لماذا التحريض ضد الكاردينال البطريرك عمانوئيل دلي جزيل الاحترام !
في مقال للسيد حميد الشاكر بعنوان :(حوار صديقين حول الكاردينال عمانوئيل دلي والنجف الاشرف ) ..
الذي اعقبه بمقال اخربعنوان :المحترم نامق جرجيس وعراق جديد وخطاب مسيحي قديم.!
المنشورين في عنكاوا كوم ..فيهما جملة من الاتهامات تحريضيه على شخص الكاردينال دلي باطريرك بابل على كلدان العالم ...كنت اتوقع ان ينبري بعض دعاة القوميين الجدد بالدفاع عن رئيس قوميتهم ، الا انه يظهر بان اقلامهم المسمومه وسهامهم لا توجه الا الى صدورابناء جلدتهم ، لذا سوف ارد عما اتهم به البطريرك دلي رئيس الطائفة الكلدانية المسيحية لكوني احد ابنائها .. واليكم بعض من تلك الاتهامات ، ولنناقشها بكل هدوء ...
يقول الكاتب :
1- (...عن الكاردينال دلّي ، ان هذا الرجل لسبب او آخر يحاول ربط المسيحية العراقية الوطنية بشبكة معقدة سياسية خارج الوطن ؟، وكيف انه مختلف عن المسيحية القبطية المصرية التي تناضل من اجل ان تكون مستقلة نوعا ما في قراراتها الوطنية !.)
ان اتهام هذا الذي تسميه الرجل هو الكاردينال البطريرك عمانوئيل دلي جزيل الاحترام باطريرك بابل على الكلدان في العالم وهوالرئيس الروحي لهم ، فان كان هو متهما بهذا الارتباط فما قولك من ارتباط هئية علماء الاسلام والاحزاب الاسلامية والمرجعيات واحزاب الائتلاف الشيعي عموما بمثل تلك الشبكات .. عندما تحالفوا مع الكفارلاسقاط صدام حسين .... هل مثل هذه العلاقات والارتباطات موجوده لدى الكاردينال او اتباعه من رجال الدين المسيحيين ..؟؟
اما القول بانه مختلف عن مسيحي الاقباط في مصر التي قراراتها مستقله ..؟؟ اقول هذه المقارنه لاتستقيم والواقع .. لان روما ليست مرجعية دينية للاقباط .. كما ان مرجعية الشيعي ليست مرجعية للسنة ولا علاقة لهم بها..
2- ( ويقول : ثم لماذا وماهي العوائق التي تعيق هذا الكردينال الطيّب من التوجه والبحث عن مراكز القوّة في القرار الاجتماعي والديني وحتى السياسي داخل الوطن وفي النجف الاشرف بالتحديد ، بدلا عن البحث عن القوّة خارج الوطن .)
الواقع يؤكد بانه ليست هناك اية عوائق من ذلك بدليل ان هناك زيارات متكررة منذ 2003 من قبل رجال الدين المسيحيين وممثلي الكاردينال بالاضافة الى ممثلي شعبنا في البرلمان وغيرهم .. ومن ناحية اخرى انك تقر بان في النجف قوة القرار الاجتماعي والديني والسياسي داخل الوطن ، فان كان الامر كذلك وهو كذلك فعلا ، فانني معك ان نحملها وزر ما جرى في العراق من ماسي وويلات وخلاف واختلاف بين فصائل وطوائف شعبنا العراقي بعد السقوط وادى الى ما ادى اليه .. فلماذا لم تستعمل المرجعية تلك القوة التي تشير اليها لمنع الاقتتال الطائفي والمذهبي وتشريد الالاف من مناطقهم ، ولماذا لم تتحمل ممسؤوليتها باصدار فتوى شرعية بتحريم ذلك ومنعه ..
بل بالعكس كما تعلم كانت هناك فتاوى دينية من داخل العراق وخارجه تبيح قتل وذبح العراقيين لاختلاف الدين او المذهب ؟؟ اليس هذا هو الواقع ..؟؟
3- ويقول ( ألم يكن حريّا بالكردينال دلّي ان يفكر بجدية كيفية مدّ الجسور الداخلية اولا مع ابناء شعبه وخصوصا مرجعية النجف الاشرف التي ترحب كثيرا بمثل هذه اللقاءات والتقاربات والتفاهمات الاسلامية الشيعية والمسيحية الكلدواشورية سريانية ايضا ؟ ) ...
ان الكردينال دلي وكما هو معروف عنه رجل المحبة والسلام وهو الساعي دائما الى مدى مثل تلك الجسوروبشهادة الجميع ، ولكن انظر الى موقف الاخرين من رجال الدين سنة وشيعة الذين ساهموا في تدميرتلك الجسور فاوصلوا العراق الى ما هو عليه ...فكيف توفق بين الحب والكره بين الثار والانتقام وبين من ضربك على خدك الايمن فادر له الاخر ..
4- ويضيف ( ان هناك نوايا عند الكردينال دلّي بسلخ المواطنين العراقيين عن ابناء بلدهم وربطهم بالعالم الخارجي والغريب عن هذا الوطن ؟... وميله الشديد للانفصال عن الوطن العراقي..)
ان علاقة الكاردينال والمسيحيين بالفاتيكان هي منذ مئات السنيين فلم ينسلخوا عن وطنهم ، ولم يحرضهم البابا على ذلك ولم يقدم لهم المال والسلاح والارهابيين والمجاهدين والقتله المجرمين لكي يساهموا في هذا الانسلاخ او الانفصال كما تسميه ، كل ما يقدمه البابا هو العون والمساعدات الانسانية ودعوى المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته في مساعدت العراق للخروج من ازمته ومحنته ، هذا كان هدف البابا وكان سلاحه الوحيد الصلاة والدعاء الى الله ان ينقذ العراق والعراقيين وينجيهم من شروره انفسهم .. هل هذه الدعوات تسبب الانسلاخ والانفصال .. ؟.. فان كانت مثل هذا مدعاة للانفصال فماذا للدول العربية والاسلامية التي كانت تساهم ولازالت في تدمير العراق وقتل ابناءه عندما كانوا يصدرون الارهاب والانتحاريين والمليشيات والاسلحة الفتاكه والمتفجرات لتصفية الحسابات القديمة والجديدة وتحقيق مصالحهم وتنفيذ اجندات الخارج .. الفاتيكان لم يدعوا مسيحي العراق الى حمل السلاح ولم يحرضهم على قتل الاخرين ولم يفتي بان قتل غير المسيحي حلال تقربا الى الله. رغم كل ما جرى للمسيحيين في العراق من قتل والابادة والتشريد وتهجيروتفجير كنايسهم وتصفيتهم في مناطق تواجدهم في الوسط و الجنوب فكانت دعوات البابا هي الدعاء لله والصلاة من اجل ان يعم الامن والاستقرا والسلام في العراق .. مطالبنا دول العالم قاطبة للوقوف الى جانب العراق لمساعدته بتجاوز محنته ...
لهذا نحن نرتبط به ونتبعه لانه يعبرعن عمق ايماننا بعقيدتنا المسيحية السمحاء التي تقوم على العدل والمحبة والسلام لجميع بني البشر مسترشدين بقول السيد المسيح حبوا اعدائكم واخفروا للاعنيكم ..... واما ان تقول بان الكاردينال يميل الى الانفصال اقول اين سيفصل شمال العراق ام جنوبه ويقيم عليه الفدرالية الطائفية ليلحقها بولاية الفقيه في روما ....؟
كما هو حال الاحزاب الدينية الشيعية والمرجعيات الدينية في قم وطهران والنجف الساعين الى ضمن العراق الى ايران باسم وحدة المذهب والدفاع عنه وربطه بولاية الفقية في ايران .
5- ويقول (ان النجف الاشرف هو اقدر جهة عراقية داخلية!. بمرجعياته الدينية المؤثرة في القرار الاجتماعي والسياسي الداخلي العراقي الجديد لاغير ..... والان هل تفهم القيادات الدينية المسيحية الكبرى في العراق هذا المعنى الثقيل سياسا اليوم للنجف الاشرف ؟. إن كانت تدرك هذا ومع ذالك تتجاهله فهذه كارثة على مصالح شعبنا المسيحي في العراق !وإن كانت لاتدرك فالمصيبة اعظم !.)
فعلا نتسائل ان كانت النجف بهذا الذي تقوله باقتدارها وامكانيتها وتاثيرها الكبير على مجريات الامور في العراق .. اذا لماذا لم تتدخل المرجعية بصفتها هذه عما جري لاصحاب الديانات الاخرى في المنطقة الوسطى والجنوبية على يد المليشيات وفرق الموت ولجان الامر بالمعروف والنهي عن لمنكر..من قتل وهجر وتشريد وانتهاكات لحقوقهم..؟ الم يكن على المرجعيات وفق مسؤولياتها الدينية والاخلاقية من اصدار ولو فتوى واحد بتحريم تلك الاعمال ؟؟
كما انني لا افهم ماذا تقصد بانها كارثة ..؟؟ اننا نفهم ونؤمن بان تتدخل رجال الدين بالسياسة هي الكارثة بعينها ، لان دور رجال الدين يجب ان ينحسر في الكنائس والجوامع والمساجد والحسينيات وليس في الشان والعمل السياسي ..
وقد اثبت التاريخ بان تدخل الدين في السياسة اساءة للدين وشوه السياسية وما جرى في العراق من ماسئ وويلات بعد السقوط كانت بسبب تدخل رجال الدين بالشان السياسي... ام انك تقول فالمصيبة اعظم هل تعنى بان علينا ان نتوقع الكثيرمن تلك الاعمال لانكم انتم الاكثرية المسلمة ونحن الاقلية فيجب ان نطلب حمايتكم لضمان امننا وسلامتنا وبالمقابل ذلك يستحق علينا ان ندفع لكم الجزية اونعتنق الاسلام اوالهجرة... هل هذا هو الاعظم الذي تريد قوله ...
6- ويؤكد الكاتب (( نعم ينبغي على هذه القيادة الدينية المسيحية العراقية اليوم وبمن يمثلها على رأس الهرم الكهنوتي ان تفهم وتستوعب حقيقة ان قوّة الوجود المسيحي العراقي عندما يبحث عن قوّته الذاتية هو وفي داخل كيانه العراقي لاغير ، ....))
بمعنى اخر الكاتب يريد القول ان لا وجود للمسيحين الا بحماية المسلمين ويعلنوا تبعيتهم للمرجعية الشيعية لانها تمثل القوة الفاعله على ارض الواقع .. متناسيا ان هناك ان لم يكن اليوم فغدا دولة القانون والدستور و راى عام دولي ومنظمات دولية وحقوق الانسان وهئية الامم المتحدة ومحاكم دولية وغيرها من واجبهم حماية الاقليات القومية والدينية من برائن الاكثرية المستبده ..
ويقول ،( ونسج خيال لكل فرد مسيحي منهم : ان الحماية بالنسبة لوجودهم هي موجودة بالفعل في الفاتيكان او واشنطن ...)
اقول ان الفاتيكان مصدر قوة روحية لاتباعه وليس مصدر تسليح وارهاب ومليشيات وقتل وتفجير وانتهاكات ، امتدادنا التاريخي في بلاد الرافدين منذ الالاف السنين هو قوتنا وحبنا لوطنا وايماننا بشعبنا العراقي الابي .. ولو كنا غير ذلك لكنا وجدنا غيره نتقوى به ، كما فعل غيرنا عندما استعانوا بالكفاروالشيطان الاكبرلتحقيق مصالحهم .؟؟ !!
6- و يقول ليفيدهم الاسلام برحمته لانه يستوعب الكل داخله ....هل هذه الدعوى هي لاسلمة المجتمع والدعوى لاصحاب الديانات الاخرى غيرالمسلمة لاعلان اسلامها قبل فوات الاوان والا .....؟؟؟؟ مع ذلك نقول لكم دينكم ولنا ديننا ، ومبروك لكم رحمة الاسلام ووسعها التي عمت العراق خاصة بعد 2003 فكانت ذلك رحمة للعراقيين جميعا تمتعوا انتم بها ..؟؟؟ فالمسيحيون لايستحقون هذه الرحمة دعهم وشانهم ..
اما قولك ( ان هذا الكلام لا يرضي المسيحيين العراقيين ، لاسيما منهم الانفصاليين ، فضلا عن اصحاب العواطف التي ترى في العراق الجديد فرصة لاعادة الامجاد القديمة على انقاض هيكل العراق اليوم )
..؟؟ عن اي هيكل تتحدث عزيزي ..؟؟ هل ابقيتم من هيكل العراق شئ لياتوا المسيحيين الى هدمه ، ومتى كانوا المسيحيين هداميين او مخربين ؟؟ التاريخ يشهد بان المسيحيين بناة العراق وحضارته من الاف السنيين ..؟؟ اما ماارتكبوه غيرهم بصراعاتكم المذهبية والطائفية هولاء هدموا كل مقومات العراق ....
والا كم مسيحي فجر نفسه ؟ وكم فرقة من فرق الموت تابعه للملشيات المسيحية وكم كنيسة كانت وكرا للارهابين والقتله وخزان للاسلحة والمتفجرات ..؟؟ وكم عصابه للقتل والاغتيال تعمل بامرت الكاردينال ورجال الكنسية ..؟؟ كم مسحيى قتل وذبح الاخرين تحت راية الانجيل لكي يتهم الكردينال وابناءه بانهم يسعون الى انقاض هيكل العراق ..؟؟ انك ترمى التهم جزافا ... فمن كان بيته من الزجاج لا يرمى الاخرين بالحجارة عزيزي ...
ويضيف الكاتب في مقاله الثاني :
...(( وعلى هذا انا من العراقيين الغير مرحبين بكتابة المقالات التي تشيد بحب الوطن لاغير ، ...وما الذي بامكان المسيحيين العراقيين ان يقدموه للعراق الجديد ؟، وما الذي قدموه لهذا العراق الجديد حتى هذه اللحظة ؟,... واذا امكن قطع صلتها بخارج العراق دينيا وسياسيا ، )) ...
.
لا اعتقد بان هناك اناس لايعتز بوطنيته ، الا دعاة الطائفية والمذهبية فمن حقهم ان يكرهوا كل وطني وكل من يدع الوطنية .. واما بالنسبة للكاتب فلا استغرب ان يكون ضد الوطنية لكي لايتناقض وواقع المرجعية التي يتحث عنها ، لكونها مرجعية غيرعراقية ولا وطنية لذا يجب ان ينسجم خطابه وتوجه المرجعية في بناء الطائفي والدفاع عن المذهبية على حساب الوطن والمواطنة ، والا ماذا يقسرما ذهب اليه صدر الدين القبانجي امام الجمعة في النجف الاشرف وممثل السيد علي السستاني .. يوم 27 /5 /2009 حول دفاعه عن الطائفية وفرضها على الواقع العراق على حساب الوطن والوطنية ، رغم ان معاناة العراقيون منها كان الكثير خلال السنوات الماضية .. اما ماقدموه المسيحيين للعراق الجديد ، نقول كفاهم انهم تحملوا صراعاتكم وثاراتكم فهدمت كنائيسهم وقتل ابنائهم ورجال دينهم وشردوا الالاف منهم داخل الوطن وخارجه..الا يكفيهم هذا مقابل ما قدمتموه انتم للعراق الجديد..!!؟؟ الواقع يتحدث عن نفسه بما جرى للعراق وشعبه على يد القوة الفاعلة على ارض الواقع .. الستم انتم .. تلك القوة .. اما دعوتك لقطع المسيحيين علاقاتهم بالخارج دينيا مع الفاتيكان .. اقول ماهو الضرر الذي احدثته هذه العلاقة للعراق والعراقيين ..؟؟ ونقارنها بالعلاقة بين مرجعياتكم والمرجعيات الايرانية وستجد كل ما جرى للعراق من ماسئ واهوال وتدمير كان بسبب تدخل الايراني بالشان العراق وهذا ما لايختلف عليه اثنان ....
ويختم مقاله بالقول ادعو من الله ان يهدي والدنا الكاردينال سواء السبيل ، اقول ماذا وجدت لدى هذا الشيخ الجليل عزيزي لكي يهديه الله سواء السبيل هل وجدت اياديه ملطخه بدماء الابرياء .؟؟ اما مدنسه بسرقة المال العام والسحت الحرام .. ؟؟ وتعلم جيدا من هم بحاجة الى ان يهديهم الله سواء السبيل ...رغم اننا بحاجة جميعا الى ان يهدينا الله وينقذنا من شرور اعمالنا .. امين .......