Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مقابلة مع السفير الامريكي في بغداد ريان كروكر

22/04/2007

نركال كيت/
عزيز الحاج من قناة العراقية
19 نيسان / ابريل 2007

عزيز الحاج : بعد اسقاط نظام صدام توليتم منصب اول مدير لادارة الحكم لمدة ثلاثة اشهر من نيسان الى آب [كذا]. . لماذا تركتم العراق؟
السفير كروكر : لقد وصلت الى العراق بعد فترة قصيرة من سقوط صدام ، نيسان / ابريل 2003 ، وبقيت حتى بداية آب / اغسطس.
ان السبب الرئيسي لمجيئي هو لمساعدة الولايات المتحدة فى الجهود لاقامة سلطة الحكم في العراق. كان علينا ان نتشاور مع العراقيين ، وفيما بيننا ، ومع الحلفاء والأمم المتحدة لتحديد افضل وسيلة للعمل. الطريقة التي اتبعناها عرفت فى شهرتموز/ يوليو باسم مجلس الحكم للعراق. وهذه كانت مسؤوليتي الرئيسية . عندما تم تأسيس مجلس الحكم وبدا في العمل ، تلك كانت نهاية المهمة الرئيسية التي من اجلها جئت الى العراق.

عزيز الحاج : لقد قيل بانه كانت لديكم خلافات مع الحاكم المدني بريمر بشأن قانون اجتثاث البعث والذي كان السبب الرئيسي لمغادرتكم. فما هي حقيقة ذلك؟
السفير كروكر : هناك الكثير من القصص في العديد من الصحف. والحقيقة ، كما تتذكر ، ان تلك الأيام كانت ايام مزدحمة جداً بدون وجود الكثير من النقاط الدالة وليس هناك الكثير من اليقين بشأن ما ينبغي أن تكون عليه الخطوة التالية. كان هناك بالتأكيد الكثير من الحوار المفتوح والمناقشات فيما بيننا اي بين الاميركيين وأعضاء التحالف والعراقيين وهذه هي الطريقة التي يتوجب اتباعها. ومن خلال تبادل الآراء بيننا جميعا توصلنا الى الخطوات التي تقودنا الى الامام.
بالنسبة لقضايا مثل اجتثاث البعث على سبيل المثال ، وهي قضية معقدة جدا ولا تقف ثابتة عند نقطة زمنيه واحدة ، فالساسة تحتاج الى ان تتطورحسب تطور الظروف. ولهذا نحن اليوم بالطبع نؤيد تقديم مشروع قانون بشأن اصلاح اجتثاث البعث الى مجلس النواب ، لأن ما تم مهما كان مناسباً كان لوقته ، ومع تغير الزمن ، فانه يتطلب اعادة نظر وهذا هو ما يرمي اليه هذا التشريع الاصلاحي.
عزيز الحاج : خلال الخطاب الذي ألقيتموه بعد اداء اليمين بوصفكم رئيس البعثة فى السفارة الامريكية فى بغداد ، قلتم "ينبغي التوصل الى قانون عادل لأجتثاث البعث". ماذا تقصد بكلمة عادل؟ وهل هذا التعليق يعطي المصداقية للتقارير عن موقفكم ازاء قرار بريمر حول قانون اجتثاث البعث؟
السفير كروكر : نحن لسنا في عام 2003. أن تلك القرارات الأولية قد اتخذت قبل اربع سنوات تقريبا. والواضح انه من المهم ان نتغيرمع تغير الزمن. ان السياسات بحاجة الى تغيير. عند عودتي الى العراق في عام 2007 تبين لي منذ البداية ان الأولويه الكبيرة للعراق ، ولنا جميعا ، هو اجراء عملية المصالحة الوطنية التي تجمع جميع العراقيين معا في دولة واحدة تعمل من اجل اهداف مشتركة. انني انظر الى ان عملية اصلاح "اجتثاث البعث" هذه برمتها سوف يؤدي الى تحقيق هذه الغاية. هناك خطوات اخرى فضلاً عن ذلك، و سنركز بالتأكيد عليها ، ولكن بينما نحن نجلس هنا فى الربع الاول من عام 2007 ،اعتقد انه من المهم ان ننظر الى ما يساعد على تحقيق المصالحة الوطنية. انا اعتقد هذا يفعل ذلك ونحن بحاجة الى الأندفاع الى الامام.

عزيز الحاج : أنت مثلتم بلدكم في لبنان و نجيتم من تفجير السفارة الامريكية فى بيروت فى عام 1983. كيف تقارن بين الوضع في لبنان في عام 1981 مع الوضع الحالي في العراق؟ وهل بأمكان العراق تجاوز ازمته بالأستفادة من الطريقة اللبنانيه ، او هناك حلول اخرى؟
السفير كروكر : انت ذكرت تفجير السفارة الأمريكية في بيروت في عام 1983 ، وكنت في ذلك الوقت في السفارة. ان الأشياء الذي تفيدني الخبرة ، هو اعتقادي انها تساعدني على التعاطف بشكل عميق مع العراقيين وهم يواجهون هجمات كتلك التي وقعت يوم الاربعاء فى سوق الصدرية. انا اتعاطف مع الضحايا وعائلاتهم واصدقائهم واحبائهم وجميع العراقيين الذين عانوا كثيرا خلال هذه الموجة من العنف. ولكن في الوقت نفسه ارى بعض الامور المشجعة عند عودتي الى العراق. بينما كنت أتحدث الى العراقيين في اول اسبوع لي هنا ، لقد وجدت عزيمة حقيقية لايجاد مخرج من هذه المشاكل نحو جو من الاستقرار والأمن والمصالحة. وعلى سبيل المثال، انني اعجبت جدا وبعد التفجير الذي حصل في مجلس النواب الاسبوع الماضي، بان النواب اتوا معا ، الى جلسة التي عقدت في اليوم التالي وادانوا اعمال العنف تلك.
وأعتقد ان هذا الموقف يشير الى ان هناك نقطة هامة جدا عندما ننظر الى العراق في عام 2007 والتحديات التي تواجهه ، ان الهجمات مثل تلك الهجمة على مجلس النواب ، وعلى غرار الهجمة في سوق الصدرية في يوم الاربعاء. هذه ليست تحركات جماعية للشعب العراقي ضد الشعب العراقي. انها اعمال ارهابية يقوم بها عدد قليل جدا من الأفراد الذين يحاولون كسر ارادة الشعب العراقي ، وتحطيم بنية المجتمع. اعتقد انه من المهم وانتم تواجهون هذه التحديات ان نتذكر جميعا ذلك. ان هذه الهجمات الشرسه الفتاكة ، قد نفذت من قبل عدد صغير من ذوي الأجندة الدموية. ان الاغلبيه العظمى من العراقيين يريدون شيئا مختلفا جدا لأسرهم و تجمعاتهم وبلدهم. وهذا ما يشجعني ويعطيني شعورا بالأمل حينما ابدأ مهمتي هنا.
عزيز الحاج : من الذي يسعى إلى تدمير البنية الاجتماعية للمجتمع العراقي؟ وهل حددت الولايات المتحدة المسؤولين عن ذلك؟ بعض السياسيين العراقيين قالوا ان هذه المحاولات هي جهود مشتركة بين المتطرفين والبعثيين السابقين. ما هو رأيكم؟ هل توافقون على هذا او انتم تقرأون الوضع بصورة مختلفة؟
السفير كروكر : كما قلت ، اعتقد ان في صميم المشكلة هو وجود مجموعات صغيرة من المتطرفين الشرسين جدا الذين يسعون الى مزيد من الصراع ، وليس أقل. ومن الواضح ان عناصر من تنظيم القاعدة العاملة في العراق ، هم وراء عدد من هذه التفجيرات. وكذلك من الواضح جدا أن ما تهدف اليه القاعدة هو تدمير العراق كدولة موحدة ومتجانسة. واعتقد انه من الواضح ايضا ان الشعب العراقي يقف ضد ذلك.
وهناك متطرفون في الجانب الآخر تدعمهم جهات فاعلة اخرى قادمة من الدول الاخرى. وأعتقد كذلك ان عددهم صغير جدا ، وغرضهم شرير جدا. في اي من هذه الحالات لا اعتقد ان هذه الجماعات تمثل رأي واسع في المجتمع العراقي. ولذلك اعتقد ان الشعب العراقي سيتمكن من دحرهم.
عزيز الحاج : العديد من الأجندات الاقليمية والدولية تتبع في العراق ، حيث القاعده تستهدف المدنيين والبنى التحتية المدنية. ما هي التدابير التي يتعين اتخاذها حتى الان ضد القاعده وغيرها من الجماعات الارهابية ، مع الاخذ في الاعتبار ، كما تعلمون ، ان بعض البلدان في المنطقة تدعم هذه المجموعات. فما هي الاجراءات التي تحتاج الولايات المتحدة الى اتخاذها لمعالجة هذا الوضع؟
السفير كروكر : اعتقد ان المسألة في غاية الاهمية وان لها اجابات على مختلف المستويات. اولا ، اعتقد انه من المهم أن نتذكر أننا في حرب طويلة وصعبة عندما يتعلق الموضوع بالقاعدة والجماعات التابعة لها. انها الحرب التي نخوضها في العراق ، ولكن ليس في العراق فقط.
لقد جئت للتو من باكستان ، حيث القاعدة تسعى بشكل كبير ليس الى تهديد الولايات المتحدة والغرب فقط وانما ايضا حكومتي باكستان وافغانستان. القاعدة عدو مصمم والأمر يتطلب اتخاذ اجراءات حازمة ومنسقة للتعامل مع هذا العدو.
وكما تعلمون ، ان للمجتمع الدولي ودول الجوارا دور هام جدا. اننا نستطيع جميعا القيام بالمزيد. وهذه طبعاً احدى النقاط التي سوف نركز عليها في بداية شهر ايار / مايو في شرم الشيخ ، عندما يتم عقد مؤتمرين هامين: مؤتمر دول الجوار مع مشاركة اخرى ، ثم عقد مؤتمر توقيع العهد الدولي مع العراق والذي يتعامل اكثر مع القضايا الاقتصادية.
لذلك اعتقد وبشكل خاص ان مؤتمر دول الجوارهو فرصة لهذا الدول لدعم العراق والحكومة العراقية والشعب العراقي في جهوده لبناء دولة آمنة ومستقرة ومزدهرة ، وليس العكس. وهكذا عندما ننظر الى الجوار ، اعتقد ان هذا هو الوقت المناسب لقيام بعض دول الجوار( واود ان اشير تحديدا الى ايران وسوريا) لاعادة النظر في سياساتهم الحالية واغتنام الفرصة لاعتماد او تبني سياسات تدعم الأشياء الجيدة التي تهدف الى توفير مستقبل افضل للعراق وليس العكس.

عزيز الحاج : ان مؤتمر شرم الشيخ هو حدث مهم ، ولقد اعطاه المراقبون اهمية قصوى لأنه سيستضيف البلدان المجاورة للعراق ، ولكن ايران قالت انها سوف لن تشارك في المؤتمر. هل تعتقدون ان هذا سيكون له تأثيراً على نتائج المؤتمر؟
السفير كروكر : حسنا ، من الواضح ان الأمر يعود الى ايران لكي تقرر ان كانت تشارك ام لا، وعلى اي مستوى. انني لاحظت ان ايران شاركت في المؤتمر الأولي الذي عقد هنا في بغداد في العاشر من اذار / مارس.
وكما قلت ، هذه فرصة لدول الجوار العراقي ليجتمعوا ويلزموا انفسهم بالسعي البنّاء لمصلحة العراق. ويبدو لي انه اذا كان هناك بلداً يختار التغيب عن تلك الاجراءات متعمدًا، فانه حينئذ تقول هذه الدولة للعراق ودول المنطقة والعالم بان هناك شيئا بالتأكيد سلبيا بشان نواياه.

عزيز الحاج : الحدود تبقى مفتوحة، والمتمردون مستمرون بالعبور الى داخل العراق والأنفجارات مستمرة . الخطة الامنية تسير وتم نشر 20000 جندى امريكى اضافي فى دعم هذا الجهد. اي من الجهات هذه القوات تدعم واي منهما تستهدف؟
السفير كروكر : اعتقد عندما ينظر المرء في خطة امن بغداد ، يجب عليه ان يضع في اعتباره ان هذه الخطة لا تزال في مراحلها الاولى. ان النشر الكامل للقوات الاميركية لدعم الخطة لم يحدث بعد. ان العملية تحتاج الى اشهر عدة قبل ان تصل مستويات القوة الى اقصاها وربما نحتاج الى عدة اشهر بعد ذلك قبل ان نتمكن من قياس التأثير الكامل للخطة.
ومن الواضح انه من السابق لاوانه الحكم على الخطة ، سواء كان ايجابيا أو سلبيا. كانت هجمات يوم الاربعاء دموية ورهيبة، ولكنها لا تعني ان الخطة غير فاعلة او فشلت.
اننا نتعامل مع عدو مصمم هناك. هذا العدو هو منظمة ارهابية وانها سوف تفعل كل ما فى وسعها لعرقلة الجهود التي نبذلها. ولكن ما رأيته من هذه الخطة حتى الآن ، اعتقد انها تنفذ بشكل مهني . ان العراق والقوات الامن العراقية هم في القيادة (و)ان قوات التحالف تعمل في الأسناد. اعتقد ان الأمر منظم بشكل جيد ، بداية حازمة ، ولكن علينا ان نعطي الخطة الوقت اللازم. وسوف يقاس الوقت بالشهور ، وليس بالأسابيع
عزيز الحاج: سالتكم عن نشر 20000 جندي امريكي. ويعتقد البعض أن سبب انتشارها هو مقاتلة جيش المهدي ويشيرون إلى عدد كبير من الاعتقالات في صفوفهم ومواصلة العمليات في معاقلهم.
السفير كروكر: مرة اخرى ، عندما ننظر الى الخطة امن بغداد ، من المهم جدا ان نضع في اعتبارنا انها خطة امنية عراقيه. لقد وافقت الحكومة العراقيةعليها وان قوات الامن العراقية هم في القيادة وتدعمها قوات التحالف ، و انها تسير قدما بتوجيه الحكومة العراقية.
انها لا تستهدف اي حزب او منظمة او جماعة. بل تستهدف اولئك الذين يسعون الى خلق العنف والاضطراب وعدم الاستقرار فى العراق.ان الخطة والقوات التي تقوم بتنفيذها تعمل بعدم تحيز تام.
اعتقد اذا نظرتم الى النتائج يمكنكم ان تلمسوا ذلك. فقد اعتقل افراداً دون اعتبارالى كون المعتقل ممثلاً لأي حزب او قد يكون منتميا الى اي طائفة.
لقد تم اعتقال اعضاء من جميع الطوائف في هذه العملية ، السنة والشيعه على حد سواء. لأن الخطة تقصد متابعة الذين يلحقون الاذى بالعراق والشعب والمجتمع العراقي ، وبدون استهداف اية مجموعة محددة.

عزيز الحاج : قبل بدء الخطة الامنية، قال بعض السياسيين السنة : لقد وضعت الخطة لاستهداف مناطق سنية ، وبعد بدء الخطة ، بعض السياسيين الشيعة والشيعة عامة قالوا: ان الخطة كانت ضد الشيعة وانها موجهة ضد بعض الاحياء والمناطق المحددة بينما تركت الأحياء و المناطق المضطربة الاخرى دون اي تدخل من جانب القوات. ان السؤال الملح هو لماذا تركت القوات الامريكية مناطق كاملة تحت سيطرة الارهابيين ولا تسمح بأي تدخل في هذه الاحياء في بغداد؟
السفير كروكر : حسنا ، أحيانا انا اعتقد انه اذا كان الجميع يشكون ، فهذه علامة طيبة ، لان ذلك يعني ان الخطة تنفذ بنزاهه. و هذا هو الحال في الغالب. انه من الخطأ تماما ان نقول بان الخطة تستهدف السنة او الشيعه. الخطة لا تعمل هكذا. ان الخطة ، كما قلت ، تستهدف اولئك الذين يحاولون الحاق الأذى بالعراق والشعب العراقي.

والآن ، مرة اخرى ، ان هذه الخطة تختلف عن اي شيء قد حاولت القوات العراقية وقوات التحالف القيام به فى الماضى. انها اكبر من العمليات السابقة بكثير ، واطول اجلا ، وانها اطول بقاءً. وكما انها تستغرق وقتا أطول للتنفيذ الكامل. لا يمكن للقوات العراقية وقوات التحالف ان تكون في كل جزء من بغداد والانبار كلها في نفس الوقت. وهذا ما كنت اقوله. وسيستغرق العملية أشهرا قبل ان تتمكن القوة الكاملة من الوحدات العاملة في اخذ مكانها والعمل سوية ، القوات العراقية والتحالف. ولذلك ستستغرق شهورا قبل ان تستكمل هذه الخطة كامل ثقلها وتشعر المدينة بأكملها بتأثيرها.
نحتاج بعض الصبر الاستراتيجي ، اعتقد ، من انه يتوجب على كلا الجانبين الاميركي والعراقي على حد سواء ، منح هذه خطة بعض الوقت لتطوير مستويات القوة ، لنرى اكبر فرق ممكن. نحن الآن في شهر نيسان / ابريل، ولا اتوقع ان يكون لدينا الأحساس الكامل بتأثير هذه الخطة حتى نهاية الصيف.

عزيز الحاج : ان بعض الاراء تقول ان نشر 20000 من الجنود الامريكيين وغيرهم من القوات العراقية قد جاء اولا للقتال مع جيش المهدي كونه اقوى قوة في بغداد ، ثم الانتقال الى مناطق اخرى لمجموعات اقل قوة في المدينة. وآراء اخرى تقول ان القوات الامريكية اعتقلت اعضاء من جيش المهدي ونفذت عمليات الاعتقال العشوائية في مناطق اخرى لخلق حالة التوازن ، وهناك آراء أخرى متعددة. ما هي مصداقية هذه الآراء؟
السفير كروكر : حسنا ، مرة اخرى ، ان الحقيقة على ارض الواقع في بغداد وفي مناطق اخرى ، هي انه بسبب تركيز الخطة الامنية في بغداد ، فان ذلك لا يعني ان القوات العراقية وقوات التحالف لا تقوم بتنفيذ عمليات في مناطق اخرى. لقد رأينا للتو بعض العمليات المشتركة الناجحة في الديوانية ، على سبيل المثال. كما انه ليس صحيحا ان هذه الاعتقالات عشوائيه او بدون خطة. الناس يعتقلون لانهم يخططون او يتورطون باعمال ضد الشعب العراقي والدولة العراقية ، والعراق. ليس بسسب كونهم اعضاء في هذا الحزب او هذه المنظمة. ولكن اود ان اقول اننا الآن ، ومن الواضح اننا في الوقت – وبينما تكتسب قوات الامن العراقية المزيد والمزيد من القوة والقدرة - نحن في المرحلة التي يجب ان تنتهي فيها ايام الميليشيات. إذا كان هناك شاب عراقي يرغب ان يحمل السلاح ، فإنه ينبغي ان يفعل ذلك في الزي الرسمي لجيش بلاده في الدفاع عن بلده. هذا من شأنه ان يحل الكثير من المشاكل.

عزيز الحاج : يقول البعض ان الولايات المتحدة فشلت في استراتيجية مرحلة ما بعد صدام ولقد فاجئها صعود الاحزاب الاسلامية الشيعية والسنية على حد سواء ، مع الأجندة التي تتعارض مع السياسة الامريكية ، ولذا ، فان الولايات المتحدة تكتفى بعدم التدخل. هل الوضع الحالي هو بأمل أن يطالب الشعب فيما بعد بحكومة علمانية وليبرالية بعيدة عن أجندة الأحزاب الدينية؟
السفير كروكر : من الواضح اننا جميعا واجهنا حالة بالغة التعقيد في العراق بعد سقوط نظام صدام. وكانت مسيرة العمل بدون خارطة طريق. وكان علينا نحن و العراقيين ان نتعامل مع الواقع كما وجدناه. والحقيقة هي ، كما تذكرون ، في عام 2003 ، كان هناك عددا من الأحزاب التي تعرف نفسها بمصطلحات اسلامية. وكانت ممثلة في مجلس الحكم الاولي. هذه كانت ليست فقط الاحزاب الاسلامية الشيعية فقط بل الاحزاب الاسلامية السنية ايضا. نحن - الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف - لم نخلق هذه الأحزاب، بل اعترفنا بوجودها. ادركنا ثقلها على المسرح السياسي ، وعملنا معا في محاولة لبناء الية من شأنها ان تحكم مسبقا على قضية العراق. الآن في عام 2007 ، لقد اجرى العراق عملية الانتخابات ناجحة ولديه حكومة فاعلة ومجلس نواب ودستور. وان الامر متروك للعراقيين لكي يقرروا مسيرة مستقبلهم السياسي.
ومن الواضح ان هناك الكثير من الحرية هنا : الحرية للتنظيم وحرية التعبير عن آرائكم وحرية نشر آرائكم وحرية تأسيس او الانضمام الى الاحزاب السياسية التي تعبر عن رأيك ، سواء أكانت ذات اتجاهات دينية ام علمانية. هناك متسع في العراق لكل هذا. وان الشيء الذي يجب ان تكون لدينا في العراق هو الالتزام بان الخلافات يجب ان يتم تسويتها من خلال الحوار والمناقشه وبالوسائل السياسية وليس بالعنف. وإذن ،انه السؤال ليس فيما اذا كان الحزب يرتكز على مبادئ دينية أم لا، لكنه كيف سيسير في تحقيق جدول اعماله، هل من خلال النقاش الحر والجهود الديمقراطية ، او بالعنف. لأن العنف مرفوض ، سواء أكان من عناصر دينية او علمانية. واعتقد ان ذلك هو ما يجب ان تكون عليه تصميمنا.

عزيز الحاج : زارت رئيسة مجلس النواب الامريكى( الكونغرس) نانسى بيلوسي ، سورية مؤخرا، وعبرأعضاء آخرين في الكونغرس الامريكي ايضا عن رغبتهم في زيارة سورية وايران. هل هذه علامة على وجود نية لفتح قنوات الحوار بعيدا عن البيت الابيض ، أم انها تشير نحو مواجهة مع البيت الابيض ، وكيف سيؤثر هذا على العراق والمنطقة؟
السفير كروكر : حسنا أولا ، بالنسبة للعراق ، اعتقد انه من المهم عراقيين، مواطنين عاديين ، وأعضاء المجتمع المدني - فضلا عن أعضاء الحكومة- ان يديموا اتصالاتهم مع جميع جيران العراق. انهم جيرانكم ، وانا اعتقد -ان التواصل هام -مرة اخرى ، مع جميعهم ، تركيا وإيران وسوريا والسعودية والكويت ومع الدول الخليجية الاخرى في شبه الجزيرة. وهذا هو المنطق الذي يقودنا الى مؤتمر جيران العراق الذي يعقد في شرم الشيخ. وفيما يتعلق بالاتصالاتنا الذاتية ، بالطبع لدينا سفارة في دمشق ونحن على اتصال منتظم مع السوريين. ومن المؤكد انهم يعرفون قلقنا ازاء سلوكهم فيما يتعلق بالعراق وفيما يتعلق بالقضايا الاخرى. وفيما يتعلق بايران ، هناك قضيتان، وينبغي ان لا يتوهمون و لا يكون لديهم أي التباس حول ما يهمنا. ايران بحاجة الى اتخاذ بعض الخطوات فيما يتعلق ببرنامجها النووي ، وفيما يتعلق بتورطها فى العراق - الى اظهار انها عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي وفي منطقة الجوار. ونحن نود ان نراهم يتخذون تلك الخطوات. وإذا كانت عملية الالتزام الاقليمي هي وسيلة لهم للقيام بذلك ، فاننا نرحب به.

عزيز الحاج :كان السفير خليلزاد من قنوات الاتصال النادرة المتوفرة لايران. هل تعتقد ان الولايات المتحدة سوف تمنحك نفس الصلاحية للتواصل مع ايران ، خاصة بعد رفض ايران اجراء محادثات مع السفير خليلزاد، وهل تعتقد ان المحادثات المباشرة مع ايران هي السبيل الصحيح؟
السفير كروكر : حسنا ، كما تعلمون ، في مؤتمر دول الجوار الاول الذي عقد هنا في بغداد ، كان هناك نقاش بيننا وبين الايرانيين في سياق هذا المؤتمر. اعتقد كان لكلينا الفرصة لنقول ما يهمنا مباشرة. اذا كان الايرانيون يحضورون قمة شرم الشيخ ، فهذه فرصة ايضاً. نحن بالتأكيد ، على استعداد لاجراء مناقشات مع جميع جيران العراق في موضوع ما يقومون به ، أو مايجب ان يفعلونه ، او ما يمكن ان يفعلونه لدعم حكومة العراق وشعب العراق.

عزيز الحاج : سحب التيار الصدري وزرائه الستة من الحكومة وخول رئيس الوزراء المالكي اختيار بدلاء لهم وفقا لمؤهلاتهم. هل تعتقد أن هذه الخطوة تمثل ضربة لتقاسم السلطة على اساس الطائفية، وانت ألا تعتقد انه فى ظل نظام ديمقراطى ، فان نتائج الانتخابات يجب ان تحترم وان رئيس الوزراء يجب ان يكون حرا في اختيار وزرائه؟
السفير كروكر : حسنا ، هذه قضية معقدة حقا وانه ليس من الملائم بالنسبة لي تقييمها. لقد فاجئني ذلك كجزء من عملية سياسية مفتوحة فى العراق. الأحزاب حرة في اتخاذ الخيارات التي تريدها ، وبوضوح اقول ان لرئيس الوزراء التزاماً باتخاذ الخيارات اللازمة لضمان حكومة تعمل على تنفيذ سياساته. مهما يحدث مع هذه الحقائب الوزارية ، فاننا نأمل- كصديق العراق- انها توكل الى افراد ممن لديهم الرؤية والقدرة على تحمل مسؤولياتهم على نحو يفيد الشعب العراقي. واعتقد ان هذا هو المهم.
عزيز الحاج : هل تعتقدون ان تحالفاً جديداً سوف يظهر في اعقاب انسحاب التيار الصدري من الحكومة و هل تعتقدون ان تحالفات قد تشكل على اساس المواقف تجاه المادة 140 من الدستور [كركوك] مع الكثير من هذه الآراء المختلفة حول هذا البند ، وهل ستخلق المادة 140 ازمة داخل البلد؟
السفير كروكر : ان هناك عددا من المسائل الهامة جدا، وعلى الحكومة ومجلس النواب مناقشتها واتخاذ المواقف حولها. وهذا احداها. لقد تحدثنا عن مسألة آخرى ، وهو اصلاح قانون اجتثاث البعث. وهناك أيضا مسائل حول حزمة تشريعات قانون النفط والغاز التي نرى انه من المهم جدا ان تستكمل وتعرض للتصويت. وثمة قضايا مثل الاصلاح الدستوري وانتخابات المحافظات. وهذه كلها قضايا هامة بالنسبة لحاضر ومستقبل العراق.
أنا كمواطن اميركي ، لا استطيع ان اقول في كل قضية كيف يجب ان تكون النتيجة. ولكن اعتقد انه من الواضح تماما ان هدف العراقيين في المصالحة الوطنية كوسيلة لحل النزاع ، وتعزيز الأمن وتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق الازدهار والتنمية الديمقراطية ، ومن المهم ان تمضي جميع الاطراف قدما بطريقة مسؤولة في مناقشة هذه التدابير ، في تحديد خياراتها ، والفهم السريع الايجابي سيكون ضروريا لتقديم الدعم السياسي الضروري لمساندة خطة امن بغداد. لان الخطة نفسها توفر الوقت فقط ، ولكنها فقط توفرالوقت لانجاح العملية السياسية. ونجاح العملية السياسية ، في رأيي ، هو سيتحدد في الأسابيع والأشهر المقبلة ، اعتماداً على كيفية التعامل الحكومة ومجلس النواب مع كل هذه القضايا الرئيسية.

عزيز الحاج : كشف السفير خليلزاد عن اجراء اتصالات مع الجماعات المسلحة ، في حين ان الحكومة العراقية بصدد الاعلان عن اسماء خمسة من المجموعات المسلحة المشتركة بذلك. هل ستواصلون هذه المحادثات ، وهل اجتمعت انت شخصيا مع هذه الجماعات؟ هل ستواصل انت هذه العملية؟
السفير كروكر : نحن مستعدون لفتح قنوات للاتصالات مع اطياف واسعة من الأفراد في الحياة السياسية. والواقع خلال الاسابيع الثلاثة التي قضيتها هنا كنت قد اجريت اتصالات عديدة مع الأحزاب التي لديها مدى واسع جدا في المواقف ، من اليمين الى اليسار ، من الليبرالين والمحافظين وهلم جرا. وما سوف لن نفعله نحن هو التعامل مع الارهابيين. هذه هي سمة دائمة في سياسة الولايات المتحدة ؛ لذلك سوف لن نقوم بذلك.
ومع ذلك ، فنحن منفتحون و مرنون ونريد ان نسمع وجهات نظر مختلفة. ونود ان نرى هذه الآراء معا من اجل خير اكثر للبلد. وفي كل هذا لقد حافظنا ، بالطبع ، على التنسيق الوثيق مع الحكومة لضمان باننا جميعاً نتحرك ونعمل في نفس الاتجاه.

عزيز الحاج : كانت هناك تصريحات للمسؤولين الامريكيين حول الطريقة التي يجب على الحكومة العراقية ان تسلكها لتحقيق المصالحة الوطنية ، وانتهت هذه التصريحات بعد ان الزمت الحكومة العراقية نفسها على طريق المصالحة والوحدة الوطنية. الى اي مدى يصل دعم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لحكومة رئيس الوزراء المالكي ، وكيف تعتزم الحكومة الامريكية والسفير الامريكى فى العراق تقييم الحكومة العراقية في التعامل مع مسألة الوحدة الوطنية؟

السفير كروكر : حسنا ، اعتقد ان هذه هي القضايا الرئيسية. الوحدة الوطنية في هذا الوقت هي حاجة ملحة جدا للعراق والعراقيين. ومن الواضح انه هدف حكومة رئيس الوزراء المالكي. ولقد أوضحت ذلك في السر والعلن ، ونحن نرى أن دورنا هو دعمه وهو يتحرك الى الامام في مختلف المجالات التي اشرت اليها آنفا : أصلاح قانون اجتثاث البعث وقانون النفط والغاز وقانون انتخابات المحافظات ، والاصلاح الدستوري وهلم جرا. وفي نهاية المطاف ، فإن هذه يجب أن تكون عملية عراقية.
يمكن للولايات المتحدة وغيرها من اصدقاء العراق دعم هذه العملية. وسنحضر في قمة شرم الشيخ ، لكلا المؤتمرين سواء بالنسبة للمؤتمر دول الجوار وللتوقيع على العهد الدولي مع العراق. لكن القرارات الصعبة من اجل الوحدة الوطنية ، -والتنازلات التي ستكون ضرورية لتحقيق الوحدة الوطنية - ان تكون هذه القرارات عراقية والتنازلات عراقية. لا يمكن للغريب ان يخطو الى تلك الغرفة ويعمل صفقة ويتخذ القرار. يجب ان تكون هذه القرارات عراقية. ما نستطيع ان نفعله هو تقديم التشجيع ، في بعض الحالات ، دعم الموارد عن طريق مساعدتنا الاقتصادية والمالية. ومن خلال مشاركتنا في خطة امن بغداد وغيرها من العمليات الامنية. يمكن لقوات التحالف منح بعض الوقت للقادة السياسيين لكي يتفاهموا حول هذه القرارات الصعبة من خلال تحسين البيئة الامنية. لكن القرارات نفسها يجب ان تكون قرارات عراقية.

عزيز الحاج : السؤال الأخير. دائرة اعمال العنف تتواصل في العراق. الخطة الامنية قد بدأت وثبت نجاحها في بدء تنفيذها ، ولكن اساليب ووسائل التنفيذ لدى الارهابيين قد تغيرت منذ ذلك الحين ، كما ان الولايات المتحدة سحبت قوات اضافية لدعم هذه الخطة. متى ستنتهي دوامة العنف في العراق؟ العراقيون يقولون إنهم ينفذون خطة امنية ، في حين يقول الأميركيون بان الاصلاح السياسي والمصالحة الوطنية ضروريان. ولكن الشيء الوحيد يريد المواطن العراقي ان يعرفه هو متى يخرج العراق من هذه الازمة؟
السفير كروكر : انت على حق تماما. هذا هو سؤال العراقيين في كل مكان وهو السؤال الصحيح. ان الشعب العراقي قد ابدى شجاعة فائقة والتصميم والصبر ، من خلال ممارسة حياتهم اليومية ، ومحاولة ايصال اطفالهم الى المدرسة ، والذهاب الى العمل والتسوق لأدامة معيشة الاسرة في ظل ظروف بالغة الصعوبة والخطورة ، وانا معجب كثيراً بالناس في كل مكان في هذا البلد والذين يتعايشون مع الحياة. الاغلبيه الساحقه من العراقيين يسألون هذا السؤال. وهم يريدون نهاية لاعمال العنف. انها اصغر نسبة في العراق وتلك تسبب العنف. وأعتقد ان العزم والعدد الكبير جدا يعمل في صالح العراق.
وامل ان يتمكن شعب العراق من الاستمرار في اظهار بعض الصبر الاستراتيجي مع الظروف الراهنة ، والاستمرار في اظهار الشجاعه والتصميم على عدم السماح للارهابيين والمتطرفين ان يفوزوا. وهذا يعني ان عليهم ان يمتنعوا عن حمل السلاح ضد جيرانهم. واذا فعلوا ذلك ، سيفوز الارهابيون. يجب ان يظهروا روح التسامح وعدم الرغبة في تنفيذ الانتقام من الابرياء الاخرين. يفوز الارهابيون اذا فعلوا ذلك. ذلك يتطلب بعض الوقت لاعطاء قوات الأمن العراقية وقوات التحالف الأمن مزيدا من الوقت للمضي قدما في هذه الخطة ، لانه ، كما قلت ، ليست خطة يمكن تنفيذها بين ليلة وضحاها. امامنا الاسابيع والاشهر التي تنتظرنا وتدفق المزيد من القوات الى المنطقة ، وقبل ان نصل الى كامل الذروة لجهودنا. وعندئذ سوف يستغرق عدة اشهر قبل ان نلمس النتائج الكاملة.

يحتاج الشعب العراقي ان يظهر ما سبق ان اظهره وهو العزم والالتزام من اجل حياة افضل لانفسهم ، والأهم لاطفالهم ، بينما نحاول تحجيم مستوى العنف. ومن المهم ايضا ، كما اعتقد ، انه يتوجب على الطبقة العراقية الحاكمة والساسه وأعضاء الحكومة وأعضاء مجلس النواب الاستماع الى الشعب العراقي. لان الشعب العراقي يريد من حكومته وممثليه ، ان يتخذوا الاجراءات التي من شأنها نشر روح الوحدة الوطنية ومن ثم تسمح للتعزيز السياسي لماتحاول قواتنا الامنية السعي لتحقيقه على ارض الواقع ، وهو تحسين المناخ الأمني. وأعتقد انه اذا تمكنا من تحقيق كل ذلك ، سوف يتطلع شعب العراق ، وخصوصا اطفال العراق الى حياة افضل بكثير.
Opinions