Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لطفا: الأب ألبير أبونا، إن آرامييك لم ولن يكسفوا شمس آشور الأزلية!

توطئة-
الرسالة الآشورية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وهي التمسك وإعتصام بقوميتنا الآشورية والتاريخ فعلا يشهد على ذلك، حيث هناك في شمال وادي الرافدين استطاع الآشوريون بمختلف مذاهبهم ومشاربهم(النساطرة، اليعاقبة والكاثوليك/الكلدان) الإحتفاظ بقوميتهم ولغتهم وتراثهم الى يومنا هذا.
بينما، في باقي أصقاع الهلال الخصيب حيث هناك شعوب شقيقة وعلى سبيل المثال، الكنعانيون على الساحل السوري والعموريون والإبليون مع الآراميين في داخل سوريا أي بلاد الشام مع الكلديين في جنوب العراق الذين سرعان ما أسلموا وانصهروا في المجتمع العربي المسلم كي يكونوا جيوب صغيرة مبعثرة هنا وهناك في غربي الهلال الخصيب قد احتفظوا بمسيحيتهم كما هو الحال في سوريا ولبنان مع استعرابهم بالكامل .
إن الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك هم الغالبية العظمى والذين يمثلون المسيحيين في سوريا ولبنان وهم بدون أي شك من أصول إبلية، عمورية، كنعانية، فينيقية وآرامية مع الموارنة ، الذين خضعوا ورضخوا للعروبة الى درجة أن بطريرك الروم الأرثوذكس اليوم يفتخر بكنيته كبطريرك العرب.
وحتى الذين احتفطوا بمسيحيتهم، ولكن رحبوا بالعروبة وباللغة العربية، نراهم في هذه الأيام رفسوا قوميتهم مع لغتهم التي يفتخرون بها –الآرامية – كما يدعون !! وما على القارئ العزيز أن يتأكد من هذه المعلومة بمجرد استخدام الإنترنيت بوضع اسم ( المهندس باسل قس نصر الله، من الروم الكاثوليك ) الذي يفتخر بعروبته في هذه الأيام أو العودة قليلا إلى الوراء إلى مطلع القرن الماضي كيف ساند ودعم المثقفون اللبنانيون والسوريون المسيحيون في إحياء اللغة العربية التي كانت في مهب الريح ، بينما تخلوا عن لغتهم اليوم والتي كما يدعونها بكل فخر " اللغة الآرامية " !
في كتاب أعدته وزارة الدفاع الاميركية تحت عنوان " Syria A country Study " عن سوريا حيث يتحدث حول الشرائح المسيحية في البلاد بقوله: الجميع يفتخرون بكونهم عربا – كما هو الحال عند السيد باسل قس نصر الله – الذي ذكرنا عنه أعلاه ما عدا - الأرمن والآشوريين !

عرض الموضوع وتفنيد كتابات الأب البير ابونا
كشعب آشوري ، نرحب بإخوتنا ولو رفضوا مؤخرا هويتهم الحقيقية حيث لا ضير في ذلك وعلى سبيل المثال مسيحيو لبنان . ولكن نرفض رفضا قاطعا ممن يحاولون حذف وإلغاء القومية الآشورية كي تكون آرامية بمجرد إدعاء البعض تكلمنا واستخدامنا هذه اللغة. فإذا كان ذلك صحيحا، ففي هذه الحال هم أنفسهم - عربا – كونهم أعراب اللسان اليوم حيث لا ينطقون اللغة التي يدافعون عنها ألا وهي الآرامية بالمرة، أليس هذا نفاقا ؟!
زد على ذلك، رغم استفساري من الكثيرين فيما إذا كانت هناك كتابات باللغة الآرامية للأب البير أبونا - كما يدعي انه مدرس لها - حيث لم أستطع الحصول عليها، وكل ما وجدت له، كان من كتابات كلها باللغة العربية، حتى كتابه هذا الموسوم " أدب اللغة الآرامية " إذ مجرد كتاب تاريخي لا أكثر ولا أقل، لأن كتاب عن أدب أية أمة يجب أن يكون أولا بلسان تلك الأمة، وأن يتصدره قصيدة باللغة السريانية المركبة من إثني عشر بيتا ربما كلفته عقود من الزمن في كتابتها ! والمحصلة، هذا الكتاب مع احترامنا للأب ألبير ابونا لا يفي بالمراد كونه باللغة العربية.
من المضحك والمبكي بين آونة وأخرى تظهر لنا ثلة من الأشخاص والذين ينتمون الى طوائف مسيحية مختلفة كالموارنة والأرثوذكس في سوريا ولبنان الذين يحاولون إحياء وبعث الآرامية أو أولئك الذين يعرفوا بالكلديين زورا وبهتانا كي يتطفلوا على شعبنا في – العراق - بانتزاع ما حصل عليه في هذه الأيام والذي كلفنا الكثير في وقت كانوا في سبات عميق قبل سنوات وكما قلنا هم لم يجاهدوا أو يكافحوا للحصول على ما يطلبونه اليوم وكما يقال – بعد خراب البصرة – إنما يفعلون كل هذا لمجرد حسدهم وحقدهم على القومية الآشورية وهم ينفذون ما أعده لهم الصهاينة والعروبيين كي يجحظوا العمل القومي الآشوري حيث من المحتمل كاد به أن يحصل ما كان يرنو اليه منذ سنوات لولا هذه الصيحات النشاز.
وإن القوى الصهيونية والعروبية هذه تدرك تماما بأن دعاة هذه القوميات المهترئة سواء كانت الآرامية أو الكلدية هي مجرد دعوات آنية وفقاعات صابون ستزول فيما إذا القومية الآشورية – لا سمح الله - لم تنجح في رأب الصدع والتخلص منها عاجلا ام آجلا.
وهكذا يظهر لنا اليوم أبطال الآرامية المنقرضة من لبنانيين الذين كان بوسعهم أن يحققوا ما يريدونه اليوم منذ اكثر من مائة عام، ولكن لم يفعلوا ذلك وكل ما يفعلونه اليوم – البعض – طبعا مع الأسف وهو لغرض التشويش فقط وحتى إذا وجدنا هؤلاء الذين يعدون على رؤوس الأصابع بينما بالمقابل هناك الكثيرون منهم والذين لا يبالون بصيحات الدكتور عماد شمعون وأندريه كحالة وبعضا من إخوتنا أعضاء الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة من أمثال الدكتور أسعد صوما أسعد والآخر من الكنيسة السريانية الكاثوليكية هنري بدروس الذين ينادون بالآرامية المنقرضة لأن ( الغالبية العظمى ) منهم يرون أنفسهم عربا ومتمسكون بعرى العروبة حتى الرمق الأخيركما أشرنا إليه أعلاه!
وهناك ثلة أخرى من الطائفة الكاثوليكية ب( الكلدانية ) في وقت لا وجود لهؤلاء منذ القرن الحادي عشر في الجنوب العراقي، بل هم في الشمال ( بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ) آشوريون الذين انفصلوا بإنضمامهم إلى الكنيسة الكاثوليكية بعد عام 1552 ميلادية من أمثال المطران سرهد يوسب جمو وغيره– الذي في حوزتنا فيديو يفتخر بآشوريته منذ عدة سنوات – لينقلب ويغدو اليوم كلدانيا. وكذلك قداسة البطريرك مار عمانوئيل دلي الذي يتأرجح مثل الزئبق ما بين الآشورية والكلدانية وأخيرا آخر ما تفتق ذهنه كي يرى نفسه آراميا مع المطران الآخر لويس ساكو ويأتي بعدهم الأب البير أبونا والذي هو موضوع حديثنا مع الدكتور ليون برخو الذي يفتخر بأنه حفيد وافا الآرامي.
والخلاصة، نحن لسنا ضد بعث القوميات الآنفة الذكر، من كنعانية، إبلية، عمورية، آرامية وكلدية اطلاقا. بل بالعكس من مشجعي هؤلاء، لأن بعثهم هو عينه بعث القومية الآشورية نفسها. ولكن أن يقوموا بجريمة بشعة وهي أن تكون بلادنا الآشورية مسرحا ومرتعا لهلوستهم في وقت لا نشاط ولا اجتهاد لهم في بلدهم والأنكى من ذلك كما قلنا ساروا ويسيرون مع التيار العروبي كل حياتهم حيث رفسوا لغتهم وتراثهم على الدوام جانبا كي يتحولوا اليوم الى أبطال احياء وبعث هذه القوميات المنقرضة سواء كانت آرامية أو كلدية وعلى حسابنا وأرضنا شيئا لم ولن نقبله بتاتا.
إخوتي: أتريدون بعث الآرامية ؟ سوريا ولبنان أمامكم ونحن معكم وسنبارك أعمالكم . أتريدون بعث الكلدية؟ منطقة البصرة أمامكم تناديكم ونحن معكم وسنبارك خطوتكم ، أما أن تحذفوا وتلغوا قوميتنا الآشورية وفي عقر دارنا – شمال بيث نهرين - فهي جريمة لا تغتفر .
جولة خاطفة مع الأب ألبير أبونا وكتابه الموسوم " أدب اللغة الآرامية "

دون شك أن الأب ألبير أبونا يعد واحدا من دعاة الآرامية حيث له عدة مقالات حول الموضوع ودورهم في الهلال الخصيب.
نحن بصراحة لسنا ضد من يعتبر نفسه آراميا كما قلنا ونقولها على الدوام مثل الأب ألبير أبونا وغيره رغم أنه في الحقيقة ابن البلاد الآشورية بالولادة، بل ضد من يزور التاريخ ومن ثم التحايل بشتى الطرق مع احترامي لدعم دعوته الآرامية زورا وبهتانا وللأسف فهو يتقدم على كل المذكورين في تزوير وتحوير تاريخنا .

بعض المآخذ على كتابه – أدب اللغة الارامية – التي تدحض ما جاء فيه:

- أولا، ليس هناك بالمعنى الحقيقي وجود – لغة آرامية - اليوم، لأنها لغة منقرضة كسائر اللغات القديمة. كي يكون هناك أدب آرامي لها كما يدعي ، بل هناك لغة سريانية.

- اللغة السريانية ، هي عبارة عن لغة جامعة لكافة اللغات/ اللهجات القديمة والمنقرضة والمعروفة في الهلال الخصيب والعنصران الموحدان لها كان الكتابة (الألفبائية ) الكنعانية مع الديانة المسيحية ويمكن اعتبار تاريخ نشوءها منذ القرنين الثاني والثالث الميلادي وما بعده حتى مطلع الألفية الثانية الميلادية أي على وجه التقريب (200- 1200 ). حيث وضعت لها الحركات مع قواعد لضبطها- شيئا لم يكن للغة الآرامية من قبل، وللمزيد حول هذه النقطة يرجى العودة الى كتاب اللغات السامية للأستاذ إسرائيل ولفنسون، مدرس هذه اللغات في الجامعات المصرية ، صفحة 108 أو كتاب ثقافة السريان في القرون الوسطى للكاتبة الروسية " نينا بيغوليسكايا " ترجمة الدكتور خلف الجراد للعربية ومن منشورات – دار الحصاد للنشر والتوزيع 1990

- معظم الآباء المسيحيين يشيرون اليها ب" اللغة السريانية " غالبا وإن في بعض الاحيان وهذا نتيجة الاسطورة الخرافية التي أدخلها البعض ربما لدخول الفردوس كونهم ينطقون لغة الرب المخلص يذكرونها ب – اللغة الآرامية - زورا وبهتانا.

- وهنا أستشهد بأحد عباقرة اللغة حيث يعتبر بأمير الشعر السرياني المغفور له مار عبديشوع الصوباوي/ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܕܨܘܒܐ ( ؟ - 1318 ميلادية ) حيث قال في مقدمة كتابه فردوس عدن/ ܦܪܕܝܣܐ ܕܥܕܢ :

" ܐܢܫܝܢ ܡܢ ܗܟܝܠ ܕܒܣܩܝܠܘܬ ܡܡܠܠܐ ܦܐܘܛܝܩܘ: ܘܒܪܗܛܪܝܘܬܐ ܘܣܘܟܠܐ ܐܪܒܝܐ ܪܡܛܝܩܘ ܟܕ ܠܠܫܢܐ (ܣܘܪܝܝܐ) ܐܝܟ ܕܠܡܣܟܢܐ ܘܠܐ ܡܪܝܩܐ ܘܥܒܝܐ ܒܣܦܝܦܘܬܗܘܢ ܘܒܠܠܬܗܘܢ ܙܛܡܘ: وهو يدعوها السريانية ولا الآرامية كما يدعي البعض، وهو بالطبع ليس الوحيد بل كل القواميس الموجودة لدينا تتخذ التسمية السريانية وعلى سبيل المثال :

قاموس المطران توما اودو: ܣܝܡܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ،
قاموس R.PAYNE SMITH and edited by J.PAYNE SMITH ( MRS. MARGOLIOUTH 1903) تسميه بالقاموس السرياني إذ تقول في البداية: ܒܚܝܠܐ ܕܡܪܢ ܝܫܘܥ ܣܒܪܢ ܡܫܪܝܐ ܐܢܐ ܠܡܟܬܒ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܕܦܣܝܩܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ وكذلك قاموس سرياني عربي/ انكليزي وفرنسي لمؤلفه لويس كوستاز 1986 من منشورات المطبعة الكاثوليكية – بيروت، لبنان.
قاموس المرحوم اقليمس يوسف داود " اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية " طبعة الموصل – العراق.
وهكذا نجد أن معظم هذه القواميس تحمل التسمية السريانية إلا قاموسا واحدا وهو للمغفور له المطران يعقوب اوجين منا حيث يسميه دليل الراغبين في لغة الآراميين ولكن في اللغة السريانية يضيف " الكلدية " عليه – ܗܕܝܐܐ ܕܠܫܢܐ ܐܪܡܝܐ ܟܠܕܝܐ – طبعة الموصل 1900

- إن اللغة السريانية، كما قلنا هي لغة مستحدثة على أنقاض اللغات السامية في الهلال الخصيب على سبيل المثال، الآشورية، والبابلية، الإبلية، والكنعانية والفينيقية ، والعمورية والآرامية . والعامل الموحد لها كانت الألفبائية السينائية والديانة المسيحية .

- إن كتابه هذا تاريخ " أدب اللغة الآرامية " موضوع مقالنا ، حتى لو قبلنا بأنه في لغة الآراميين، فإن ذلك لا يدل بأي شكل من الأشكال أنه يبحث في اللغة الآرامية، بل هو في الحقيقة كتاب تاريخي وباللغة العربية واكثر مواضيعه هي أحداث تاريخية آشورية وما قام به الآشوريون كقوة عظمى في حكمهم لمنطقة الهلال الخصيب.

- حتى لو صدقنا طبقا لما يرويه, الأب أبونا بهذه الدويلات/ العشائر الآرامية بأعلامها، التي تغطي كما يدعون منطقة الهلال الخصيب كافة، يبقى علينا أن نسأل لو كانت الآكثرية آرامية ، ما الذي حققه هذا الشعب بأعداده الضخمة هذه التي غطت الهلال الخصيب برمته؟ صدق المؤرخ جورج رو في كتابه الموسوم - العراق القديم – Georges Roux, Ancient Iraq, Page 275 حيث قال:

" سواء تجار، فلاحين، رعاة، جنود أو قراصنة ، الآراميون كانوا أصلا بدوا غير مصقولين/ كفؤ ولم يساهموا في حضارة الشرق الأدنى بشيء . "



- ثم ما الغرض من سرد هذه الدويلات المنقرضة التي لم تحقق شيئا في الماضي ومن أبسطها الوحدة القومية كي يحققه دعاتها الجدد اليوم؟ حيث يحل محلها العشائر العربية البدوية ولم يبق آراميا اليوم يفتخر بآراميته بتلك المناطق غير هذه الشرذمة هنا وهناك التي تعد على رؤوس الأصابع؟!

أمثلة حية عن التزوير والتهميش من قبل الأب ألبير ابونا:

إنه ليتطلب وقتا طويلا لتغطية الكتاب الذي يقع بين دفتيه 758 صفحة، لذلك سنقوم ببعض منها وهذا دليل كاف حول عدم مصداقية الكاتب بحيث هذا العمل في الغرب يعد عملا غير مقبولا الى درجة يسقط الكاتب الذي يقوم بمثل هذه الأعمال من أعين القراء كي يبقى معزولا ومهمشا بالمرة في الوسط الثقافي وهي بحد ذاتها نكسة كبرى له. لذلك سنختار بعضا منها فقط .

ططيانس/ ܛܛܝܢܘܣ (110 - ؟ )

يعتبر ططيانس من الآباء المسيحيين الطلائعيين وله دور ريادي في هذه الديانة الجديدة لإقدامه بكتابة سيرة حياة السيد المسيح عن الأناجيل الأربعة وسبكها في رواية واحدة والتي اتخذت تسمية جديدة " دياطاسرون " أي إنجيل واحد باللغة اليونانية.

ولكن من المؤسف أن البير أبونا، لم يذكر عنه شيئا كان يفتخر به وهو قوميته الآشورية.
وأسلوبه ونهجه هذا لم يكن وقفا على هذه الشخصية الاشورية الفذة، بل كان بالإجماع في كل مرة تذكر القومية الآشورية يعوضها بشيء بديل أو حتى لدرجة يحذفها من الوجود، وهذا ما سنراه بعد قليل في مقالنا هذا.

بينما، المغفور له، المطران أدي شير عندما كتب عن " ططيانس " نراه ينهج أسلوبا أكثر منطقية وانسجاما مع الحقيقة إذ استهل كتابته عن هذه الشخصية الفذة، بهذه العبارات:
" إن ططيانس يخبرنا عن نفسه أنه كان آثوريا. وكذا قال عنه تيودورس بركوني/ ܬܐܕܘܪܣ ܒܪܟܘܢܝ . ويستطرد قائلا، إذ تربى في ديانة الوثنيين ودرس العلوم اليونانية ... وانطلق الى رومية وهناك اعتنق الديانة المسيحية وتتلمذ للقديس يوسطينوس .. "

مار عبديشوع الصوباوي/ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܕܨܘܒܐ ( ؟ - 1318)

رغم ان الأب ألبير أبونا يستهل ترجمته عن هذا العلامة باستشهاده ما قاله السمعاني من إطراء له حيث يضاحي مار أفرام أو اسحق الأنطاكي، ولكن يعود ليقول بأنه يغالي في حكمه.
ويمضي الأب أبونا قائلا: " وأراد ( مار ) عبديشوع أن يحذو حذو الحريري فألف هو أيضا خمسين مقاما شعريا أسماها ( فردوس عدن/ ܦܪܕܝܣܐ ܕܥܕܢ) .... إلا ان هذه الألعاب اللغوية تتطرق الى مواضيع دينية ولا يجد فيها المؤلف مجالا للفكاهة والنكتة ولذا فقد اتت منتقصة عن مقامات الحريري.
في الحقيقة اقف مشدوها بقراءة هذه الكلمات التي هي مخيبة جدا لنا أن تقوم شخصية دينية مرموقة كالأب ألبير ابونا الذي كان استاذا للغة – الآرامية – التي يحلو تسميتها باستنتاجه هذا! وهنا ما علينا إلا أن نقول مايلي : أولا، من المحتمل أنه لم يطالع كتاب المقامة لعبديشوع الصوباوي أم أنه تصفح الكتاب ولكن يبدو لم يستطع فهمه وفي كلا الأمرين كما يقال أحلاهما مر.
وقبل أن أستشهد ببعض الأباء الأجلاء من أبناء شعبنا الذين يقرظون المؤلف أقول، إن الشعر عادة في لغتنا وهكذا كان في اللغة الآشورية البابلية القديمة لم يكن يستخدم القافية كما هو الحال في اللغة العربية، بل كان على طريقة ما نسميه اليوم الشعر النثري . إن لجوء مار عبديشوع الصوباوي الى هذا النهج كان كرد فعل للعرب الذين كانوا يستهزؤون بشعرنا وهذا ما قاله حرفيا في مقدمة الكتاب:
" ܐܢܫܝܢ ܡܢ ܗܟܝܠ ܐܪܒܝܐ ܕܒܣܩܝܠܘܬ ܡܡܠܠܐ ܦܐܘܛܝܩܘ: ܘܒܪܗܛܪܝܘܬ ܣܘܟܠܐ ܓܪܡܛܝܩܘ : ܟܕ ܠܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܐܝܟ ܕܠܡܣܟܢܐ ܘܠܐ ܡܪܝܩܐ ܘܥܒܝܐ ܒܣܦܝܦܘܬܗܘܢ ܘܒܠܠܘܬܗܘܢ ܙܛܡܘ: "

إن المرحوم القس جبرائيل القرداحي اللبناني مدرس اللغة العربية والسريانية في روما كان من الأوائل الذين أعطوا الأهمية لهذا العلامة باختياره 25 قصيدة من كتاب المقامة إذ طبعها بالخط الغربي/ اليعقوبي ( 1889 ) استهله بما يلي:

" أما بعد، فإنه لما كان ديوان الإمام العالم الشاعر ، والهمام الكثير المعالي والمآثر، سيدي عبد يشوع الصوباوي، المسمى ( ܦܪܕܝܣܐ ܕܥܕܝܢ ) من أحسن ما يعهد من الدواوين عند السريان لفظا ومبنى، واجوده مقصدا ومعنى، وأبدعه فنا وصنعا، واجزله خيرا ونفعا .... "
اما المغفور له مار توما اودو مطران أورمية قال في مقدمة قاموسه الكبير باللغة السريانية/ ܣܝܡܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ عن هذا العلامة مار عبد يشوع الصوباوي :
" وهناك غريغوريوس ابن العبري الملقب بأبي الفرج العلامة والمفريان في القرن الثالث عشر من السريان المغاربة وعبد يشوع الصوباوي من السريان المشارقة في القرن الرابع عشر لم يظهر بعدهم أحدا بمنزلة هذين الشخصين لغويا لحينه ... وبوسعنا قوله أن اللغة هذه قبرت معهما أيضا ..."
والشخصية الأخرى هو المرحوم القس بولس البيداري الذي قال عن العلامة في قصيدته " أيتها الأمة الحبيبة بما يلي:

ܢܚܫܝܪܬܢܐ ܣܦܪܐ ܕܩܕܡܘ ܠܚܣܝܐ ܕܨܘܒܐ
ܒܨܘܒܐ ܫܪܝܬ ܒܨܘܒܐ ܫܠܡܬ ܟܠ ܣܦܪܘܬܢ܀

حيث يقرظ العلامة بقوله أن في ( صوبا/ كرسي مطرانيته ) ابتدأ أدبنا وفي صوبا انتهى ."
تنويه، بغية المزيد عن هذا العلامة يرجى النقر على الرابط التالي:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D8%B4%D9%88%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%88%D9%8A
المغفور له المطران أدي شير ( 1867 – 1915 )
في الحقيقة كتب عن هذا العلامة بغزارة وأعطى له الأهمية القصوى عندما ذكر عن كتابه الموسوم ( تاريخ كلدو وأثور ) و كان يجب أن يكون " تاريخ بابل وآثور " كونه المؤلف من الطائفة الكلدانية لذلك رجح " كلدو " عوضا عن بابل، وخصوصا في أواخر العهد البابلي التبس الإسمان، ولكن رغم ذلك ففي الغرب دوما استخدموا " بابل " أو نيوبابلون ولا كلدو وتأكيدا على ذلك نجد كثيرا من استشهاداته من كتاب الإغريق – هيرودوتس وغيره الذين ذكروا آشور وبابل دائما.
والمرحوم لم يعتبر شعبنا من الشعوب الآرامية، بل كشعب كلداني وآثوري وهنا تعالوا معي لنرى كيف وصفه الأب البير أبونا كتابه الموسوم هذا :
" تاريخ كلدو وآثور بالعربية بمجلدين، طبعة بيروت، المجلد الأول سنة 1912 يتطرق الى تاريخ الأمة الكلدانية – الآثورية القديمة ويقع في 185 صفحة مع خارطة للبلدان الآرامية. "
حقيقة أستغرب جدا كيف الأب ألبير أبونا يلجأ الى تغيير ما جاء في كتاب العلامة أدي شير، أولا معظم كتابه هذا كان عن الأمة الكلدانية الآثورية، وليس هناك آرام لا من قريب أو من بعيد، ومن ثم نعم هناك خارطة وهذه الخارطة ليست عن البلدان الآرامية، بل خارطة لدولة آثور الكبرى وهي في آخر صفحات الجزء الأول من الكتاب على حدة!
جدول البطاركة للكنائس المشرقية
إن المؤرخ ألبير ابونا يذكر البطاركة في جداول لكل كنيسة منذ البدء الى يومنا هذا، ولكن للأسف نراه لا يتقيد بالأصول، فمثلا عندما يذكر بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة فهو يعتبرها الرئيسية وهي الحقيقة، بينما المنشقون – الكاثوليك - عنها لهم جدول خاص يأتي بعدهم منذ تاريخ الإنقسام .
بينما في جدول الكنيسة المشرقية لم يتقيد كما فعله مع الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة، حيث كان من الواجب اعتبار الكنيسة المشرقية/ النسطورية هي الأصل، بينما المنشقون الى الكنيسة الرومية وجب أن يكون لهم جدولا خاصا بهم منذ تاريخ الإنقسام أي بعد عام 1552 ميلادية كما فعل مع الكنيسة الأرثوذكسية.
إن الأب ألبير أبونا تجاهل ذلك واعتبر الكنيسة المنشقة جدولها منذ البداية بدون انقطاع حتى يومنا هذا – علما أن الكنيسة المشرقية تعتبر ما قبل 1552 كنيسة نسطورية هرطوقية في نظر الكنيسة الرومية، والمنشقون لا يعدون مشرقيين اطلاقا!
وللأسف، لم يكتف بذلك، بل عندما ذكر أسماء البطاركة وهناك بطريركان يتكنيان بالتسمية الآشورية وهما:
64 ماري بر طوبيا آثورايا/ ܡܐܪܝ ܒܪ ܛܘܒܝܐ ܐܬܘܪܝܐ 987-999
71 عبديشوع الثاني ابن العرض آثورايا / ܥܒܕܝܫܘܥ ܬܪܝܢܐ ܒܪ ܥܪܨ ܐܬܘܪܝܐ 1085- 1090
ذكر اسمهما بدون ذكر لقبهما الآشوري .
العلامة كيوركيس وردة * / ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ ( ؟ - 1225 )
وحتى هذا العلامة لم ينج من تزوير الأب ألبير أبونا حيث آخر ما قاله عنه هو على الوجه الأتي:
" وقامت المطبعة الآثورية في الموصل بنشر مقالة له في البطاركة كملحق لكتاب مركانيتا/ المرجانة في حقيقة الديانة المسيحية للعلامة واميرالشعراء المغفور له مار عبد يشوع الصوباوي. ونشر الأب القرداحي شيئا من مقالته في العذراء مريم. وجاء كثير من مقالاته في الخوذرا الكلدانية. " انتهى الإقتباس.
أولا، ليس هناك كتاب الحوذرة الكلدانية ، حيث التسمية الكلدانية تسمية جديدة وأول من أوجدها هو البابا يوجين الرابع حوالي 1443 ميلادية .
ثانيا، ان قصيدته في البطاركة الطويلة تحوي التسمية الآشورية كشعب وكقومية ذكرها بكل فخر في وقت لم يذكر " الكلدانية " المزعومة بالمرة التي يحاول البعض فرضها وكما قلنا حاول دائما نكران وجود الآشورية كشعب وحجمها من الذكر ولكن كما جاء في عنوان مقالي إن آراميي الأب ألبير أبونا لم ولن يكسفوا شمس آشور الأزلية أبدا – والحياة للأمة الآشورية / ܬܚܐ ܐܘܡܬܐ ܐܬܘܪܝܬܐ ܠܥܠܡ܀
ܫܠܡ ܐܢܐ ܡܐܡܪܝ ܗܢܐ ܒܚܝܠܐ ܘܨܒܝܢܐ ܕܐܠܗܐ ܘܡܪܢ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ ܦܪܘܩܢ ܘܡܚܝܢܢ ܘܠܗ ܫܘܒܚܐ ܘܪܘܡܪܡܐ ܠܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪܝܢ܀
ܒܝܕ : ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ – ܫܝܟܓܘ - ܐܘܚܕܢܐ ܡܚܝܕܐ ܕܐܡܝܪܝܟܐ
………………….
* لقد أخطأ الأب البير أبونا في كتابة اسم العلامة “كيوركيس وردة " الاربيلي ، حيث الكنية يجب ان تكون (وردا) وليس وردة التي هي اسم مؤنث للورد، أما حرف الألف في آخر الإسم فهي للدلالة على التعريف.
Opinions