Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لبّوا نداء قداسته إذن وأطووا صفحة يا بطاركتنا , ونحن معكم في كلمة المسيح

بتاريخ 25_06_ 2005, كنت قد كتبت مقالا موجّه إلى غبطة البطريرك عمانوئيل دللّي تحت عنوان ( أبحث عن غيرها يا سيدنا الجليل, كنيستك وشعبك في خطر) وللمزيد حول المقال بإمكانكم الضغط على الرابط أدناه:
http://www.telskuf.com/articles.asp?article_id=1951

من ضمن ما يكتسبه الإنسان في سنين حياته ,هو ما تهبه له حلاوة التجارب ومرارتها من خبرات معتبره تتفاوت في مستوياتها لكنها في كافة الأحوال تسعفه على الأقل في إقرارأفضلية التقرّب والسماع إلى الصديق الذي يصدق و تحاشي المشكوك في أمره , وهكذا يكون الإستماع إلى إنتقادات الصّادق وتحذيراته هوالخيار الأفضل وليس الإنجراف إلى مقالب المدّاحين أو التورط بمطبّات سلاطينهم .

بالنسبة لي , الظهور أمام الملأ بهيئةٍ المشكوك به في إنتمائه أو الغامض في مقاصد كلماته هو أمر أرفضه , و لست مستعدا ولا يشرّفني البتتهّ توريط نفسي في مكان المتشّفي بأهله , وعليه كلّما إعتقدت جازما بأنه لا يزال هنالك متسع لعمل شيئ ما لإنقاذ المتبّقي, فسأظلّ أطالب بعمل المستطاع مادامت الإرادة قائمة.
ومن يدّعي جادّا ً تمحيص ما اّلت إليه أوضاعنا بنا اليوم من تصاعد في وتيرة مأسات أهلنا (الكلدواشوريون السريان) والمسيحيون في عموم وطننا العراق ومصيرهم المجهول ,لابّد له لو رام صادقا قول كلمة حق ,أن يفتح بضع صفحات ٍ من ملف قضية أبناء شعبنا على الاقل في الخمس سنوات الماضيه ليجد في طيّاتها بأنّ مساحة صفحات هذه السنوات الخمس مشغولة معظمها ببصمات وأفعال عنصرين اساسييّن إثنين ثالثهما تأثيرات إنفلات الوضع السياسي والأمني في العراق ما بعد الإحتلال .
العنصر الأول وبإيجاز, يتجسّد في مواقف وممارسات بعض وليس عموم مثقفي واجهات شعبنا التي نعتبرها نخبنا المعوّل عليها , الحزبيه (القوميه) منها وتحديدا حديثة النشئ منها , تلك التي إتسمت بضبابية الميكانيكية ألتي قدّمت فيها نفسها وغياب مشروع او شبيه لمشروع سياسي يثبت أحقيّتها في إستحواذ أي إهتمام شعبي أو رسمي يُذكر , وأحد أسباب غياب او بؤس مشروعهم المزعوم إن وجد, كان نتيجة إتخاذهم من الكنيسة وبتشجيع من بعض أطرافها (في المهجر) ليعتبرونها كنقطة ينطلقون منها ويرتكنون عليها في بداية نشاطهم السياسي, ممّا نتج عنه إلحاق أذىً مزدوج بكليهما (الكنيسه ومثقفينا) ,و الذي بدوره عكس حالة من التسيّب الشعبي وفقدان الثقه علاوة على ما إفتعلته من عوائق عرقلت على الأخرين مواصلة أعمالهم , وكانت محصلّتها عدم إمكانية رص الصف وتوحيد الجهد خصوصا حين إنحصر إختيار توقيت تقديم أنفسهم وتعالي أبواق مطالباتها الموسميه في الفترة ألتي كانت تسبق كل دورة إنتخابيه أو أي مناسبة لتعيين أعضاء الحكومة او تشكيل هيئاتها بأشهر او اسابيع.
أمّا العنصر أو الخلل الثاني الذي إشترك في تسبّّب غياب او هشاشة المشروع السياسي القومي الوطني, فهو تهافت البعض الأخر على نفس وتيرة العنصر الأول و متوهمّا بأنه بالإمكان تعويض الخسائرألتي تحققت في الموقع الأنف الذكر من خلال الإنطلاق مجددّا , لكن هذه المرّه عبر التعويل على دعم رموز لأحزاب من خارج مكوننّا القومي حين رأوا فيه مالك المال والجاه وظهيره السياسي القوي دون أن يحسبوا أي حساب لما سيتمخض عن هكذا خيار(سياسي قومي) ملتوي , ورغم كل محاولات تلميع صور مثل هذه الإجتهادات , فهي تبقى دلائل عجز أصحابها في كلا المرحلتين و نقصٍ في الخبرة و مصداقية في نزاهة الولاء وفي عدم إمتلاكهم الجرأة الأدبيّه لقبول أهلهم والتعويل على برنامجهم السياسي الذاتي الموجود أصلا, و رغم تنوّع مناحي إختلافهم أو إعتراضهم معه بسبب تباطؤ خطواته كما يطيب للبعض تصويره , او في تفرّده وإحتكاره للدور , وهو أمريكاد يكون طبيعيا , لكن كان من المفروض بهم مواصلة التعاطي معه سواء من خلال التحاور البنّاء أو النقد الهاديئ وتقويم الإعوجاج من أجل دفعه نحو منصّة النضوج وليس بدق أسفين إنهائه وشرذمته بتهميشه أو بقبولهم بتوكيل الأخر لهم في مهمّة تقويضه.
لنعد إلى موضوع عنوان المقال المتعلّق برجال كنائسنا وتأثيرهم السلبي على ساستنا مسببّين لنا من الإخفاقات ألتي تزايدت يوما بعد يوم , أقول ما دمنا على قدر فهمنا مدركين جميعا أهمية وحدة الصف و فوائد تجميع الكلمة , فقد كثرت توسلاتنا و في عدّة مناسبات ,وعلت أصواتنا في غضون الأربع سنوات الماضيه ومنها ندائي المتواضع الذي وجهتته عبر المقال المعنون http://www.zahrira.net/?p=3130
(أفعلوها مرّة, مرّة فقط يا ساستنا ورجال ديننا وأجلسوا مع بعضكم وسترون النتائج , كنّا دائما نلتمس ونكررّ برجاء نابع من حرصنا على قدسية مؤسساتنا الدينيه و من شعورنا بالمسؤوليه مطالبين رجالنا الروحيين الافاضل أن يتركوا مالقيصر لقيصر, وينشغلوا بما نذروا أنفسهم من أجله في شؤون الله مع عباده و ألذي يترتب عليه صون قدسية كنائسنا ووحدة طواقمها من أجل تحقيق التألف الإيماني ما بين رعاياهم ومباركة كل مسعى علماني يدعو إلى لمّ ِ الشمل ويوحّد الصفوف, وبالمناسبة هذا يذكّرني بتصريح للمرحوم المطران يوسف توماس في مجلّة المجرشة في تسعينات القرن الماضي حين ردّ على سؤال أحدّهم حول دور الكنيسة في العمل القومي قائلا بما معناه , أنّ قدسية واجب الكنيسة يفرض عليها إلتزامها بمهمّة تقريب المسيحيين من معاني كلمة المسيح , أما في ردّه حول شؤون السياسة والعمل القومي, قال إنها من مهام العلمانيين المثقفين وما على الكنيسة إلا أن تبارك جهدهم حين يصب في وحدة شعبنا وتدعم فعالياتهم دون حشر الكنيسة في السياسة.
و نضيف نحن لنقول بأنّ هدر الاف الدولارات من أموال الكنيسة في أمور خارج نطاق مهام الكنيسة الإنسانيه هو أمر ينافي قواعد الإلتزام في إحترام أبناء شعبنا وإرادتهم , لأنها هي أموالنا ألتي أستجمعت من تبرعات أهلنا لمشاريع كنسية وخيريه بحته سواء في سدني وشيكاغو أوفي سندياغو وديترويت أوأماكن أخرى , فكيف يجوز هدرها و صرفها في إنشاء وتشكيل أحزاب من أجل تصعيد وتغذية الصراعات الداخليه,أو في توكيل محامين لتخليص قضايا صراعاتهم الشخصية داخل الكنيسة, اوفي تأجير مقرات لكيانات سياسية لمجرد وضع لافته او تعيين حارس لتلك اللافته, ألم يكن ذلك كلّه هدر في هدر؟ .
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ الجهة أو الجهات ألتي نصبت وهيّأ ت لنا الطُعم في الفخاخ كانت على علم بمكمن نقاط ضعفنا التي توارثناها وتناقلت عبر أجيالنا , وكل ما نخشاه اليوم هو أن تبقى معشعشة ً في ثنايا مؤسساتنا الدينيه.
يا سادتي رجال ديننا الأفاضل و يا أحبارنا المحترمون , لقد أرادوا(أعداءنا) وتمكنوا في غفلة بعد أن إستمكنونا في مراوغتكم وخداعكم , و هو ديدن السياسيين دائما,لقد تمكنوا من حشرنا حين إستغفلوكم ليضعوننا في وعاء عميق بحجة حمايتنا من حرارة الشمس وبرودة الشتاء من دون أن يعطوننا ما نسد فيه رمقنا أو جرعة تهديئ من إنفعالنا ,أصبحنا ننهش بعضنا البعض في داخل ذلك الوعاء ألذي ارادونا فيه , و غدا حالنا أشبه ما نكون ككتلةالخيوط والحبال الملقاة بسلّةٍ عاثت وعبثت فيها أيادي من ارادوا الشر لنا لتجعل خيوطها متشابكة وحبالها معقوده بحيث يصعب فكّها و حلّها إلا بمقص يقطّعها إربا و أوصالا ثم الخروج من تلك السلّة _لو إستطعنا الخروج_ وكل منّا قد فقد من جسمه أكثر من النصف, أي معوقون بحق وحقيقه , ننظر إلى هيأتنا مندهشين و مشمئزين ممّا جرى لنا, وأنا متيّقن بأننا في دواخلنا ومن شدة تألّمنا وندمنا , سنلجأ إلى جلد ذاتنا لنقر بأننا نستحق ذلك, وهو نتيجة طبيعية للإنفلات ألذي إشتركنا في صنعه وترسيخه من أجل تمرير الخطاب الفردي خاصة حين أغمضنا أعيننا و سددنا أذاننا عن كل ما من شأنه أن يضعنا في موقع المسؤوليه سواء الدينية أو القوميه التي تتطلب منّا العقلانية ثمّ التضحية والصمود في إثبات حسن النوايا.


لقد بحّت أصواتنا يا أجلائنا ويا قادة كنائسنا , أن حذاري من الإنجراف وراء مغريات و مدائح عديمي الرحمة بشعبنا, حذاري من إقحام الذات الإلهية في دهاليز السياسة أو التعامل مع رموزها , لأنّ عواقبها وخيمة جداً, حيث المكر والخداع(في تعاطي السياسة) يشكّل أهمّ ما تستطيب به مخططات روادّها (السياسه),ولا أحسب أنكّم لم تقرأوا أو تسمعوا عن السياسة وأبعاد خصالها التي تتناقض ومباديئ الديانات السماويه, أسمحوا لنا إذن بالقول ونحن متألّمون, بأنّكم قد حشرتم أقدس الرسائل وحصرتموها في زاوية رضوانكم الضيقه , وهكذا جنت على نفسها براقش, أليس الإنشقاقات الجديده هي ثمر عبوركم عتبات الكنائس وولوجكم في دهاليز السياسة ومغرياتها ؟ وإلا كيف حسبتم تبعات ضجيج عملية منح الأوسمة وتقليد الميداليات الكنسيّه لرجال الساسة ثمّ مطالبتنا بالصلاة لهم ولمطربي قنواتهم الفضائيه , الكل يعلم بأنّكم لا تجيدون من ألف باء السياسة إلا مغرياتها , وهذا ليس تصغيرا من مقامكم ولا تقليلا من شأنكم, ولا هو بأمر معيب, لأنّكم لم تنذروا أنفسكم للعمل بالسياسة ولا بمغازلة رجالها , فعلام الذهاب إليها بهذه الشهوة العارمه؟ وإستمحيوني عذرا لو قلت بأنني لا اعتقد أنكّم تمتلكون جوابا يرضينا ويرضي المسيح وسمو معاني كتابه المقدّس.

سأظطر هنا إلى الإشاره إلى أحد رجال ديننا الأكابر الذي نحترم فيه قدسية درجته (دون ذكر إسمه) أدامه الله , يطير سيدّنا مسافة الاف الأميال كي يفوز بعطف قائد سياسي (ميم من الناس) لا يمثلّ أي رمز ديني ولا هو بعمود من أعمدة أمتنا , مجرّد لأنّه متمّكن عسكريا وسياسيا و(ماليا) , ليتعامل معه وبشكل منفرد! بأيّة صفة؟ هل بصفته منافس سياسي ند لأبناء قوميته وكنائسه, ويا ليت سيدنا حقق في ذلك شيئا إيجابيا لأبناء قوميته المساكين , من أجل أي هدف كان قطع كل هذه المسافات يا حبرنا الجليل ويا سيّدنا ؟ هل من اجل توحيدنا في كنائسنا ؟ أم من أجل تحريرنا وارضنا من سلطان وجبروت السياسات الشوفينيه ؟أم هل من أجل إعادة حقوقنا المنسيّه ؟ أم من أجل إيقاف نزيف دماء شعبنا ومنع تهجيرهم وإختطافهم؟ أم من أجل ماذا؟ألم يكن الأجدر أن تلتفتوا قبل ذلك إلى أولوية إلتزاماتكم مع القيادات الكنسيه الأخرى ألتي تجمعكم بهم رسالة المسيح التي تفرض عليكم نشر المحبة والتسامح ما بين ابناء شعبكم المسيحي وكنائسه ثم الشروع في توبة وتكفير ما كثر من ذنوب لتهيئة مسار جديد تعيدون فيه إحياء معاني كلمات المسيح ألتي وضعتمونها فوق رفوف الأرشيف؟

أمّا من ناحية السنهادوس(الكنيسه الكاثوليكيه الكلدانيه) الذي إنعقد مؤخرا في دير السيده قرب ألقوش, فلا أرى في نتائجه إلا ما كنّا نتوقعه وهوبالطبع ليس ما نتمنّاه , لأنه ليس من المعقول أن يقاطع السنهودس ما يقارب نصف عدد أعضائه , ولا يعقل بأن يكون سبب المقاطعه هو أمر روحي أو خلاف لاهوتي او عارض أمني أو صحي, إنه بوادر إنقسام وإنشقاق وتراصف جديد مع و ضد , وهنا تكمن الطامّه الكبرى, إنّه نتاج جهود هرولتنا لاهثين وراء مقالب الغرباء ألتي وجدنا فيها وفي مغرياتهم السخيه الوسيلة السهلة لتحقيق المأرب الضيقه , و هي التي صنعت أسباب الإنشقاق الداخلي الغير المعلن ,وقد حذرنا من وقوعها مرات ومرّات ,لكننا نحن بأنفسنا الذين أعطينا المعول بإصرار مسبق بأيدي الأخرين لهدم صروحنا الكنسية الاصيله وتفكيك مكوناتها.
حالة المار باوي سورو مطران الكنيسه الأشوريه لم تعد هي الأولى والوحيدة , وسوف لن تكون حالة السّيد الكاهن أركان حنا أودو من الكنيسة الكثوليكيه هي الأخيره , الكنائس الجديده(الإنجيليه وأشباهها) وعناوينها التي تتخوفون منها يا بطاركتنا ومطارنتنا الأجلاء لم تأتينا مكشوفة الأوجه, بل بأقنعة متلونه , لكنكم لم تحسبوا لها ولالوكلائها المقنعيّن اي حساب أو حيطه , نعم يا مطارنتنا الأجلاء, أصبح كل واحد فيكم بعد أن ركب فرسه يبحث عن نفسه وبيته وما تقتضيه مصالح تسمية مذهب كنيسته متناسيا المخاطر التي تفاقمت من حولنا جميعا , إن كان غبطة بطريركنا هو أول من نادى ودعا إلى التفريق بين ابناء كنيسته بتخوين فلان الذي يقول عن نفسه أشوري وخائن علان لو قال عن نفسه كلداني, فأي سور هذا الذي نريد أن نحمي فيه كنيستنا و شعبنا؟ وأيّ إحترام أو خير نتوقعه من الغريب؟ ولا نعلم ماالذي سنقوله عن الذين قاطعوا السنهادوس؟.

أنا اتكلّم مستندا على بديهية أنّ الإنسان من طبعه أن يخطأ , ولا عصمة في طبيعة أي إنسان مهما كانت عبقريته , لكنني أتساءل هل نحن بصدد الإنكفاء في إحصاء الأخطاء التي تطول قائمتها وتكثر تشظيّاتها ؟ طبعا لا,و لكن متى سنعّدل عودَنا لنصحح الخطأ المميت الذي أودى أو سيؤدي إلى قتل شعب وتشتيته بالكامل لا قدّر الله ؟أليس فقط حين نكون ويكونون مؤمنون حقيقيون بكلمة المسيح ومعاني محبته للإنسان دون تمييز ؟
نتمّنى أن يكون الدور البابوي الأخير رغم مجيئه المتأخر , سبب لصحوة قياداتنا الكنسيه في إعتبار توصية قداسة البابا على أنّها مطلب من مطالب أبناء شعبنا وحلمه ألذي طال إنتظاره , وحين نخطو الخطوه الأولى في هذا الإتجاه نكون قد إمتلكنا فرصة و جرأة الإعتراف المتبادل بكل الأخطاء ألتي سببّت حالة الفرقه بيننا, وذلك من دون أي شك هو بمثابة وقار مضاف وتقديس حقيقي لكلمة المسيح ألجامعه , حينها سيتحقق الإقتراب الصميمي من أبني وأخي وعشيرتي و قريتي بحيث تكون الكنيسة هي الحاضنة الأموميّة لنا في تسوية خلافاتنا وليس العكس , لنحمي بعضنا البعض إذن قبل ان نغرق جميعنا وتصبح كنائسنا متاحف يقرأ الزوار في حضرتها بيت الشعر الذي مطلعه:

قفا نبك من ذكرى ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,لا سماح الله.

25_06_2007



Opinions