Skip to main content
ماذا تعني الانتخابات العراقية القادمة لمنطقة الشرق الاوسط ؟ Facebook Twitter YouTube Telegram

ماذا تعني الانتخابات العراقية القادمة لمنطقة الشرق الاوسط ؟

كان نظام الدكتاتور الصدامي يلعب دورا رئيسيا في زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية والاقليمية من خلال حروبه المتتلية , أما الآن ومع الانتخابات المقبلة، فنحن قريبون من خطوة جبارة لا رجعة فيها نحو التوجه الديمقراطي، وبوسع العراق أن يصبح العامل الرئيسي للتغيير على مستوى المنطقة ككل وأن يحمل رسالة النهج الديمقراطي إلى جميع البلدان العربية والدول المجاورة الاخرى ويجلب الاستقرار للمنطقة بعد زوبعة الديمقراطية القادمة .

التنافس على مستقبل العراق يأتي من دول الجوار التي تتصارع ,هي القوى العربية والفارسية والتركية لتحقق مكاسب لدولها ولاحزابها المهيمنة التي لاتعرف معنى الديمقراطية وهي تخافها لانها السيف الطويل على رقبة الانظمة الشمولية الاستبدادية بنفس الوقت شعوب هذه الدول اخذت تتطلع الى الديمقراطية المنفذ الوحيد للخلاص من الانظمة الشمولية . هذه الانظمة تخاف من كلمة الديمقراطية لانها تعرف هي قادمة اليها من العراق عاجلا ام اجلا.

الدول العربية_ ازمة العلاقات العراقية – السورية مستمرة ولم تنتهي قبل الانتخابات تحاول سوريا التأثير على الانتخابات لابل عرقلتها لعدم وصول العدوى اليها وخصوصا ان المعارضة السورية الان نشطة في الداخل والخارج . الحكومة العراقية لا تزال متمسكة بموقفها تجاه تفجيرات بغداد الكبيرة المتتالية واثبت انهاعناصر بعثية متورطة في الإرهاب وهي موجودة وعاملة في سورية، وتتحرك بشكل منظم ضد مصالح الشعب العراقي. الذي طلبه العراق من سورية هو تسليم المجرمين . ولازال العراق يطالب منع القنوات الفضائية التي تبث سموم العنف والارهاب من ألاراضي السورية وتحث الى الطائفية والفكر القومي العروبي وهي تحاول أرجاع البعث الى دفة الحكم .

كان العراق جزء بل هو من مؤسسي الجامعة العربية. وهو من دون شك بلد عربي لكون غالبية سكانه من العرب . وأولوياته ومصالحه كانت مع الدول العربية طيلة العقود السابقة . لكن نتيجة للتغيير الذي حصل في العراق بعد صدام ,العراق حسم خياره في اختيار نظام ديموقراطي وبناء مؤسسات تعتمد على خيارات الشعب لكن معوقات امام هذه العملية هي :

1-تدخل دول الجوار لعرقلة العملية السياسية

2- غياب وقلة خبرة احزاب المعارضة السياسية للعمل وهي في الحكم

3- تغلب الطائفية والتطرف الديني على الوطنية العراقية داخل الحكومة والبرلمان .

4- قلة خبرة الدولة العراقية الفتية بالتوجه للعمل الديمقراطي .

5- ضعف امكانيات الكادر الدبلوماسي العراقي بحيث اصبح اناس اميين يحملون جواز ديبلوماسي مما يضعف سمعة الحكومة العراقية خارجيا كما حصل مع الحجية جعاز في مطار لندن .

6- الفسادي المالي والاداري والحزبي المتوارث من الحكم السابق مع ضعف ادارة ومنهجية مؤسسات الرقابة والاشراف العام

كل هذه العوامل ادت الى خلق وضعاً مضطرباً لدى الكثير من الدول العربية وكيفية التعامل مع العراق وكل منهم يريد حصة من الكعكة العراقية .

تردد بعض الدول العربية في تجاوبها مع الشعب العراقي الان يجعلها تأخذ موقف حاسم مع او ضد . كما ان التغيرات السياسية البطيئة أحياناً والمتقلبة أحياناً جعلت الدول العربية تأخذ وقتها لكن انتهت فترة الجمود لستة سنوات . لاتستطيع هذه الدول ان تترك العراق رغم معرفة هذه الدول ان العراق يمر بمرحلة صعبة وصراعات مهمة لكنها تعرف ان العراق بلد غني بلد ذو تاريخ سياسي واقتصادي واكاديمي في المنطقة والمعروف عن الشعب العراقي ليس بشعب سهل التعامل معه .

مصر الدولة التي ترتبط مع العراق بتاريخ طويل ادركت مؤخرا يجب ان تتحرك بأتجاه العراق وشكلت مع العراق مجلس تعاون استراتيجي سيكون لهذا المجلس اجتماعات دورية لتطوير العلاقة مع البلدين .مصر الوحيدة بين الدول العربية التي انتبهت الى هذا التنافس الإقليمي.



اما عن السعودية فهي تضخ اموالا هائلة للمجيئ بعملائها الى والهيمنة على دفة الحكم في العراق لان نفط العراق سيكون بمثابة ضربة قاضية على اقتصاد سعودية الذي يسرح ويمرح في ارجاء المعمورة . سعودية لايخدمها اي تطور في المنطقة لان الديمقراطية تبعد سلطان السعودي من الهيمنة على العتبات المقدسة وبالتالي يبعد السعودية من فرض سيطرتها الدينية في المنطقة .



الخلل في التفاعل العربي التنافس على مستقبل العراق لا يأتي من دول عربية بل إنه من الدول غير العربية إيران وتركيا.



ايران

لدى إيران أصدقاء ونفوذ وتأثير في العراق والمنطقة .ايران تلعب دور سلبي فهي تحرث على الارهاب والقتل والجوع وتدمير اقتصاد العراق وتدمير المجتمع العراقي من خلال زج كميات هائلة من المخدرات الى العراق . ارغام المرأة العراقية الى الخضوع الى سنوات الحريم وابقاء المراة تابعة للرجل لاغير. ايران لديها في العراق علاقات مع العديد من القيادات الشيعية وبعض السنية والكردية تبعث بسمومها من خلالهم، وتعمل معهم منذ سنوات خلال فترة المعارضة. وهذه العلاقة نشطة ومستمرة الآن بعد إسقاط نظام صدام حسين 2003 وتشكيل الحكومات الجديدة .
إن الطغمة الإيرانية الحاكمة تمارس اليوم وبمختلف السبل الإرهاب الفكري والسياسي وتوجه قسم من الإعلام العراقي وفق مخططها. وبتوجيه من ايران وصل اصحاب العمائم الى البرلمان العراقي وبعض الوزارات . تدخلت ايران بانتخابات 2005 وكان التزوير واضحا على حساب القوائم الاخرى . التدخل الإيراني في العراق منذ سقوط النظام الدكتاتوري 9نيسان 2003 يهدف إلى تعميق الصراع الطائفي فيه وتفجير كل التناقضات الثانوية، حتى لا يعود عراقاً معافى قادرا على بناء نفسه على اسس ديمقراطية ، عراقاً يبني دولته الديمقراطية الوطنية ومساهماً في المنطقة كدولة قوية ..

تركيا

لتركيا حدود مع كردستان فقط ويشارك الاكراد في كردستان العراق مع بنو قومهم اكراد تركيا وهذا ما تخافه تركيا لانها تخاف ان يطالب اكراد تركيا حكم ذاتي من حكومة انقرة التي تسميهم اتراك الجبل . علما ان تركيا الان استفادت من الاستثمارات التي تتصاعد يوميا داخل كردستان العراق او العراق بشكل عام لكن تركيا لازالت ذو طموح اكثر منها مد نفوذها في كركوك والدخول الى قلب المدينة وتفكر بالاستحواذ بالموصل وكأن لها حق شرعي بذلك . كما لاتريد ان يكون نظام فيدرالي بالعراق كما هو مقرر في الدستور العراقي هذا مما يشجع اكراد تركيا للتوجه بنفس الخط . اذ يعاني اكراد تركيا من سياسة التتريك وفي ايران من سياسة التفريس وفي سورية سياسة التعريب وكل هذه الدول تريد للشعب الكردي ان يموت وينقرض اليوم قبل غد .



ماالمطلوب من المجتمع الدولي تجاه العراق ؟

1- على المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب المجتمع العراقي في هذا الظرف الدقيق .الانتخابات التي ستجري في العراق في السابع من آذار/مارس 2010، هذه الانتخابات ستكون اشارة يمكن أن تساعد على حل جميع المشاكل في الشرق الاوسط لذا هذه الانتخابات هي بمثابة حجر اساس لزحزحة الانظمة المستبدة في المنطقة .


2- على أحرار العالم أن يتحركوا ليطالبوا الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي إلى النهوض بمسؤولياتهما تجاه الانتخابات العراقية وأن يتخذا الموقف الموحد والمتضامن مع الشعب العراقي ضد حكامه الذين تحولو الى افة اكلة للدولار لاغير. هذه الحكومة لم تكن امينة لمبادئها وقسمها الوطني امام الشعب بل هي تكافح من أجل البقاء في السلطة والحفاظ على مكاسب قوى الإسلام السياسية المتطرفة .الحكم في إلعراق الان يعد حكما متطرفاً دينياً ومذهبياً ويميز بين أتباع الأديان والمذاهب اليوم أكثر عدوانية إزاء أتباع القوميات الأخرى غير المسلمة . الان تسير الحكومة العراقية على نهج إيران الديني الشيعي , بكلمة اخرى هي تستمد قوتها من وصايتها الإسلامية الشيعية. وتهمل كل مكونات الشعب العراقي الاخرى . يفرض على المجتمع الدولي والهيئات الدولية ان تقف مع المجتمع العراقي وتساعده لتوفير الجو الديمقراطي السليم للانتخابات المقبلة . ومنع أي تدخل في الشؤون الداخلية العراقية من قبل أي طرف. الهدف هو النهوض بحكومة عراقية قوية وطنية تتحدث بصوت واحد. كل المطلوب من العالم المساند للشعب العراقي مراقبة صناديق الاقتراع لمنع التزوير.


3- محاربة النظام الإسلاموي السياسي في إيران من الخارطة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط هو كسب للشعب الايراني والعراقي والافغاني ولجميع شعوب العالم, وهو مكسب كما هو مكسب للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, وهو مكسب للمرأة الإيرانية والعراقية .



4-يجب ان يبقى العراق مصرا الى القانون الدولي لكشف الحقيقة، ومحاكمة المتورطين بالارهاب وسفك دماء الابرياء من العراقيين . يجب ان تحل هذه القضية على أساس حفظ مصلحة العراقيين وأمنهم وسلامتهم.



5- يحتاج العراق الرجوع الى بنود الاتفاقية المشؤومة لعام 1975 عندما اجتمع شاه ايران والدكتاتور صدام حسين في العاصمة الجزائرية الامر الذي تمخض عنه ابرام اتفاقية اذار عام 1975 وقد نصت هذه الاتفاقية على عدة بنود من اهمها تنازل النظام في العراق عن حقه التاريخي المنصوص عليه في اتفاقية ارض روم المنوه اليها سابقا في السيادة على مياهه في منطقة شط العرب وجزء من اراضيه في اليابسة. بمعنى اخر هناك مشكلة اعادة رسم الحدود البرية والبحرية .

اواسط ديسمبر 2009
Opinions