Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مقترحات.. بأختام "الماكدونالدز"..

اذار 2008

sizarhozaya@hotmail.com

المطران..بولس فرج رحو..تكلل شهيدا للايمان، للكرامة..لأمل بعيش افضل، للانسان النهريني، في برهة من الزمن، في عراق ممزق.. بين حكومات..وعصابات..تلتهم اشلاءه..بنهم..وبجشع وحشي رهيب..تكلل شهيدا..لاجل كلمة..ورسالة..وحرية.. واذهل الخبر من هم في الوطن..كما في المهجر.. فتعالت صيحات الاستغاثة التي اطلقتها الافواه المسيحية في بلادها النهرينية، دفاعا عن انفسها، وخوفا على ارواحها.. وكان لكل صيحة من حناجرها الحزينة في روح الوطن، صدىً، يغمر من هم في المهجر ممن تدفقت كسيول الفيضان بيانات الاستنكارات والتنديدات من مؤسساتهم الكثيرة..فأشعلوا الشموع، وبكوا مطرانهم..والغوا احتفالاتهم..مع تخوفات بعدها من ان يعودوا ليخلدوا الى سباتهم (المقيت)..

ونتساءل، والسؤال طريق للمعرفة، كيف قيمنا نحن الذين في المهجر دماء مطراننا، وشهادته؟؟ انه ليس بأول رجل دين يقتل في (عراقنا).. فالشهيدين، الاب بولس اسكندر والاب رغيد.. والاباء الذين خطفوا من قبلهم واطلق سراحهم.. وليسوا الوحيدين، فمرافقيهم.. ومؤمني الكنائس ، ضحايا التفجيرات.. وشهداء كثيرون، ممن كانوا ينقلون الكلمة.. وينشرون الرسالة.. هل قيمنا مؤسسات وافراد، دماء المطران وكل شهداءنا، وضحايا حالة اللااستقرار بما تستحق؟؟



مقترحات الماكدونالدز..

بعضنا..نحن الذين في المهجر، الجالسين في بلدان الديمقراطية المعلبة، والرفاهية المبعدة، نتميز بـ (بعد نظر) نحسد عليه احيانا.. حتى اننا لبعد النظر ذاك، نفقد رؤية الافق. ننجرف مع تيار الفعل ورد الفعل المباشر.. بدافع غضبنا العارم..وجياشة عواطفنا تجاه وطننا..التي تفقد عقولنا توازنها احيانا، فتعصف بها زوبعة من المقترحات السريعة، في بلداننا السريعة، ذوات الحلول السريعة...

وثقافة "السرعة" هذه، التي تنتشر في الغرب، اثرت على طريقة تفكيرنا، "ونحن لسنا بصدد تقييم هذه الثقافة"، لكن ما نتقدم به من مقترحات، بناءً على تلك الثقافة، وما نقبل به احيانا كثيرة، يقلل من سمو مبادءنا ورسالتنا، التي قدمها المطران رحو مطرزة بأكليل من ذهب..

فمقترحاتنا، تكون بعيدة جدا احيانا عن اهداف، ومطالب، ورؤى شعبنا في الوطن، فنحن نُقبِل بها على شعبنا في الوطن كمن يحمل معه (برشانة) الخلاص، او نبتة الحياة. غير مدركين تبعات هذه المقترحات وفوائدها، ومدى عمليتها واهميتها. راضين بسقفها الواطئ الذي لا يسع قاماتنا (الناضجة).

فالدعوة لتأسيس فيالق وجيوش، والمطالبة بالوحدة "السريعة" (على نمط سندويشات الماكدونالدز السريعة التحضير)، والمطالبة باطلاق اسم المطران الشهيد على شارع او حي..في الوطن او المهجر..ومحاولات ابراز العضلات امام مراة الشعب الملأة بالدماء.. واطلاق العنان لشعاراتنا الطنانة، التي تملأ سراديب الذاكرة، على شاكلة (اننا سنبقى في الوطن، ولن نتركه، ولن يثنينا شئ عن البقاء فيه) والخ من الشعارات، التي نطلقها من سماوات برلين، وسدني، وديترويت، وستوكهولم المضاءة بالحرية والامان.. كل هذه الدعوات والمقترحات والشعارات (السريعة الذوبان)، نتمنى ممن يطلقها من ارض الحرية الى سماء الوطن الملبدة بالخوف والجوع واللا امان، ان يتأنى في مشروعه، لئلا تتساقط (اطلاقاته) تلك، رصاصا في اجساد اولئك الذين في الوطن ممن يتشبثون بالحياة تشبثا.

فرحمة ايتها المؤسسات المهجرية و(المجهرية) بشعبنا (المقهور) في الوطن، و(الغارق) في المهجر.. لتكن بياناتكم ان كان لا بد منها، اكثر رفقا بمشاعرنا، واحتراما لانسانيتنا..وعطفا على عقولنا (البسيطة)..



كتابنا..وخطوة ابعد قليلا..

لنا من الكتاب، الكثير، ممن يمتلكون قلما بارعا في خط قضايانا. كتابا، بلغوا قمما عالية في تقديم الكلمة لقراءهم شهية، لذيذة، وصريحة،. فرضت مقالاتهم وجودها بين القراء، لما تملكه من شعور بالمسؤولية، ووسع في الافق. كأمثال الاساتذة وديع بتي، جميل روفائيل، ياقو بللو، يعقوب ابونا، ادور ميرزا، ثامر توسا، سمير شبلا، سليمان يوسف، وكثيرون ممن لا يسع مقالنا البسيط نشر اسماءهم جميعا (نرجو منهم المعذرة ).. يطرحون القضية بمسؤولية ووعي كبيرين، ويقدموها للقارئ موزونة، وقوية.

هؤلاء الكتاب، ومعهم هواة الكتابة من امثالنا، وهم كثيرون جدا، ملأوا صفحات مواقعنا الانترنيتية بالمقالات والطروحات التي تخص قضية المطران رحو واستشهاده وتبعاته على المستويين العراقي والمسيحي. فأغنوا القراء بما يملكونه من اراء بهذا الخصوص. فيا حبذا لو حاول كتابنا الكبار ايصال القضية الى مستويات الاعلام العربي والعالمي، الى من لا يعلم عن المطران فرج رحو، عن كنيسته، رسالته، ماهية قضية شعبه، ومحنه. عما يحصل لشعبنا..في وطننا، عن تخوفنا من مستقبل المنطقة..

كان مميزا ان نقرأ مقال الاستاذ سليمان يوسف في موقع ايلاف عن اهمية تدويل قضيتنا خصوصا في هذا الوقت الملئ بالتحديات التي تواجهنا كشعب. فنحن بحاجة الى استخدام وسائل الاعلام المتطورة، استخداما صحيحا، وفعالا. يتناسب وقضيتنا كشعب. لذا نتمنى من كتابنا الكبار محاولة نشر القضية، او حتى ترجمة مقالاتهم الى الانكليزية ونشرها في المواقع المختصة. على غرار ما تفعل مجلة زيندا الالكترونية التي تُنشر بالانكليزية، مقدمة قضيتنا، بالشكل الصحافي اللائق، والتي تخدم قراء الانكليزية على فترات متفاوتة، منذ 1995.



هل لنا ان نتأنى؟؟

يبقى لنا ان نطالب انفسنا اولا افرادا ومؤسسات، كل من موقعه، وبحدود مسؤولياته، ان نقيّم امكانياتنا، بحسب واقعنا، وبعيدا عن المغالاة، والغشاوة. وننظر الى ما نملكه من قابليات محاولين توظيفها بما يخدم شعبنا في الوطن اولا، فوجوده على تلك الارض هو جوهر القضية، وجذرها. واضعين امام اعيننا مسؤوليتنا تجاه شعبنا في الوطن، بكل كلمة وكل بيان وكل مقترح نطلقه من مراصدنا. وان نحاول ايضا الاستمرار في ابداء اراء تتناسب وحجم القضية، وما تأخذه من حيز كبير في تقرير مصير شعبنا، والحفاظ على وجوده، او بالاحرى التعرف من خلال الخبرات على ذاك الحجم علنا نبدي اراءا تناسبه.

وبارك الله بكل جهد جمع ولم يفرق

ملبورن – استراليا 2008











Opinions