من ألقوش وتلكيف,الغيارى يتسابقون لنجدة أهلهم في كارثة الزنجيللّي
قيل عن لسان السيّد المسيح من الماّثر الكثير, منها قولته المشهوره ((من ثمارهم تعرفونهم)).لقد مرّت على العراقيين خمس سنوات عجاف و لم يكن للإحتلال ومنتفعيه أي مناص منذ لحظة سقوط النظام الصدامّي غير التشبث بعصب التفرقة الإثنية والدينية والمذهبية ما بين أبناء العراق, ونعلم جيدا أن لاسبيل للمحتل كقوة أجنبية محتلة لأوطان الغير سوى هذا الأسلوب المقيت ألذي ومع الأسف لقي بعض الأذان الصاغية له لدى المحسوبين على التيارات التي كانت تعارض صدام ونظامه وبعض المرجعيات الدينيه.
أهالي ألقوش وتلكيف وقرقوش والجمعية الخيرية الأشوريه ومن سيحذو حذوهم إنشاء الله , هم كما عرفناهم أناس بسطاء في عيشتهم , تراهم إما موظفون أو فلاحون أوكسبة عاديون من الطبقات الوسطى ودونها, لكنهم غير عاديون في مواقفهم , وغير عاديون في حبهم لوطنهم و لكل من شاطرهم العيش بالسراء والضراء, نعم إنهم غير عاديون لأن ليس فيهم من أحد يمتلك شركة أسيابيل للنقال, ولا شركة كورك اومليارات دولاراتها, ولا ابار نفط أوموانيئ لتهريب النفط ولا رسوم كمارك حدوديه ولا شركة طيران أو سياحة ,إنّهم ثمار طبيعيه لفروع وأغصان تلك الشجرة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ ومنها يستمدون قوّتهم ونخوتهم ,وهم الذين بنوا من العراق بدمائهم وعرق جبينهم جزءه الأكبر عبر تاريخه.
أهالي هذه القرى في مواقفهم ومبادراتهم وهم يذهبون إلى الزنجيللي بقوافل المساعدات متحدّين مخاطر الطريق ومفخخاته كما فعلوها مع أهالي سنجار في نكبتها ,إنهم بعملهم هذا يضربون بالمطرقة على رؤوس من ارادوا الشر لهذا البلد وأهله ويدعون النائمون كي يستفيقوا ليزيحوا الكابوس الذي أجثموه على صدور العراقيين, أهالينا في هذه القرى ولجانهم الخيرية الوطنيه يدحضون سخف إدعاءات كل من يريد العزف على أوتار الفرقة الإثنية والدينية والطائفية من أجل تقسيم الوطن الواحد, هذه هي أخلاق أبناء بيث نهرين, وهذه هي طبائعهم, لن يهزهم عمل مجرم ٍ إستهدف ذبح كاهن متعبّد أو تفجير كنيسة أو جامع أو معبد,بعيدون كل البعد عن فكرة الإنتقام ضد من أساء إليهم, لذا تراهم مشتتون في أصقاع العالم شاردون ينتظرون اللحظة كي يعودوا لأهلهم الصابرين على ضيم وظلم الزمان.
من يشاهد هذه اللقطة المقدسة بعفويتها, وهو يرى أهالي القوش وتلكيف يتوجهون إلى نصرة إخوانهم في الزنجيللي بقوافل محملّة بالمعونات الغير الحكوميه ولا الحزبيه ثم طريقة إستقبال أهالي الزنجيللي المنهكين لضيوفه المحملين بالهدايا والمعونات , لا بدّ له أن يذرف دمعة فضيّه وخمريه ممزوجة بفرحة الموقف وبحزن ما أحدثته أيادي المحسوبين على العراق,نعم إنه موقف يشرّف كل عراقي رافض للفرقة الدينية والقومية, وهو إشارة لإشراقة أمل لابد لها أن تبزغ في إحدى شموس صباحات الزنجيللي المنكوبه ومدينة الناصريه الجميلة((( ألتي أبدع فريقها الرياضي حين أطلق إسم الكاردينال دللّي على دورته الكرويه)) كي تدفيئ شعاعات هذه الشموس أهالينا في برطلة وتللسقف وتلكيف وسنجار وألقوش والفاضليه وزاخو وسرسنك والداوديه وكافة قراه ومدنه.
هنيئا لنا نحن العراقيون في المهاجر حين يذكرنا أهلنا في الداخل و في طلعاتهم المميّزه بأننا لا زلنا بخير رغم كل الذي حصل , وستبقى أيادينا مشدودة ببعضها رغم أنوف العدى .