كي ترى محافظة سهل نينوى النور
أمرٌ مفرح أن تتواصل لقاءات تنظيماتنا السياسيه وفي بغديده هذه المره لتتدارس أحوال ابناء شعبنا (الكلدواشوريين السريان) وعمل ما يتوجب القيام به , والأجمل انهم في جلوسهم على طاوله واحده يزيدوا من لهفة ترقبنا للجديد وتعطشنا لترتيب أوضاعنا وهكذا من إصرارأقلامنا على متابعة تفاعلهم مع هموم أهلنا بشكل عام و موضوع إستحداث المحافظه بشكل خاص , علماً, والحديث عن محافظة سهل نينوى, لم تتعدى بعد كونها مقترحا ينتظر نقله الى حيث يتم البت فيه رسميا,لكن بعد إستكمال ملفه بوثائق وبحوث إحصائية وخطط تطويريه وخرائط إيضاحيه, والأهم من كل ذلك هوتعزيز الملف بخلاصه إحصائية لإستفتاء شعبي يجرىتحت إشراف لجنة وطنية مختصة ويصادق عليها قضائيا .لقد علمتنا الأمم المتقدمه بأن إستحداث محافظة جديده في أي بلد , هو دليل تطور وإهتمام الحكومه بتحسين احوال الناس الذي يعكس الثقه المتزايده ما بين المواطن وبين من يدير دفة الأمور , أما في العراق فالصوره تختلف كليا ,لأن سوط الديمقراطيه في عراقنا الجديد, يطال بالويل والثبور حتى الذي يطالب بكسرة رغيف خبز او توفير بطل كاز, ولأننا في ظل نظام طائفي محاصصاتي, فقد أصبح فيه الشذ عن المألوف نهجا ً يلزم المناضل بإخضاع أبسط مطالب الناس الى فحصها سكوبيا ًتحت مجهره الحزبي لفلترتها وتقييس مدى صلاحيتها طبقا لأجندته القومية والدينيه والمذهبيه .
أما الذي نسمعه من مسؤول هنا او هناك حول المحافظة المزمع إستحداثها, فهو ليس أكثر من تسويق إيماءات شخصيه سواء صدرت من مكاتب الرئاسات أو من الناطق باسم الحكومه ,لكنها تبقى إشارات تحذيريه تنبئنا بأن زرع المطبات أمام المقترح أمر متوقع في حال شق طريقه الى الجهات الرسميه .
عليه, فإن ساستنا المعنيون بالمقترح ولجنتهم المكلفه, ملزمون بتهيأة خطابا جماعيا يحضى بمساندة ممثلي مكونات أطياف المنطقه يمكن بهذا الخطاب دحض إدعاء المتحججين بعزل مكون عن آخر ,أي على الناشط الذي ينشد الإتيان بنتيجه مرضيه أن يتقن طريقة التحرك قبل كل خطوه يخطوها , بمعنى آخر,مطلوب تعبئة شعبيه تساعده في إناطة اللثام عن الحلقة المراد إخفائها وفضح مقاصد كل من يحاول إفشال الفكره أو تجييرها لصالح تياره او فئته ,حينها سيمكننا تعرية إدعاءات المتشبثين بحجة صبغتها المسيحيه الإنعزاليه التي لا تمت للحقيقه بأي صله, وسنكتشف أيضا بأن شماعة حرص المدعين على إبقاء هذا المكون مندمجا بالمجتمع هي كلمة حق يراد منها حرمان الآخر من ابسط حقوقه .
المنطق والعقل يحتمان على المهتم بفكرة إستحداث المحافظة مراعاة أهمية تعزيز الملف وتقويته طبقا لما يسمح به الدستور العراقي قبل الذهاب بالملف الى البرلمان العراقي, وتعزيز الملف يتم بعد تقييم المواقف الرسميه ( الرافضه والمؤيده) بنهج علمي وواقعي آخذين بنظر الإعتبار ربط التصريحات بحيثياتها الحقيقية وليس بشخص المصرح , من هذه الحيثيات هو واقع العراق المتقلــب وفوضى خارطته السياسيه التي تحتم علينا الأستمرار بالمطالبه و عدم التسليم لمزاجية رافض الفكره و لا للحجج الواهيه التي يحاول رافضوا مشروع المحافظه تسويقها بقصد تسويف المطلب .
إن مشكلتنا اليوم كمكون عراقي اصيل يطالب بحقوقه, هي واحده من ازمات العراق الكثيره التي تأثرت سلبا بأجندة المحتل وبما أنتجته ماكنته التي ركزت على إستغلال جرائم النظام السابق وإستثمارها في بلورة عقليه فئويه غالبه زغردت لها الطائفه و إسترخى أمامها الذين جيئ بهم لسدة الحكم , حيث تم إقتياد الجموع تحت يافطات هذه العقليه الفئويه الى الغوص في المظلوميه الاحادية و الى حبس فعالياتهم في أروقة وأرقام بورصات الكعكه العراقيه,أنشطها بورصة التعريب و التشييع والتكريد في جغرافية العراق عموما وفي الأماكن المراد إستحداث المحافظة فيها على وجه التحديد , إذن ليس غريبا ان تكون مضاربات هذه البورصه وتشظياتها سببا يضفي على مواقف هؤلاء الساسة حالة من التذبذب بين متصيّد موافق على فكرة إستحداث المحافظة لكن بشكل متخفي , وبين رافض متحجج في العلن , مما يجعلنا نتخيل وكأن الشبك /و/ الكلدواشوريين السريان/ و/التركمان/ و/الإيزديين/ هم تسميات لجماعات رُحَل عبروا الحدود خلسة بحثا عن العشب والكلأ , وعليهم التزام الصمت أوالبحث عن مكان اخر للرحيل .
وفي نفس سياق إستحداث محافظة سهل نينوى , من المحزن ان تشهد أروقتنا متطوعين يساهمون بشكل او بآخر في إحباط وإفشال هذا المشروع, بحيث ينبري من داخلنا صوتا ربما بعفويه , لكنه من حيث لا يدري يساهم في إخماد حرائق الاقوياء ليضرمها بأجسادنا الحريريه , ومثال هذا المنحى الملفت والمثير للدهشه ,هو تصريح السيد المحترم صباح برخو بأن محافظة سهل نينوى ليس نهاية المطاف بل هي خطوه لتأسيس حكم ذاتي مستقبلا, نقول للاخ النهريني الموقر , نيخا نيخا رابي , حبذا لو تكرمتم عيلنا بقليل من الحذق وتركتم أهلنا الآن مع ضفاف شطيط المحافظه , لأن الجذف في مستعمرة القروش والحيتان سيحرمنا حتى من رشفة فنجان من جدول صغير.
والأكثر إيلاما, هو إصطفاف قسنا الجليل مخلص ششا مع الضد من مطاليب أهله العادله ,في حين حضرته متيقن بأنه لو تجرأ اي من ممثلينا ووصف المحافظه بالدينية او القوميه , سيقف كل عاقل بالضد منه ومن الجهة التي تدعمه وضد اية مساومات او صفقات مع اي جهه تسعى الى فرض صبغه أحاديه على المحافظه .
الوطن والشعب من وراء القصد