Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لا تراهنوا على عراقية الكورد

 

 

لقد ساهم الكورد اسوة بمكونات العراق الاخرى ببناء العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الى يومنا هذا وكان لهم الدور الاساسي  بحل وتجاوز اغلب العقبات التي صادفت العملية السياسية وخاصة بعد 2003. واليوم عمدت حكومة الاقليم على ان يكون اتفاقها مع الحكومة الاتحادية في الاطار الوطني العراقي كي يزيل الخلافات ويكون محددا ببنود الدستور، وان هذه الامور تخص العراق بصورة عامة ولم يكن فيها اتفاق غير معلن يهضم حق جهة دون اخرى كما ادعى ويدعي بعض الاطراف من الاصوات النشاز والتي كانت تنادي وتنتقد الطرفين مطالبة  بحل الازمة بين المكونات العراقية بالامس، لذلك نرغب بتوضيح بعض الامور التي ربما لم ينتبه لها الاخوة المعارضون .

لقد كانت عمليات تمهيد لهذا اللقاء منذ اكثر من ستة اشهر حيث تبادلت الرسائل واللقاءات والزيارات بين الكوردستاني والاتحادي بالاتفاق مع الاطراف والمكونات السياسية االوطنية الاخرى ، وتم ادراج نقاط الخلاف لأكثر من مرة وكان رئيس الوزراء الكوردستاني نيجرفان بارزان قد التقى الاطراف السياسية اولا وبعدها التقى بالجهات التنفيذية لوضع النقاط على الحروف لأستمرار العملية السياسية ، وعدم الرجوع الى المربع الاول  من العملية السياسية.

 ونتيجة هذه الجهود تم توقيع الاتفاقية الاخيرة بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس وزراء حكومة اقليم كوردستان ، "الثلاثاء الماضي"، مكونة من 7 نقاط لحل اغلب الخلافات على الساحة السياسية العراقية ، وانهاء مقاطعة النواب والوزراء لقائمة التحالف الكوردستاني لجلسات مجلسي النواب والوزراء. وتتضمن الاتفاقية الموقعة "تشكيل لجان مشتركة من أجل حسم قانون النفط والغاز استناداً على الاتفاقية السابقة في شباط 2007 الموقعة بين الطرفين، وتعديل قانون الموازنة العامة للعام 2013، نتيجة الاعتراض على بعض المواد والفقرات من القانون سابقاً، اضافة الى حل مشكلة عمليات دجلة ونينوى والجزيرة، على أساس إدارة الملف الأمني للمناطق المتنازع عليها بصورة مشتركة بين الإقليم وبغداد.

لاشك بأن المشهد المتشنج على الساحة السياسية العراقية، يتقمص عدة خيارات من قبل بعض السياسيين المناوئين للعملية السياسية، منها التسقيط والتطرف ونشر الفتنة، لصنع ازمات تلو ازمات، اعلاميا وعمليا، بعيدا عن تحمل المسؤولية وإتقان لغة التهدئة ونشر روح التسامح، هذا البعض المناويء من الذين اعدوا توقيع الاتفاقية الاخيرة بين بغداد والاقليم فئوية وتقع في خانة استغلال الفرص كونهم يقتاتون من بقايا الازمات المفتعلة ، وهم اليوم يدفعون من خلال تصريحاتهم الى افتعال ازمة جديدة، لتكون بداية لمطالبتهم بحلها، ليظهروا على الاعلام بأنهم اكثر وطنية من غيرهم"، على عكس مايفعل اطراف الاتفاقية في اربيل وبغداد، والذين يعملون على تشكيل مرجعية ديمقراطية مختلفة بعيدة عن التفرد والدكتاتورية، كما ومن خلال هذه الاتفاقية يرغبون بفتح آفاق أمام العمل والتنمية البشرية.

 في الختام الكل يعلم بأن شعب كوردستان يعيش اليوم عصرا ذهبيا بعيداً عن تفاهات وصيحات المتكبرين ، وحكومة إقليم كوردستان تعمل مجاهدة على تقوية اللحمة الكوردستانية الداخلية، والكوردستانية العراقية والاقليمية ،وتتجاوز الازمات والخلافات ، وتناضل من اجل إنتعاش الاقتصاد و إزدهار السياحة و تعزيز الإستثمارات و توفير فرص عمل جديدة و عودة الكفاءات الى الوطن في كوردستان والعراق، لتساهم في تقدمه و إزدهاره، وان قيادة اقليم كوردستان ومنذ 2003 تعمل على ترسيخ أواصر المحبة والوئام بين مختلف مكونات العراق الفدرالي ، وتقف بالضد من جميع التدخلات الخارجية التي تهدف الى زرع الفتنة وزعزعة الوضع الداخلي، وما كانت الاتفاقية الاخيرة مع الاتحادية الا بداية لحل جميع الاختلافات على المستويات المذهبية والقومية والطائفية والمناطقية للعراق الفدرالي.  

 

Opinions