة نفسها، والخادم أهم من العظة، لأن الخادم هو الذي يصنع العظة، وكما ان لبن الأم هو عصارة حياتها كذلك العظة هي خلاصة حياة الخادم، فالوعظ لا يكون وليد الساعة، بل هو النبع الفائض من الحياة، وقد يستغرق تكوين عظة واحدة عشرين عاماً، لأن الخادم يحتاج لتلك المدة، والعظة الحقيقية جزء لا يتجزأ من حياة الخادم، فهي تنمو بنموه، وتتقوى حين يتقوى هو، وتمتلئ من روح الله حينما يمتلئ هو منه.

وحين قال الرسول بولس : " إنجيلي " لم يكن يقصد ملكيته للإنجيل، أو أن يفتخر بما كتبه، بل أن الإنجيل قد ملك على قلبه وملأ حياته وتجسم في أعماله فأصبح صورة مطابقة لحياته.

أين هي مواعظ بولس ؟ انها مجرد كلمات متناثرة ألقاها بولس أيام حياته، ولكن الرسول بولس – وهو أعظم من عظاته – لا يزال حياً بشخصيته، ومواقفه وآثاره الخالدة في الكنيسة. فالوعظ مجرد صوت، وقد يختفي الصوت وتنسى العظة من الذاكرة، ولكن القس يبقى حياً.

الخاتمة
لا يمكن للعظة، أو الكرازة أن ترتفع عن مستوى الكارز، فالخدام الأموات يلّقون مواعظ ميتة، والمواعظ الميتة تقتل السامعين، كل شيء يتوقف على شخصية الخادم وحياته الروحية.

ليتنا اليوم نصلي بحرارة حتى تتحق لنا كل مواعيد الله المختصة باستجابة الصلاة.

ابن الرافدين
الراهب آشور ياقو البازي

للمزيد انقر على هذا الرابط

http://albazi2009.ba7r.org
منتدى البازيين
منتدى أحفاد سومر وأكد وبابل وآشور
أو على هذا الموقع الجديد

www.baznaye.com

منتديات البازيين ( ( baznaye
ملتقى أبناء البازيين في الوطن والمهجر، و أبناء امتنا، وأبناء العراق كافة، وجميع أصدقائنا من مختلف البلدان.
Opinions