كهنتنا الأفاضل رفقا برعاياكم فهم عراقيين اصلاء قبل أي شيء
كنت قد كتبت في الماضي موضوع تحت عنوان (ميليشيا كاكا سركيس جيش من زجاج لقائد من طين ) والذي تحدثت فيه عن الدور السيئ الذي تلعبه الميليشيات في زعزعة امن واستقرار العراق حينها وكيف كان لتلك الميليشيات ثقل لا يحتمل يزيد العبء على كاهل المواطن العراقي ليغوص في مستنقع التفرقة والعداء والطائفية العمياء والكل كان يتسابق في المجاهرة بالعمل تحت راية الدين والأيمان والجهاد في سبيل الله . كما كنت قد ركزت في ذلك الموضوع على وجود حركة تقودها بعض القوة النافذة في المنطقة وتحديدا في سهل نينوى هدفها إدخال المسيحيين إلى معمعة الميليشيات تلك , والحجة المزعومة كانت لحماية الأديرة والكنائس , مستخدمين مرتزقتهم من رجال الدين كأداة للترويج عن تلك المختطات محولين كنائسنا إلى مقرات حزبية تسجل فيها أسماء المنتمين إلى تلك الميليشيات والتي كان هدفها الأول والأخير هي جمع أبنائنا من الكلدان السريان الآشوريين تحت راية الغريب ليكونوا توابع يأتمرون بأوامرهم ويحققون أهدافهم التوسعية في المنطقة . ولكن ولأسباب غير معلومة توقفوا عن تنفيذ تلك الخطط وتراجعوا عن تحقيق ميليشيات مسلحة خاصة بالمسيحيين.واليوم بعد أن دار دولاب الأيام وأخذت الحكومة العراقية خطوات جادة لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب العراقي فضربت بيد من حديد من ضربت من تلك الميليشيات وأقصت الآخر وحلت هذا وأوقفت ذاك لتعطي للعراق حقه في قيادة نفسه وإدارة شؤونه ومنحت شعبه حقه في أن يثبت نفسه كشعب واحد بعيد كل البعد عن الطائفية والتفرقة القومية والدينية, فما يحدث الآن من خطط فرض القانون والسيطرة على زمام الأمور في العراق هو كمحاولة من حكومتنا لجعل العراق أن يكون لكل العراقيين لا أن يكون مقسما حسب الأكثر أو الأقوى أو الأكثر موالاة للقوة الخارجية بل هو للأكثر إخلاصا للعراق وأرضه وحريته وتاريخه وشعبه بكافة مكوناته. إن خطوات ومبادرات حكومتنا الآن في حال إن استمرت ونجحت وثبتت على نجاحها في تحقيق أهدافها فسيكون خيرها للعراق ككل من شماله حتى جنوبه وهي بمثابة دعوة مفتوحة للعراقيين جميعا كي يثبتوا عراقيتهم أولا وأخرا وقبل أي شيء وعلى حساب مصالحهم الشخصية والعرقية والطائفية والقومية أي أن الذي يؤمن بالعراق فليثبت انه عراقي الآن وقبل أي وقت آخر.
إن الدعوة الموجهة من قبل حكومة المالكي للمسيحيين بصورة خاصة كي ينتمون إلى الشرطة المركزية لحماية الأديرة والكنائس لهي خطوة كبيرة لتحقيق انتماء المسيحيين لأرض العراق وتاريخه وهي برهان واضح للذين يراهنون على إن المسيحيين ما هم إلا مجرد ضيوف لا أكثر على ارض العراق أو هم مجرد أقليات يستخدمون كورقة رابحة لتجميل صورة بعض القوة السياسية ليظهروا للعالم أنهم يدعمون الحريات ويطبقون الديمقراطية حتى إن كانت صورية أو كما يفكر البعض الآخر من الجهلة والمتخلفين والرجعيين أن المسيحيين وبسبب ديانتهم المسيحية هم مجرد عملاء موالين للغرب المسيحي وبان العراق وكرامته وحقوقه وحريته لا يعنيهم بأي شيء . فتلبية مثل هكذا دعوة موجهة من حكومة المالكي أهميتها الكبيرة للمسيحيين كي يبرهنوا خطأ تلك الأفكار المتخلفة ضدهم والمبنية على الجهل المشحون من قبل هذا الطرف أو ذاك والتي لا ترغب للمسيحيين إلا أن يكونوا ضعفاء مهمشين متقوقعين في دائرة العملاء أو التوابع والخونة . لقد أخذت هذه الحكومة خطوات جبارة وجريئة لضرب من يثبت نفسه بقوة السلاح والترهيب فلا بد لكل من يرغب إثبات ولائه للعراق أن يساند مثل هذه الجهود الرامية لأعمار العراق أولا لا أن يقف حجر عثرة أمام تحقيقها والحد من استمرار هذه الجهود وهذا بالضبط ومع كل الأسف هو الموقف الذي اتخذه المرتزقة من كهنتنا المسيرين من قبل من وهبوهم الأموال فبعد أن تطوع عدد لا باس به من أبنائنا من الكلدان السريان الآشوريين المسيحيين في سلك الشرطة وبعد أن وزعوا لاستلام مهامهم في كنائسنا تفاجئوا بالرفض القاطع من قبل كهنتنا الأفاضل وكل واحد منهم يحمل في كيس أكاذيبه جملة من الأسباب لرفض هذه الشرطة المركزية ولعل ابرز تلك الأكاذيب هو الذي قدمه كهنة كنيسة القديسة شموني في تلكيف والتابعة لكنيسة المشرق الآشورية حيث تحججوا بان أفراد الشرطة المرسلة إليهم هم من الطائفة الكلدانية ( و في الحقيقة كان أغلبيتهم الساحقة من أبناء رعية تلك الكنيسة نفسها أي كنيسة المشرق الآشورية ) لنكون بهذا التصرف أو الحجة أمام جريمة ترتكب بحق أبنائنا من الكلدان السريان الآشوريين وكنيستنا المقدسة بكافة طوائفها فمنذ متى كانت قد حرمت كنيسة المشرق الآشورية الكنيسة الكلدانية كي يحجج بمثل هكذا أكاذيب ؟ ( والإجابة على هذا يجب أن تطلب من قداسة البطريرك مار دنخا الرابع شخصيا كي يكون الجميع على بينة من هذا الأمر ) والاهم من هذا الأمر هو أن هؤلاء رجال الدين هم ذيل قصير من مجموعة أذيال كثيرة ضمن المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والذي يدعي بوحدة أبناء امتنا من المسيحيين ويدعو إلى توحيد اسمهم وما هذا التصرف والكلام الغير مسؤول إلا بمثابة إثبات واضح وصريح عن حقيقة نوايا هذا المجلس ونوايا مسانديه ومموليه , وغيرها الكثير والكثير من الحجج الواهية والتي لا تستند إلى أي وجهة حق , أما السبب الرئيسي والمهم في الإصرار على رفض كهنتنا مشروع انتمائنا لأرض العراق وحكومته المركزية والذي لا يتجرؤون بالبوح بتلك الحقيقة هو أن مموليهم لا يرغبون بربط اسمنا بحكومة العراق المركزية بل يرغبون بربطنا بهم كي نكون تحت إمرتهم وتوابع ضعاف لهم فمنذ اللحظة التي أعلنت الحكومة طلبها بإدخال المسيحيين إلى سلك الشرطة وكنائسنا تحولت إلى مقرات للأحزاب التي تمول كهنتنا الأفاضل والتي تحاول إشباع طمعهم وجشعهم اللامحدود ليكون مقابل تلك الأموال هو عقد الاجتماعات الحزبية وعلى ارفع المستويات المسؤولة في كنائسنا وليصدروا أوامرهم الصارمة والحازمة لكهنتنا المسيرين المباعة حريتهم مسبقا بان يرفضوا دخول تلك الشرطة إلى كنائسنا حتى أن من قبل بهذه الشرطة من قبل بعض الكهنة عاد ورفضها بسبب التعليمات الحزبية التي استلمها من قبل مموليهم وكأن تلك الشرطة شكلت من قبل حركة طالبان المحظورة لا من قبل حكومة العراق المركزية لتنبذ بهذه الصورة أو كأن انتمائنا إلى حكومة العراق المركزية هو إرهاب يجب إيقافه والحد منه أو انتمائنا لغير ممولي كنائسنا هو خيانة عظمى يجب أن نعاقب عليها
هذه هي الحرية التي يطالب بها كهنتنا أن تحقق لنا, وهذا هو المستوى الذي يريدون منا أن نقف عنده فهم يرغبون بجعلنا مجرد ظلال لمموليهم لا نظهر للعلن وللعالم إلا عندما يسلط عليهم الضوء لنظهر نحن ملتصقين بإقدامهم فيتباهون بالحرية والديمقراطية الممنوحة (للأقليات ) هذا الاسم الذي يرون فيه بأنه أقصى حد لحقوقنا . هذا هو الوضع الذي يرضي الفاسدين من كهنة كنائسنا وهو أن نكون منضوين تحت اسم مليشيات لشخصيات مصنوعة من طين لتبهر الراكضين خلف المادة لا إلى تثبيت حقوقنا المشروعة في دولة العراق الحديثة . فنحن يجب أن نثبت للجميع وبكافة الطرق المتاحة إننا مواطنون عراقيين من الدرجة الأولى وولائنا هو للعراق أولا وأخرا وإننا مشمولين بواجباته كما حقوقه لتكون أفراحه أفراحنا وأحزانه أحزاننا ونكون نحن له مناصرين ومساندين كي ينهض على قدميه ليجتاز غمة الطائفية والقومية وسفك الدماء البريئة والتفرقة على أساس الانتماء للأحزاب القوية , ولعل هذه المرحلة هي من أهم المراحل في تاريخ وجودنا كمسيحيين كلدو آشوريين سريان على ارض العراق فإما أن نكون مع العراق ككل أو أن نكون مع الأجزاء والأقسام وبرأيي الاقتراح الثاني هو ما يلهث كهنتنا ومموليهم إلى تحقيقه وهنا يأتي دورنا نحن كأبناء أحرار لعراق حر فإما أن نتبع كهنتنا ونبقى في الهامش مشتتين ضعفاء نمد لهم أيدينا طالبين منهم العون والشفقة والرأفة أو أن نتحد ونتكاتف كما كنا و تاريخنا شاهد علينا لنكون عراقيين كلدو آشوريين سريان مسيحيين أصحاب حق وارض وتاريخ اصلاء وأقوياء
إذا أليس هذا الذي نراه من رفض للشرطة من قبل كهنتنا ومموليهم هو نقطة التقاء مع الجماعات المسلحة التي تختطف الشرطة وتغتالهم وتزرع لهم العبوات الناسفة والسيارات المفخخة , فلكل واحد من هذه الجهات أسلوبه في رفض مسيرة الدولة لبسط سلطة القانون لكن مع بقاء الهدف واحد
جوني خوشابا الريكاني
7/6/2008
تلكيف
www.alsarkha.uv.ro