Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

متى سندرس لغتنا في المدارس ؟

بالطبع هنالك مدارس عديدة تدرس اللغة السريانية كلغة على الاقل وهنالك ايضا مدارس تدرس جميع المواد الدراسية باللغة السريانية اصلا ، انطلاقا من كوننا شعب ونمتلك لغة خاصة بنا وواجب علينا ان نعلمها لاجيالنا القادمة حفاظا عليها من الاندثار والتي ان اندثرت فمعناه اننا كشعب سنتلاشى ونذوب ضمن الشعوب الاخرى التي تعيش معنا على نفس الارض فاقدين لكل خصوصياتنا وهويتنا ، ولكن المشكلة التي اود ان اطرحها علها تحل ، وهي هل هذه اللغة ( التي تستخدم في الدراسة ) يعتبرها الناس من ابناء شعبنا وأولياء أمور تلاميذنا الذين يدرسوها ، على اقل تقدير، لغتهم الام أو لغتهم القومية ؟
من خلال علاقاتي بالعديد من العوائل المسيحية وخصوصا القادمة من بغداد الى عنكاوا ان كانوا من طائفتنا الكلدانية او الطوائف الاخرى السريانية و الاشورية في هذه السنوات الاربع التي نعيشها في مدينة عنكاوا، ولكوني مهتم بلغتنا القومية وبباقي الامور ذات العلاقة بالهمّ القومي ، حيث يلجأ الي العديد من هذه العوائل لكي ادرس ابناءهم الاطفال اللغة السريانية لكون ابناءهم اولا يلاقون صعوبة في فهمها ودراستها وحفظ موادها الدراسية التي تعطى لهم في المدارس الحكومية هنا ، وكذلك لكون اهاليهم لايستطيعوا ان يعاونوا ابناءهم في دراستها وفهمها ، وغالبا ما اواجه النقد والتذمر من فرضها ( حسب وصف الاهالي ) لدراستها من قبل الاطفال ، خصوصا بأنه تدرس الى جانبها ثلاث لغات أخرى وهي العربية والكوردية والانكليزية ، حيث ان اعتراض الاهالي هو فقط على السرياية ، حيث انهم يتقبلوا العربية كونها لغة عموم البلد العراق ، والكوردية التي هي لغة المنطقة التي يعيشون بها وكذلك الانكليزية فهي مهمة بنظرهم كالاخريات لكونها اللغة العالمية الاولى ، بينما السريانية فلا اهمية لها بنظر اهالي هؤلاء التلاميذ ، وعندما اقول لهم انها لغتنا الام ولغتنا القومية ، فيجيبوني بانها ليست لغتنا وان كانت لغتنا فلماذا لانفهمها ؟!
الكل يعلم ان القواعد تأتي بعد الكلام أو بعبارة أخرى فالكلام ابو القواعد ، حيث أن كل الامم عندما يبادر من بين ابناءها المهتمون بلغتها بوضع قواعد للغتهم فأنهم يقومون بذلك اعتمادا على ما تعود الناس على قوله وتصريفه وذلك لصيانته وحفظه وسهولة تدريسه ، وكذلك يعتمدون على نتاج تلك الامم اللغوي والادبي ، وليس العكس ، أي ان المتخصص لايضع قواعد للغة ومن ثم يعلم شعبه ومواطنيه لكي يتكلموا وفقها ، فهذا أمر غير منطقي وغير وارد ايضا.
أن ما يحصل عندنا فأننا نعلم لغة بقواعد تختلف عن ما نحن متعودن ان نقوله في حياتنا اليومية واستخداماتنا للغتنا القومية اللغة التي تعلمناها من آباءنا واجدادنا ، كما أن مقولة اننا نتكلم لهجات عامية وما نتعلمه في المدرسة هو لغة فصحى هو كذلك امر غير صحيح ، فاختلافات الفصحى عن العامية لأي لغة لا تكون أختلافات جذرية فمثلا صيغة افعال الماضي والحاضر والمستقبل و الى حد ما الامر ايضا تختلف كليا بين ما تدرس في المدارس وبين ما نقوله نحن وما تعودنا عليه وما استلمناه وتوارثناه من آباءنا ، علاوة على اختلاف الضمائر والعديد من التفاصيل الاخرى ، وهذا يختلف عما هو موجود في حالة اللغات الاخرى ، طبعا بصورة عامة الاختلاف ما بين العامية والفصحى يجب ان لايتجاوز مسائل استخدام مفردات دخيلة بدلا عن المفردات الاصيلة نتيجة الاختلاط الكثير مع الاقوام الاخرى مما يؤدي الى استسهال لفظ الكلمات التي تستعمل كثيرا من قبل الاقوام التي نعيش فيما بينها ، كما ايضا يكون الاختلاف ما بين الفصحى والعامية في لفظ المفردات وتحريفه كأن يقلب حرفا ما كما في حالات الحاء والخاء أو الكاف وال ( چ ) او يسقط من اللفظ كما في حرف العين وغيرها من الاحرف الاخرى ، لذلك فبرأيي لابد للامر ان يعاد دراسته وعدم المضي قدما بنهج خاطىء ، كما يجب أن لانطبق تجارب الاخرين من دون ان نراعي الاختلافات الذاتية والموضوعية ما بينهم وما بين واقعنا ، كما هنالك حالة أخرى معاكسة تماما لما وصفته أعلاه وهي حالة اللغة التي باتت تستخدم في كنائسنا ونمارس طقس القداس بها ، حيث وبصورة عامة فقد تحولت اللغة الطقسية من تلك الصيغة التي تسمى بال ( ﮔوشما) والتي هي عينها الصيغة التي يدرس بها في المدارس السريانية ، تحولت إلى الصيغة التي تتشابه مع ما نستخدمه يوميا كلغة حية متوارثة عن الاباء والاجداد والتي تسمى بال ( ﭘوشاقا ) ، بينما كان المفروض أبقاء القداس باللغة الطقسية القديمة لما تحمله من طابع قدسي يتلاءم مع الممارسات الطقسية المقدسة ، حيث ان اللغة التي نتحدث بها قد تطورت مفرداتها وباتت تقبل مساحة واسعة من المعاني التي قد تتوافق مع كل الامور الاجتماعية التي قد تكون سلبية وايجابية ، بينما اللغة الطقسية القديمة فمعاني مفرداتها محصورة بالافق الديني والايماني فقط بحيث أصبحت تسمى باللغة الطقسية وهذا أمر لا باس به.
وبذلك فالمفروض هو ان يتم عكس هاتين الحالتين التين ستخدمان اللغة ، ففي المدارس وعندما يتم التدريس للغتنا الحية التي نستعملها يوميا من خلال وضع القواعد او تصحيح الكلام كما هي وضيفة القواعد، من خلال التقيّد بالتصاريف التي تعود الناس من مختلف مناطقنا على نطقه وهو حالة موحدة فجميعنا نصرف الافعال بنفس الصيغة تقريبا والتي تختلف كثيرا مع تصريف الافعال في اللغة التي يتم تدريسها مما توحي لأهالي التلاميذ بأنها لغة أخرى ، فبذلك سيتم المحافظة على لغتنا القومية من الضياع .
Opinions