كنيسة سيدة النجاة أم الشهداء والصديقين
نعم وبلا ذنب ومن دون أية رحمة استهدفوا المؤمنين وهم يصلون (والأطفال يسبحون لأنهم ملائكة على الأرض ) إلى الرب يسوع المسيح له كل المجد وعلى مذبح الرب سبحانك يارب جل وعظم شأنك ---!!!!نعم أن كنيسة سيدة النجاة أصبحت بحق أم الشهداء والصديقين وانضمت إلى قوافل أمهات الشهداء والصديقين من قبلها وأكيد ستكون إن لم نقل في مقدمة تلك القوافل ستكون في صدرها لان أبناؤها استشهدوا بطريقة إجرامية لم يشهد التاريخ لها مثيل والقائمون بذلك العمل الجبان مجرمون من نوع خاص وبعيدين عن كل القيم الإنسانية لا بل وحتى الحيوان عندما لا يجد مجابهة أو مقابلة من ضحيته يتركها في سبيل حالها ---!!!!!
إذن من إي صنف كنتم يا مجرمين ----؟؟؟ كما وان مثل هذه الجرائم ليست جديدة بحق المسيحيين لا بل التاريخ مليء ليس فقط على هذه البقعة من المعمورة بل في المعمورة كلها كان المسيحيين يذبحون لا لشيء بل لأنهم مسيحيين ----!!! مجازر عديدة اتخذت بحقهم بين الحين والآخر ابتداء من ظهور المسيحية ومرورا بشهداء المشرق والى يومنا هذا وستستمر هكذا أيضا (ستكونون مضطهدون من اجل اسمي)-- وفي العديد من المجازر التي كانت تنفذ بحق المسيحين كانوا يطلبون منهم ان ينزعوا ثيابهم بالكامل قبل إعدامهم فكانوا اباؤكم وأجدادكم يردون عليهم نعم بامكانكم ان تفرضوا وتنفذوا اوامركم بأن نخلع ثيابنا ولكنه يستحيل عليكم وعلى امثالكم بكل مواصفاتهم وجبروتهم ان تنزعوا ايماننا بالرب يسوع المسيح من نفوسنا وقلوبنا لانه ذخيرة من ذخائر نفوسنا ومن اعلاق قلوبنا فلا تستطيعوا فعل ذلك مهما حاولتم وبكل وسائلكم وقوتكم ---!!!!!
وللأمانة والتاريخ اذكر ما قالته لي إحدى المصابات في مذبحة كنيسة سيدة النجاة والراقدة في مستشفى ابن النفيس حين قيامي بزيارتها باسم مكتب بغداد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري عندما سألتها عن صحتها واحوالها وحالتها النفسية والمعنوية حيث قالت لقد زاد ايماني وتقوىّ اكثر بالرب يسوع المسيح وتعلقي بارض ابائي واجدادي الوطن الام اكثر واكثر وحالتي الصحية والحمد لله في تحسن ومعنوياتي عالية جدا -----
وقبلها قد رد الاب الشهيد ثائر وعلى مذبح الرب داخل الكنيسة موضوعة البحث على احد المجرمين عندما اتهمه بانه كافر (انا لست كافر انا اؤمن بالله وانتم الكفرة لاغيركم) واستشهد-----!!!!
ايتها الكنيسة المجيدة الخالدة ارى انه من الجدير بالذكروضروري ايضا ان أذكر مقولة للحبرالاعظم الراحل يوحنا بولص الثاني في احدى زياراته الى كنيسة لا يحضرني اسمها حيث التقى بمجموعة من الاباء الكهنة وفي سياق الحديث طلب منهم ماذا تقولون عن الكنيسة فأجابوه انها كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية فرد عليهم و(مضطهدة ) ---!!
وبالمقابل ايتها الكنيسة المجيدة ان ابناؤك من الشهداء سيكونون في مقدمة قوافل الشهداء والصديقين من قبلهم ويجب ان يعمل لهم مزارات يكتب عليها أسماء هذه الكوكبة المؤمنة من شهداء الرب وعلى مذبح الرب والناس يقومون بزيارتها في كل مناسبة وحين ويخلدهم التاريخ هنيئا لكم اعزائي هكذا شهادة (لانه هل يوجد شهادة اعظم واعلى من ان يستشهد الانسان والطفل البريء على ايدي مجرمين لايشهد لهم التاريخ مثيلا ومن دون اي ذنب والاكثر من ذلك كله وهم يصلون ويسبحون للرب وعلى مذبح الرب ------؟"؟؟؟؟؟) لابل وفي جميع ارجاء العالم اقيمت صلاوات ودعوات ومن مختلف الديانات والاجناس وهي تدعوا الباري عزوجل وجل ان يرحمهم برحمته ويسكنهم فسيح جناته خالدون -----!!! اكرر هنيئا لكم هذه الشهادة وبدل البكاء والنحيب والحزن يجب ان يقدم لكم الفرح والزغاريد لأنكم أحياء مع الرب يسوع المسيح (من أمن بي وان مات فسيحيا)
هذا جانب والجانب الاخر هو ان على ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ان يعوا اهمية وخطورة هذه المذبحة بكل صفاتها وتفاصيلها لكي لاتكون حادثة عابرة تبدأ وتنتهي بالاستنكار والشجب لابل عليهم ان يعوا جيدا ان مثل هذه المؤامرة القذرة يجب ان تدرس وتناقش من جميع الوجوه وليست فقط اربعة اوسبعة مجرمين قتلى دخلوا هيكل الرب وفعلوا ما فعلوا لابل ان على المفكرين والعقلاء ودعاة من ابناء شعبنا ان يأخذوا في حساباتهم ان مثل هذا الاجرام لايستطيع الذين نفذوه من دون تخطيط مسبق وتهيئة جدية وتحقيق أهداف أقول قد لا يستبعد ان يكون خلفها دول ومن اغراضها أفتعال واشعال حرب طائفية( لكن الشعب العراقي العزيز اكثر وعيا من محاولة الاشرار ) وأجبار ما تبقى منا على ارض وطن الأم (العراق العزيز) للهجرة وأقتلاعنا من جذورنا والا لماذا هذه الصيغة وبهذه الكيفية وعلى هذه الشاكلة لأننا على الدوام كنا ولازلنا الحلقة الاضعف والمعانات والمظالم الاكثر ---!!!
اذن ماهو المطلوب من اخواننا وابناؤنا المسيحيين بعد هذه الحادثة المتميزة وأن الجميع شهدوا شجاعتهم في مواجهة الحادث والحضور بجموع هائلة كل المراسيم التي اقيمت على ارواح شهداؤنا الابرياء ومسيرات التشييع رغم طول مسافتها ودموعهم التي امتزجت بدموع العراقيين جميعا ودور كنائسنا وما قدموه ابناؤنا من خدمات كبيرة كل هذا يجعلنا ان نزيل القلق من نفوسنا وان نكون حكماء في اتخاذ القرار والفحص الدقيق لمغريات الهجرة وبعقل بعيدا عن العواطف لان خيار الهجرة واقراره صعب جدا جدا ويجب ان لايعتمد على وعود الاهل والاقارب وغيرهم في اتخاذ مثل هكذا قرار وترك الوطن الام ---
كما قد لاتخلوا من اغراض سياسية آنية كل هذه الاحتمالات وغيرها وارد وهي كثيرة جدا لامجال لتفصيلها هنا يجب ان تأخذ في الحسبان من قبل المعنيين
وفي الختام لايسعنا القول الا (ان لله في خلقه شؤون) ودعائنا ورجائنا منه ان يرحم شهدائنا الابرار برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جناته ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان ولجرحانا الشفاء العاجل يارب وان يتحقق الامن والامان في العراق في كافة ربوعه وان يأخذ بيد المسؤولين لكي يختاروا الطريق والاسلوب الامثل لقيادة البلد لضمان مستقبل العراق العزيز وايقاف نزيف الدم لكي ينعم الجميع بأمان وسلام ويعود الامل لبناء بلدنا ليأخذ مكانه الصحيح بين الدول ---انك على كل شىء قادر قدير يارب العالمين
عادل فرج القس يونان
بغداد - العراق