Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لغة البراءة ثوب يتمزق

نعم في كل صباح من صباحات العراق تموت براءتنا نحن الكبار فكيف الصغار إذن.
في إحدي المرات كنت جالسا في حديقة يسمونها (متنزه) كانت حديقة مليئة بحجارة ارثها يابسا في الأرض وجذرها متقطعا نحو السماء.
نعم... كان هذا هو اليوم الذي كنا فيه صغارا فما بال الصغار في زمن ٍ يعلمنا ان البراءة في ظل احتضار الموت ما هي إلا(جرائر مهزومة) يعبّد وجهها إلاحتسار ويملأ خاطرها انيث الأنوف كم علقوا براءتهم تحت عربات الدفع المستلقية ظهورهم نحوها من اجل ( رغيف من الخبز ) ظل يحاصرهم أولئك الأطفال أبناء الأرامل، أبناء قتلي الحروب، ألا تنطفئ قناديل الحروب في بلدي؟!!!
اوّاه يا بلدي من الحروب؟
كم تعبنا ونحن نمضغ ارث الأزمات، تراجعنا لان نتقدم فتأخرنا لأننا بدأنا كدخانٍ متطاير في عربات الهواء، فتساقطت أعمارنا نحو أرصفة الضياع، كم كتبت أقلامنا ذكرياتنا في الغزل، كم تغزلنا بالنساء من شدة ما كنا عطشي نحو أنوثة جائعة مثلنا، فعبدنا الأنوثة شرا ، ونسينا طقوسنا الدينية خوفا، فما أقدسنا نحن الرجال لو كان حبنا لله يعادل حبنا للنساء، هكذا قالها كونفشيوس الحكيم.
كم فتلنا كلماتنا الرجولية نحو بصيص الهجاء لنمدح انفسنا بانها قامات طوال تسع لاستقبال آلاف الشذرات نحو اكتشاف غير المكتشف، فكنا اصفارا في البعد الأول لا الرابع.
كم كتبنا حلقات طقوسنا الأدبية في بوسترات مناديل الكلام، فاضحت اضراس اللغة بائسة من وجع الكتابة والالم.
لم نكن الا رسل جائعين نحو فاكهة مغمسة بترهل المصطلحات التي لا تغني عن شيء. ندعي اننا رسل نبتكر الاشياء الجديدة كي نغير مسارات التفاهات القديمة، لكننا أخطانا في رسائلنا العمياء، فما كنا مثل وليم بلاك، ذلك الشاعر الانكليزي الذي دافع عن الأطفال الفقراء، فكانت قصيدة واحدة تكفي لان تكون (ضجة ) في المجتمع الانكليزي قصيدته ( منظف المدخنة ) التي كتبها قبل اكثر من قرن من الآن كانت انموذجا حيا للشعر الرسالي من اجل الطفولة، فما بالك بحق المئات من الأطفال في العراق، اطفال يستلقون تحت أشعة الشمس اللاهبة من اجل لقمة خبز، ما بالك بالمئات من الأطفال في العراق يجرون عرباتهم من اجل ( دينار اصفر )، مابالك بالمئات من الاطفال الذين يسْتجْدون في الطرقات من اجل ثروة دخان، فيمزقون قمصانهم كي يزيد دخانهم، هكذا صنعوا واقعهم نحو زمن مجهول! فلماذا لا نكتب من اجلهم؟ اولئك الذين لا ذنب لهم اقترفوه سوي انهم كانوا ضحية للحروب، فأصبحوا زجاجا يتكسر أينما تساقطت اعمارهم.
أليس من واجبنا ان نغير قصة الذئب وليلي الي حلم ليلي...؟!
نتمني ان تكون ابتساماتنا صادقة نحوهم! لكي لا نخدع الآخرين بأننا ظاهرا أمراء وباطنا غير ذلك.
Opinions