ما بال صراخكم حزنا على المادة 50..؟ إبشروا ! ها هم يمنحوننا حكمهم الذاتي في نينوى الدامية..!؟
ها هم قتلة مطراننا الشهيد فرج رحو يتجولون طلقاء ينشرون الموت بين أبنائه في المدينة العظيمة، العاصمة التاريخية المرهوبة التي أرعبت الاصدقاء قبل الأعداء! تبكي اليوم دما على شعبها عاجزة عن حماية أولادها ضمن كنف اسوارها الشامخة فكيف الحال بمن هم خارج كفها الرهيب؟هل نصدق السلطات العراقية حينما تبجّحت في وسائل الاعلام من انها تمكنت من قتلة شهيدنا المطران وانها أعدمت المجرم؟ هل نكذب عقولنا وحدسنا ونرتكن لما قيل ضمن الرواية الرسمية بأنهم ( على كدها وكدود) حيث لم تمر إلا أياما والقوا القبض على مخططي ومنفذي الجريمة؟! وبعد فترة فوجئنا بأنه تم إحقاق الحق واعدم القاتل ؟ وكأنها مسرحية بإخراج مخابراتي وليس قانوني لأن كل الالتماسات التي دعت الى التأني لغرض معرفة حقيقة الجهات التي تقف وراء حدث له وزن يفوق مجرد اللصوصية وحب العصيان؟ وها هي الاحداث تبرهن بأن ما جرى من وراء الكواليس السياسية والمخابراتية كان مجرد ذر الرماد في الأعين والتشويش المستهدف والتغطية لما هوضمن الحسابات السياسية العليا من حيث الضخامة بحيث تنهار بها حكومات في بعض الدول..!؟
هل هناك من هو أقوى من الحكومة العراقية في مدينة نينوى..!؟ وهذا ليس مجرد هلوسة خيال او حب التجني والتشّفي من قبل الكاتب ! لأن أحداث العراق في السنوات الخمس الماضية وحسب المصادر والتقارير الصادرة من مؤسسات عسكرية التي قدمت للكونغرس الامريكي وغيرها من المصادرالاجنبية اكدت بأن هناك فرق تابعة للمليشيات العراقية التي تتّبع احزاب هي اليوم جزء من الحكومة العراقية تمارس وفي وضح النهار اعمالا إجرامية بحق المعارضين وبحماية اجهزة الامن التي هي متخلخلة من قبل عناصر تابعة لتلك المليشيات التي تملك قوائم إغتيالات خاصة بها وسجونا حسب مقاساتها وكم من الوزارات والمؤسسات الحكومية أُغير عليها امام اعين العامة وتم إقتياد ذوي الحظ العاثر الى المجهول؟ وهناك الكثير مما قيل اثناء عملية ام الربيعين التي من المفروض انها أحالت نينوى الى عش أمين ما عدا لأبناء شعبنا العزل، ورأينا إثناء تلك الحملة من المشادات الكلامية لمسؤلين حكوميين والتي نشر البعض منها في وسائل الاعلام المختلفة حول مدى تورط البعض من المسؤولين الكبار وارتباطهم باعمال تصفية ضمن إطار مليشيات تابعة لجهات متنفذة في تلك المدينة.
من حقنا اليوم وفي ظل ما يجري من إستهداف مخطط لشعبنا الأعزل طرح بعض التساؤلات التي لاشك إنها تجوب في مخيلة الالاف المذعورة من أبناء شعبنا أينما كان وبالذات ابناء شهيدنا الذين هاموا بوجوههم نحو سهول الارض الموعودة للحكم الذاتي.. !؟ مكدسين تكديسا وكأنهم حال اليهود أيام النازية الذين حشروا في بقع ومناطق معينة لكي يتم نقلهم بعدها الى مصيرهم المجهول! وهم عالمين بأنه لن يطول بهم الامر في أرضهم هذه ليدركوا بأنهم أصبحوا كالفريسة بين مخالب المنطق المتكرر ( معنا او ضدنا )!؟؟ وتحت وصاية اللقمة المشروطة ؟ مسكين شعبنا الذي وكأن المزايدات السياسية لم تكفيه لكي يقع في براثن المهادنة في قناعاته ايضا !؟.
- هل ان ابناء نينوى بهذا الغباء بحيث لايعلمون وبعد خبرة طويلة ممزوجة برؤية ومعايشة افلام
جيمس بوندية في مدينتهم من الزنجيلي واستهداف الاطباء والعلماء والضباط والمثقفين والجامعيين وابناء القوميات الصغيرة والاقليات ... حيث يتم افراغ مدينتهم بصورة مدروسة من العقول والقابليات ومسببات التماسك، حينها يسهل ابتلاعها وهم صاغرون! هل من يقوم بهذه العمليات قدموا من البصرة ام من مقديشوا ؟؟! وهل يخفي لاي مدرك بأن ما يجري في تلك المدينة يتم من قبل جهات هي اقوى من السلطات الرسمية العلنية؟ لأن الذي يقوم بعمليات التصفية والقتل والاغتيالات التي تجري في وضح النهار في مدينة نينوى وبسيارات حديثة ورباعية الدفع في أغلب الحالات لا تتوقف في نقاط التفتيش وتدخل المعسكرات والمقرات الخاصة بها بعد تنفيذها لعمليات الاغتيال والقتل الجماعي والحكومة ساكتة وصامتة والشرطي ترتعد فرائضه خوفا وهو كمن ( لا شاف ولا من درى) ؟! وإذا ما كشفت احدى جرائمهم فمن السهل تسويفها في مسرحية يلعن فيها المخرج من قبل الجمهور لقلة حيلته في اقناعهم وكما جرى لمن قيل انه قاتل شهيدنا المطران؟
- لماذا يتم إطلاق الشيطان من عرينه زارعا الموت والترهيب ضد ابنا شعبنا كلما كان هناك تضارب وغليان ومزايدات سياسية تخص مستقبل شعبنا تجاه انعطافات حساسة واستحقاقات شرعية في ظل صراع جشع المستقويين بأمريكا واحتلالها؟
- لقد سئم العالم من الاسطوانة المشروخة ( القاعدة) حيث رأينا من التصريحات الرسمية الامريكية والعراقية ان هذه الاسطوانة لها استخداماتها الخاصة وحسب الذوق المحدد لفصول واحداث معينة او لتبرير مطبات واخفاقات معينة او التغطية لجرائم معينة وهذا يجري تحت رعاية من استخدم تلك الاسطوانة منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001 !؟. هل يعقل بأن هناك من هو قادر على العمل علنا في احياء معينة في نينوى في ظل وجود الجيش الامريكي، العراقي إضافة الى الالاف المؤلفة من الشرطة والامن والمخابرات و..و..و ولماذا ترسل قوات من بغداد ومن الداخلية!؟ هل هي أزمة الثقة بالقوات المتواجدة التي ظاهرها العلن انها تابعة للحكومة وهي تسرح وتمرح في تلك الاحياء التي يجري فيها تقتيلا !؟ ام ان قوات الداخلية تعلم المخفي وتحاول اللحاق منعا لخروج التعقيدات الى العلن والتي لا محال ستصيب سهامها مصداقية بغداد..؟!
- هل يعقل بأن اهالي نينوى هم من يحفر قبورهم بأيديهم ويكونوا بهذا الغباء بحيث يجلبون لعنة الاصدقاء قبل الاعداء باستهداف المكونات الاخرى في مدينتهم بينما هم بأمس الحاجة لتماسك تلك المفاصل المؤدية الى الخلاص! أليسوا انفسهم ضحية تلك المخططات التي تستهدف كسر شوكتهم واخضاع مدينتهم ؟
- هل سمعنا في الاعلام الرسمي المرئي والمسموع عدا التبريرات المنسّقة والمنمّقة التي أغلبها مزيف للحقائق وخبرة السنين السابقة لخير دليل، إذ ان الروايات المناقضة صَََدر ومنذ سنوات قرار إعدامها ؟ ولو! اليست صحافتنا حرة ؟ وكيف لا نشك بأن المخفي لهو اعظم هولا.
- من لم يسمع بمخططات التقسيم والابتلاع والاستحواذ ورسم خرائط جغرافية مستحدثة ؟؟ فهل نندهش بأن ما يجري ليس من مكملات تلك الاستراتيجة المؤدية لأهداف غير معلنة!؟.وهل ننسى ما جرى بعد مذبحة سميل عام 1933 واحداث عامي 1961 و1991؟
ويقينا ان دماء الشهداء هي بذار الحياة وتبقى لنا مصدر قوة وإلهام بينما في ضمائر القتلة كالنارالأزلية تنخس في ضمائرهم الى يوم الدينونة، ولابد ان الخلاص آت والحقائق تنجلي لأن ما من مخفي لن يُعلن وما من قوة إستطاعت الاستمرار في غيّها وان الايام المقبلة ستكشف عورات الاشرار حيث اننا مقبلون نحو انهيار التحالفات وانقلاب الموازين في ظل اعظم انهيار مالي في العصر الحديث !؟ .
ولكم مني كل الحب والاحترام
سليمان يوحنا
12/10/2008
syohanna@bigpond.com