لمصلحة من هذا التكالب على مسيحيي العراق ..!؟
حقيقة ناطقة ساطعة ناصعة لا يتجادل فيها اثنان , إن المسيحيين العراقيين وعبر التمرحل التاريخي , كانوا ومازالوا وسيظلون رغم انف المغرضين والحاقدين , هم إخوة بل أشقاء اصلاء للديانات كافة وخاصة المسلمين , فطيلة تواجدهم على ارض العراق الأصيل العريق لم ولا ولن يتركبوا أية مخالفة أو سوءة أو تآمر أو تخندق ضد هذا الوطن الحبيب , بل ساهموا مساهمات حضارية فعالة , وقدموا أنشطة ثقافية واجتماعية خلاقة ومثابرة في بناء الوطن على أسسٍ متينة ورصينة من المحبة والسلام والتآخي والتصافي والبناء , فكانوا واستمروا في نهجهم المخلص والنقي في رفد العراق الشامخ بكل طاقاتهم المنتجة والمبدعة والنظيفة فبقيت بصماتهم المشرقة تتلالىء في رحاب التاريخ , كما أنهم على مر العهود المنصرمة عاشوا في وئام وأفضل مقام بين إخوانهم العراقيين تحت خيمة الوطن الواحد الذي احتضنهم بإخلاص ومدهم بأسباب البقاء والنقاء والمعاضدة والمساندة , فلم تبدر من أي عراقي بوادر سيئة ومشينة ضد هذه الشريحة المتميزة بالخلق والأخلاق وبالفضائل والمكارم والصفاء , فأنهم وأقولها للحق والحقيقية والتاريخ إن المسيحيين العراقيين نماذج مشعة عكست جوهر الإسلام مع الاحتفاظ بمسيحيتهم العريقة التي جسدت بكل الصدق والمصداقية تعاليم النبي المخلد عيسى ابن مريم الذي أشاع في الإنجيل كل ما أراده الله من فضائل وقيم وإنسانية وحب ووفاء وحنان وتحنان وعشق وكل إشعاعات الجمال والكمال الروحي والمادي , ومازالوا يجسدون الوداعة والانسجام والألفة والتالف , فقد شكلوا منظومة متكاملة من الأعراف الإنسانية الجذابة وطرحوا أفكارا متسامية ومارسوا ممارسات وطنية ودينية يفوح منها عطر المودة وأريج التكاتف ومسك التضحية .فبربكم العظيم هل من المعقول أن يتصدى أي كائن من كان إلى هؤلاء الإنسانين الوديعين المشبعين بالفضائل والمكارم حتى ولو بكلمة عابرة أو بهمسة فيها ظلال من السوء والإساءة ..!؟؟ بشرفكم المعزز من يرتضي أن ترمي الورود المتفتحة بالأشواك الكريهة ..؟؟ بالحق عليكم لمصلحة من يتوجع المحبون ويلحق الأذى بالمخلصين , ولمَ وعلامَ يقتل وتستباح دماء من يؤدون طقوسهم الدينية في مكان يحمل القداسة والقدسية من الله ..؟؟ فهل من الشرف والإنصاف أن يحارب ويقتل حملة دينٍ مقدس ..؟ ويرعب ويرهب ظلما وعدوانا أحفاد السيد المسيح عليه إلف سلام ..؟ إن كل إنسان منصف وشريف يتعاطف ويتضامن مع الأشقاء المسيحيين ويدعمهم بقوة وينصرهم باندفاع شديد ويستنكر ويشجب ويدين أي اعتداء عليهم من أي مصدر كان أو سيكون , لأنهم اثبتوا بأنهم صناع السلام في عراقنا الكبير , وإنهم ورسل المحبة وينبوع التآخي , فكيف يحق لمعتدي أن يمارس اعتدائه على ملائكة في الأرض , فلم تصدر منهم أي سلبية ضد صديقٍ أو جارٍ أو ابنَ وطن أو ابن دين مهما كان نوعه وهويته ومستواه , إنها لجناية وجريمة أن يتطاول المتطرفون الحاقدون على أشقاء الدرب الطويل , إننا نقولها بصراحة إن أي اعتداء على أي مسيحي هو اعتداء ظالم على كل مسلم في العراق , فطوبى ومرحى لكل إنسان يعانق أخاه المسيحي ويقدم له باقة خلابة من أغصان الزيتون , وطبقا جذابا من الحب والمحبة والسلام والامتنان , فهذه هي رسالة كل عراقي يختلج في قلبه الصفاء والنقاء والإخاء , فإننا أحوج ما نكون إلى الوحدة الوطنية والإخلاص المتين والالتزام الثابت حتى نفوت الفرصة على كل الافاكين والمغرضين والمسعورين والإرهابيين الذين هم عتلة معاكسة في طريقنا , فعلينا مقارعة ومنازلة كل الخصوم الذين ينفثون سمومهم كالأفاعي الرقطاء في الليلة الظلماء , فإننا حملة القران الكريم والإنجيل والتوراة والزبور والكتاب المقدس سنظل يدا واحدة , وقلبا واحدا , كي نحطم ونهشم رؤوس المجرمين والعملاء والمعتدين , فرسالتنا الدائمة ونشيدنا الأبدي كلنا في مركب واحد , ولا ولن نسمح لأحد أن يثقب هذا المركب الذي يمخر عباب المستحيل , فالقافلة الإنسانية السمحاء دائما تسير إلى مرا فيء الاستقرار والأماني والطمأنينة والسلام .
وإننا نؤكد للعالم كله , بأننا نشكر كل الدول المتعاطفة مع إخواننا المسيحيين , والتي فتحت أبوابها لهم بحسن نية , ولا نشك بدعوتها واستضافتها لأشقائنا , لأننا نعتقد أن نواياها صادقة ومخلصة وإنسانية , لكننا لم ولا نشجع على الاستجابة لهذه الدعوات , كذلك أننا لم ولن نسمح لأي منظمة أو مؤسسة في العالم مهما طرحت من طروحات ظاهرها سلام وباطنها انتقام مشحون بالخبث والمكر والادعاء , بأنها تفتح صدرها وحدودها لإيواء المسيحيين على أراضيها .
إن هذه الدعوة الشريرة تبتغي خلق فتنة وطنية وإثارة الرأي العام على العراق الذي ينظر للمسيحيين كشركاء اصلاء لهذا الوطن , إن قلوبنا وعيوننا هي مساكن أشقائنا المسيحيين , وان ما حدث في كنيسة سيدة النجاة وغيرها هي محاولات الأشرار والإجراء الذين يبتغون أثارة الفتن والاضطرابات والتمزقات في النسيج العراقي الذي سيظل متماسكا وقويا وعصيا على كل الأعداء المجرمين ,.
إننا جميعا يدا بيد مع الأشقاء المسيحيين , لأنهم متجذرون في تربة الوطن ومن بناته الأصلين , وان كل ما يحدث من اعتداء على أي مسيحي هو مسمار مسموم يدق في قلوبنا التي تمطر حبا ووفاء وتضحية من اجل أن يظل المسيحيون ملء العيون والقلوب , وعهدا موثوقا بان كل عراقي شريف وأصيل ووطني حقيقي وملتزم بأصالة وأمانة بوحدة الوطن سيظل قلبا وقالبا مع شقيقه المسيحي رغم انف كل المتصيدين في الماء العكر , وإخوتنا مستمرة ودائمة وباقية كبقاء العراق الأصيل .
وإننا نقف بإجلال وإكبار وبانحناء أمام أرواح الشهداء الإبرار الأبرياء من أتباع الديانة المسيحية , والذين قدموا مهجهم من اجل الإيمان الصادق والذي رفع أرواحهم الطاهرة إلى عليين , وستظل ذكراهم خالدة مخلدة في قلوب كل العراقيين لأنهم عبروا بأصالة وثبات على التزامهم التام بالقيم والمبادئ وجسدوا بأمانة تعاليم النبي محمد " ص " وأخيه روح الله النبي عيسى ابن مريم عليه السلام .
وقسما غليظا وعهدا متينا بان التاريخ والمستقبل سيثبت للعالم كله أن العراقيين كلهم يعيشون في واحة التوحد والثقة المتبادلة والإيمان المطلق والسلام الدائم .
العراق
majidalkabi@yahoo.co.uk