Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

لنجمع ربع مليون توقيع لأيقاف التطهير العرقي ضد المسيحيين في مدن العراق وسهل نينوى

habeebtomi@yahoo.no

ليست سرية تلك المحاولات التي جرت في العقود الماضية لتبديل البنية السكانية في محافظة نينوى وكركوك ، فقد دأب النظام السابق بشتى الوسائل بالتأثير على التركيبة السكانية للمناطق المختلطة ، وكان توزيع الأراضي ومنح القروض لبنائها والأمتيازات الأخرى من ضمن المحاولات في تغيير البنية الديموغرافية لتلك المناطق ، وفي منطقتنا القوش تلسقف تلكيف بغديدا برطلة وغيرها من البلدات قد جرى توزيع اراضي لشهداء الحرب الأيرانية بهذه البلدات وغيرها .
كانت الذريعة ان العراق هو بلد واحد للجميع ، وكانت هذه الفكرة قومية شمولية بحتة يراد فيها صهر الأقليات القومية في بودقة القومية الكبيرة ، ولم يكن هنالك مراعاة او النظر في كيف يعيش ابن تكريت او عمارة او البصرة في مدينة نائية مثل القوش او تلسقف ، إن مثل هذه المحاولات ومحاولات بناء الجوامع في البلدات المسيحية هو جزء من التخبط الأجتماعي وخلق عُقد ونعرات طائفية وخصومات وتشنجات اجتماعية في فرض واقع غير ممكن ثقافياً واجتماعياً ودينياً وطائفياً ، وإلا ماذا يفعل ابن كربلاء في باعذرا الأزيدية ، أو ابن تكريت في بلدة مثل القوش .
لقد لجأ الأتحاد السوفياتي السابق الى توطين اثنيات وأقوام مختلفة بعيداً عن موطنها في ارجاء الأتحاد السوفياتي السابق كتوطين روس في جمهوريات البلطيق ونقل وتوطين الأرمن في اذربيجان والروس في جورجيا ، وهذا ما حصل ايضاً في الأتحاد اليوغسلافي ، قد رأينا الحروب والعنف التي افرزتها تلك السياسة التي كانت ترمي الى إلغاء الخصوصيات الأثنية والعرقية لتلك المكونات ونحن اليوم نعاني من تلك السياسة ولو بمحيط ضيق .
اليوم كالأمس ايضاً يجري في بلدات نائية منعزلة في ثقاقتها ولغتها ودينها تجري محاولات غير بريئة لتبديل البنية الديموغرافية لهذه البلدات ، تحت ضغوط غلاة متشددي الأصولية الدينية والقومية ، بغية إلغاء خصوصية هذه البلدات وتهجيرها او تذويبها وإزالة معالمها الحضارية والقضاء على تراثها وتقاليدها ولغتها وخصوصياتها الثقافية والدينية واللغوية .
إن بناء الجوامع في بلدات وقرى مسيحية وتوزيع اراضي تحت مختلف الذرائع تدخل في هذا الأطار ، ومهما حاولنا تجميل الصورة بوضع المساحيق والرتوش فالحقيقة المرّة لا يمكن حجبها فهنالك محاولات جادة بهذا الأتجاه ، وقد رأينا كيف تحولت تلكيف خلال العقود المنصرمة الى تبديل البنية السكانية لهذه البلدة المسيحية الكلدانية العريقة ، واحتفظت بخصوصيتها عشرات القرون ليأتي اليوم من يحاول تبديل تلك التركيبة بجرة قلم . إنها محاولات واضحة لتفريغ العراق من مكوناته الدينية غير الأسلامية .
بقي جانب واحد ان تقوم هذه الأقليات بالدفاع عن وجودها للتصدي لتلك المحاولات التي تعشعش في خانات التعصب والتزمت الديني الأقصائي فالمعلوم ان ابن البصرة او العمارة او تكريت لو اعطيت له قطعة ارض في القوش او في تلكيف او برطلة او غيرها دون مراعاة الخصوصية الثقافية والدينية لمكونات هذه البلدات وبنفس الوقت دون مراعاة لثقافة او التكوين الديني لابن البصرة او العمارة او تكريت في هذه البلدات ، لكن المسالة بسيطة بالنسبة الى الحكومة التي كانت مستعدة لبناء الجوامع في هذه البلدات ، ومن ثم اسلمتها وهذا ما جرى ويجري في تلكيف امامنا في وضح النهار .
لا شك ان المقالات التي نكتبها ستكون عبارة عن حبر على ورق ليس إلا . لكن حينما نتحرك ونجمع التواقيع سنخلق حالة من التضامن بين ابناء شعبنا ، وسيعرف العالم اننا مظلومين ، وهنالك شعب يتعرض الى التطهير العرقي ونحن في ندخل عتبة القرن الواحد والعشرين حيث تسود افكار وقرارات التي تضمن حقوق الأنسان وحقوق الأقليات الأثنية والدينية .
قرأنا في موقع عنكاوا عن انطلاق تظاهرة في السويد لتعضيد المكونات العراقية جاء فيها :
الى/ كل التنظيمات والمؤسسات والجمعيات والنوادي العراقية في السويد
الى كل ابناء الجالية العراقية ودعوتهم الى التظاهر ضد الارهاب وتضامنا مع المكونات العراقية (الاقليات ) .
إنها خطوة رائعة في الطريق الصحيح لكن تبقى قضية المحاولات الرامية الى التطهير العرقي للمكونات الدينية غير المسلمة مسالة انسانية ، ونحن المسيحيون من الكلدان والسريان والاثوريين معنيين جميعاً في الداخل والخارج بالدفاع عن انفسنا وإلا سيغرف مركبنا إذا لم نتحرك بجدية على كل الأصعدة .
إن الحكومة الحالية ليست افضل من سابقاتها في مسألة الفصل العنصري الديني والطائفي والقومي ، وعلينا الدفاع عن النفس بترتيب حملة وطنية لجمع التواقيع يكون في مقدمة الموقعين عليها :
اولاً : البطاركة والمطارنة والآباء الروحانيين من جميع الكنائس المسيحية في العراق والخارج .
وثانياً : جميع رؤساء الأحزاب الكلدانية والآشورية والسريانية وقواعدها .
ثالثاً : جميع الكتاب والأدباء والمفكرين والأكاديميين . ومن ثم الطلاب وكل افراد شعبنا من جميع الطبقات في عموم العراق واقليم كوردستان وخارج العراق .
رابعاً : يفتح باب التواقيع للشخصيات الوطنية والكتاب والعلماء ورجال الدين المسلمين وغيرهم التي تؤمن بحق هذا المكون الديني من الأحتفاظ بخصوصيته .
تقدم مذكرة الى الجهات التي لها تأثير على هذا الموضوع ومنهم :
ـ الجهات العراقية
رئيس الجمهورية
رئيس الوزراء
رئيس اقليم كوردستان
رئيس وزراء اقليم كوردستان
رئيس البرلمان العراقي
رئيس البرلمان الكوردستاني
محافظ نينوى
مجلس محافظة نينوى
ـ الجهات الأجنبية
الأمين العام للامم المتحدة
الأمين العام لجامعة الدول العربية
المنظمات الدولية المعنية بحقوق الأنسان والأقليات
قيادة قوات التحالف في العراق
إن مركبنا يغرق إن كان بنزيف الهجرة او في عمليات تطويق مدننا وبلداتنا التي بقيت كجزر مرجانية ناتئة في محيط واسع ، بالأمس كانت تلكيف واليوم بغديدا وغداً باطنايا وهلم جراً . إنها الحقيقة المؤلمة وهي ظاهرة للعيان ولنكن صريحين دون استخدام الفاظ تجميلية منمقة بغرض تحسين وتجميل الواقع المزري الذي يحيط بشعبنا .
علينا ان نحافظ على وجودنا ، وإنه حق شرعي ان نحافظ على جذورنا وعلى خصوصياتنا وهويتنا
تشكل لجنة عليا للحملة لجمع التواقيع ، وترتب ديباجة من قبل خبراء وحقوقيين ، وتقوم مواقعنا الألكترونية بجمع التواقيع عبر الأنترنيت إن كان من المسيحيين او من قبل مناصريهم في الخارج او في الداخل ، كما تجري حملة توعية في الكنائس بضرورة الأشتراك والتوقيع عليها وكذلك الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني .
ان مدن العراق قد أخليت من المسيحيين تحت ضغوط العنف الدموي وموقف الحكومة المتفرج ، واليوم يجري الزحف على القرى والبلدات في سهل نينوى لتغيير التركيب الديموغرافي ومن ثم بناء الجوامع بغرض اسلمة هذه المدن . إنه هجوم عنصري ضد مكون عراقي اصيل تحت شتى الذرايع ، هل انتهت اراضي العراق لبناء الجوامع ولم يبق مكان إلا في القرى والمدن المسيحية . إين التسامح الديني ؟
ماذا عن الآية التي تقول لكم دينكم ولي دين ( الكافرون : 6 ) ، وماذا عن الآية : لا إكره في الدين قد تبين الرشد من الغي ( البقرة : 256 ) ، وماذا عن الآية : ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ( يونس 99 ) ، وماذا عن الآية : .. لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ( المائدة 48 ) .
اليست هذه آيات قرانية ما بالكم تطمعون في قرى ومدن قاحلة نائية تريدون الهيمنة عليها ، ان المسلمين في العالم ينبغي ان ينسجموا مع بقية البشر والمسلمون العراقيون تربطهم مع المسيحيين وكل الأقليات الدينية رابطة المواطنة . اهكذا تكون الجيرة والشهامة العربية ؟ أهكذا يكون التسامح الديني ؟
إن مدن العراق وقراه فيها ملايين قطع الأراضي للبيع والمعدة للسكن ، في العراق الاف الجوامع اوالحسينيات فماذا تنظرون الى البلدات الفقيرة المسيكنة لتبنوا بها الجوامع ا والحسينيات ، من العيب على القوي ان يستغل الضعيف ويبرز له جبروته ، حتى في القانون العشائري لا يعتبر ذلك رجولة .
علينا بجمع مئات الآلاف من التواقيع من المسيحيين ومن الخيرين من العرب والأكراد ومن الأقليات الدينية للتصدي على الهجمة العنصرية الشرسة ضد شعبنا الأصيل ، علينا ان نعتمد على انفسنا ، فلا احد يساعدنا سوى الخيرين في العراق من القوى العلمانية ومن المظمات الأنسانية ومن الأم التحدة أما الحكومة فمع الأسف فإن ملف الأقليات هو آخر ملف تفكر به امام ملفات فوزها في الأنتخابات وأمام الملفات الأخرى المستعصية ، اما الدول الأوروبية التي نقول عنها مسيحية فإنهم مستعدين ان يبيعوا مسيحيي العراق وكل مسيحيي الشرق الأوسط ببرميل نفط فلا امل في مناشدة هذه الدول بمساعدة شعبنا .
علينا ان نعتمد على انفسنا وعلى الخيرين في القوى العلمانية العراقية إن كان في افليم كوردستان او في الوطن العراقي عموماً . لنجمع ربع مليون توقيع من اجل الدفاع عن وجودنا وإلا فإن مركبنا سيغوص في الأعماق ، ويضيع الوطن الى الأبد .
حبيب تومي / اوسلو 17/ 10 / 2009

Opinions