Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مشنقة رمزية أمام طالباني في باريس للمطالبة بحل الأجهزة الأمنية غير الدستورية و ضمان حرية الصحافة

18/11/2009

شبكة اخبار نركال/NNN/
اتجاهات حرة – باريس - خاص/
في خطوة مفاجئة للرئيس العراقي جلال طالباني، أثناء زيارته الأخيرة إلى باريس و التي وصفها بيان الرئاسة العراقية بأنها "زيارة دولة الأولى من نوعها التي يقوم بها الرئيس إلى فرنسا يوم 16-11-2009".
فقد قام الصحفي سيف الخياط بنصب مشنقة رمزية لنفسه، تعبيراً منه لواقع الصحافة العراقية التي تمارس ضدها الانتهاكات في بلده و إلى الإنسان العراقي الذي يرزح تحت قهر الأجهزة الأمنية التي تشكلت بصورة غير الدستورية في العراق.
و طالب سيف الخياط الرئيس طالباني في صالة الاحتفالات في بلدية باريس، بحضور عمدة باريس و عدد من الجالية العراقية و ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية و الأجنبية، بوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في العراق و حل الأجهزة الأمنية المشكلة بصورة غير دستورية و التي باتت تهدد الإنسان العراقي و تنال من كرامته و تضحياته التي بذلها من اجل إرساء دعائم الحرية و الحفاظ على مبادئ حقوق الإنسان، مطالباً الرئيس العراقي أداء واجباته باعتباره المكلف وفق المادة 67 من الدستور بالسهر على الدستور وضمان الالتزام به.
و صرح سيف الخياط لـ "اتجاهات حرة" بعد تلك الواقعة و سبب لفّه الحبل حول رقبته كتعبير رمزي للمشنقة، قائلاً : "لقد قمت بما كان يتوجب علي القيام به للفت أنظار العراقيين جميعاً لما يتعرض له الإنسان في العراق الجديد من قمع و سلب حريات و تجاوز على حقوقه من خلال تشكيلات غير دستورية نافست في قسوتها التشكيلات ذات الطابع القمعي للنظام السابق و ربما تجاوزت أكثر من ذلك إذا ما راعينا عنصر الزمن، فالنظام السابق امتدت جميع أعماله الوحشية ضد المواطن العراقي خلال فترة 30 عاماً، أما الحكام الجدد فقد سبقوا الزمن و اختصروه، فبسنوات معدودات على أصابع اليد الواحدة، خلفوا تركة ثقيلة جدا من انتهاكات حقوق الإنسان و سعي محموم ضد حقوق الصحفيين و تخطيط من اجل الانقلاب ضد حرية الصحافة، المكسب الوحيد و الحقيقي لعراق ما بعد 2003 و هذه الأفعال تعكس فيهم الرغبة العمياء لسحق كل ما من شانه أن ينير الطريق للمواطن العراقي المغلوب على أمره و يعزز من مكانته في المجتمع".
و تابع الخياط قائلاً " لقد حاول احد أفراد حماية الرئيس بمنعي من ذلك، لكن الشرطة الفرنسية والكادر الإداري لبلدية باريس قدروا ذلك الفعل واعتبروه سلوكا حضاريا رفيعا و قاموا بحمايتي".
مضيفاً " لقد طالبت الرئيس العراقي بوقف الانتهاكات كافة التي تطال الصحفيين واستخدام القضاء للضغط على وسائل الإعلام و إلغاء قانون العقوبات العراقي رقم 111 الذي ما زال نافذا حتى الآن منذ عهد الرئيس السابق صدام حسين، و الذي تجيز بنوده عقوبات تصل إلى الإعدام".
و في سؤال لـ "اتجاهات حرة" فيما إذا كانت هناك مطالب أخرى كان قد ضمنها الخياط في صورته الرمزية تلك، أوضح الخياط قائلاً " نعم الأمر لم يقتصر على حرية التعبير و الصحافة فحسب، لقد طالبت الرئيس العراقي باعتباري مواطناً عراقياً كذلك بضرورة الالتزام بوظيفته بحماية الدستور ومسائلة رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي على جميع التجاوزات الحاصلة والمخالفات الدستورية والتي منها تشكيله لقوات أمنية غير دستورية و غير قانونية، مثل: "قوات لواء بغداد، اللجنة الأمنية في مجلس الوزراء، قوات عمليات بغداد، وزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني، جهاز مكافحة الإرهاب و وحدة التحقيقات الخاصة".
و ختم الخياط مطالبته بضرورة تغيير الإدارة الجديدة لهيأة الإعلام و الاتصالات و التي قام بتعيين طاقمها رئيس الوزراء نوري المالكي، على الرغم من المادة 103 من الدستور العراقي و التي كانت صريحة في مضمونها بضرورة أن تكون هذه الهيأة مستقلة عن السلطة التنفيذية و عدم تجيير عملها لمصلحة الحكومة، حيث نصت المادة 103 من الدستور العراقي النافذ "أن هيأة الإعلام والاتصالات هيئة مستقلة ترتبط بمجلس النواب، و يكون ارتباطها بلجنة العمل و الخدمات".
و كانت مؤسسة "اتجاهات حرة" قد وجهت نداء مماثلاً في وقت سابق "إلى رئيس الجمهورية مام جلال المكلف وفق المادة 67 من الدستور بالسهر على الدستور وضمان الالتزام به"، إلا أن جواباً من الرئاسة العراقية لم يصدر حتى الآن و لا حتى إشعاراً باستلام هذا النداء، مما عده المحلل السياسي في اتجاهات حرة "بأنه يعد استخفافاً خطيراً من قبل السلطة التنفيذية و التشريعية بالسلطة الرابعة المتمثلة بالصحافة و التي كان معظم المتاجرين بالسياسة يعطونها الأولية في مطالبهم حينما كانوا بعيدين عن كراسي الحكم، وأن الأمر يتطلب تكاتف جهود الإعلاميين و الصحفيين و الضغط من اجل إسماع صوتهم و تبصير العراقيين بحقوقهم المسلوبة و فضح جميع عمليات الالتفاف على مصالحهم العليا المكفولة وفقاً للدستور"
وشهدت عملية الاحتجاج قام بها الصحفي سيف الخياط اهتماما منقطع النظير من قبل الفرنسيين و وسائل الإعلام الغربية في الوقت الذي اعتبرته الجالية العراقية والبعثة الدبلوماسية اهانة و إحراج للرئيس العراقي الضيف.

*المصدر: اتجاهات حرة

www.itjahathurra.com


Opinions