Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لماذا لا نتحاور ألان قبل آن نتحارب اليوم ونتحاور غدا

ليست المشكلة التي نعاني منها اليوم في العراق طبخة كاملة تم ألأعداد لها في دول الجوار حتى لو كانت جميع تلك الدول لها دور كبير في ما يحدث ولا يمكن أن نشكر أمريكا تارة لأنها حررتنا من النظام السابق ونذمها ونلومها تارة أخرى لأنها ساهمت في إيصالنا إلى ما نحن فيه ألان مع علمنا المسبق باقترافها أخطاء تاريخية كثيرة جدا في العراق .
وإذا استمر ينا في البحث عن أسباب تفاقم المشاكل الأمنية والاقتصادية في العراق فلن ننتهي من تعدادها ولن نجد الوقت الكافي لسد جميع ثغراتها لأنها متشابكة وكثيرة لأن جهات عديدة تقف وراءها إقليمية كانت أو دولية وتنظيمات عالمية معروفة .
كل تلك الجهات تراهن على ما ستئول إليه تجربة العراق الديمقراطية ودول عديدة ترى فيها تهديدا لأنظمتها الشمولية ولنهجها الرجعي فمثلا المال المستخدم لتمويل الإرهاب في العراق له مصادر متنوعة تبدأ بحسابات النظام السابق ولا تنتهي بإعمال السطو والسلب والخطف التي تمارسها عصابات داخل البلد ناهيك عن دعم جارة صفراء أو خضراء لهذه الجهة أو تلك وفي خضم هذه المعمعة لو استمرينا في غلق الأبواب ربما لن نسيطر أبدا على الريح الآتية إلينا من كل حدب وصوب ولكن لو راجعنا حالتنا الداخلية فالكثير من عوامل الاقتتال بين العراقيين يتم زرعها بصعوبة ولا تأخذ طريقها لتصبح عفوية بين الناس وبشكل واسع وخير دليل على ذلك إقرار العراقيين بالعيش المشترك رغم المخططات الخطيرة التي استهدفت وحدته بشكل مباشر .
لذا فالمطلوب من الحكومة اليوم أن تلعب على وتر محاربة كل ما من شانه تخصيص هذه النقطة لفلان وتلك الدائرة لأخر ودحض نظرية الفصل واستبدالها بسياسة العراق الواحد القادر على منح أبنائه حقوقهم كاملة في آية نقطة من نقاط تواجدهم الوطني وتفعيل الحوار مع الجميع خصوصا أولئك الرافضين للعملية السياسية ورفع كافة الاستثناءات وغلق ما نستطيع غلقه من صفحات الماضي السوداء مكتفين بان نتعض منها وخصوصا من تاريخنا القديم الذي يثبت لنا في كل فصوله بان العراق واحد وشعبه واحد ظل متحدا بالرغم من تنوعاته العرقية والاجتماعية .
التاريخ يقول لنا بان الحالم بالسيطرة على ارض الرافدين لم يكن ليحقق أحلامه إلا إذا دخل بابل سواء إذا كانت إمارته في الشمال أو الجنوب أو الوسط يحدثنا التاريخ عن سلالات الدول السومرية ولكن دائما يجمعها في أحضان إمبراطوريات ما بين النهرين العريقة وكأنه بذلك يضع لنا قانونا نشتقه لنصل إلى معادلة ثابتة منذ الأزل تنص على سومر =أكد = بابل = أشور = العباسون = العراق = سيبقى العراق واحدا إلى الأزل حتى لو تغيرت المسميات وتنوعت الشعوب القاطنة فيه وإذا لم يكفي ذلك فلنتعض من تاريخ الآخرين فكل الحروب الأهلية كحرب لبنان والبوسنة وغيرها اختلف فيها الخصوم ولاحقا اجبر الفر قاء على الجلوس على طاولة الحوار وإيقاف نزيف الدم ورغم إن ما حدث في العراق فاق في خسائره بعض تلك الحروب الأهلية لكن الوقت ما زال متاحا أمامنا جميعا .
ليقبل بالحوار كل من يرفضه وليرضى بالأمر الواقع كل من يحلم بمسحه ويسعى جاهدا لمحاربة التغيير عليه أن يتغير ويسمح للآخرين بان يتطوروا ويتحولون إلى ما يشاءون من عناوين لطالما تطلعوا إليها ووجدوها ممثلة لهم .
قدرنا أن نكون معا في بلد واحد ومن اجل ذلك لما لا نتحاور ألان وندرأ دماءنا وأموالنا من أن تراق عن فراغ ما دمنا شئنا أم أبينا سنتحاور في الغد لأنه لا توجد حرب إلى الأبد والأفضل أن نفصل كل ملف عن الأخر ونتعامل معه بشكل منفرد وليعطى لكل من يطلب من العراق حسب استحقاقه المستخلص من نوعية تعامله مع أبناء هذا البلد وحكومته ولنعامل الدول القريبة والبعيدة بمثل الزاوية التي تعاملنا بها وفي ذلك فالأجدى أن نرسل حمائم ليمثلونا في بلدان تعاملنا بنية صادقة وحسنة وان نتبادل الثعالب والذئاب وننصب الكمائن ونتحين الفرص لنوقع كل من يحاول إيقاعنا في ظلام العالم وظلمته القاتمة . لكن في الداخل يجب أن نرفع الحوار والمصالحة والانفتاح على أي شيء أخر وبأقصى سرعة ممكنة .




عصام سليمان - تلكيف .
Opinions