Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مخاوف تغير البيئة السكانية :مهاجرون الى الموصل ومهاجرون منها ( تخقيق)

16/07/2006

الموصل – (أصوات العراق) سيارة حمل قديمة محملة بأثاث قديم (براد وبضع كراسي وأسرة وحقائب وصرر ) . تتوقف السيارة عند نقطة السيطرة في مدخل الموصل .الشرطي يبدأ بالسؤال التقليدي ( منين جاي : من أين أتيت ؟) يجيبه رجل بشعر رمادي فيعرف الشرطي انه قادم من الجنوب . يطرح عليه الشرطي بضع أسئلة ليتأكد من عائدات الأثاث إليه .كل مافي السيارة .. ترتيب الأثاث وملابس الركاب تدل على أنهم (رحلوا ) ولم يرحلوا بإرادتهم ، وإن لعائلة مثل مثات العوائل الأخرى التي هجرت فقيرة ، وإنها تركت بيتها ومنطقتها تحت ضغط التصفيات الطائفية او العرقية وحفاظا على حياة من تبقى لهم. حتى اعداد هذا التقرير استقبلت محافظة نينوى والواقعة 400 كم شمال بغداد ما يزيد على 300 عائلة تازحة من بغداد ومن المحافظات الجنوبية . الموصل صارت ملجأ العوائل السنية المهجرة من بغداد ومن المحافظات الجنوبية . السبب هو ان الموصل تضم أغلبية سنية . كما ودعت المدينة عشرات العوائلالكردية والمسيحية النازحة الى اقليم كردستان . الهجرة من الموصل وإليها خلقت سوقا متناقضة للعقارات .ففي المناطق التي تسكنها غالبية كردية ومسيحية (مثل أحياء عدن والكرامة والبكر الواقعة في الجانب الأيسر من المدينة ) انخفطت أسعار المنازل بعد توزيع منشورات تطالب الاكراد والمسيحيين بالمغادرة. مقابل ذلك ارتفعت بدلات الايجار لدور كانت في السابق غير مرغوب السكن فيها بسبب قربها من مركز شرطة او من دائرة امنية . ابو يونس (دلال عقارات ) يصف هذا التناقض " اعداد الزبائن الذين يراجعونني يوميا بأزدياد ، منهم من العوائل المهجرة من بغداد وديالى والبصرة يبحثون عن عقار ، على النقيض منهم يطلب الاكراد والمسيحون مني ان ابيع دورهم باسرع وقت ، لقد انخفضت اسعار بيع هذه الدور بشكل واضح , بينما ارتفعت اسعار بدلات الايجار بسبب زيادة طلب العوائل المهجرة من المحافظات الجنوبية " واضاف :" البعض ترك لنا مفاتيح داره وترك الموصل حفاظا على حياته ." التعاطف مع المهاجرين للمدينة هو السائد رسميا وشعبيا ، ولكن هناك تخوف من تداعيات التغيير السكاني . فاللواء سالم الحاج عيسى رئيس مجلس محافظة نينوى قال لـ( أصوات العراق ) " الموصل مدينة الضيافة والكرم ويتميز اهلها بالطيبة والرأفة وخاصة في وقت الشدائد ، ولكننا في الوقت نفسه نتمنى لهم عودة ميمونة الى دورهم ومنازلهم بعد انتهاء ازمتهم " اما العميد محمد محمود الجواري مدير الدفاع المدني في محافظة نينوى فقال لوكالة :" لابد ان تنوقف قليلا حول هذا الموضوع فمديرية الدفاع المدني في المحافظة استلمت امرا اداريا بنقل 16 من منتسي مديرية الدفاع المدني من محافظة البصرة خلال هذه الايام ، وهذه ظاهرة غير صحية ، فالبصرة في هذه الحالة فقدت 16 موظفا بينما زاد على ملاك الموصل 16 موظفا دون ان نكون بحاجة اليهم ." واستطرد منتقدا التسهيلات التي تقوم بها المؤسسات والدوائر الحكومية في المدن التي نزحت منها العائلات السنية ، خصوصاً البصرة ، واوضح الجواري بأن بعض الموظفين من هذه العائلات النازحة تحدثوا عن "تعليمات واردة الى أماكن وظائفهم لتقديم تسهيلات لنقلهم الى الموصل. وهذه التسهيلات تنافي العمل على وحدة العراق ونبذ الطائفية التي تروج لها بعض الجماعات المستفيدة " واشار عبد الرزاق عبد الكريم صاحب مكتب الايثار للعقار :" مسألة الهجرة من والى الموصل مسألة خطيرة وكبيرة ، وهي خطة بعيدة المدى تهدف لحصر كل قومية وكل طائفة في مكان خاص بها ، ولا يتحقق ذلك من خلال الخيار الشخصي ، بل على العكس , بني هذا المخطط على اساس زرع الفتنة الطائفية وتشويش العلاقات بين القوميات والأديان المختلفة في العراق كله ،انها مشاريع لفرز العراقيين ." اياد كريم من جمعية الهلال الاحمر \ فرع نينوى قال :" ان نزيف الهجرة مازال مستمرا لحد هذا اليوم ، ومن المتوقع وصول اعداد اخرى من العوائل المهجرة قسريا الى محافظة نينوى ،وتعمل جمعية الهلال الاحمر في نينوى على مساعدتهم وامدادهم بالمعونات ،وفي الايام القليلة القادمة سيتم تسجيل هذه العوائل بارقام لمعرفة عددها الصحيح ." اما في قائمقامية الموصل فقد شكلت غرفة عمليات لمعالجة مشاكل عوائل المحافظات الجنوبية والتي نزحت مؤخرا الى محافظة نينوى ضمن عمليات التهجير القسري التي مورست ضدهم وقد تحدث السيد عامر جهاد قائمقام مدينة الموصل عن هذا الموضوع بقوله :" لقد بادرت القائمقامية بتشكيل غرفة عمليات لمعالجة مشاكل العوائل التي نزحت مؤخرا ،وقد فاق عدد هذه العوائل الـ 300 عائلة ،وتضم الغرفة ممثلين عن دائرة المهجرين ودوائر الخدمات كالبلدية والماء والمجاري وممثل عن قيادة الشرطة وممثل عن دائرة الضمان الاجتماعي ." واضاف جهاد:" هناك حملة لترتيب أوضاع هذه العوائل من نواحي الأمن والسكن . فقد تبرع عدد من اهالي مدينة الموصل بأسكان المهجرين في عماراتهم مجانا ، و سكنت بعض العوائل في خيم في حي سومر الواقع في الجانب الايسر من مدينة الموصل " اما عن احتياجات العوائل فأجاب:" القائمقامية تدرس نقل مفردات الحصة التموينية لاستلامها من مدينة الموصل مع بقاء البطاقة التموينية في المحافظة الاصل منعا للتغيير في معالم المحافظة ... ويقوم مكتب التشغيل بايجاد فرص ةعمل لابناء العوائل النازحة من العاطلين عن العمل لامتصاص بطالتهم وتحويلهم الى شباب نافعين لوطنهم ولدرء تورطهم في العمليات الارهابية ." العميد خلف الجبوري مدير مركز التنسيق المشترك في محافظة نينوى يقول " هناك فكرة لدراسة حالة الهجرة والمهجرين من والى الموصل من قبل ذوي الاختصاص ،لما لها من اثار وسلبيات وخصوصا على ديمغرافية المدينة ." ونظرة لهذه القطاعات ترينا ثلاثة مستويات من المهجرين ، فالعوائل المتمكنة وجدت سكنا حسب رغباتها وفي المناطق التي تناسبها وباسعار قادرة على دفعها ، والعوائل المتوسطة سكنت في عمارات الموصل الجديدة ، أما الفقراء فكانت المخيمات في حي سومر حصتهم . وقد خلفت الهجرة تجمعات لم تعرفها المدينة من قبل ، ففي منطقة الموصل الجديدة في الجانب الايمن للمدينة عمارات شغلت بالكامل من قبل العوائل المهجرة الى الموصل . وقد تركزت أعباء الهجرة على العوائل الفقيرة والمتوسطة . فمع ارتفاع حرارة الطقس في هذا الصيف . نجدهم يشكون من غياب الكهرباء وقلة الخدمات الصحية . ولكن الأمور ليست بهذا التقسيم الواضح ، فقد خلطت الهجرة القسرية الأوراق ونزلت عوائل ميسورة ومتوسطة لتعزز جيش الفقراء . فقد قال ابو عمر الذي كان يعمل نجارا في البصرة " تركنا دورا مؤثثة ومبردة في البصرة وجئنا نسكن في الموصل في خيم تفتقر الى ابسط الخدمات " وانا لااتهم المسؤولين في محافظة نينوى بالتقصير , لان عدد الوافدين لها خلال شهر ليس بالقليل وبدون سابق انذار ،فالمسؤولين والاهالي يقدمون مايستطيعون فعله ، ولكن الحياة صعبة." أما امينة خليل طالبة في كلية التربية في البصرة فقالت وهي تبكي :" خسرت هذه السنة الدراسية ، فأنا في الصف الثالث ، ولكن المسلحين لم يمهلوننا لأخذ الوثائق الدراسية الرسمية ، لذلك ضاعت هذه السنة وانا غير متفائلة لان اهلي لايستطيعون جلب كتاب نقل من جامعة البصرة الى جامعة الموصل ..نحن نعيش في خيمة لاتتسع للجلوس فيها ،فكيف نستطيع النوم ؟ حياتنا صعبة وعلى الحكومة ان تجد لنا حلا ، فقد كنا نعيش معززين مكرمين في البصرة مدينتنا العزيزة ، ولكن ان يجبر ان الانسان على الرحيل ويقلع من جذوره ومن موطنه في ساعات معدودة فهذه هي المأساة ." مقابل اسيارت الحمولة التي تحمل المهاجرين من الجنوب الى الموصل هناك سيارت تغادرالمدينة حاملة عوائل مهاجرة منها مع ما استطاعوا حملة من أثاث بيوتهم . كاكه أزاد رحيم عصمان تاجر قماش كردي ولد في الموصل ونشأ فيها أولاده ، وهو واحد ممن وصلتهم منشورات تهدد بالقتل ، ولذلك صار الرحيل هاجسه ، ويصف مشاعره " الموصل حلوة ، و قد عشنا فيها فيها وأحببناها بالرغم من عدم استتباب الوضع الأمني ، الا ان هذه التهديدات تدفعنا للهجرة منها ، أنا مستعد لبيع داري بربع ثمنه ، فالحياة اغلى من الطابوق . " Opinions

الأرشيف اقرأ المزيد
مأساة الآشوريون في برواري بالا بشمالي العراق برواري بالا هي مقاطعة تشمل عدة قرى مركزها ناحية كاني ماسي (عينا د نوني بالآشورية), عرفت هذه المنطقة بجمال طبيعتها ووفرة خيراتها وكونها منطقة حدودية, أصبحت ساحة للصراع بين الفئات المختلفة , ولذلك فقد تم ترحيل معظم أهالي قرى برواري بالا منع إستخدام العجلات الحكومية خارج أوقات الدوام الرسمي شبكة اخبار نركال/NNN/الامانة العامة لمجلس الوزراء/ أصدرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء توجيها الى الوزارات و المؤسسات الرسمية كافة اعلان تاسيس وولادة جمعية ثقافية في تللسقف شبكة اخبار نركال/NNN/عصام شابا فلفل/ نعلن اليوم عن ولادة وتاسيس جمعية ثقافية اخرى في قصبة تللسقف التايعة لقضاء تلكيف في محافظة بابل: عقد ندوة تثقيفية لمعالجة ظواهر الفساد والرشوة في المديرية العامة لتوزيع كهرباء الفرات الأوسط شبكة أخبار نركال/NNN/بابل- عقيل غني جاحم/ عقدت المديرية العامة لتوزيع كهرباء الفرات الاوسط في مقر المديرية ندوة حوارية لمعالجة
Side Adv1 Side Adv2