Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لا تقعوا في الفخ أيها الديمقراطيون حكومةً وشعباً 1-2

 

لا شك عندي :

أن العصيان في الرمادي الذي تبعته جزئياً الموصل وربما ستتبعهما صلاح الدين وقسم من كل من كركوك وديالى، يوفر فرصة ذهبية لتوطيد الديمقراطية والإرتقاء بها وفرض سيادة القانون بصورة مطلقة بعد تيئيس الطغمويين(1) من جدوى محاولاتهم الإجرامية والتخريبية منذ سقوط نظامهم الطغموي ولحد الآن، إذا ما أحسنت الحكومة التصرف وفق رؤية وخطة ستراتيجيتين كما سآتي على ذلك لاحقاً.

-    أن العصيان في الأنبار الذي دعا البعض منهم تحويلَه إلى "عصيان حاسم" ما هو إلا "زوبعة في فنجان". وإذا لمَّح البعض بأنه سيكون "ثورة عارمة"، كما فعل النائب سلمان الجميلي رئيس الكتلة النيابية لما تبقى من إئتلاف العراقية بقيادة ما تبقى من الدكتور أياد علاوي، أو أنه سيكون "زحفاً سيستمر إلى طهران ساحقاً في طريقه الصفويين الخنازير أولاد الخنازير والعملاء على جانبي الحدود" كما هتف النائب الدكتور أحمد العلواني - فأقول لهم : "نعم ستكون ثورة وزحفاً ولكنهما ليسا عارمين وليسا ساحقين بل هما حلم طرطوري".

 

السبب، هو أن القائمين عليها ما هم إلا طغمويون لا يمثلون إلا طغمويين أسقطت عنهم أفعالهم والحياة مصداقيةَ الدفاع عن أي شيء فيه أية مسحة من الشرف والعدالة والإحترام وحقوق الإنسان والوطنية ناهيك عن الديمقراطية وإحترام الدستور. إنهم لا يحظون إلا بتأييد طغمويين أمثالهم هنا وهناك؛ ومعظم المشاركين في تظاهرات الأنبار، على قلتهم، حضروا على مضض لأسباب عديدة منها الخوف ودفع الحرج. أما الأقوياء من ذوي الفكر الديمقراطي والوطني، وما أكثرهم رغم القمع، ومن الشيوخ ورجال الدين الوطنيين ومنهم الشيخ حميد الهايس وأمير عشائر الدليم الشيخ ماجد السلمان وغيرهم. فقد أدانوا التحرك وإعتبروه فتنة أججتها بعض القوى السياسية لأغراض خاصة بها لا غير، وزجروا كل من تفوه بشهر السلاح (وكان الشيخ الشاب المتهور علي حاتم السلمان قد هدد بشن الكفاح المسلح إذا لن تستجاب مطاليبهم خلال 24 ساعة).

 

-    أن تظاهرات الأنبار تهدف، فيما تهدف إليه، إلى أربع أمور أساسية:ـ

 

أولاً: منع الجماهير من مغادرة خندق الطائفية في إنتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها في شهر آذار 2013 القادم بعد أن أفلست الأحزاب المهيمنة على مجلس محافظة الأنبار(2)، والمنضوية في إئتلاف العراقية كالحزب الإسلامي، إفلاساً تاماً بسبب فسادها والتنكر للجماهير ومصالحها وعدم رغبتها في تأجيج روح المنافسة الشريفة مع المحافظات الأخرى لأجل البناء والإعمار وتوفير الخدمات لا الهدم والتخريب عبر التأجيج الطائفي.

 

من هذا أعلنت قائمة "تجديد" التي كان يقودها المدان طارق الهاشمي عن عدم خوض إنتخابات المحافظات لأنها أفلست تماماً.   

 

ثانياً: الإنقاذ الإستباقي لا للدكتور رافع العيساوي وحسب من مواجهة القضاء لتهم جرمية إرهابية الطابع، بل لإنقاذ آخرين كثيرين من الرؤوس الكبيرة المتورطة أيضاً بالإرهاب مثلما أُدين الهارب طارق الهاشمي.

 

ثالثاً: إنقاذ ما تبقى من إئتلاف العراقية من التمزق التام بعد أن أفلس إفلاساً شاملاً وإنكشف زيفه على كافة الصعد: الوطنية والديمقراطية والطائفية ؛ كما كشف عن خضوعه الشديد للأجندات الخارجية المتنوعة من شركات النفط إلى الدول الإقليمية وهي تحديداً السعودية وتركيا وإسرائيل وقطر.

 

وقد أفصح ما تبقى من إئتلاف العراقية عن نفسه بكونه طغموياً بإمتياز.

 

إن السيد أياد علاوي ورفاقه، الذين إبتعد عنهم جميع الشرفاء الوطنيون الديمقراطيون، يستدعون التخندق الطائفي بشدة اليائس للإحتماء به من عزوف الجماهير عنهم. وبسبب هذا قاموا بالتحريض ضد السيد صالح المطلك في الرمادي حتى كاد أن يفقد حياته نتيجة هجوم غوغائي مسلح عليه، كما أعلن زميله السيد حيدر الملا الذي، بدوره، إستقال كمتحدث رسمي بإسم إئتلاف العراقية. كل هذا كان بسبب إبتعاد التنظيم الذي يقوده السيد المطلك عن مواقف ما تبقى من إئتلاف العراقية وتوجهات قادته اللاوطنية واللاديمقراطية.

لقد حصلت إعتداءات سابقاً بهذا الشكل أو ذاك على النواب المنشقين مثل السيد قتيبة الجبوري في صلاح الدين وأحمد الجبوري في الموصل وغيرهما.

 

رابعاً: علاوة على ما جاء أعلاه، فإن الطغمويين والتكفيريين (وهم يشكلون ركني الإرهاب) ومن يقف ورائهم من الجهات المذكورة أعلاه يحاولون تحويل الهزيمة الستراتيجية التي لحقت بهم وبمخططاتهم ضد العراق الديمقراطي ـ إلى نصر عبر شن هجوم مضاد ولكنه يائس وفي رمقه الأخير، من منطلق "خير وسيلة للدفاع هو الهجوم". أقول هجوماً يائساً لأن الهجوم الناجح وفي العراق بالذات لا يُشن بهتافات "الشيعة خنازير أولاد خنازير وعملاء" و "يا إيران يا إيران جيش محمد هب الآن" و "بغداد إلنه أوما ننطيها" و "يجب ألا يدخل عبد الزهرة إلى حدودنا لأنه يشتم أبو بكر وعمر وعائشة" و "إحنه نحمي شرف السنة" و "تسقط المادة 4 سنّة" (هذا الشعار رفع في الموصل) و "نزحف حتى طهران" و "المالكي يأخذ أوامره من طهران" و "ألعن أبو بشار يابو أبو المالكي"؛

 

كما لا يمكنك خوض معركة في العراق وأنت ترفع لافتات ب "صورة صدام" و "علم صدام" و "علم كردستان" و "علم جيش سوريا الحر" و "صورة أردوغان"؛

 

وأهمها قاطبة أنك لا تخوض معركة ستراتيجية حاسمة (على حد تعبير النائبين الدكتورين سلمان الجميلي وأحمد العلواني) وأنت ترفع أهم شعار مطلبي خطير وهو إطلاق سراح المسجونين وفق المادة 4 إرهاب وإلغاء هذه المادة وقانون "المخبر السري" وقانون "المسائلة والعدالة" وفي نفس اليوم (واليوم الذي سبقه وتلاه) تنفجر سيارات مفخخة في 13 محافظة في العراق مودية بحياة 22 شهيداً و83 جريحاً (فقط في يوم الإثنين 31/12/2012) ليصبح العدد الكلي لشهداء الإرهاب الطغموي التكفيري يفوق المائة ألف شهيداً وأضعافهم من الجرحى والمعوقين.

أليس هذا تجسيدأ عملياً لا لبس فيه للشعار التالي الذي طالما إتهمهم الديمقراطيون بممارسته على أرض الواقع؟ :

"أحكمــــك أو أقتـلـــــك أو أخــــــرِّب البـلـــــــــــــد"

 

سيتساءل الناس: لماذا لم يحصل ولا حتى تفجير صغير (للديكور!!!) في الرمادي والفلوجة علماً أن التجمعات تيسّر الإختراق الإرهابي؟ ألا يدل هذا على أن "الإرهاب منهم وبيهم"؟

سيتساءل الناس: لو لم يكن السجناء، بأمر القضاء، هم المقترفين للأعمال الإرهابية، فكيف قُصم ظهر الإرهاب حتى كانت حصيلته من أرواح بريئة ومعوقين وجرحى الأوطأ في شهر كانون أول (12/2012)؟

 

ألم يُمسك متلبسين بجرم الإرهاب أولئك الذين أُطلق سراحهم بالعفو العام سنة 2008 الذي صدر من البرلمان تحت قوة الإبتزاز يوم إشترط الطغمويون تمرير هذا العفو مقابل التصويت لصالح إتفاقية سحب القوات الأمريكية من العراق؟

 

تجرَع الديمقراطيون كأس الإبتزاز المر الذي سقاهم إياه الطغمويون بهذا العفو العام وقدموا أرواح أحبائهم قرباناً على يد ذباحي الإرهاب عام 2008 وما تلاها من أجل عيون إستقلال وسيادة العراق اللذين إستعادهما التحالف الوطني بالضد من معارضة جميع الآخرين بالطرق الخبيثة.

 

أما اليوم فقد تجرع التحالف الوطني (عدا التيار الصدري الذي ساهم في تقديم السم ل"حلفائه" في التحالف) كأسَ الإبتزاز ثانية ولكنه رفض المصادقة على العفو العام عن الإرهابيين رغم خسارته، بالمقابل، قانونَ البنى التحتية الذي شمل بناء مساكن مجانية للفقراء. اللعنة على الإبتزاز والمبتزين والمتلاعبين بقوت الشعب.

 

هذه هي وطنية وإنسانية الطغمويين والتكفيريين الذين يتظاهرون اليوم !!!!

سيتساءل الناس: أين التعذيب الذي تدعونه وقد إعترف عرّاب إئتلاف العراقية السيد خميس الخنجر، القاطن في الأردن، للسيد باقر جبر الزبيدي، وكان راقداً في إحدى مستشفيات عمان، بحضور الدكتور صالح المطلك، بأنه، أي الخنجر، هو الذي إخترع وسوَّق أكذوبة التعذيب ب"الدريل" أثناء تولّي السيد الزبيدي حقيبة وزارة الداخلية؟ لماذا لم يكذِّب السيد المطلك هذه المعلومة والمعلومة التي ستلي اللتين أطلقهما السيد الزبيدي في فضائية "الحرة – عراق" برنامج "حوار خاص" وقد مضت على إطلاقهما عدة شهور؟

 

سيتساءل الناس : ما معنى أن يرشح السيدُ خميس الخنجر السيدَ باقر الزبيدي لرآسة الوزارة (أثناء محاولة سحب الثقة من الرئيس المالكي) للشيخ حمد أمير قطر لإستحصال موافقته حتى دُهش الشيخ حمد وصاح (والكلام مازال للسيد الخنجر): "كيف ترشحونه وهو الذي كان يعذّب بالدريل"؟، هنا ضحك السيد الخنجر أمام الشيخ وقال له : "سيادة الأمير نحن الذين إخترعنا وسوَّقنا هذا الإتهام لتشويه سمعة وزير الداخلية الزبيدي؟"

 

أكرر: لماذا لم يكذّب الدكتور صالح المطلك هتين المعلومتين؟ وما علاقة أمير قطر بتشكيل الحكومة العراقية؟ ألم يكن النائب عن إئتلاف العراقية السيدعلي الصجري    على حق عندما إنسحب من إئتلاف العراقية قبيل إنتخابات 7/3/2010 لأنه شهد بنفسه السيد أياد علاوي وهو يستلم أموالاً من الشيخ حمد أمير قطر؟

 

هل تريدون أن أذكِّر الجماهير بحديث السيد حسن العلوي القيادي في إئتلاف العراقية قبل إنسحابه منها بعد إفتضاح طائفيتها؟ حديثه كان عن زيارته مع وفد من الإئتلاف بقيادة الدكتور طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية السابق، إلى السعودية ولقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز. دون مقدمات، فاجأ الملكُ السيدَ الهاشمي بسؤال شابه الغضب: "أعطيناكم ملياري دولار والشيعة مازالوا في الحكم"؟ ما كان من طارق، والكلام مازال للسيد العلوي، إلا أن نبّه الملك: "معنا في الوفد أخوة شيعة"!!!!

 

بقي أن نسألكم أيها المتظاهرون: هل إقترف رفيقكم طارق الهاشمي (300) جريمة قتل إرهابية وحكم عليه لحد الآن بالإعدام خمسة مرات وتوقع السيد أياد علاوي في فضائية الحرة يوم 31/12/2012 أن يرتفع عدد الأحكام بحق الهاشمي إلى العشرات (طبعاً الحبايب يعرف أحدهم الآخر) – أقول هل كانت الجرائم بدافع كسب المال أم بسبب جرثومة الطائفية الخبيثة أم بسببهما سوية؟    

 

هل تريدونني أن أكرر ما نشرته صحيفة "البوليتيكو" الأمريكية ومحطة إذاعة "أوستن" النرويجية بتقديم السعودية وقطر وتركيا مبلغ ثلاثة مليارات دولار للمشتركين في مؤتمر أربيل الثاني (الذي ضم الرفيق الرث مقتدى جزاه الله كل خير!!) الذي قرر سحب الثقة من الرئيس المالكي؛ وتقديم مليوني دولار لكل نائب يصوت لسحب الثقة؟ 

 

أليست هذه أعمالاً يحاسب عليها القانون تحت باب "التخابر والتآمر مع دولة أجنبية" وهي تهمة عقوبتها الإعدام؟ أليس هذا هو الذي يدفعكم إلى الإستهانة بالدستور والقوانين ومحاولة القفز عليها كي لا تطالكم وتحاسبكم على أعمالكم الخيانية؟

تأتون اليوم وتتحدثون لنا عن التعذيب المزعوم للسجينات والسجناء الذي لم يتفوه به في البرلمان سوى النائب الدكتور سليم الجبوري، رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية. أقول لكم في هذا الصد:

 

أولاً: راجعوا طلبات القضاء بنزع الحصانة المتكدسة لدي السيد رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، الذي لم يسمح "مزاجه" بعرضها على المجلس، ماذا ستجدون؟ .... ستجدون فيها طلباً بنزع الحصانة عن الدكتور سليم الجبوري لإتهامه بالتورط في أعمال إرهابية!!!!!!

ثانياً: قام وفد من لجنة الأمن والدفاع النيابية برآسة اللواء العسكري المتقاعد، والنائب عن إئتلاف العراقية لحد قريب، السيد إسكندر وتوت ـ قام الوفد بإجراء تحقيق في الإدعاء بممارسة تعذيب وإغتصاب السجينات المتهمات بالإرهاب وأصدر تقريراً وصف فيه الإتهام بالتمثيلية الكبرى. أدناه الرابط الذي يظهر التقرير:

(http://qanon302.net/vb/showthread.php?t=23521)

يبدو أن العصيان يهدف، أيضاً، إلى إصطياد ما يمكن إصطياده من الأهداف التي إنطلق منها الطغمويون والتكفيريون، أساساً، منذ سقوط نظام البعث الطغموي في 9/4/2003 وهي:

 

1- خنق الديمقراطية

2- أو تشويهها

3- وتلطيخ وجهها الناصع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1): للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:

-    http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181

-    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995

http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305

(2): طرح هذا الرأي الكاتب السيد حارث رسمي الهيتي الذي أتفق معه كل الإتفاق وهو رأي صائب وينطبق على كل مفلس أينما كان فهو يلجأ إلى هذا الأسلوب عند تعرّيه أمام الجماهير. برجاء مراجعة مقال السيد حارث الهيتي على الرابط التالي:

http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=23743

 

Opinions