Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مسؤول أمني عراقي في بغداد : «طوق مائي» لحماية بغداد من الهجمات والمسلحة ستنتقل من محيط العاصمة إلى وسطها.. ومناطق جديدة مرشحة لتكون ساخنة

07/06/2006

شبكة الديوان العراقي
بغداد: ناصر العليان
أكد ماجد الشويلي، أحد المسؤولين الامنيين البارزين في محافظة بغداد، أن عددا من مناطق العراق التي كانت مستقرة أمنيا ستشهد تسخينا وعمليات مسلحة خلال هذه الايام، حسب معلومات توفرت لديهم. وقال ان «المجاميع الارهابية» نقلت عملياتها من محيط بغداد الى وسطها بعد نجاح قوات الامن في كسر شوكتها، كما تحدث عن خطة لحماية بغداد يطلق عليها «الطوق المائي» ستنفذ قريبا لانهاء الهجمات على العاصمة.

وقال الشويلي لـ«الشرق الاوسط» ان تقارير امنية تؤكد «قيام المجاميع الارهابية بتغيير تكتيكاتهم إضافة الى نقل مراكز تحركهم». وأضاف أن التصريحات الاخيرة التي نسبت الى زعيم «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي «لم تكن بعيدة عن الاجندة الدولية وخاصة المساعي التي تتبناها بعض دول الاقليم وأيضا دول عظمى». وقال «هناك عدة أسباب تقف وراء العمل على بقاء العراق في حالة الفوضى (..) منها تخوف بعض الدول من وصول العملية السياسية لمراحلها الحاسمة وقد ظهرت بوادر هذا الاستقرار السياسي خاصة فيما يتعلق بحالة التوافق بين كافة الكتل السياسية.. ولهذا ظهر الاعلان بنقل المعارك الى مناطق أخرى والى محافظات أخرى».
وقال ان «التركيز (الهجمات) حاليا ينصب على مناطق الجنوب والوسط وخاصة مدينة البصرة التي تعاني الان من حالة عدم الاستقرار وتصاعد الاحداث وتطورها بشكل سريع ومخيف». واوضح الشويلي ان «التركيز على البصرة سببه ان هذه المدينة تعد ثاني اكبر مدن العراق من حيث المساحة وعدد السكان، ولتفردها عن بقية المدن بكونها تضم المنفذ المائي الوحيد الذي يملكه العراق على العالم كما أن هناك تخوفا من قيام إقليم في الجنوب الذي أقره الدستور العراقي الجديد، وإضافة الى كل ذلك فالجنوب يعد من أغنى مناطق العالم وليس العراق فحسب، ومن الاسباب الاخرى التي دعت البعض الى تعمد ثوران البركان في البصرة حصرا علاقة هذه المدينة بالذات تأثيرها على دول الجوار بخاصة ايران التي تعيش الان تداعيات الملف النووي وتأزم العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة ودول أوروبا وغيرها». واكد المسؤول الامني وجود خطة لنقل العمليات والاعتداءات الى مناطق «الفرات الاوسط ومناطق الوسط مثل محافظات ديالى والسماوة والنجف وبابل»، واضاف «هناك جهات تعمل جاهدة على إفشال كل ما من شأنه استقرار الاوضاع في هذه المدن»، واشار الى تمكن قوات الامن العراقية من إحراز تقدم كبير على أرض الواقع في مدن ساخنة وخاصة بغداد ومحيطها»، ومضى «تمكنت قوات الامن وخلال وقت قصير جدا من الكشف عن بؤر الجماعات المسلحة ودك اوكارهم والقاء القبض على أخطرهم»، وهو ما جعل «المجاميع الارهابية» تغير خططها. وقال ان «الاجهزة الامنية حصلت على معلومات اكيدة تفيد بان المجاميع الارهابية التي تتخذ من محيط بغداد منطلقا لها بدأت تنفذ خطة بديلة وهي بنقل مركز الاحداث من المحيط الى الداخل وكذلك نقل قسم منها من المناطق الساخنة داخل بغداد الى مناطق كانت تعد هادئة ومثال ذلك ان الايام القليلة الماضية شهدت حوادث متكررة في مناطق الكاظمية والشعلة»، وان المعارك والمصادمات التي كانت تحدث في أبو غريب والعامرية تحولت الى منطقة الكريعات «أما تلك التي كانت تحدث في كل من مناطق اللطيفية واليوسفية والمحمودية فقد تم نقلها الى الدورة والان بدأت تتقرب من مناطق الرصافة حتى أن شارع فلسطين وسط العاصمة بغداد أصبح من المناطق المتفجرة التي يصعب السيطرة عليها خاصة في الليل. وقال «هناك معلومات تحصل عليها الدوائر الاستخبارية عن مناطق وجود البؤر الارهابية»، مشيرا الى ان «ملامح هذه التكتيكات واضحة جدا لكن الاليات التي وضعتها القوات المتعددة الجنسيات تعد من الاليات التي تكبل عمل اجهزة الامن التابعة للدفاع والداخلية وان عملية مداهمة هذه الاوكار اكثر ما تحتاج اليه هو عنصر السرعة والمباغته، لكن وحسب التوجيهات يجب بدء العملية بعد ثماني ساعات ولا اعتقد ان مجرما يقوم بعمل معين يبقى منتظرا لثماني ساعات بانتظار قوات الامن وعليه فان هذه القوات بقت تدور في حلقة مفرغة، وهذا الامر لا يعالج الا بعد تسلم الملف الامني بشكل كامل من قبل الحكومة العراقية».

أما عن آخر الخطط التي تسعى الاجهزة الامنية الى تطبيقها للحد من وطأة العمليات الارهابية فقد أوضح الشويلي أن «هناك الكثير من الخطط التي ستشهد الاسابيع المقبلة تطبيقها بشكل فعلي على ارض الواقع وقسم منها يمكن الافصاح عنه، أما الاخر فسينفذ بشكل سري» ومن هذه الخطط (طوق الماء) وهو سيطبق في بغداد، وحسب الدراسات الموضوعة فسيكون بمقدور الاجهزة الامنية إحكام قبضتها على كامل بغداد من خلال ربط الانهر والقنوات المائية التي تحيط مدينة بغداد من كل الجهات ووضع نقاط ومعابر محددة تجهز بتجهيزات ومعدات حديثة جدا وهنا يمكن فلترة عملية دخول وخروج الاشخاص والحد من الاختراقات واستغلال المنافذ العديدة للمحافظة».

الى ذلك، اعلنت وزارة الدفاع العراقية امس بدء تطبيق خطة بغداد الامنية اعتبارا من الاربعاء المقبل بمساندة القوات المتعددة الجنسيات العاملة في العراق. وقال اللواء عبد العزيز محمد مدير غرفة عمليات الوزارة في مؤتمر صحافي «سنبدأ اعتبارا من الرابع عشر من الشهر الحالي تنفيذ الخطة الامنية الجديدة المتعلقة ببغداد وضواحيها». واضاف ان «من الضروري جدا نزع السلاح من الجميع وإبقاءه بيد القوات الامنية فقط». وتساءل اللواء محمد «هل يمكن ان تصنع دولة قانونا وهناك سلاح بيد اناس لا يعملون مع قوات الامن؟». وتابع «لذلك يجب نزع السلاح من كل المجموعات المسلحة من اجل قيام دولة القانون». واكد محمد «مشاركة القوات المتعددة الجنسيات في دعم قواتنا الامنية اثناء تطبيق الخطة». كما كشف عن «وصول قوات اضافية قدمت من دولة الكويت سيكون لها دور في دعم تطبيق الخطة الامنية الجديدة». Opinions