Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مؤتمر مدريد لحوار الأديان تحت المجهر

سيفتتح يوم 16 / تموز / 2008 مؤتمر لحوار الأديان في مدريد - اسبانيا، برعاية الملك السعودي "عبدالله بن عبد العزيز"، وسبق "لخادم الحرمين الشريفين" ان رعى الحوار الاسلامي قبل شهرين تقريباً، وهذا يعني الكثير لثقل (المملكة) في المحيطين الشرق اوسطي والدولي "العالمي" من جميع النواحي وخاصة الناحيتين الاقتصادية والسياسية، وهذا واقع معروف للجميع، حتى الذين لا يتفقون مع المواقف السعودية يقرون بهذا الواقع (وحسب قول احدهم : كيف يدعون لحوار الاديان وهم لا يقّرون ويخافون من التبشير من انشاء كنيسة او معبد يهودي على اراضيهم!!!)، على كل حال امامنا مؤتمر مرتبط بفكرة دينية تتقاطع وتتلاقى مع الاخر، لذا سنحاول في هذه الدراسة المتواضعة وضع هذه الأفكار تحت المجهر، سلباً وإيجاباً لتكون الصورة واضحة ليس امام الملوك والرؤساء والشيوخ وحسب ولكن وجوب ان تكون أوضح أمام الشعب المغلوب على أمره، والمقيد بسلاسل الغيبيات والميثيولوجيا والمقدس

الحوار الديني يعني حوار الاختصاص، والإختصاص هنا هو الحوار في اللاهوت، اي "علم الله"، والحديث في هذا الشأن يؤدي الى :
1- البقاء على قال الله! وهذا الله الذي يقول : أقتل، انكح، وما ملكت ايمانكم، ضرب الرقاب، المشركين، الكفار، اقطع ايديهم وأرجلهم، وتأسرون فريقاً واورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم،،،،، هذا شأن إسلامي كأمة، أي شأن ديني، ولكن عندما يتحول هذا الشأن الديني الى موضوع سياسي! منطلقاً من ان الاسلام دين ودولة، ويتم تطبيق جانب "الجهادي والقتالي" على غير المسلمين، كما يحدث اليوم في عديد من الدول الساخنة منها العراق وباكستان وافغانستان والصومال،،، وايضا في دول شمولية وملكية التي لا تؤمن بالاخر،، منطلقين من (خير امة أُحرجت للناس)، لسنا هنا بصدد الرد على ذلك لانه سبق وان قدمنا مئات المقلات والدراسات حول الموضوع، ولكن غايتنا هي : حوار مدريد تحت المجهر، اي ما هو الجديد الذي يمكن ان يقدمه المؤتمر الى البشرية، وكما يلي :

أ‌- إذا أراد الاسلام أن يقدم نفسه كدين متسامح ومسامح ويحب الاخر ويؤمن بالعيش المشترك وبتساوي الكرامات،،،،الخ وهذا هو الجانب الاخر من الاسلام وخاصة "آيات المكية – نسبة الى مكة"،،، منها صلح الحديبية مع اليهود،،، أن لا يكون على حساب الاديان الاخرى كونهم غير قادرين على ذلك طبعاً، وفي نفس الوقت يتمسك الاسلام "بآيات المدنية – نسبة الى المدينة" لا ندعو الى تقسيم الاسلام (ولو انه مقسم الى سنة وشيعة وجماعة الاخوان والخامس والعشرين والاربعين وانصار السنة وانصار الشيعة والسلف الصالح والسلفيين والقاعدة والصوفية والوهابية والشافعية والحنبلية والزيدية والمالكية،،، وجميعهم على حق ويسيرون ويطبقون الشريعة او الايات القرآنية!!) ندعو الى توحيد الخطاب والصوت الاسلامي، وبعدها يتم الحوار كثقافة وليس كفرض، عندها نقدم الاسلام للعالم على انه (دين سلام وحياة) وليس دين (قتال وموت) وخاصة نحن نعيش في القرن 21

ب‌- الحوار اساسه (التوحيد بالله) وهذا يعني ان الاديان الابراهيمية "كما تسمى" تؤمن باله واحد، ولكن في معظم أو جميع المواقع الاسلامية وكذلك رجال الدين والشيوخ يؤكدون على (المسيحيين مشركين – نسبة الى عقيدة التثليث – التي عبرنا عنها سابقاً كونها موجودة حرفياً في القرآن الكريم (النساء 4 : 171"انه رسول الله وكلمته وروح منه")، ونحن لا نقول أكثر من ذلك، الغاية هنا ليست المقارنة او المجادلة اللاهوتية، بقدر ما هي موضوعنا (الحوار) منطلقين باننا أديان توحيدية، إذن نحن لسنا بمشركين، وبالتالي لا تطبق علينا آيات القتال المشار اليها، وانما قيلت في الزمان والمكان وحاجتها الظرفية، وللعلم نحن لسنا اولئك "النصارى" في القرن السابع والذين كانوا يلقبون "بالمريميين" شيعة واندثرت، الا يكون تطبيق الايات المشار اليها على مسيحيي اليوم ظلم وإجحاف بحق الاسلام؟


ت‌- وهذا لا يعني مطلقاً انها تكون صالحة في كل زمان ومكان، وبما اننا أمام الايمان بوحدانية الله إذن نكون متساوون أمام الله في هذه النقطة، وعندما تُعلن كنتيجة حوار، يكون الاسلام قد خطا خطوة نحو الثبات في التفسيرات والتأويلات والفتاوى المختلفة والمتغايرة من فكر الى آخر، وبالتالي يكون دين متسامح، لا ان نسجن الله في قفص (الشريعة) وهو خالق كل شيئ منهم الشريعة والانبياء

النتيجة : ليس الغرب المسيحي وأوربا وأمريكا واليهود (والنصارى – لا يوجد نصارى اليوم) والامبريالية والصهيونية هم السبب بما آلت اليه حالة المسلمين اليوم من التخلف والجهل والفساد والسرقة،،،، بل السبب الاساسي هو داخل البيت الاسلامي بتشرذمه وتفتته الى عشرات العشرات من الخطوط والافكار المتقاطعة والتي تحتاج الى سنين من الصبر والحوار والتضحية والجرأة والشجاعة الايمانية لكي نخرج من عنق التعصب والانانية والوراثة وتقديس الاشخاص

2- حوار الحياة يعني التوجه من الخطاب اللاهوتي الى خطاب الحياة وهذا برأينا المتواضع يجب ان يسود "مؤتمر مدريد" واي مؤتمر قادم، وذلك من خلال :

آ – عدم إقتصار على المؤتمرات والنقاشات على الملوك والرؤساء وقسم من رجال الدين، (لانهم لا يمثلون معظم المسلمين)! وجوب النزول الى القاعدة، أي الى الشعب، على الاقل من اجل عدم الترديد والتلقين كببغاء ولا يعرف معنى ما يقوله

ب- لننطلق بالحوار من النفس والبيت والعائلة والمدرسة وبعدها نتحول الى المجتمعات والأوطان والعالم، الا يصح القول : لنوحد أنفسنا قبل ان نطلب من الاخرين التوحيد؟ وهذا ينطبق علينا قبل الاسلام، ولكن الحوار مع الاسلام هو الاصعب لوجود ما ذكرناه من (جدار فولاذي) لا يمكن النفاذ منه الا من خلال مفتاح يحمله صاحبه

ج – طرح واقعنا اليوم واللحظة، لا ندعو الى ترك او الغاء الماضي، ولكن كفانا البكاء على الاطلال، وعلى من ماتوا او استشهدوا قبل 1500 سنة! لماذا ننسى احبائنا بعد اسبوع او اربعين يوما او بعد سنة على اكثر تقدير؟ ونتمسك بالماضي السحيق الذي يدعونا الى الموت والقتل والثأر،،، ونترك السلام والضحك والبسمة
د – التمسك بالقيم الدينية والانسانية، التسامح والسماح والحب والمحبة، وبالخير والحق والامان، ألا هي الافضل من قتل المدنيين بدون تمييز، لماذا أقتل 100 بريئ والنتيجة اطفال يتامى وارامل وفقر، لكي اذهب الى "الجنة" لا والله لا أريد الجنة على دماء الابرياء وعلى حساب اطفال الشوارع وزيادة الفقر والدعارة وهتك الاعراض، هذا اله خاص مُكبل وجنة لغير البشر لا نقول اكثر

3- تدريس ثقافة الحوار والعيش المشترك في العائلة والمدارس الدينية والحكومية والخاصة، لننشأ جيل جديد يؤمن بالتعدد والتنوع بدلاً من طائفتنا أحسن من الاخرى، ومذهبنا أصح من المذاهب الاخرى، وديننا الوحيد هو الالهي! وجميع الاديان التي اتت قبله أو بعده الى الجحيم

4- ان مؤتمر الحوار اليوم في مدريد والمؤتمرات اللاحقة بهذا الخصوص إن أردنا لها التقدم والاستمرار لصالح البشرية وحقوقها في كل مكان، وجوب السير في نهج (السلاح الخلقي) بديلاً لسلاح الموت، نستند في قولنا انطلاقاً من "جمعية التسلح الخلقي" – جنيف – التي تعقد مؤتمرها السنوي كل صيف ولمدة 6 أسابيع، يخصص كل اسبوع قضية او ملف بشكل مركز،،را/ أحمد عبدالله – حوار الاديان – إسلام أون لاين"

ماذا لو إجتمعنا كل عام لمدة شهر كامل، تخصص لكل ملف 4 أيام لدراسته واعطاء الرأي فيه، على ان يشارك جميع المذاهب فيه، إن كان من الدين الواحد أو من الاديان الاخرى، وكل عام ينعقد في قطر من الاقطار العربية والاسلامية، لتوسيع الهوة بين نقاط الالتقاء وردمها أمام مواضيع الخلاف، على الأقل نحن بحاجة الى دارسين وباحثين ومعلمين في فن ثقافة الحوار والتعايش المشترك
shabasamir@yahoo.com



Opinions