Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مار جـبرائيل كسّاب وعام من الإنجازات

كان يوم الجـمعة 3/11/2006 مهـرجاناً تاريخـياً في حـياة المؤمنين في أستراليا ، حـين وصل سيادة المطران جـبرائيل كسّاب إلى سـدني كأسقـف عـلى أستراليا ونيوزيلاند . لقـد فـرح الشعـب الكـلداني وشاركه فـرحـته جـمع من الشخـصيات وأبناء الطوائف الأخـرى بولادة أبرشيتـنا وإرتقاء سدّتها هـذا الرجـل الورع . فـمنذ اليوم الأول لجـلوسه عـلى عـرش المطرانية شـمّر عـن ساعـديه للصلاة والبناء وفـوق كـل ذلك بث روح المحـبة بـين الجـميع . ها هي أيام قـليلة وتمر الذكـرى السنوية الأولى عـلى ذلك الحـدث في تاريخ كـنيستـنا ، وقـد ملأها بإنجازات متعـددة ومتـنوعة وعـلى أكـثر من صعـيد . ولسنا بهـدف الإطراء والمدح فأسقـفـنا الوقـور غـنيّ عـن البـيان وليس بحاجة إلى مصطلحات رنانة ولكن الحـق يجـب أن يقال ، والغـيوم قـد تحـجـب أشعة الشمس في مكان إلاً أن ضوءها منـتشر في كل آن وَ أوان . لقـد زرع حُـبه في قـلوب الجـميع بتعامله المتواضع معـهـم وبدون إستـثـناء ، فـما أن وطأتْ قـدماه أرض أستراليا حـتى راح يضع برنامجاً منـتظماً لزيارة عـوائل أبرشيتـنا في سـدني ، وحـسب عـلمي فـقـد بلغ عـدد العـوائل التي زارها حـتى الآن إلى ما يزيد عـلى 700 عائلة ، هـذا عـدا حـضوره مجالس العـزاء و المناسبات الإجـتماعـية الأخـرى حـيث أن جاليتـنا بأمس الحاجة إلى زيارات كـهـذه التي لم نـرَ مثلها في السابق . وقـد بادر بإنجازاته الكـنسية التقـوية إلى إزالة أي مظهـر لا يراه لائقاً بإيمانـنا ، كما ربط أواصر قـوية بـينـنا وبـين كـنائس أبناء جـلدتـنا ذات الينبوع الواحـد ، وبذل جـهـده المستطاع لإيصال صوت شعـبنا المسيحي المُضـطـهَـد في وطـنـنا الأم إلى المسؤولين وباشر بإرجاع الطـقـوس الكـنسية إلى وضعـها الطبـيعي ، وإشترى كـنيسة في ( ماونتْ دْرُوّتْ ) ومن المؤمل أن يقـوم سيادته بتوسيعـها وبناء دار لسكن الكاهـن فـيها ، كما أنه وضع حـجـر الأساس لصرح المطرانية ، وشكّـل مجـلس الأبرشية للعـمل في خـدمة الكـنيسة والمؤمنين وهـناك إنجازات ليست تخـطر في بالنا الآن ولكنـنا واثـقـون بأن لا نهاية لها طالما الحـياة مستمرة . نعـم إن سيادة المطران قائد ، ولكن لا نـنسى أنه ليس وحـيداً بل هـناك معه المجالس الكـنسية والكـهـنة المساعـدون له والذين يـبذلون قـصارى جهـدهـم في جـذب الشباب المؤمن إلى بـيت الرب عـن طريق المحاضرات الدينية والإجـتماعـية وجـمعـهـم في أخـويات للشباب وتهـيئة كافة وسائل الترفـيه المتاحة وجـعـل قاعة الكـنيسة ورشة عـمل لهـم .

نشاطات الشباب :

لقـد كانت مسرحـية ( حـلم في منـتصف ليلة أيار ) التي قــُدّمتْ عـلى مسرح قاعة الكـنيسة بتاريخ 20/7/2007 والثانية التي عالجـتْ موضوع القـمار كـمشكـلة إجـتماعـية قــُـدّمتْ بتاريخ 14/10/2007 عـلى القاعة نفـسها خـير دليل عـلى ما ذهـبنا إليه . ولا يخـفى عـلى الجـميع أن هـذه النشاطات يُـثـنى عـليها ، لماذا ؟ لأن الشباب الذين يؤدّونها - أو أكـثرهـم - ليسوا من ذوي الإخـتصاص في هـذا المجـهـود الفـني ، إلاً أن عـنفـوانهـم يدفـعـهـم إلى خـوض هـذا المعـترك بهـمة وثـقة بالنفس ، وأياً كان مستوى أدائهـم فـهـو كـبـير إذا ما أخـذنا بنظر الإعـتبار ولوجـهـم هـذا الحـقـل للمرة الأولى ، فـيستحـقـون الثـناء والتشجـيع . ولأجـل تطوير عـملهـم فالأفـضل أن نـنبّه العاملين مخـرجـين كانوا أم ممثلين إلى نقاط وعـلامات ظهـرتْ بمستوى بسيط من أجـل الوصول إلى مستوى الطموح ، فالمتفـرّج يرى أكـثر من اللاعـب . إنـنا بذلك نعـمل مِن أجـل التطوير كي يزداد فـخـرنا إفـتخاراً وليس لغاية أخـرى . وقـد وعـدنا بأن نكـتب رأينا بهـذا النشاط الإجـتماعي الأخـير فـنقـول :

من البديهـيات العـلمية أنه ( لا يمكـن لآنٍ ومكان أنْ يتكـرّرا سوية ) وهـذا يعـني عـلمياً أنك في موقـع عـلى الأرض في وقـت محـدّد ، وبعـد ثانية قـد تكـون في إحـداثـيات المكان نفـسه ولكـن الزمن تغـيّر وفاتـتْ عـليه تلك الثانية ، أو أنك في نفـس اللحـظة مع زميل لك ولكـنه في مكان آخـر مخـتلف الإحـداثـيات . فـكل شيء حـدثَ ، أصبح في مخـزن الذاكـرة لا يمكـن إسترجاعه عـلى الأرض والواقـع ، فالعـروض الفائـتة صارت أحـلاماً ماضية .
إنّ الفـن المسرحي نشاط حـضاريّ يعـرض فـكْـرته بأشكال متـنوّعة مثـل : الـجَـدّ ، الهـزل ، الكوميديا ، السخـرية ، وقـد يكـون درامياً أيضاً ، ولكـنه وإنْ تعـددتْ مظاهـره إنما الهـدف واحـد وهـو تعـليم الناس بطريقة النقـد المباشر مبالغاً في الحـركات تارة وفي النصوص تارة أخـرى ، ولذلك قـيل أن المسرح مدرسة الشعـب ، يتخـذ من أسلوب النقـد وسيلة لتعـليم الجـماهـير وتطوير وعـيها ، فإنه بذلك يقـدّم خـدمة للمجـتمع يُـثـنى عـليها ، وما أكـثر السلطات في دول كـثـيرة كانـت تمنع النشاطات المسرحـية خـوفاً من النقـد الموجّه إليها حـتى إذا كان كوميدياً مُضحـكاً ، وفي أماكن أخـرى من العالـَم لم تكـن الفـرق المسرحـية تـتجـرّأ عـلى نقـد الحـكومات خـوفاً من عـنجـهـية وقـسوة الملاحـقات . لقـد كـثــُرتْ النظريات المسرحـية وكان أصحابها يـبغـون تقـديم هـذا الفـن للشعـب بأفـضل ما يمكـن ، ومن المؤكـّد أن هـناك إخـتلافات بـينها ، وكل فـريق يدافـع عـن رأيه فـصارت فـرصة لنقـد أحـدهـما الآخـر فـيزدادون خـبرة وفائدة من أجـل دفـع العـملية المسرحـية إلى الأمام ، وهـذه هـي مظاهـر الحـضارة والمتحـضـّرين التي قـد لا نستوعـبها نحـن الشرقـيّـون لأن ترسّبات شرقـيّـتـنا بقـيتْ تغـطـّي أذهانـنا ولا نقـبل أحـداً أن يمسّها خـوفاً من أن تــُحـَكّ وفي هـذه الحالة يظهـر بريقـنا . فالمسرح نقـد بحـدّ ذاته ، والمُخـرجـون والممثـلون ينـتقـد أحـدهـم الآخـر فـيكـتسبون خـبرة ، فـهـل هـو مُحَـرّمٌ عـلى المتفـرّجـين ؟ . وكما ذكـرنا أن كل جـهـد يُـثـنى عـليه ولكـنـنا لا نبخـل بنصيحة أو تـنبـيه من أجـل تحـسين وتطوير الأداء والإنـتاج خـروجاً بنـتيجة مفـيدة للجـميع . ولابد أن أغـلبنا قـد لاحـظ حـينما تــُعـرض مباراة رياضية عـلى قـناة تلفـزيونية مثلاً فإن فـترة الإستراحة يستغـلها المذيع والمعـلقـون الرياضيون لمناقـشة أوجه الصواب والخـطأ في أداء الرياضيـين وكـذلك الحَـكـَم ، واللعـبة لا تزال قائمة ، فـما هي غايتهـم من ذلك ؟
وعـليه فـفي حُـلـْمٍ رآه متفـرّج قال : في مساء يوم الأحـد 14/10/2007 رأيتُ نشاطاً إجـتماعـياً جـميلاً في قاعة واسع سـقـفـها ، رحـبة أرضيّـتها جـيدة إضاءتها ، إستمعـنا فـيها إلى محاضرات وشاهـدنا عـروضاً مشجـعة لحاضريها وجـذاب عـنوانها ولذلك إكـتضّـتْ بجـموعها . لقـد كان عـرضاً مشوقاً بعـث البهـجة في نفـوس مشاهـديه ووزعَـتْ اللاقـطات بإنـتظام عـلى المسرح ( راجـع تعـليقـنا عـلى المسرحـية الأولى ) فـهـنيئاً لكل مَن ساهـم فـيه . ولكـن لنا ملاحـظاتـنا - والتي هي قابلة للنقـد أيضاً - كي يستفـيد منها المشتركـون في أي نشاط في المستقـبل .
أولاً : ظهـَرَ الملاكان الحارسان ( الطـفـلان ) عـند أشخاص زاغـوا عـن السلوك الإجـتماعي المستقـيم ، ولكن لم نرَ تأثـيرهـما في تقـويم ذلك الزيغان .
ثانياً : كان في مكان القـمار شاب يرتجـف ويقـوم بحـركات أشبه بمَن أخـذ جـرعات من مواد مهلكة للأعـصاب ، ولكـنـه بعـد فـترة قـصيرة إستعاد صحـوه ثم رجـع يرتجـف كما كان في البداية ، فـلم نعـرف ما الذي جـعـله يصحـو ثم يرجـع كما كان .
ثالثاً : كان المشرَب ( BAR ) من جـهة يمين المشاهـدين ولكـن السكـّيرَين دخـلا من جـهة اليسار حـيث قاعة الديسكـو ، أما كان الأفـضل لو دخـَلا من جـهة المشرَب ؟ كما أن لغـتهـم كانت أقـرب إلى الرجـل الصاحي .
رابعاً : إن قاعة القـمار عادة ليست مكاناً للغـناء ، فـكان الأفـضل لو أن السكـّيرَين غـنيا بعـد السكـر ، ثم يلوجان من جـهة اليمين إلى محـل القـمار لممارسة هـذه العادة السيئة .
خامساً : يـبدو أن كان هـناك عابثون في نادي اللعـب ولكن ضابط الأمن لم يلعـب دَوره ما عـدا حـضوره لحـظة الشجار بـين رجـل وإمرأته . وهـنا طلبتْ منه الإمرأة رقـم هاتفه وهي في أوجّ شجارها مع رجـلها ، أليس ذلك إبتذال في النص ؟
سادساً : كان عـرض المشاكل وافـياً نوعاً ما ، ولكن المسرحـية لم تــُعـطِ حـلولاً لها .
سابعاً : كانت نصوص الأهازيج الشعـبـية جـميلة وخاصة ألحانها التراثـية ولكن كان هـناك تراخـياً في الأداء ، وقـد يكـون مردّ ذلك هـو الفـحـوى المضحـك للمسرحـية نفـسها .
ثامناً : كان وصول الصوت إلى المشاهـدين أقـل جَـودة من المسرحـية الأولى ، ويمكن حـل ذلك بإستخـدام الـ MIC لكـل ممثل .
نأمل من شبابنا المتحـمّس أن يتقـدّم أكـثر في هـذه النشاطات المسلية من جـهة والتي تخـدم مجـتمعـنا من جـهة أخـرى ، وإلى أمام .

بقـلم : مايكل سيـﭙـي / سـدني Opinions