محافظة سهل نينوى في عيون أهلها
سواء كانت فكرة انشاء محافظة سهل نينوى مطلبا جادا أجمع عليه نشطاؤنا أو انها لاقت التأييد من لدن الكتل والهيئات السياسية لتطييب الخواطر وقتيا , فإن ما حلّ بأبناء شعبنا يشكــّل عاملا حيويا أضيف الى مناشدات ابناء شعبنا كي تضع أحزابنا خلافاتها الثانوية جانبا وتلتحم حول فعالية كحل للأزمة المتفاقمه ,غير أن المنطق يقول بأن الدماء والضحايا التي قدمها ابناء شعبنا وتعقيدات المرحله التي يمر بها, لابد لها ان تحفز العقول وترشدها الى ما هو أهم واشد ضرور, وهذا بلا شك يسجل نقطة لصالح كل النشطاء الذين يرون في هذه النقلة مدخلا جديدا الى تقريب وجهات النظراولا ثم توحيد المطالب بخطاب سياسي جامع مطلوب تطويره بمزيد من مراجعة المواقف وإعتبار كل ما يتعلق بحياة ومستقبل شعبنا من الأولويات التي لا يجوز إخضاعها لأيديولوجيات الأحزاب ومصالحها.و في حال سارت الاموربهدوء بهذا الاتجاه حتى لو كان ببطئ ,لا يستبعد أن تليها مرحلة التهيؤ للبحث الجدي في مسألة الحقوق القومية وعلى نفس الطاوله وبعقليه أكثر مهنية ً , ولنا في ذلك أمثله شاخصة اقربها مثال العلاقة التي كانت سائده بين الحزبين الكرديين لفترة إمتدت لعقود من الاخفاقات والتناحرات التي راح ضحيتها الألاف من الأكراد , لهذا السبب نقول عندما يصبح العامل المشترك والجامع بين أحزابنا هو البحث عن السبل الممكنه لإنقاذ ما تبقى من هذا الشعب , يكون تبادل تقديم التسهيلات هو حالة من درجات النضج و القدرة على تحمل المسؤوليات في مرحلة تقتضي السلاسه من اجل حل مشاكل اهلنا بعيدا عن فلسفة تسليم اللحى و من دون إعتبارها تنازلات او تراجعات, بل حين يتم تحقيقها بوعي ومسؤوليه ستمهد للإنتقال الى مرحلة دراسة ومناقشة مطالب شعبنا وحقوقه التاريخية كما اسلفنا .
نظرا لخطورة المرحلة التي يمر بها ابناء شعبنا في العراق وما تتطلبه من خطوات إجرائية سريعة طال أنتظارها , فقد بارك سوادنا هذه اللقاءات عاقدين الامل على المزيد من توسيع قاعدة ومساحة فعالياتها,وهنا تجدر الاشادة بإستجابة الحركة الديمقراطية الأشورية لدعوات أطراف برلمانية و شعبيه ومبادرتها في تنظيم اللقاء المهم في مقرها ببغداد, وكلنا أمل بان دور الحركة اللاحق سيكون بحجم خبرتها وإطلاعها على ملفات قضيتنا مدى ثلاث عقود ليرتقي دورها الى مثابةالاخ الكبير في تفعيل العمل الجماعي ومعالجة كل ما يعترضه, وهنا يأتي دور برلمانييينا المهم في تحريك الركود وإثارة هذا الملف وملفات أخرى في جلساتهم, لان ما يتحسسه ابناء شعبنا بعد مذبحة سيدة النجاة هو تردد وتنصل السلطات العراقية التي أبدت ترحيبها بادئ الأمر لكنها تبدو وكأنها تتراجع عما أعلنته في حينها.
المهم الآن هو ما تمخض وسيتخمض عن هذه اللقاءات الذي كان أولها تنظيم ورقة مطالب الكلدواشوريين السريان وتوقيع الجميع عليها ثم تقديمها للرئاسات الثلاثة , وطبقا لنصوص بنود الورقه, فقد تم تشكيل لجنة لمتابعة مسالة التجاوزات على اراضي وممتلكات ابناء شعبنا حيثما تواجدوا ,وبما اننا في بداية الطريق , يطيبني هنا التذكير مرة ثانية والتأكيد على ما أوردته في مقال سابق على ضرورة إشراك خبرات مستقله وطاقات مختصة في اي لجنة يزمع تشكيلها , لان هذا الإسهام سيمدنا بالدعم والزخم المطلوب عندمناقشة اي فقرة او مطلب مع المسؤولين والمعنيين , ناهيك عن دور المثقف الوسطي في تسوية اي خلاف اوإختلاف محتمل حصوله .
إن إنشاء محافظة سهل نينوى ليس مطلبا طارئا لإنسان عانى الكثير ويتمتع بوصفه بالعراقي الأصيل , ولا هو بمشروع مستورد او خاضع لأية أجنده خارجية كي يستغل في مراهنات الأقوياء لفرض أجنداتها على أطراف أخرى خارج مكوننا القومي والديني , بل هو حاجة وطنيه يرتجى منها تقديم الكثير على طريق بناء العراق الجديد وتحقيق وحدة شعبه , أما إستخدامه أداة لصالح أجندات سياسية أحادية على حساب المجموع فذلك أمر مرفوض ديمقراطيا و يتوجب الإنتباه إليه, وحسمه يبقى رهن درجة وعي أحزابنا وإستقلاليتها في الإلتزام بتنفيذ ومتابعة بنود الورقة .
من أجل إطلاع ابناء شعبنا والجهات العراقية المعنيه على فعاليات أحزابنا و طمأنتنا حول ما يتمخض عن لقاءاتها ونشاطاتها , يستحسن:
1_ تسمية ناطق رسمي بأسم هذا التجمع السياسي القومي الوطني مهمته تعريفنا وعموم العراقيين بنشاطات الاحزاب المنضويه تحت هذا التجمع كي يكون الجميع على إطلاع واضح على ما يدور .
2_ عقد لقاءات صحفيه او ندوات شعبيه يستضاف فيها ممثلي احزابنا يجري فيها مناقشة المسائل المتعلقه بنشاطات هذا التجمع والعوائق التي تصادف أعماله.
3_ خلق حالة من التواصل المعلوماتيه بين الاحزاب المجتمعه ومواد مناقشاتها وبين ممثلينا البرلمانيين كي تتحقق درجة من المهنيه والدقه في ترتيب المهام وتوزيع الواجبات .
4_ من أجل بناء متماسك لمحافظة سهل نينوى و بهدف تعزيز أواصر العلاقات وتوسيع قاعدة العمل الشعبية البناءه للمستقبل , يستحسن عقد لقاءات منتظمة مع ممثلي كافة الاحزاب والمنظمات خاصة الايزدية والشبكية والتركمانيه والمندائية بالدرجة الأساس لتقريب وجهات النظر وتذليل العقبات عبر التنسيق فيما بينها كي تستطيع فرض خيارها الوطني تحت قبة البرلمان وأروقة الحكومة.
5_ مطالبة الحكومة بإيفاء إلتزاماتها برصد أموال كافيه تخصص لهذا التجمع كي يتمكن من ممارسة مهامه وفعالياته الإعلاميه وتغطية تكاليف تنقل أعضائه وممارسة نشاطاته السياسية و التثقيفيه و الإجتماعيه .
6_ تشكيل لجنة منبثقة من لقاءات احزابنا, يشترك فيها مستقلون بذي خبرة جيدة , تكون مهمة اللجنة بالتنسيق مع ممثلينا البرلمانيين معالجة آفة الهجره عبرخلق فرص العمل و تشجيع وتحفيز أبناء شعبنا المغتربين والمهجرين والنازحين للعودة الى اماكنهم معززين مكرمين .
أما المطلوب من القوى السياسية العراقية الحاكمه اليوم , فهي التي رفعت شعارات الحرية والديمقراطيه جراء ما كانت تعاينه في السابق , عليها ان تدرك اليوم الى اي مدى وصل حجم معاناة مكونات الكلدواشوريين السريان والشبك والأيزديين والصابئة الذين لم يبخلوا يوما في مساندة الحركات السياسية والمسلحه في عموم الوطن,وهم يعلموا علم اليقين بان احد اسباب معاناة هذه المكونات الصغيره هو الصراعات التي أججتها الكتل الكبيرة فيما بينها بحيث اصبح الصغار ضحايا صراعاتهم اليوم و عبر عقود طويله , مفروض بهذه القوى السياسية لو أرادت ان تثبت إلتزامها ونزاهة شعاراتها , ان تضع نصب أعينها حقيقة وأحقية مطالب هذه المكونات وتقديم كل ما يستوجب من اجل تحقيق مطالبهم في ضمان حريتهم وحقهم حتى لو إقتضى ذلك أجراء تغيير في نصوص الدستور بما يتناسب وتنفيذ مطالبهم.
الوطن والشعب من وراء القصد