ما الجديد في الائتلاف الجديد..؟؟!!
كان الائتلاف الموحد يضمن مجموعة من الاحزاب والتكتلات الشيعية فكان تكتل طائفي بكل معنى الكلمة ، ورغم وحدة الهدف والتوجه بين مكوناته الا انه قد تأكل من الداخل وانفرط عقده وانسحبوا الكثير منهم بسبب صراع المصالح والتنافس على مراكز القوى فيما بينهم ،فانعكست سلبيات هذا التحالف منذ نشاته على الساحة السياسية العراقية ومجمل حركة المتغيرات في العراق عموما ..سيطرتهم على مجلس النواب افرزت نهج الاستحواذ والتملك والسيطره على مجمل مفاصل الحكم في العراق ، فكان لكل منهم دولته وحكومته وشعوذته في الحكم فسيطروا على مجالس المحافظات ليشكلوا نمط سلوكيا مرضيا لافرازات مرحلة موبوءة بالفشل والتخلف والارتداد الى الوراء لبناء عراق رجعي متخلف تتحكم فيه سلوكية القرون الوسطى، وهذا ما كان ولازال واضحا خاصة في حكومات المحافظات الجنوبية لحد يومنا هذا ..
ومن ناحية اخرى استحوذوا على خيرات العراق ومنافعه وثرواته فيما بينهم وفق اسوء نظام في العالم هو نظام المحاصصة الطائفي الذي ضمن لهم تحقيق مصالحهم واطماعهم بسيطرتهم على ثروات العراق وامواله واداراته ، فكان الفساد المالي والاداري ، والمحسوبية والمنسوبية مستشرية في جميع المفاصل فكانت السرقات والرشاوى والسحت الحرام من مقومات المرحلة التي تربعوا عليها هذه الاحزاب الدينية والقومية والطائفية على زمام السلطة ..فكانت تضحيات شعبنا نتيجة صراعاتهم المصلحية وثاراتهم العنصرية جاوزت اكثر من مليون ونصف المليون شهيد عراقي وملايين من الايتام وملايين من الارامل والثكاله وملايين من المشردين والمهجرين والاجئين بالاضافة الى تدميرالبنية التحية للدولة لا بل امتد ذلك التدميرالى تدمير القيم الانسانية لدى الانسان العراقي .. اليس هذا الذي حصل في العراق الجديد بعد 2003 ..؟؟ فما الجديد الاتي ..
نتائج انتخابات مجالس المحافظات كانت امتحان لهم ولغيرهم في السلطة لفشلهم الذريع في المناطق التي كانت بؤرة سيطرتهم ونفوذهم ..وخشية من ان تكون نتائج تلك الانتخابات مقدمه لسحب البساط من تحت اقدامهم بعد ان عرفوا مذاق السلطة ومنافعها وامتيازاتها فانطلقت الدعوات على ترميم البيت الشيعي من خلال توحيد واعادة الائتلاف بثوب جديد كما يدعون .. ومن اجل تحقيق ذلك تدخلت المرجعية بشكل او باخر في لملمت الشمل الشيعي بحجة ان الضرورات ومقتضيات المصلحة تقضى ذلك ، كما كان التدخل الايراني فعال ومباشر بالتاثيرعلى الاحزاب والتيارات الشيعية التي تسير في الركب الايراني فلم يجدوا انفسهم والا هم داخل الائتلاف الجديد .. رغم خلافاتهم وصراعاتهم التي كانت واضحه وجليه ومؤثره ادت الى انسحاب الكثير منهم من هذا الائتلاف ، الا ان الملفت للنظر بان يرجعوا هم انفسهم الى ذات الائتلاف الذي خرجوا منه ، فما الجديد الذي جاء به الائتلاف الجديد لكي يراجعوا هولاء قراراتهم ويعودوا الى الائتلاف ذاته ..؟؟ مما لا شك فيه بان تاثير المرجعية والضغط الايراني ومصالحها اكبر بكثير من خلافاتهم فعليهم ان يكونوا تحت التوجه الايراني لتحقيق مصالحها واهدافها في العراق حتى وان كان ذلك على حساب مصالح شعبنا المهم رضى وقبول ايران عنهم وهذا هوالمهم ....
والا نسال لمصلحة من هذا الائتلاف ..؟؟ ماذا قدموا لناخبيهم في المنطقة الجنوبية على وجه الخصوص الذين جاؤا بهم الى الحكم ....؟؟
في الوقت الذي حققوا لانفسهم الكثير والكثير جدا ، انظروا الى ممتلكاتهم واموالهم وقصورهم في الداخل والخارج ومحطات التلفزه ووسائل الاعلام واموال منقوله وغير منقوله وخدم وحشم وموالي يسيرون خلفهم كعبيد .. من اين لهم كل هذا ..؟؟ اليس من حقنا كمواطنين ان نسال من اين لكم هذا ايها السادة ..؟؟ امن اجل هذا تجددون ائتلافكم ..؟؟
نقول الايام القادمه ستكون حبلى بالمفاجئات لان شعبنا وعى الحقيقة وعرف من كان سببا في معاناته وماسيه خلال السنوات الماضية ..الانتخابات القادمة ستكون خطوة متقدمة على طريق بناء العراق الجديد ، وان ذلك طبعا يتم بتوحيد كل الجهود المخلصة من ابناء شعبنا ليكون لتضحياتهم الدور الكبير والاساسي للحد من سيطرت وسطوت هولاء على مقاليد الحكم مجددا ، كفى ما عاناه شعبنا على يد الاحزاب الدينية والقومية التي استاثرت بالسلطة بغفلة عن الزمن ، فهذه التحالفات تحد من حرية المواطن وسلب ارادته في الاختياروالتعبيربشكل حر وديمقراطي ، فهل سنعى الحقيقة ونتجاوز المرحلة باقل التضحيات ام سنستمر بدفع ضريبة الوجود لتعاسة الحياة في ظل هكذا انظمة .........
يعكوب ابونا ...................................30 /8 /2009