كوتا سركيس اغاجان تليها كوتا السيد اثيل النجيفي
كم كنتُ محقأ عندما طالبت المرجعية القومية الكلدانية المتمثلة بالهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية في مقالتين سابقتين لي بأن يقاطعوا انتخابات الكوتا المخصصة للمسيحيين في اقليم كوردستان والتي جرت ضمن انتخابات برلمان اقليم كوردستان التي جرت يوم 25 تموز 2009 ، لأنني كنت على يقين تام بأن يد التلاعب والتزوير والالتفاف على الكوتا وحتى على نتيجة التصويت ستطال الكثير من مراكز الاقتراع .نعم ان انتخابات الكوتا كانت كذبة كبيرة وللأسف انطلت هذه الخدعة ليس فقط على المسيحيين العراقيين عمومآ وعلى الكلدانيين خصوصآ ( عدا كتلة حزب السيد سركيس اغاجان ) بل وايضآ انطلت على الأحزاب الكردية التي ليس لها نصيب في الكوتا المسيحية حيث وقعوا ضحيتها في مسألة عدد المقاعد المحسومة للقوائم المتنافسة في تلك الانتخابات كما راح ضحيتها الكلدانيين بسبب الأمور التي سأتناولها في ادناه.
بإعلان النتائج النهائية تكون الصورة البشعة لمؤامرة انتخابات الكوتا المسيحية في اقليم كوردستان قد اكتملت ، حيث اكتمل المخطط وسارت المؤامرة وفق ما خطط لها، فخرج سيناريو النتيجة التي كانت مقررة سلفآ كما هو حال نتائج الانتخابات في الحكومات الشمولية التي تكرس سلطتها وجبروتها وتسخر كل امكانياتها المادية والاعلامية الضخمة لشراء الذمم وتضليل الناس بالاضافة الى ممارسة سياسة التهديد بقطع الارزاق والمساعدات عن أي منطقة انتخابية إذا فازت فيها قائمة الكلدان الموحدة ، فالنتيجة لم تفاجأني مطلقآ لأنني وكما يقال ان ابو الطبع لا يغير من طبعه مهما تلون ولبس من اقنعة مزيفة لذلك ومنذ تلاعب السيد اغاجان في مواد مشروع دستور اقليم كوردستان وتغييره المادة الخامسة من الدستور بحسب هواه ووفق اجندته الطائفية والحزبية ومن دون أي احترام للمرجعيتين الكلدانيتين الدينية والقومية السياسية منذ تلك اللحظة عرفت ان السيد سركيس اغاجان العضو القيادي في حزب الديمقراطي الكردستاني ووزير مالية الأقليم سوف لا يدخر أي من الوسائل المشروعة والغير المشروعة في سبيل اتمام اقصاء الكلدانيين من كل مؤسسات الأقليم وإذا تمكن من كل مؤسسات الدولة العراقية ، فالذي يستطيع ان يغير دستور اقليم كردستان خلال اربع وعشرين ساعة ألا يستطيع ان يغير نتيجة التصويت في مراكز الاقتراع المنتشرة في عشرات بل في مئات المناطق الانتخابية التي تخضع لنفوذه وسلطته ؟.
ان الكلام عن شفافية انتخابات الكوتا ومارافقها من لعب وتمثيليات مثل مجموع القاسم الانتخابي وفرز الأصوات وغيرها من الخدع والتلفيقات لم تخدع غير اصحابها وبعض السذج معهم ، لأن القضية كانت محسومة مسبقآ و السيناريو المؤامراتي ضد الكلدانيين والسريان كان معروفآ لدى الكثيرين منهم لذلك طالبتهم بمقاطعة تلك الانتخابات الموجهة النتائج مسبقآ .
لم تكتفي قائمة السيد سركيس اغاجان على الاستحواذ على ثلاثة مقاعد من مجموع الخمسة المخصصة للكوتا المسيحية بفضل الأصوات المتأتية من خارج المكون المسيحي وبفضل الامكانيات المادية الضخمة المستقطعة من الأموال المخصصة للشؤون المسيحيين وبفضل قناة عشتار الفضائية التي يتم تغذيتها من تلك الأموال وبفضل موقع السيد وامكانياته المادية وبفضل سلطة الحزب وتعليماته وبفضل ارتشاء الناس والتهديد بقطع ارزاقهم وبفضل محاربة الكلدانيين وقائمتهم الانتخابية ، نعم لم تكتفي قائمة السيد سركيس اغاجان بتلك المقاعد الثلاثة بل ورضخت للتهديدات التي اطلقتها الحركة الديمقراطية الاشورية بأنها تحتفظ بحقها في اتخاذ الموقف المناسب وبما تمليه تطورات الموقف في هذا الشان ( أي شأن تفريغ الكوتا من معناه ) ، ( الرابط ادناه ) . وليس بخافيآ على احد ان عبارة ( وبما تمليه تطورات الموقف ) يعني التطورات الانتخابية وبالتحديد نتيجة المقعد الخامس الذي علق مصيره لأنه كان لقائمة الكلدان الموحدة ، فأدرك السيد و اصحاب الكوتا ومهندسيها مغزى التهديد وما يجلبه من مشاكل ومصائب على رؤوسهم لذلك فقد منح المقعد الخامس لأبن طائفة السيد لتكتمل المؤامرة البشعة وتكون نتيجة انتخابات كوتا السيد 100% لصالح طائفته الاشورية ، وربما اعتقد بأن هذه النتيجة سيكون خير انتقام من الكلدانيين ومرجعيتيهم الدينية والقومية السياسية اللذين اعلنا بكل جرأة وصراحة تمسكهما بهويتهم القومية الكلدانية هذا الاعلان الذي اغضب السيد وابناء طائفته الاشورية .
فبعد انتخابات الكوتا الكارتونية واستحواذ الطرف الآشوري المهيمن على شؤون المسيحيين على المقاعد الخمسة في برلمان اقليم كوردستان اصبح من واجب المرجعيتين الكلدانيتين ( الدينية والقومية السياسية ) اشعار رئاسة البرلمان الكوردستاني ورئاسة حكومة الأقليم وبكل جرأة وصراحة بأن أي قرار او اجراء أو تصريح يصدر من الأفراد الخمسة الحائزين على مقاعد الكوتا المخصصة للمسيحيين في اقليم كوردستان العراق لا يمثل الكلدانيين وبالتالي لا يعبر عن إرادتهم الحرة ، بل هم نتاج مرحلة وظروف صعبة فرضت على شعبنا المسيحي ومعظمهم من نتاج عقلية الألغاء والاستحواذ على خيارات الكلدانيين .
أما اذا يعتقد البعض بأنه بهذه العقلية وبهذه السلوكيات يمكنه ان يدخل اليأس والقنوط في نفوس الكلدانيين فإنه ليس على وهم فحسب بل ايضآ في قمة السذاجة والحماقة ، لأننا لا ننظر الى تلك المقاعد اكثر من كونها طريقة واحدة من عدة طرق لإيصال صوتنا ، ولا ضير إذا حرمنا من هذه الطريقة فلدينا عشرات الطرق الأخرى التي تفوقها قدرة واهمية ، كما لا ننظر الى تلك المقاعد الخمسة التي لا حول لها ولا قوة إلا بحسب ما يتفضل الاخرين عليهم سوى كونها كانت تشير الى المشاركة الرمزية للمكونات الثلاثة في ذلك البرلمان وبما ان كوتا السيد قد حرمت ممثلي الكلدان من تلك المشاركة فيكون التجمع والاتحاد في داخل البيت الكلداني بكافة احزابه وتنظيماته ومؤسساته الدينية والقومية السياسية هو الرد الحاسم والناجح بوجه كل حاقد يحاول النيل من كرامة وخصوصيات الكلدانيين .
نعم بعد مؤامرة كوتا السيد سنزداد اصرارآ على التمسك بقوميتنا وبخصوصياتنا الكلدانية بل وستفتح مجالآ اوسع امامنا لكي نعرّف اخواننا واخواتنا وابنائنا وبناتنا خاصة الأجيال القادمة منهم على طبيعة الحقد الذي يكنه للكلدانيين تجار الشعارات المزيفة وتجار هموم المواطنين الذين اضطرتهم الظروف العصيبة ان يقعوا تحت رحمة من استغلهم وباعهم للآخرين من اجل منافع طائفية وحزبية مقيتة .
واخيرآ نقولها بصراحة تامة ، ان سلطة السيد والطريقة المؤامراتية التي اتبعت في ادارة الكوتا التي حرمت الكلدانيين من استحقاقهم الطبيعي في هذه الانتخابات قد فتحت مجالآ لسلطة السادة في محافظة نينوى على ممارسة ذات الطرق في ادارة الكوتا والانتخابات المقبلة في تلك المحافظة وخاصة في ما يسمى بسهل نينوى وعندها لا يتفاجأ السيد إذا حرمت مشاريعه من ان ترى النور في ذلك السهل كما حرموا الكلدانيين من استحقاقهم الانتخابي في الاقليم الخاضع تحت نفوذ ه وسلطته ، وهكذا يبدو ان السيد وادارته الفاشلة بات ينطبق عليهم المثل القائل " من حفر حفرة لأخيه وقع فيها " فإذا كانت الكوتا في اقليم كوردستان تسمى بـ كوتا السيد سركيس اغاجان ما الضرر إذا اصبحت الكوتا في محافظة نينوى وسهلها ان تسمى بـ كوتا السيد اثيل النجيفي ؟ .
رابط التهديد المبطن
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,326380.0.html
منصور توما ياقو
10August 2009