Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لا حياة لمــــن تنـــادي




أفرزت المرحلة الجديدة التي أعقبت عملية التغيير في العراق جملة من المعطيات كان أبرزها وأكثرها ضرراً على شعبنا الكلداني الآشوري السرياني ، تدفق الكثير من الأحزاب والمؤسسات إلى الساحة القومية بعضها عريق وبعضها حديث العهد بالعمل القومي إلى حد جهله بألف باء هذا العمل وبمقومات العمل السياسي عموماً ، والمشكلة لا تكمن بهذا وحده وإنما في كون العديد من هذه الأحزاب والتنظيمات قد آل على نفسه أن يضع جهده وإمكاناته في خدمة الغريب إلى حد التخندق معه على طول الخط وبالضد من إرادة وتطلعات شعبنا من حيث يدري وبسبق إصرار بالنسبة للبعض ، أو من حيث لا يدري وبسبب السذاجة بالنسبة للبعض الآخر رغم أن كليهما أطنب أسماعنا بشعاراته الرنانة في الوحدة القومية وخدمة الأمة ، الأمر الذي أدى إلى خداع بعض جماهير شعبنا بتلك الشعارات البراقة في بعض الأحوال أو أفقدها القدرة على الفرز والتمييز ومعرفة صالحها من طالحها في أحوال أخرى ، وعموماً فأن تلك العملية كانت بمثابة دسِ السمّ في الشهد تحت أغطية مهلهلة لا يمكن أن ينخدع بها الواعون من أبناء شعبنا ؛ أما الفريق الآخر من هذه الأحزاب والمؤسسات فأنه في أفضل الأحوال إن لم يتواطأ مع الغريب ويتخندق معه فقد سخّر إمكاناته ووظفها في إطار التبشير بعمل قومي ضيّق وطائفي مما زاد الصفوف تمزقاً وانقساما أو انبرى لتشويه الطروحات القومية الأصيلة والرصينة التي يبشر بها ويناضل من أجلها شرفاء الأمة وفي مقدمتهم طليعتها النضالية (زوعا) . لذلك فإن أمثال أولئك وهؤلاء مهما خادعوا وشوّهوا وضلّـّلوا ومهما أجهدوا أنفسهم في تسويق الأكاذيب والبطولات "الدونكيشوتية" لإثبات الوجود والفاعلية بغية استمالة الجماهير وكسب ودّها فأنهم يبقون صغاراً ومحض فقاعات ليس إلا سرعان ما تضمحل وتتلاشى ، وإذا كانت الظروف الشاذة التي يعيشها العراق الآن وحملات التهجير والتصفية والاستهداف التي طالت أبناء شعبنا وضغط الحاجة اليومية التي جعلته تحت رحمة بعض المعونات التي يتصدقون بها عليه بين حين وآخر إضافة إلى الإسناد والدعم المادي والمعنوي والسياسي الذي يغدق عليهم من أطراف مؤثرة ومتنفذة في الواقع السياسي العراقي اليوم والتي لا صلة لها بشعبنا وبقضيته ، نقول : إذا كانت هذه العوامل والظروف تخدمهم اليوم فأنها لن تستمر طويلاً ، وسقوطهم وانفضاحهم أمام شعبنا سيكون سريعاً ومدوّياً . وهم الآن يلعبون في الوقت الضائع والوقت الضائع مهما طال فأنه قصير ولن يسعف أصحابه والمراهنين عليه ، فالمتغيرات آتية لا محالة وعقارب الساعة سوف لن تتوقف عند حدود آمالهم وتمنياتهم ، ومهما تبجحوا بحديثهم الممجوج عن حقوق شعبنا فأن الواقع يدحض إدعاءاتهم ، إذ كيف يمكنه أن يطالب بحقوق شعب ويرفع راية أمة من كان عاجزاً عن حماية نفسه وأرضه مستنجداً بالغير لحمايته لائذا ومستقوياً به على أهله متحصناً بإمكاناته ووسائله متقزماً متقوقعاً في مشاريعه وأجنداته مروّجاً ومسوّقاً وداعماً لها ساعياً بكل الوسائل إلى إجهاض الكفاح القومي الحقيقي الذي يتبناه رجال نذروا أنفسهم لأمتهم فعاهدوا وتعاهدوا على أن يكونوا في خدمتها والمدافعين عنها ضد ّالمحاولات التي تسعى إلى صهرها والقضاء على وجودها؟

إن من يلوذ ويتحصن بالآخرين عاجز ضعيف يفتقد إلى الثقة بنفسه وليس مؤمناً بقدرات أمته فتراه متوكئاً متعكزاً على الغير وإمكاناته ، لذلك فمن الأحرى به أن ينكفئ ويتنحى جانباً ويخلي الساحة لرجالها الأقدر على حمل الأمانة والأشجع في تحمل المسؤولية والمؤمنين بقدرات الأمة وبحتمية إنعتاقها وانتصار مشروعها النهضوي على المشاريع الطفيلية التي يبشر بها الخائرين والخانعين ، ولقد أثبتت الشدائد والمحن أن زوعا ورجالاتها هي الأجدر بحمل هذه الرسالة ، فهم رجال المهمات الكبيرة والتضحيات السخية ، وهم أبناء المبادئ والمسؤولية التاريخية التي يتشرفون بحملها اليوم في مرحلة عصيبة دقيقة تقف فيها الأمة أمام منعطف خطير بأن تكون أو لا تكون ، مرحلة تحمل في ثناياها آمال الأجيال وتطلعات الأجداد بعد أن اشتد عليها التكالب من داخل البيت من بعض الضالـّين والعاقين ومن آخرين من خارجه ممن يظهرون بمظهر الحملان الوديعة وهم ذئاب خاطفة .

اما ذوي النفوس الضعيفة من اصحاب الاقلام الصفراء الذين جنّدوا انفسهم وسخّروا امكاناتهم لاستهداف الحركة والطعن بمسيرتها ورموزها من خلال الكتابات الشوهاء المدفوعة الثمن فاننا نقول لهم ان العجز والاحساس بالنقص الذي تشعرون به ازاء الحركة ومسيرتها العظيمة هو الذي يدفعكم الى التطاول على قيادتها ورموزها وهو الذي يثير فيكم مكامن الحقد والضغينة فيجعلكم متكالبين متحاملين عليها وعلى رجالها في مواقع المسؤولية تكيلون التهم جزافا وتقذفون بسيل الاباطيل بلا هوادة,تارة بالتشويه والتضليل وتارة اخرى باختراع مواقف ووقائع لا سند لها من الواقع حتى لم يبق من شاغل لكم إلا الحركة ورموزها فأصبحت موضوع لقاءاتكم ومؤتمراتكم ووسائل إعلامكم وكتاباتكم بل أصبحت مؤرقكم وشاغل أيامكم وكابوس لياليكم ، فبات جمعكم الكاره والكريه مجمعاً على أن الحركة هي العثرة وهي الغصة وهي الحصن المنيع أمام المشاريع والمخططات المكلفين بترويجها وتسويقها فالأموال تصرف بلا حدود لهذا الغرض وماكنتكم الإعلامية مجندة حثيثة تعمل بهمة عالية ودونما كلل باتجاه الطعن بها والتشويش على برامجها والكل يرنو إلى هدف واحد غير نبيل وهو تعجيز ووأد هذا الفصيل المناضل المنبثق من رحم الأمة (زوعا) ، حتى تسهل قيادة القطيع بعد ذلك إلى موارد الهلاك فيكون هشيماً لناركم وطعماً لمكائدكم ، لكن هيهات أن تجد أمانيكم الخائبة سبيلاً إلى النور فبينكم وبين تحقيق هذه الأمنيات سد من الرجال المؤمنين بالأمة هدفاً وبزوعا طليعة ونبراساً .
فبئست الاقلام المأجورة والمواقف الرخيصة المتهافتة التي وظفت لتنفث سمومها وتطلق نصال حقدها على الحركة فانها لن تزيد رجالها الا اصرارا على مواصلة المسيرة الشريفة مهما غلت التضحيات,اما الطاعنين والمزوّرين والمضللين فندعوهم الى وقفة مع النفس والى مراجعة الذات وتحكيم الضمير والحد الادنى من الانصاف والموضوعية وندعوهم الى رفع غشاوة الحقد عن اعينهم عند الحديث عن زوعا ومواقفها لكي يتبينوا الحق ويصيبوا الحقيقة ويدركوا حجم التضحيات التي قدمتها وتقدمها الحركة منذ تغيير الاوضاع في العراق عام 2003 وحتى الان رغم محدودية الوسائل والامكانات ورغم شراسة الهجمة التي تتعرض اليها اضافة الى التعقيدات الكثيرة التي تكتنف العملية السياسية المتعرجة في العراق وما يتخلل كل ذلك من مساومات ومقايضات ومحاولات من جانب القوى الكبرى المتنفذة في المعادلة السياسية العراقية للهيمنة على مقدرات الصغار ولمصادرة ارادتهم وغمط حقوقهم, واذا كانوا غير مصدقين لحقيقة ما نقول وكانوا على ثقة بانفسهم وقدراتهم على العمل الذي يخدم شعبنا بشكل افضل وينتزع حقوقه ويرسّخ وجوده على ارضه, فاننا ندعوهم الى انهاء حياة النعومة في اوربا الجميلة والعودة الى ارض الاجداد التي يتغنون بها دائما, وليجربوا طعم الحياة القاسية والكفاح المرير على ارض العراق المشتعلة منذ اكثر من خمس سنوات, لياتوا ويشاهدوا ويعيشوا معاناة شعبهم ويروا بأم أعينهم كيف يعمل ويكافح يونادم كنا ورفاقه على كل الاصعدة والجبهات في بغداد والموصل وكركوك وكل المدن العراقية الساخنة رغم الشدائد ورغم الموت اليومي الذي يلاحق الجميع في كل شوارع العراق ومدنه من خلال الناسفات والمفخخات اضافة لمثيلاتها المتفجرة يوميا في مسيرة العملية السياسية الحبلى بالمفاجات و التقلبات والتحالفات التي لم تاخذ يوما حقوق الصغار بنظر الاعتبار على اساس الشراكة في الوطن, لياتوا الينا حتى يعرفوا أي نوع من الرجال هو كنّا واخوانه واية مسيرة جهادية يتشرفون بقيادتها, اما الحياة الرغيدة المترفة في النعيم الاوربي والقذف والتشهير بالناس ومواقفهم من هناك من خلال المقالات التي تقطر سمّا وحقدا على الحركة وقيادتها ورموزها فما اسهله غير انه ليس من شيم الفرسان ولا من نبل الكتابة واخلاقها ولا ينسجم حتى مع الاخلاق والقيم المسيحية التي يبشرنا بها الانجيل المقدس, وبدورنا ليس لنا من رد على هؤلاء الحاقدين ادعياء الحقوق القومية والمناضلين المزوّرين من وراء البحار وعبر القارات ليس لنا من رد عليهم سوى القول ان ليس بالتنظير والتجريح والشتائم عبر صفحات الانترنيت تنتزع الحقوق وتتحقق الامنيات وانما بالعمل الواقعي الكبير المقرون بالصبر والجلد والاناة, اما التباكي على حقوق شعبنا ليل نهار ورفع شعار الحكم الذاتي له ورغم انه مطلب وطموح قومي للجميع لا ينكر لكن من يرفعه اليوم انما يجسد قولة حق يراد بها باطل لا يمكن ان تنطلي نواياه الحقيقية على ابناء شعبنا الواعين والمتبصرين رغم ما يصاحب تلك الشعارات من ضجيج اعلامي وزعيق اصمَ اسماعنا, ولو توفر لدى هؤلاء صدق النية والاستعداد الجدي لخدمة الشعب ونصرة قضيته فلياتوا ويعيشوا بين ظهرانينا ويشاطروا شعبنا حياته الاليمة الحزينة في العراق ليقفوا على حجم المأساة التي يمر بها والتي تدفعه كحل اخير الى الهجرة المتواصلة التي توشك ان توصله الى مرحلة الانقراض من على ارضه, لياتوا الينا فنعمل يدا بيد بالوسائل الممكنة لايقاف هذا النزيف المتواصل الذي يفتك بشعبنا من اجل الابقاء على المتبقي منه على ارض اجداده, والا فسوف يحل يوم ليس ببعيد تصبح فيه هذه الارض بلا شعب وحينها فان الحكم الذاتي العتيد الذي يبشرون به ويهللون له اذا ما تحقق فلا شك انهم سيقدمونه لشعب يتم استقدامه من كوكب اخر .

اما عن زوعا وابطاله واشباله فنقول عنهم وفيهم ... بوركتم, بوركت يا زوعا ... يا عرين الليوث في زمن الصعاليك ، ويا مصنع الرجال في زمن عزّت فيه الرجولة وازدحمت الساحة بأشباه الرجال والأقزام والعبيد ؛ تباركتم يا رجال زوعا ويا جماهيرها في الوطن والمَهاجر فكلما تصاعدت الهجمة على طليعتكم النضالية وحيكت المؤامرات والدسائس ترسخ الأيمان بصواب المنهج والمسيرة وسمو الهدف والمبدأ وتكرست القناعة بأنكم الأبناء البررة لأمتكم التي يراد لها اليوم أن تقاد من الضعفاء والأجراء الذين لا يستحقون الرد عليهم وعلى أضاليلهم وتقيحاتهم ، ولا يستحقون تسميتهم بأسمائهم وتلويث أوراقنا ورؤوس أقلامنا بها !! ، فهم معروفون في أوساط شعبنا ثلة من آكلي أثداء أمتهم سقطت آخر نقطة حياء عن جباههم فباتوا لا يترددون عن رهن أنفسهم للشيطان وارتكاب المعاصي بحق أمتهم بل أصبح ذلك مدعاة لفخرهم . لذلك غدت إمكانية إعادة هؤلاء الضالـّين إلى حضن الأمة من المستحيل بعد أن سقطوا في وحل الذلة والخنوع غير مأسوف عليهم وذلك لَـَعمري هو موقعهم واستحقاقهم .

وفي الختام لم يبق لنا إلا تذكير جوقة المهرجين والتابعين والخدم من الطاعنين بزوعا ورموزها ورجالاتها تضاؤلاً وتدنياً وتصاغراً ، لم يبق إلا تذكيرهم بالقول المأثور " حقاً .. أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي " .....


ايلول 2008

Opinions