Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لا زال فينا من ينكأ جراحاتنا

فوجئنا كما فوجئ الخيرون من أبناء العراق ...

والضحايا من السجناء السياسيين والمعذبين بنيران الحقد ألبعثي ...

فوجئ الشهداء في قبورهم ... تلك التي لم نعثر على أكثرها وان كنا نتحسس أنين ساكنيها الذي لن يصمت حتى تتحقق عدالة الاقتصاص لدمائهم الزكية ...

فوجئنا وفوجئ أبناء المغيبين وعوائلهم أولئك الذين لم يحصلوا على حقوقهم المعلقة بذمة العراق أبدا ، وعزاءنا جميعا في كل هذه المصائب التي نتعرض لها ، بعد ان أشرقت بشائر الحرية في العراق الجديد هو هذا القانون الذي يعيد للعراق اعتباره ويحقق العدالة الضائعة بين ملفات المصالح وحوارات السياسيين وجدالاتهم ... عزاءنا في كل هذا هو:

قانون اجتثاث البعث

الذي يعتبر الضمانة الوحيدة لإزالة كل مخلفات البعث ونفايات الماضي الدموي .

المفاجئة التي أذهلتنا جميعا هو صوت جويسم* ابن الجنوب ...

الجنوب !

الجنوب الذي كل أديم ترابه يئن ويتوجع ويستصرخ الضمائر الحية لعلها تصنع له قبرا يتحقق فيه حلم مئات الآلاف من الأمهات التي صارت تحلم بقبر تستجمع فيه بقايا الأولاد والأحبة التي يريد جويسم ابن الجنوب ان يتصدى لحلمهن .

ياجويسم يا جنوبي يا عربي كيف طاوعك قلبك ان تنكأ جراحاتنا ...؟!

ألا علمت أننا نسينا القبور التي كنا نطالب بها ؟ تلك التي ضاعت في زحمة الدماء ورائحة الموت الراجعة قهقري إلى شوارعنا وأزقتنا ؟

تلك الرائحة ... لا نخطئها ، فقد ألفناها لخمسة وثلاثين سنة ، حتى صرنا لا نشك فيها وكأننا نراها رأي العين .

يا جويسم يا جنوبي لن ترهبنا كلماتك قل فينا ما شئت قولا ... مجوسا ... فرسا ...أو حتى أكَدا ، لكن تأكد انك معنا لن تستطيع صبرا .... ولن نترك للبعث قوسا ولا حجرا ولا مدرا لأننا سنقلب عاليها سافلها وان تطلب ....سنصنع لهم قبرا ... لأنهم أموات وان عاشوا فينا ينضحون سما وحقدا .

................................................................................................................

* جويسم العربي / كاتب مقال بعنوان ( لماذا لم يجتث هاني الشيباني حتى ألان ؟ )

نشرت في جريدة البينة الجديدة / العدد 1138 الصادرة بتاريخ 20 أيلول 2010
Riyadh98@gmail.com



Opinions