Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ملاحظات الرئيس جورج دبليو بوش في أجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة, 19\9\2006

21/09/2006

نركال كيت /
حضرة الأمين العام، حضرة الرئيسة، حضرات المندوبين المحترمين، سيداتي سادتي، أود أن أشكركم على منحي شرف التحدث في هذه الجمعية العامة.
لقد أحيت أميركا والعالم في الأسبوع الماضي الذكرى السنوية الخامسة للهجمات التي ملأت صباحاً آخر من أيام أيلول/سبتمبر بالموت والألم. في ذلك اليوم الرهيب، قتل متطرفون حوالى 3 آلاف شخص بريء، بينهم مواطنون من عشرات الدول الممثلة هنا في هذه القاعة.
ومنذ ذلك الحين، واصل أعداء الإنسانية حملة القتل. فقد هاجمت القاعدة وأولئك الذين يستلهمون إيديولوجيتها المتطرفة أكثر من أربعة وعشرين بلدا، وتعمدت مجموعة مختلفة من المتطرفين أخيراً إثارة نزاع رهيب في لبنان.
من الواضح، في بداية القرن الحادي والعشرين، أن العالم منخرط في صراع إيديولوجي شديد جداً بين المتطرفين الذين يستخدمون الإرهاب كسلاح لإثارة الخوف والمعتدلين الذين يعملون في سبيل السلام.
لقد وقفت على هذه المنصة قبل خمس سنوات ودعوت مجتمع الأمم إلى الدفاع عن الحضارة وتشييد مستقبل مفعم بالأمل إلى حد أكبر. وما زال هذا هو التحدي العظيم لعصرنا. إنه مهمة جيلنا.
وأريد أن أتحدث هذا الصباح عن العالم المفعم بأمل أكبر الذي هو في المتناول الآن، عالم خارج متناول الإرهاب، يكون الرجال والنساء العاديون فيه أحراراً في تقرير مصيرهم بأنفسهم، ويتم فيه تمكين الأصوات المعتدلة ويكون فيه المتطرفون مهمشين من قبل الأغلبية المسالمة. إن هذا العالم يمكن أن يكون عالمنا إن نحن سعينا إليه وإن عملنا سوية.
ويمكن العثور على مبادئ هذا العالم الموجود خارج نطاق الإرهاب في أول جملة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. فقد نصت هذه الوثيقة على أن حقوق جميع أعضاء الأسرة البشرية المتساوية والثابتة تشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم.
وكان بين الذين صاغوا هذه الوثيقة دبلوماسي لبناني يدعى شارك مالك، الذي ما لبث أن أصبح رئيساً لهذه الجمعية. وقد أصر السيد (الدكتور) مالك على أن هذه الحقوق تنطبق بشكل متساو على جميع البشر، من جميع المناطق، ومن جميع الأديان، بمن فيهم رجال ونساء العالم العربي الذي كان وطنه.
وقد شاهدنا خلال الحوالى ستة عقود التي مرت على إقرار هذه الوثيقة قوى الحرية والاعتدال تحدث تحولاً جذرياً في قارات بأكملها. فبعد ستين عاماً على الحرب الفظيعة، أصبحت أوروبا اليوم وحدة متكاملة وحرة ويعمها السلام، وشاهدت آسيا الحرية تتقدم ومئات الملايين من البشر يُنتَشلون من الفقر المدفع.
إن كلمات الإعلان العالمي ما زالت اليوم صائبة بنفس القدر الذي كانت عليه عندما تم تسطيرها.
فمع ازدهار الحرية، تزداد البلدان تسامحاً وأملاً وسلاما. ونحن نشاهد اليوم هذا المستقبل المشرق وقد بدأ يمد جذوره في الشرق الأوسط الكبير. وقد كانت بعض التغيرات في الشرق الأوسط مبهرة، ونحن نشاهد النتائج في هذه القاعة.
فقبل خمس سنوات، كان يحكم أفغانستان نظام طالبان الذي لا يرحم، وكان مقعدها في هذا الكيان مقعداً متنازعاً عليه. وتشغل هذا المقعد اليوم حكومة أفغانستان المنتخبة في انتخابات حرة، والتي يمثلها اليوم الرئيس (حامد) كرزاي.
وقبل خمس سنوات، كان يشغل مقعد العراق في هذا الكيان دكتاتور قتل مواطنيه وغزا جيرانه وأظهر احتقاره للعالم من خلال تحديه لأكثر من اثني عشر قراراً أصدرها مجلس الأمن. وتشغل مقعد العراق اليوم حكومة ديمقراطية تجسد تطلعات الشعب العراقي، ويمثلها اليوم الرئيس (جلال) الطالباني.
وبهذه التغيرات، أُعطي أكثر من 50 مليون نسمة صوتاً في هذه القاعة لأول مرة منذ عقود.
وتحدث بعض التغيرات في الشرق الأوسط بصورة تدريجية، ولكنها (تغيرات) حقيقية. فقد أجرت الجزائر أول انتخابات رئاسية تنافسية فيها، وظل العسكريون على الحياد. وأعلنت الإمارات العربية المتحدة أخيراً أنه سيتم اختيار من يشغلون نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي عن طريق الانتخابات. وأجرت الكويت انتخابات برلمانية سمح للمرأة فيها بأن تصوت وترشح نفسها للمناصب لأول مرة. واقترع المواطنون في انتخابات البلدية في المملكة العربية السعودية، وفي انتخابات عامة في الأردن والبحرين، وفي انتخابات رئاسية شاركت فيها أحزاب متعددة في اليمن ومصر.
إن هذه خطوات مهمة، وينبغي أن تواصل الحكومات المضي قدماً في إصلاحات أخرى تظهر أنها تثق بشعوبها.
وتسير كل دولة تمضي في الطريق نحو الحرية بسرعة مختلفة، وستجسد الديمقراطيات التي تقيمها (كل دولة) ثقافتها وتقاليدها. ولكن المقصد واحد: مجتمع حر يعيش الناس فيه بسلام مع بعضهم بعضاً وبسلام مع العالم.
وقد جادل البعض بأن التغيرات الديمقراطية التي نشاهدها حالياً في الشرق الأوسط تزعزع استقرار المنطقة. ويرتكز هذا الجدل إلى افتراض خاطئ بأن الشرق الأوسط كان مستقراً عندما بدأت العملية. والحقيقة هي أن الاستقرار الذي اعتقدنا أننا كنا نشاهده في الشرق الأوسط كان سرابا. فقد ظل ملايين الرجال والنساء في المنطقة، طوال عقود، أسرى الاضطهاد واليأس، وخلفت هذه الظروف جيلاً من خائبي الأمل وجعلت هذه المنطقة أرضاً خصبة لتوليد التطرف.
تخيلوا وضع شخص شاب يعيش في بلد لا يتحرك قدماً نحو الإصلاح. إنك في الحادية والعشرين من العمر، وفي حين يصوت أترابك في أنحاء العالم الأخرى لأول مرة في الانتخابات، لا تملك أنت حولاً ولا قوة لتغيير مسار حكومتك. وفي حين تلقى أترابك في أنحاء العالم الأخرى التعليم الذي يعدهم لفرص الاقتصاد العالمي، لُقنت أنت الدعاية ونظريات المؤامرات التي تلوم الآخرين على مواطن الضعف في بلدك.
وحيثما تحوّلت، سمعت متطرفين يقولون لك إنك تستطيع أن تتخلص من بؤسك وتستعيد كرامتك عبر العنف والإرهاب والاستشهاد.
بالنسبة إلى الكثيرين عبر الشرق الأوسط الكبير، هذا هو الخيار القاتم المقدم كل يوم. .ينبغي على كل دولة متحضرة، بما فيها تلك التي في العالم الإسلامي، أن تؤيد أولئك الأشخاص في المنطقة الذين يقدمون بديلا أكثر مدعاة للأمل. نحن نعلم بأنه عندما يكون للناس صوت في مستقبلهم، فإن احتمال أن يقوموا بتفجير أنفسهم في هجمات إرهابية يصبح أقل. ونحن نعلم أنه عندما يكون القادة موضع محاسبة أمامه شعبهم، فإنهم يسعون على الأرجح لبلوغ عظمة قومية في إنجازات مواطنيهم بدلا من الإرهاب والإخضاع.
وعليه، ينبغي علينا أن نقف مع القادة الديمقراطيين والمصلحين المعتدلين عبر الشرق الأوسط الكبير. علينا أن نعطيهم صوتا لآمال الرجال والنساء الشرفاء الذين يريدون لأطفالهم الأشياء ذاتها التي نريدها لأطفالنا. علينا أن ننشد الاستقرار عبر شرق أوسط حر وعادل، حيث المتطرفون يهمّشون من قبل ملايين المواطنين الذين يسيطرون على مصائرهم.
وإنني أريد اليوم أن أتحدث مباشرة إلى شعوب الشرق الأوسط الكبير. بلدي يرغب في السلام. إن المتطرفين في أوساطكم ينشرون دعاية تدعي أن الغرب منغمس في حرب ضد الإسلام. هذه الدعاية كاذبة وغايتها أن تربككم وتبرر الأعمال العدوانية. إننا نحترم الإسلام، لكننا سنحمي شعبنا من أولئك الذين يحرّفون الإسلام لكي يبذروا بذور الموت والدمار.
هدفنا هو أن نساعدكم على بناء مجتمع أكثر تسامحا وأملا يكرم الأشخاص من جميع المعتقدات ويروّجون السلام.
للشعب العراقي أقول، إن 12 مليون منكم تحدوا مفجري السيارات والقتلة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي لكي يدلوا بأصواتهم في انتخابات حرة. وقد رآكم العالم وانتم ترفعون أصابعكم التي تلونت باللون الأرجواني، وقد ملأتنا شجاعتكم بالإعجاب. لقد وقفتم بثبات في وجه أعمال إرهابية وعنف طائفي فظيعين، ولن نتخلى عنكم في كفاحكم لبناء دولة حرة. إن أميركا وشركاءنا في التحالف سيستمرون في الوقوف مع الحكومة الديمقراطية التي انتخبتموها. وسنستمر في مساعدتكم على تأمين العون والاستثمار الدوليين اللذين أنتم بحاجة إليهما لخلق وظائف وفرص، عاملين مع الأمم المتحدة وعبر الميثاق الدولي مع العراق، الذي جرى تبنيه هنا في نيويورك أمس. وسنستمر في تدريب أولئك الأشخاص منكم الذين يخطون إلى الأمام لمكافحة أعداء الحرية. لن نتخلى عن مستقبل بلدكم لإرهابيين ومتطرفين.
في المقابل، على قادتكم أن يقفوا في وجه التحديات التي يواجهها بلدكم ويتخذوا خيارات صعبة لجلب الأمن والازدهار.
بعملنا معا، سنساعد ديمقراطيتكم على أن تنجح، لكي تصبح منارة من الأمل للملايين في العالم الإسلامي.
ولشعب أفغانستان أقول، إننا معا أطحنا بنظام طالبان الذي جلب البؤس إلى حياتكم وآوى إرهابيين جلبوا الموت لمواطني كثير من الدول.
ومنذ ذلك الحين، راقبناكم وأنتم تختارون قادتكم في انتخابات حرة وتبنون حكومة ديمقراطية. إن بمقدوركم أن تتفاخروا بهذه الإنجازات. ونحن نحترم شجاعتكم وتصميمكم على العيش في سلام وحرية. وسنستمر في الوقوف معكم للدفاع عن مكاسبكم الديمقراطية.
اليوم، تقف قوات من أكثر من 40 بلدا، بما فيها أعضاء تحالف ناتو، معكم جنبا إلى جنب في وجه المتطرفين الذين يريدون أن يسقطوا الحكومة التي شكلتموها. وسنساعدكم على هزم هؤلاء الأعداء وبناء أفغانستان حرة لن تضطهدكم مرة أخرى أو تكون ملاذا لإرهابيين.
ولشعب لبنان أقول، في العام الماضي ألهمتم العالم عندما خرجتم في الشوارع لتطالبوا باستقلالكم من الهيمنة السورية. لقد أخرجتم القوات السورية من بلدكم وأعدتم تأسيس الديمقراطية. ومنذ ذلك الحين كنتم موضع امتحان بالقتال الذي بدأ بهجمات حزب الله على إسرائيل بدون استفزاز. إن الكثيرين منكم رأوا منازلهم ومجتمعاتهم تقع في تقاطع النيران. وإننا نرى معاناتكم، والعالم يساعدكم على إعادة بناء بلدكم، ويساعدكم على التعامل مع المتطرفين المسلحين الذين يخربون ديمقراطيتكم بتصرفهم كدولة ضمن دولة. وقد وافقت الأمم المتحدة على قرار جيد أجاز تشكيل قوة دولية، بقيادة فرنسا وإيطاليا، لمساعدتكم على استعادة السيادة اللبنانية على التراب اللبناني. لقد كان لبنان على مدى سنين نموذجا للديمقراطية والتعددية والانفتاح في المنطقة، وسيكون كذلك مرة أخرى.
ولشعب إيران أقول، إن الولايات المتحدة تحترمكم، ونحترم بلدكم، ونعجب بتاريخكم الغني وبثقافتكم النابضة بالحياة، وبإسهاماتكم العديدة للحضارة. وأنتم تستحقون فرصة كي تقرروا مصيركم بأنفسكم، واقتصادا يجزيكم على فكركم ومواهبكم، ومجتمعا يمكّنكم من تحقيق طاقاتكم الهائلة. لكن العقبة الكبرى التي تقف في طريق هذا المستقبل هي أن حكّامكم اختاروا حرمانكم من الحرية، واستخدام موارد البلاد لتمويل الإرهاب وتغذية التطرف والسعي للحصول على الأسلحة النووية.
ولقد اتخذت الأمم المتحدة قرارا صريحا يتطلب من النظام في طهران أن يلبي التزاماته الدولية. ولذا يجب على إيران أن تتخلى عن طموحاتها بالنسبة للأسلحة النووية.
ونحن، رغم ما يقوله لكم النظام، ليس لنا اعتراض على سعي إيران فعلا لامتلاك برنامج سلمي للطاقة النووية. ونحن نعمل في سبيل إيجاد حل دبلوماسي لهذه الأزمة. وإننا إذ نعكف على ذلك، نتطلع إلى اليوم الذي يمكن أن تعيشوا فيه بحرية، ويمكن للولايات المتحدة وإيران أن تصبحا صديقتين حميمتين وشريكتين وثيقتين في سبيل قضية السلام.
ولشعب سورية نقول، إن بلادكم موطن لشعب عظيم وثقافة علمية وتجارية تدعو إلى الاعتزاز. إلا أن حكّامكم سمحوا لبلدكم بأن يصبح معبرا للإرهاب. فهناك حماس وحزب الله يعملان بين ظهرانيكم لزعزعة المنطقة، بينما تحوّل حكومتكم البلد إلى أداة في أيدي إيران. وهذا يزيد من عزلة بلدكم عن العالم. ولذا يجب على حكومتكم أن تختار أسلوبا للسير إلى أمام بإنهاء دعمها للإرهاب والعيش بسلام مع جيرانكم، وفتح المجال أمام حياة أفضل لكم ولعائلاتكم.
ولأهالي دارفور نقول، إنكم قاسيتم عنفا لا يوصف. وقد وصفت بلادي تلك الفضائع بما هي عليه، فهي إبادة جماعية.
وقد انضمت الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين إلى المجتمع الدولي من أجل توفير المساعدات الغذائية الطارئة، والمساندة لقوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، ومع ذلك فإن معاناتكم مستمرة. ولذا يجب على العالم أن يتقدم ويعمل على توفير مساعادات إنسانية إضافية، وينبغي علينا أن نعزز قوة الاتحاد الأفريقي التي أدت عملا جيدا، لكنها ليست من القوة بحيث تستطيع حمايتكم.
وقد وافق مجلس الأمن على قرار من شأنه أن يحوّل قوة الاتحاد الأفريقي إلى قوة تابعة للأمم المتحدة تكون أكبر وأكثر نشاطا وفاعلية. ولتعزيز قوتها وفاعليتها، ينبغي على دول الناتو (حلف شمال الأطلسي) أن توفر الدعم اللوجستي للنقل والتجهيز وغيره.
والنظام في الخرطوم يمنع انتشار هذه القوة. وإذا لم توافق الحكومة السودانية سريعا على قوة حفظ السلام هذه، فينبغي على الأمم المتحدة أن تتصرف. فحياتكم ومصداقية الأمم المتحدة في خطر.
ولذا، فإنني أعلن اليوم تعيين ممثل رئاسي خاص، هو المدير السابق للوكالة الأميركية للتنمية الدولية أندرو ناتسيوس، كي يترأس الجهود الأميركية الرامية إلى حل النزاعات المعلقة والمساعدة في إحلال السلام في دياركم.
وعلى العالم أيضا أن يهبّ أيضا من أجل السلام في الأراضي المقدّسة. وأنا ملتزم بمبدأ الدولتين الديمقراطيتين، إسرائيل وفلسطين، اللتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام. وأنا ملتزم بدولة فلسطينية ذات أراض متصلة جغرافياً تعيش بسلام مع دولة إسرائيل اليهودية. فهذه هي الرؤيا التي تتضمنها خريطة الطريق، وبمساعدة الطرفين على الوصول إلى هذا الهدف، وهو واحد من أكبر أهداف رئاستي.
لقد عانى الشعب الفلسطيني عقودا من الفساد والعنف والإهانة اليومية من الاحتلال. وتحمّل الشعب الإسرائيلي أفعال الإرهاب الوحشية والخوف المستمر من الهجمات منذ ولادة الدولة. وقد التزم كثير من الرجال والنساء الشجعان بالسلام، لكن المتطرفين في المنطقة ما زالوا يبثون الكراهية ويحاولون منع تلك الأصوات المعتدلة من الفوز.
وفي الأراضي الفلسطينية لا زال النزاع تتكشف فصوله أمام عيوننا. ففي وقت سابق من هذا العام، أدلى الشعب الفلسطيني بصوته في انتخابات حرّة. وترشّح قادة حماس على أساس برنامج لإنهاء الفساد وتحسين ظروف حياة الشعب الفلسطيني، ونجحوا. وها هو العالم ما زال ينتظر ليرى ما إذا كانت حكومة حماس ستفي بوعودها أو تنفذ برنامجا متطرفا.
وقد بعث العالم برسالة صريحة إلى قادة حماس وهي، أن اخدموا مصالح الشعب الفسطيني، وتخلوا عن الإرهاب، واعترفوا بحق إسرائيل في الوجود، واحترموا الاتفاقيات، واعملوا من أجل السلام. فالرئيس (محمود) عباس ملتزم بالسلام وبأماني شعبه في أن تكون له دولته الخاصة. ورئيس الوزراء (إيهود) أولمرت ملتزم بالسلام، وصرّح بأنه ينوي الاجتماع بالرئيس عباس من أجل تحقيق تقدم فعلي بالنسبة للقضايا المعلقة بينهما.
أعتقد أن السلام قابل التحقيق، وأن قيام الدولة الفلسطينية الديمقراطية ممكن. وقد سمعت من قادة المنطقة أنهم يريدون المساعدة في ذلك. ولذا أمرت وزيرة الخارجية (كوندوليزا) رايس بأن تترأس جهدا دبلوماسيا لإشراك القادة المعتدلين في المنطقة كلها في مساعدة الفلسطينيين على إصلاح أجهزتهم الأمنية، وفي دعم القادة الإسرائيليين والفلسطينيين في جهودهم للالتقاء على حل خلافاتهم.
وقد أعرب رئيس الوزراء (البريطاني توني) بلير عن أن بلاده ستتعاون مع شركائها في أوروبا في المساعدة على تعزيز مؤسسات الحكم الفلسطينية، ونحن نرحب بهذه البادرة.
وأوضحت دول كالسعودية والأردن ومصر أنها مستعدة لتقديم الإسهام الدبلوماسي والمساعدة المالية الضرورية لنجاح هذه الجهود.
وأنا متفائل بأننا بتأييدنا لقوى الديمقراطية والاعتدال، نستطيع مساعدة إسرائيل والفلسطينيين في بناء مستقبل أكثر أملا، وفي تحقيق السلام الذي نريده جميعا في الأراضي المقدسة.
إن الحرية، بطبيعتها، لا يمكن فرضها. إذ يجب أن تتحقق بالاختيار. وها هي الشعوب من بيروت إلى بغداد تختار الحرية. وعلى الشعوب المحتشدة في هذه القاعة أن تختار أيضا. فهل نؤيد المعتدلين والمصلحين الذين يعملون في سبيل التغيير في الشرق الأوسط، أم هل نسلّم المصير للإرهابيين والمتطرفين؟ فأميركا قررت خيارها.
سنقف مع المعتدلين والمصلحين.
بعثت إليّ أخيراً مجموعة من المثقفين العرب والمسلمين الشجعان رسالة، قالوا فيها "إن شاطئ الإصلاح هو الوحيد الذي يمكن أن تظهر عليه أي منارات، حتى ولو تطلبت الرحلة الشجاعة والصبر والمثابرة."
والأمم المتحدة وجدت لكي تجعل تلك الرحلة ممكنة. ولذا يجب علينا أن ندعم معا أحلام الناس الطيبين المحترمين الذين يعملون في سبيل تحوّل منطقة مضطربة، وإننا بفعلنا ذلك، نعمل على تقدم المثل العليا التي قامت عليها هذه المؤسسة.
شكرا لكم على وقتكم ، وليبارككم الله.
Opinions