Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مصر ومرسي ؟؟؟؟؟

 

قال الشاعر المصري العملاق أحمد فؤاد نجم ( لقد نجح مرسي فيما لم ينجح فيه عبد الناصر والسادات ومبارك في ثمانين عاما ,لقد نجح في إسقاط الاخوان المسلمين ) .

في العصور القديمة كان السلاح هو المبدأ الأساسي لشرعية الحكم، حتى لو صادف أن كان أصحاب الغلبة غزاة من اية جهة قادمة كان الغزاة, ترويع السكان وسيلة مهمة جداً تسبق استعمال القوة المسلحة، وتسهل ذلك وتخفف من عواقبه الوخيمة قدر المستطاع. وقد ورثت القوى الإسلامية المهيمنة على الحكم هذا المبدأ التاريخي ولا زالت تتمسك وترديد مفاهيم قديمة معظمها أرهابية متجاهلين أساليب حديثة حول الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وحقوق الأقليات والحريات الدينية لغير المسلمين العائشين في هذه بلدان الشرق. رغم التمسك ظاهرياً بديمقراطية شكلية كوسيلة آمنة ووحيدة للتداول السلمي على الحكم، لا تزال النظرية الإسلامية الحالية عن الحكم تعتقد في الوقت نفسه أن ضرورات معينة قد تحتم عليها اللجوء إلى استعمال القوة المسلحة للوصول إلى الحكم أو المحافظة عليه بعد إستلام السلطة عندما يستلم الاسلام السلطة يُباشر بوسائل الارهاب اللغوية والتريع والتهديد وسياسية حقن الدماء مستخدما وسائل الاعلام على أمل أن ينصاع الطرف المعارض.

سواء كان الإرهاب سلمياً أو دموياً، تبقى الغاية دائماً ثابتة لا تتغير: الوصول إلى الحكم توطئة لتطبيق سياسة إسلامية عنيفة مرعبة .

منذ انتخاب الرئيس مرسي الإخواني قبل عام  ، قد ظلت مؤسسات الدولة الوطنية والمواطنون بكل إتجاهاتهم السياسية وغير السياسية في مصر يعيشون تحت "إرهاب معنوي" يُمارسه ويُحرض عليه ضدهم ساسة إسلاميين برعاية الرئيس المدني المنتخب نفسه. لكن أغلبية الشعب المصري رفضت في 30 يونيو أن تنصاع لهذا الإرهاب وأسقطت عن الحكم مشروع الإسلام السياسي، بصحبة رئيسه ودستوره ومجلسه التشريعي. على هذا كان منطقياً بعد استنفاد وسائل "الإرهاب المعنوي" أن يلجأ هؤلاء الساسة الإسلاميين المعزولين إلى الاستعانة بوسائل الإرهاب العنيف كما جرى في الايام القليلة السابقة ، لكنهم في جميع الأحوال لا يسألون أنفسهم أبداً إذا ما كان هذا الذي يريدون أخذه سواء طوعاً أو كرهاً هو بالفعل حقاً مشروعاً لهم وحدهم أم حقوقاً مشروعة أيضاً لآخرين شركاء لهم في الوطن.

نظرية السياسة الإسلامية تقوم على تراث فكري قديم ، ولا تستطيع أبداً أن تتعايش سلمياً مع مؤسسات الدولة الوطنية المعاصرة. لذا لا سبيل أمام المصريين إلا الاحتفاظ بكيان دولتهم أن يتصدوا لهذه الموجة العنيفة من إرهاب الإسلام السياسي ويسقطوها مثلما أسقطوا سابقتها السلمية .

أثبت الشعب المصري إنه شعب واعي حقا وشعب يدرك معالم الديمقراطية عندما نظم نفسه بالمسيرة الضخمة وأعتبرت أكبر تظاهرة سياسية في التاريخ قدرت بعشرات الملايين على مختلف ارض "مصر أم الدنيا" وأبرز ما في هذه التظاهرة كان يقودها فنانيين ومثقفين من عمالقة الفن العربي وكتاب ومثقفين هزت كيان الشعب وكان للشباب حصة الاسد في هذه التظاهرة وهذا مما يدل على وعي الشباب المصري وحبه للديمقراطية والحداثة بدلا من اللجوء الى الحقد وسفك الدماء والانعزال عن العالم بحجج "الدين الاسلامي دين حنيف لايقبل بالفسق الغربي" أدرك الشعب المصري حضارة النيل هي ثاني أكبر حضارة في التاريخ بعد حضارة وادي الرافدين وعليه يجب ان ترجع مصر أم الدنيا الى مواكبة العصر الحديث وليس التوقع والعزلة كما ترغب القوى الدينية بقيادة المرسي والقرضاوي الذين يزرعون التفرقة الطائفية بين امة الاسلام نفسها . هيا ننبذ كل التفرقة العنصرية الطائفية القومية الدينية القبلية العشائرية كلها تصب في ضيق افق لايُلائم العصر التكنلوجي الحديث .

 قبل ثلاث عقود قال المفكر السوداني الراحل محمود محمد طه انه من الافضل للشعب ان يمر بتجربة حكم الاخوان المسلمين، مبرراً قوله بأنها بلا شك ستكون مفيدة لكشف مدى زيف شعاراتهم، إذ انهم سيدخلون البلاد في فتنة تنتهي فيما بينهم وبعدها سيقتلعون من الارض اقتلاعا،، وكان رحمة الله عليه يشير في حديثه إلى الجماعة في السودان، ولكنهم سواء في السودان او مصر فهذه تجربتهم.

8/7/2013

 

 

Opinions