Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مكالمة ثلاثية على الهاتف ؟؟

تدور أحداث هذه المكالمة الثلاثية على هاتف أكل عليه الدهر منذ إن كان محركه عبارة عن قرص ذو الـ 10 أرقام وهي التي كانت تمثل الأرقام من واحد إلى الصفر، ذلك الهاتف الذي انقرض منذ عدة سنوات واليوم يعود الثلاثي ليتبادلوا مجرى حديثهم من خلاله وهم: الطرف الأول الإرهاب وهو يتكلم من على حطام إحدى الانفجارات التي تسبب بموت المئات من الأبرياء، والطرف الثاني هي الأرض متكلمة عبر الأثير تائهة بين الواقع والخيال، أما الطرف الثالث فهو العراقي الذي كان صوته مبحوح بعض الشيء بسبب اندثاره وتشتته هنا وهناك والتي سكنت أوتار صوته بلاد الغربة وهي حالمة بالعودة إلى ديارها ذات يوم.

رن الهاتف ذو القرص المثقوب بعشرة ثقوب، لتجيب الأرض: نعم من المتكلم؟

الإرهاب: إنا ....؟!! معقول الم تعرفيني يا ارض الرافدين؟

الأرض: عذرا فلم استطع تذكرك؟

الإرهاب: عجيب كيف لم تعرفيني وأنا الذي أمزق يوميا غبار حدودك وانشر الرعب بين مسارح أبنائك، إما زلت لم تعرفيني؟

الأرض بصوت خافت: إلا نعلت الله عليك وعلى من جلبك إلى حدودي وأدخلك ألينا عبر حدود الجيران الذين كانوا يرتوون من آبارنا ويأكلون من سلة خيراتنا.

الإرهاب: عظيم إن تتذكريني بعد التعريف عن نفسي.

الأرض: وهل يخفى ظلامك الحاقد من على حدودي.

وهنا تأتي مكالمة جانبية بالخطأ من العراقي لتبدل مجرى الحديث مرددا: عذرا لقد علق الخط بينكما وأصبحت ثالثكم من دون قصد فارجوا المعذرة.

أجاب الإرهاب: لا بالعكس إنا شخصيا مسرور بانضمامك ألينا لأنك أنت أيضا مشمول بحديثنا والذي تراها الأرض انك مغلوبا على أمره.

الأرض: نعم قلت هذا ولولا الحرب لما كان العراقي اليوم عرضة لأضحوكة القدر ولم يكن اليوم عرضة للقتل والترهيب.

العراقي: صدقتي أيتها الأرض الحنونة.

الإرهاب ويبدوا منزعجا: إنكما تبددون الحديث ولو لم أكن إنا لما كان الغرب والشرق سمع بكما.

الأرض: أيها الضعيف، لقد سبق صيت ترابنا وحضارتنا تخلفك منذ آلاف السنين، فنحن من زرع وعلم أول الأحرف المسمارية ومن أرضنا خرجت أول الحضارات، فمالك تخرف اليوم وتهذي.

العراقي مقاطعا: نعم وأنا من بنيت وزرعت ارض هذا الوطن إلى إن أصبحت تربته صالحة للزراعة والكل كان ومازال ينعم بخيراتها وشط العرب والحبانية خير شاهدان.

الإرهاب بدا وكأنه متلكئ بالحديث: عذرا هناك تشويش على الهاتف،فماذا تعنون بكلامكم هذا؟

الأرض: أيها الابلة، أتود القول انك بريئ من سفك دماء الملايين من أبنائي؟؟؟ أتود القول انك وبظلك الأسود براء من زرع الفتنة بين أقوامي؟؟ أتود القول انك بإرهابك الأسود لا علاقة لكم بتشريد مئات آلاف من أطفالنا؟؟ عجبا على غبائك!!!

العراقي متدخلا: يا سيئ الصيت أعدك بعزمنا وبهمة أرضنا الشريفة والنقية التربة، سنعمل على طردك من أرضنا وبتشريدك وأعوانك وكل من يقف خلفك عن قريب بإذن الله تعالى وان للغد لناظره قريب.

الإرهاب وقد بدا عليه التعجرف: أتودون إقناعي بأنكم ستنقذون وطنكم من قوة إرهابي وجبروتي؟؟؟؟!!!

الأرض والعراقي معا: نعم بهمتنا وعزمنا وطيبة قلبنا وحبنا لبعضنا البعض نستطيع وسترى.

الإرهاب مشعلا نار حقده وغضبه: وماذا تنتظرون من القدر؟ هل سينقذكم برحيلي؟

الأرض وبكل ثقة: نحن من صنع التاريخ والحضارة وعليه فنحن من سنصنع قدرنا وسنعيد أمجاد حضارتنا وتاريخنا دون تدخل الأغبياء أمثالك.

العراقي مبتسما: نعم وسنعيد الضحكة على محيا أطفالنا الذين فقدوا ابتسامتهم منذ دخولك ألينا وزرع الفتنة على أرضنا وما بيننا.

الإرهاب ضاحكا بضحكة طويلة: ومتى تضنون إنكم ستفرحون؟

العراقي مؤكدا: يا سيئ السمعة يا أيها الحاقد، سنفرح عندما تعود الضحكة على وجوه أطفالنا، سنفرح عندما ينظف بلدنا ووطننا وأرضنا من أمثالك وأحقاد أعوانك ومن أرسلك، نعم سنفرح عندما يعود نفطنا ألينا وننعم بخيراته، وسنفرح عندما يعود جريان دجلة والفرات معانقا شط العرب، سنفرح عندما ننحني لمساعدة بعضنا البعض وقت الشدة، ستعود الفرحة ألينا عندما ننبذ الطائفية التي زرعها حضرة جنابك الكسيف بين أقوامنا ومعتقداتنا ضنن منك بأنك بزرعها ستفرقنا أيها الأهبل.. و و ....

العراقي مقاطعا الأرض: عذرا يا أرضنا العزيزة ولكن هناك كلاما بصدري لابد إن أفصح عنه لهذا المهبول على الخط، سنفرح يا حاقد بعودة المحبة ألينا وبنزع السلاح من أيدينا ورفعه فقط عندما يتدخل الأغبياء أمثالك فيما بيننا، وسنفرح عندما يمسك حنا بيد حسن ويتمشى الصابئي مع أخوه العربي ويتسامر الكردي مع الايزيدي وقت المساء دون المساس بقومية أو دين أو مذهب أو معتقد أي من شرائح وفئات الشعب العراقي الغيور على سلامة أرضه ووطنه، أفهمت أم أزيد؟؟

الإرهاب، وكأنه غير راضي عن كل هذه الإجابات والتوضيحات: آه لو فقط أود إن اعلم من أين تجلبون كل هذا الإصرار والعزيمة آه وألف آه؟

الأرض مبتسمة: نجلبها من صميم قلبنا المشتاق للحرية والمتعطش لنبذ العنصرية والطائفية وما يزيد من إصرارنا وعزيمتنا هو بإذن الله قناعتنا بمجيء الفرج بيوم اندحارك وهزيمتك النكراء من بيننا وأننا متأكدين من هذا الأمر وعن قريب.

العراقي مؤيدا: ما عاب لسانك أيتها الأرض الحبيبة والغالية.. وألان يا حبذا لو تفارقنا أيها الإرهاب الخبيث لأننا إنا والأرض العراقية منشغلين بتصليح كل ما أفسدته جنابك الكسيف ولإعادة البسمة على محيا أطفالنا وشيوخنا ونسائنا وشبابنا، اغرب واقفل الخط قبل إن نغلقه بوجهك الأسود.

هنا ينفصل الخط ويخيم السكون على مكالمات الثلاثة، وبعد برهة يدمدم الإرهاب بسره ليقول: اللعنة، كنت ائمل إن يخيم الظلام على هذه الأرض وعلى العراقيين ولكن هيهات ثم هيهات.!!

يدا بيد يندحر كل من يفكر بتمزيق وحدة العراق وأرضه بإذن الله..

Opinions