Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

للشاعر المصري الكبير محمد ابو سنة : قصيدة شتاء العروبة وقصيدة بغداد

اعزائي القراء الكرام
رعاكم الله وحفظكم من كل مكروه

في كتابي الجديد الصادر في كانون الثاني January 2009 الموسوم (الطريقة القبانجية في المقام العراقي واتباعها) كنت قد نشرت في زاوية (استراحة الفصل) بعد نهاية احد فصول الكتاب .. قصيدتين للشاعر المصري الكبير محمد ابو سنة .. الذي سبق ان تشرفت بمعرفته في مدينة زرالدة على ضواحي العاصمة الجزائرية المطلة على البحر الابيض المتوسط ، في كانون الثاني January 2007.. عندما كنا ضيوفا على اخوتنا الجزائريين في الافتتاح الشعبي والرسمي لـ (الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007) حيث اعجبتني قصائد كثيرة كنت قد اطلعت عليها سريعا من دواوين شعره الموجودة معه ، ونحن في الفندق الذي نقيم فيه .. وقد اخترت من هذه القصائد قصيدتين اثنتين فكرت في نفسي بنشرها في كتـابي الذي كنت مــــــا ازال فـــــــي طور اعداده (الطريقة القبــــــانجية ........ )
وها انا اليوم قد نشرت هاتين القصيدتين الجميلتين المنقولة من ديوانين من دواوين شعره الرائعة .. وهما قصيدة شتاء العروبة وقصيدة بغداد ..
وبعد اشهر قليلة من طبع الكتاب في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر مطلع هذا العام 2009 .. اتصلت بشاعرنا الكبير محمد ابو سنة واخبرته بموضوع نشري للقصيدتين ..
تفاجأ وفرح وشكرني ايضا ، فطلبت منه العنوان البريدي كي ابعث اليه بنسخة الكتاب .. وهكذا وصل الكتاب اليه واخبرني عبر الهاتف النقال باستلامه شاكرا لي هذا الاهداء ومندهشا من قيمة الكتاب .. ثم بعث لي برسالة خطية حول هذا الموضوع وهي موجودة ادناه ..
وقبل ان تقراوا الرسالة اعزائي القراء الاكارم .. اقراوا القصيدتين المنشورتين في نهاية الفصل الاول من الباب الاول ، عند زاوية ، استراحة الفصل ، من ص 93 حتى ص 98 من الكتاب .. مع شكري وتقدير لكم جميعا

ودمتم لاخيكم
حسين الاعظمي


الشاعر الكبير محمد ابراهيم ابو سنة


استراحة الفصل

كنت في ضحى يوم 16/1/2007 في صالة فندق سفير مزفران الكائن في مدينة زرالدة على ضواحي العاصمة الجزائرية المطلة على البحر الابيض المتوسط ، مع الشاعر المصري الكبير محمد أبي سنة مستمتعاً بمجالسته ، وقد أطلعني على بعض القصائد من بعض دواوينه التي كانت بحوزته ، وبسبب عدم إمتلاكه نسخاً أُخرى من هذه الدواوين فقد إضطررت أن أنسخ بعضاً من قصائده ، ومنها قصيدتي – شتاء العروبة – من ديوانه (شجر الكلام) كان قد كتبها في 5/3/1998 وقصيدة – بغداد - وهذه هي القصيدة الاولى ..


مطرب المقام العراقي ، حسين الاعظمي




شتاء العروبة

لها أن تُرقْرِقَ أحزانَها
في مياه الفجيعة
تبكي مقاديرَها
وتنوحَ على وتر مغترب
لها أن تموتَ
وليس لقاتلها أن يقولَ السبب
تلومُ مواقيتَها الغادراتِ
وتندبُ حظ الحياةِ
تعاقرُ فوق موائدِ
هذا الزمانِ النُّوَب
تراقبُ تحت النجومِ
البعيدةِ
كيف تُزاحُ الى ظُلمات المغيبِ الاخير
قوافل أحلامها
في مداراتِ تاريخِها الملتهب
برابرةٌ قادمون
برابرةٌ ذاهبون
وهذي قرونٌ من الدمِ
فوق المدى تنسكب
وداعٌ طويلٌ يلوِّح
فيه زمانٌ كئيبٌ
باهواله المشرعات
لمن قد تبقَّى من الراحلينَ العرب
وبغدادُ
تَدْعو فلا يَستجيبُ
سوى قاتليها الغلاظ
يجيئون في الريح والماء
في الطائرات
وعبرَ السفائن
من كل صوب
يجيئون بالموت
يغدو الفراتُ دماءً
وتغدو الطفولةُ أشباحً مذبحةٍ
والعروبة أُضحوكةٌ
والنخيلُ إعتذارَ الغضب
وبغدادُ تدعو فلا يستجيبُ
لها إخوةٌ في النَّسب
فتجلسُ تحت سيوف المغولِ تُراجعُ
صفحتَها في الكتب
برابرةٌ قادمون
برابرةٌ ذاهبون
ولكنها في ختام الليالي , تَهُب
وتبدأ صولتَها من جديد
وتقرأ أشعارَها
للفصول التي أورَقت في مروج الذهب
لَها أن تحسَّ التعب
لَها أن تقاومَ هذا الجحيمَ
ووَحدتَها , عبرَ هذا النداء
الذي ينتحب
وتُطلِقَ صيحتَها في رماد الغيوب
على أفقٍ مضطرب
يُوَلَّى زمانُ الاعاجيب
يأتي الزمانُ العجب
ويُعتَقلُ الصدقُ , عند المخافر
متهماً بالكذب
متى تَنهضون
الى موعد في زحام الشُّموس
أيا عرباً ...
ينتهي جهدُهم في الصَّخَب
فأعداؤنا يَشحذون
السكاكينَ في الليل
جاؤوا لموعد قَتل
ونحنُ ننازلُهم في الخُطَب
فقوموا إغضُبوا , للهوان
فقد تحرُق العجزَ نارُ الغضب
وترجعُ بغدادُ
غرسُ العروبةِ
وترجعُ قدس العَرَب




والقصيدة الثانية التي نسختها هي قصيدة – بغداد – من ديوانه (موسيقى الأحلام) مؤرخة في 23/4/2003 .. أي بعد إِحتلال العراق بأيّامٍ قليلة ، وهذه هي القصيدة ..


بغــــــــداد

بغدادُ عفوَكِ إنَّ القولَ يعـــــــتذرُ
غابَ الاحبةُ والأَعـــــــداءُ قد حضروا
كنا نُرجِّى ضُحىً يأتي بعــــــزَّتَنا
هذا الاباءُ الذي خنَّــــــــــاهُ يَنتَحرُ
تلك الذئابُ على أعتاب جنَّــــــتِها
زمرٌ تجئ على أعـــــــــقابِها زمرُ
تلك القنابلُ والارواحُ شاكـــــــيةٌ
ترجو الغِياثَ وليلُ الظّــــــــِلم يعتكرُ
من للطفولة تلقى حتفَها بــــــدَداً
من للعجائز والـــــــــنيرانُ تستعرُ
تأتي البروق على اغصان ألـــــوية
تُعلى شريعةَ غابٍ سَنَّهــــــــا بشرُ
هذا الربيعُ ولا زهرٌ سوى دَمِـــــها
هذا الفراتُ وقلبُ المجــــــــدِ ينفطرُ
من للعراق .؟ وقد جاءت تحاصـــرُهُ
هذي الجحافلُ مثلَ اللـــــــيلِ تنهمرُ
من للعروبة تذوى شمسُها غَــــربت
طغى الظلامُ فمن بالـــــــبأس يأتزِرُ
جاؤوا من الغرب غرباناً مــــدجَّجةً
قد امطروا لهباً ما هكـــــذا المطرُ.!!!
يا بؤسَ ما حملت أيامُ محنـــــتَنا
أعداؤُنا كثروا ، أحبـــــابُنا إِعتذَروا
بغدادُ لا تَهِني في صدِّ جحــــفلِهم
تبدو الحياةُ جحيماً أينـــــما ظهروا
جاؤوا بباطلهم والزيفُ منـــــكشفٌ
شُدِّي العزائمً إن الحــــــقَّ ينتصرُ






























القاهرة في 27/7/2009
الصديق العزيز الفنان الكبير العلامة القدير الاستاذ الدكتور
حسين اسماعيل الاعظمي
تحية ومودة وتقدير

سعدت سعادة غامرة بالهدية الرائعة التي اتحفتني بها ، وهي السِّفر الجميل الجليل " الطريقة القبانجية في المقام العراقي واتباعها " ولك مني تهنئة من القلب على انجاز هذا العمل المفيد والممتع معا .. وقد شرعت بقراءته وانوي تقديمه في برنامجي الاذاعي الاسبوعي " حدائق الاوراق " ان شاء الله ..
لقد كان لقاؤنا في الجزائر فرصة طيبة تعرفت فيها على شخصكم الكريم .. وانني لاشكركم على نشركم لقصيدتين لي على صفحات كتابكم المفعم بالفن والعلم والادب واعتز بصداقتكم وافتخر بعلمكم وخبرتكم الواسعة العميقة ..
والكتاب يجمع بين التاريخ والقصائد البديعة والصور المعبرة عن الشخصيات المؤثرة في حركة الغناء في العراق .. انني لاكرر الشكر ، كما اتمنى للعراق المجيد الحرية والامن والسلام والرفاهية .. كما ابعث لاسرتكم كل تقدير على تعاطفها معكم لانجاز مشروعكم الكبير ..

لك كل الاعزاز
واجمل التمنيات
والمحبة الخالصة

المخلص
محمد ابراهيم ابو سنة



بطاقة : محمد ابراهيم ابو سنة
* من مواليد 15/3/1937م
قرية الودي - مركز الصف - محافظة الجيزة.
*تخرج من كلية الدراسات العربية - جامعة الازهر 1964م.
* عمل محررا سياسيا بالهيئة العامة للاستعلامات ( وزارة الأعلام ) فى الفترة من 1965 الى يناير 1976 حيث نقل للعمل بإذاعة البرنامج الثقافى بالإذاعة " البرنامج الثانى سابقا ".
*دواوين شـــــعرية : 1 ـ قلبي وغازلة الثوب الأزرق 2 ـ حديقة الشتاء 3 ـ الصراخ فى الآبار القديمة 4 ـ أجراس المساء 5 ـ تأملات فى المدن الحجرية 6 ـ البحر موعدنا 7 ـ مرايا النهار البعيد 8 ـ رماد الأسئلة الخضراء 9 ـ رقاصات نيلية 10ـ ورد الفصول الأخيرة مسرحيات شعرية 1 ـ حمزة العرب 2 ـ حصار القلعة 3 ـ صياغة شعرية لمختارات من الشعر الارمنى عبر العصور الأعمال النثرية والدراسات : 1 ـ فلسفة المثل الشعبى 2 ـ دراسات فى الشعر العربى 3 ـ أصوات وأصداء 4 ـ قصائد لا تموت 5 ـ تجارب نقدية وقضايا أدبية 6 ـ تأملات نقدية فى الحديقة الشعرية 7 ـ ربيع الكلمات ـ آفاق شعرية 9 ـ ومضات من القديم والجديد 10 ظلال مضيئة أعدت حول شعره رسالتان جامعيتان 1 ـ الرسالة الأولى بعنوان : مستويات البناء الشعرى عند محمد ابراهيم أبو سنة (دراسة فى بلاغة النص / جامعة الزقازيق 1995) بكلية الآداب جامعة الزقازيق للباحث الأستاذ/شكرى الطوانسى وصدرت الرسالة فى كتاب ضمن سلسلة "دراسات أدبية"بالهيئة العامة للكتاب 1999 2 ــ الرسالة الثانية بعنوان : " محمد ابراهيم أبو سنة حياته وشعره " للباحث الأستاذ /محمد عبد الله سلام نوقشت فى أغسطس 1998 بكلية اللغة العربية / جامعة الأزهر.
• حاصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الشعر عن ديوان {البحر موعدنا} ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1984 • حصل على جائزة كافافيس الدولية عن ديوان { رماد الأسئلة الخضراء } عام 1990 0 • حصل على جائزة أندلسية للعلوم والثقافة عن ديوان { رقصات نيلية } عام 1997 0 • حصل على جائزة الشاعر السعودى " محمد حسن فقى " عن ديوان { الفصول الأخيرة } عام 1998 0 • حصل على شهادة الزمالة الشرفية فى الكتابة من جامعة " أيوا " بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1980 0 الأوسمه والجوائز الحاصل عليها
كتب عن شعره : 1 ـ عنصر المكان فى شعر محمد أبو سنة { تأليف الدكتور مصطفى عبد الغنى 1994 2 ـ ظواهر أسلوبية فى شعر محمد ابراهيم أبو سنة { تأليف الدكتور عبد الناصر هلال / المدرس بكلية الآداب جامعة حلوان
*عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة منذ عام 1980 *عضو مؤسس باتحاد الكتاب المصريين 0 *عضو اللجنة المركزية للنصوص الغنائية باتحاد الإذاعة والتليفزيون 0*عضو الفرع المصرى لنادى القلم الدولى 0 • ترجمت نماذج من أشعاره الى اللغات: الإنجليزية،الفرنسية،الروسية،الأسبانية، المقدونية،الهولندية، ليونانية،البنجابية، لإيطالية،الألمانية.


الشاعر الكبير محمد ابراهيم ابو سنة
Opinions