Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لماذا لا يتحدث العالم كله بلغة المسيح



عند مراجعتي للكثير من القيم الدينية والأجتماعية التي تربينا عليها كمسيحيين وكأبناء مجتمعات شرقية محكومة بالعادات والتقاليد الثابتة نوعا ما رغم تغير الزمن ، أجد في كلا الشقين ، ومن وجهة نظري الشخصية . الكثير من أبواب القصور أو الخطأ غير المقصود أو التفسيرات السطحية لكل ما لقن لنا في فصول الدراسة السريانية أو التهيئة لتناول القربان المقدس أو في حصص التربية الدينية ،أو حتى في البيت . قد يكون الغموض أتي من المصدر أو هو صفة من صفات المتلقي والتي أتمنى أن لا تنطبق على أحد ، سوى على الذي يعترف بها ويناقشها كمحاولة لمعالجتها على الأقل بشكل ذاتي وهذا ما يدرج تحت بند (( أضعف الأيمان )) كما يقول النبي محمد ( ص ).
لماذا لا يتكلم العالم كله بلغة المسيح .. ؟ سؤال كبير وأجابة معدومة أو منفية وربما مستحيلة ولكن من يقف وراء صمتنا في الدين هل هو المسيح عندما قال إذا أردت أن تصلي فادخل إلى مخدعك وحاور الرب بكل سرية . وإذا جاهرت بذلك سوف تفقد الثواب ..؟ هنا أحتاج إلى تفسيرات أكثر من تلك التي قدمت لي لحد الأن . لماذا لا يجب أن لا يراني أحدهم وأنا أصلي . هل سرقت شيئا أم قتلت بريئا أم يا تراه المعنى الحقيقي وراء هذه الكلمات يختلف كليا عن ما أوردته وإذا كان كذلك فكم من المسيحيين يشتركون معي في سذاجتي ويعتبرون كل من فتحوا الباب عليه فجأة وهو يصلي مرأيا أو منافقا . وإذا سألني أحدهم هل تصلون أقول له نعم ولكن يشترط بصلاتنا السرية التامة وهذا يتعارض بشكل كبير مع أيات أخرى تليت علينا أيضا طلب فيها المسيح من أتباعه بأن يذهبوا ويتلمذوا جميع الأمم مشبها رسله بالخراف وسط قطعان من الذئاب فما الذي حدث . هل أكتفى المسيح وأخذ حصته من العالم ربما بمئة من بين كل مليار نسب إليه يسجد لله ويدعى مسيحيا . ؟ أم أن جبني وخوفي على حياتي من سكين مسلم أو طلقة بوذي أو نار هندوسي تجعلني أعيد تفسير الأيات كما يحلو لي وبذلك أتحاشى الكلام عن ( مسيحيتي ) وأقول... ما الذي سيغير الأمور في هذا العالم لو تكلمت عن المسيح أو لم أتكلم، لو بشرت بأسمه أو لم أبشر ، فانا أصلا بجذور سطحية فلما سأقول لجاري تعال، لدي الكثير من القيم السمحاء والجميلة التي لا تحتويها كتبك المقدسة وخلف تلك القيم أله يريد أن يخلصنا ويحررنا من كل نقاط الضعف حتى لو كنت أمام محدثي كخلايا الأميبا المفضوحة تحت مجهر باحث بايولوجي .. هنا ألا يجدر بنا أن نتحدث عن المسيح للعالم حتى لو كنا لسنا الأصلح من بين الناس والمنتقين من الرعايا ... ألم يقل الرب الحجر الذي يرفضه البناءون أصبح حجر زاوية أم يا تراه الحجر رفض لمرة واحدة فقط ولن يرفض مجددا . في طفولتنا ومرارا طلب منا بأن لا نقول نحن مسيحيون وأن لا نتجاوز حدود التكلم في الدين مع أصدقاءنا أيا كان السبب قالوا لنا أتركه وشأنه وليفكر كما يحلو له وليتصورنا كما يتناسب مع عقليته وهنا أتسأل . أليس من الخطأ أن ندع الأخرين يتصورون عنا كل ما يحلو لهم حتى لو لم يكن صحيحا ؟ أليس الأخرين أيضا مدعوين لمحبة المسيح والتنعم بالخلاص من خلال الأيمان به .. فهو من قال .. الكلمة للعالم كله والأولين سيصبحوا أخرين والعكس بالعكس وبذلك قد يصبح من نتحدث أليه ونصلي أمامه أو نبشره بالصلاة أمامه أو بصفاتنا الأنسانية الرفيعة هو أفضل منا في القادم من الأيام وحبه للمسيح أعظم من حبنا لمن سبق وأن تهيأ لنا بأننا نعرفه من خلال معموديتنا والحقيقة لم نكن كذلك لأن المسيح لا يعرف بالماء ولا بالنار ولا بسنة ولا بعقدين وبعد الفي عام لا زال البشر يكتشفون فيه الكثير أكثر مما تعرفوا عليه لحد الأن . أنا أدعوا العالم كله اليوم ليتحدث بلغة المسيح فهي الأصلح والأجدر والأقدر على البقاء لأنها الجوهر وإذا لم تعلم من هو المسيح فأنا سأتجاوز صلاحياتي كأبن ضال غير مخول له بالتحدث عن ذلك الذي يعزيني ويجعلني قادرا على الأستمرار في البحث عنه دائما فالمعمودية لا تعني أنك ستجده ولكنها ربما خطوة أولى في طريق البحث عن ذلك الغريب العجيب الذي قلب موازين العالم رأسا على عقب فلو كنت ضالا تكون الأوفر حظا في الحصول على عطفه وإذا كنت مخلوقا صنفك العالم في مستويات دونية هو يدعوك قائلا تعال ألي وأرمي بهمومك فأنا حامل أثام البشرية ومخلصها هو من قال لشركائك في الأنسانية . من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر . فهل يوجد في العالم كله مثيل تحدث بهذه اللغة . هل ترى شيئا أعماني حبي للمسيح ولأسلافي المسيحيون عن رؤيته . هل لديك قيم يستحيل على مخلوق ضعيف كالأنسان ان يطبقها كلها كتلك التي يفرضها عليك المسيح ويتركك طوال حياتك مجرد مدين ، عليه سداد الكثير للقوى الأزلية من خلال تصرفاته على الأرض أن قلت نعم سأجيب . أشك في ذلك . وأرجوك وأتوسل أليك بأن تبحث عنه في كل مكان لعلك انت من سيقودني أنا والأخرين أليه في نهاية المطاف . ربما ستكون لسانا جديدا يتكلم عن قيم مثل حول له الأخر ، أو من طلق أمراته فقد زنى بها ، المهم بأنك ستتحدث بلغة المسيح وتبشر به في هذه الأرض المتعطشة اليوم لأمثاله ولعبره ، لعلك ستنهي سنوات أنحرافنا عن جوهر ديانتنا الذي يفرض علينا أن لا نكتم أخبار المسيح الساره ونشرك العالم كله بكنزنا الثمين وبميراثنا الثقيل ولولا لغة المسيح المتسامحة والمسالمة لما أشير لأتباعه بالبنان وما كنا اليوم مصدر للهدوء والمحبة ومثالا للتعايش بشهادة الأخرين أينما كانوا وحيثما شاركونا الوطن والهواء والماء . وأستميح عذرا كل أبائنا في الأيمان ومعلمونا الدينيين بأن يعيدوا شرح الكثير من غموض أياتنا ويخرجوا من صمت مواقفهم وحتى لو كانوا رافضين لفكرة تلوين العالم بلون واحد فليفسحوا المجال أمام من يحاول الترسيخ لمبدأ جعله موحدا في اللغة حتى لو كانت تلك اللغة هي لغة المسيح فهي ليست حكرا علينا والمهم أن يقبلها ويتحدث بها المسلم والصابئي والبوذي .... الخ . حتى لو أستمر في ظاهره كما يراه المجتمع وكما تظهره السجلات الرسمية المهم هو جوهر الأنسان ولسان قلبه وعقله وليس كثيرا على المسيح أن يتحدث العالم كله بلغته وأسلوبه . وفي الختام ليسامحني كل من يظن بأنني تجاوزت حدودي وحشرت أنفي في مواضيع لا تعنيني وأعترف بأنني لا أفهمها بشكل دقيق وربما اكون خنزيرا في تعاملي مع الجواهر ولكن معطيات اليوم وأسلحته الكثيرة المتاحة وأخر صيحات التطور في علم الوراثة والتحكم بالجينات قد تأتينا في المستقبل بسلالة من الخنازير لا تدوس على الجواهر عندما ترمى تحت أرجلها . ومن له أذنان فليسمع وليجتر ما سمعه في عقله جيدا قبل أن يتقيأ من سذاجة الكلمات .






Assyrian_publisher@yahoo.com


--------------------------------------------------------------------------------
Opinions