مجندو الشرطة العراقية يلتحقون بالمليشيات المسلحة فور تخرجهم
14/05/2006الجيران - لندن - ينضم العديد من مجندي الشرطة العراقية إلى المليشيات المسلحة فور تخرجهم من أكاديمية الشرطة التي تشرف عليها القوات الأمريكية. واستعرض تحقيق نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية تجربة الشاب العراقي علاء الدين (23 عاما) والذي ترك العمل في جهاز الشرطة الرسمي دون أن يكترث حتى بإبلاغ قادته وتوجه إلى مكتب تجنيد في بغداد ليلتحق مباشرة بجيش المهدي، وهو مليشيات مسلحة تعمل تحت قيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ويحملها البعض مسؤولية بعض أعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة.
ووصف المجند المنشق خطوته في مقابلة مع الصحيفة بأنها مجرد تحول في المهنة وأن من بين الأسباب التي دفعته لذلك الراتب الأفضل والمهام الأقل خطورة، بالإضافة إلى أن احتمال التعرض للقتل أقل كثيرا.
وذكرت الصحيفة أنه رغم عدم توفر معلومات دقيقة عن حجم قوة تلك المليشيات إلا أنها دون شك تزيد على عدد قوات الشرطة التي تبلغ 120 ألف فرد. وأشارت إلى أن التقديرات تقول إن قوات الشرطة تخسر عدة مئات من مجنديها وأفرادها شهريا، موضحة أن العراق هو البلد الوحيد الذي تنص فيه عقود تجنيد الأفراد في الجيش والشرطة على حق المجندين في ترك الخدمة إذا رغبوا في ذلك دون أدنى عقاب.
وبحسب التقرير فإن انشقاق علاء الدين وغيره يمثل ضربة لمحاولات إعادة بناء العراق. وأضاف أن الموارد المادية والبشرية الغربية سخرت لاستبدال القوات الأمريكية والبريطانية بقوات عراقية، إلا أن تزايد أعداد تاركي الخدمة العسكرية يبدد آمال الانسحاب السريع لقوات التحالف.
ووفقا للصحيفة فقد تعهد رئيس الوزراء العراقي الجديد نوري المالكي بمواجهة هذا الانفلات وترك المجندين لمواقعهم. وعلى الرغم من التأييد الذي يحظى به في العراق لكن هناك تساؤلات حول قدرة الحكومة على تفكيك المليشيات دون إراقة المزيد من الدماء.
وقال علاء وهو يرتدي الزي الموحد الأسود الخاص بجيش المهدي، إنه بعد وفاة والده أصبح العائل الأساسي لـ10 من الأبناء هو أكبرهم. وأضاف أنه ترك الخدمة عندما اختير للعمل في القوات الخاصة للتدخل السريع المنوط بها التعامل مع الشغب والهجمات الإرهابية لعلمه بما تحمل من مخاطر.