من الجاني في مسلسل قتل وارهاب المسيحيين في الموصل؟
في خضم الصراع السياسي والقومي والديني الحاد الدائر حاليا بين الأحزاب والقوى الفاعلة العراقية ،، تصاعدت الاعتداءات الإرهابية على أبناء شعبنا المسيحي في مدينة الموصل ،، لقد تضاربت الأقوال والإشاعات حول الظاهرة ،، وتأرجحت الآراء الشخصية والحنكة السياسية حول مجريتها وتداخلت مضامينها في إيراد تفسير منطقي لتلك الكائنات الشريرة التي غزت مدينة الموصل وضواحيها بخيلها ورجلها الأمر الذي أغضت مضاجع المواطنين المسيحيين ( كلدان وسريان واشورين وارمن) ،، وتركت علامات استفهام كبيرة تجول بأذهان المسيحيين ساكني الموصل ( أم الربعين) ،، ففي الوقت الذي تركز فيه بعض المواقع الالكترونية والصحف السياسية والاجتماعية على تناول ظاهرة الإرهاب والقتل المتعمد للمسيحي العراقي تحليلا وتعليلا وذلك بحسبان أنها من القضايا التي تمس المجتمع العراقي بكافة شرائحه القومية وانتمائه الديني والسياسي والتي تقتضي الأمانة الصحفية في تصوير أبعاد المشكلة وتناولها بمهنية وحيادية تامة تبصيرا وتنوير للمواطن العراقي أو مساهمتها العملية في التحرك على تلك القضايا ،، بينما نأت المواقع الالكترونية والصحف السياسية والاجتماعية الأخرى بثقلها عن مجرد إيراد خبر عابر ولو تلميحا في هذا الشأن.ومن خلال التحقيق الرسمي للأجهزة الأمنية المسئولة ( الجيش والشرطة ) حول الظاهرة ،، أشار بعضهم على أن هذه الكائنات الشرسة التي تهاجم المسيحيين في مدينة الموصل وضواحيها هي مجرد نوع من الكائنات قد تم استيرادها بواسطة أحد كبار التجار بغرض تهجينها وبيعها ،، وبسبب الركود في سوق هذه الكائنات والتكلفة الباهظة في إطعامها ، قام التاجر بإطلاق سراحها في بلاد الرافدين لتقتات من نباتات الأرض ،، ولظروف بيئية معينة استوحشت تلك الكائنات الشرسة وعادت أدراجها إلي مدينة الموصل وضواحيها وباشرت الاعتداء على البشر المسيحيين المسالمين ،، فالسؤال الذي يطرح نفسه ابتداء ومن وجهة النظر الشرعية هل يجوز الاتجار في هذا النوع من الكائنات؟ وإذا صح هذا السؤال فلماذا تتحفظ الحكومة والأجهزة المختصة على كشف هوية الشخص المعني الذي أتى بتلك الكائنات وذلك إذا استبعدنا فرضية القول أن ما بني على خطأ فهو خطأ وذلك نظرا بأنه الشخص المسئول عن حالة الذعر والخوف الشديد والرعب الهائل الذي أصاب المواطنين المسيحيين في مدينة الموصل فضلا عن الأضرار الجسيمة الحسية والمعنوية التي لحقت بهم ؟ أنه مجرد هذيان ووهم وفي حياكة الأساطير ولم تتوقف الرواية عند الكائنات الضالة بل ذهبت إلي أبعد من ذلك أن تلك الكائنات ما هي إلا كائنات شرسة دخلت مدينة الموصل على حين غرة من الأمر ،، فالسؤال الذي يتبادر إلي الذهن هل هي كائنات شرسة أم كائنات ذكية شريرة ؟ ويستنج ذلك من خلال تعاملها مع فرائسها من الأقليات العرقية والدينية ،، حيث قيل أنها خطة سياسية تستهدف إرهاب المسيحيين وتهميشهم ويتزامن هذا مع الانتخابات التشريعية في البلاد ،، والمعلوم أن الغريزة الشديدة الجامحة لدى الكائن المفترس لا تترك له مجالا للتميز بين الغث والسمين من الطعام ،، فالذي يستطيع أن يميز المسيحي عن بقية شرائح المجتمع العراقي لهو كائن واعي على أقل تقدير. ومن الظواهر الغامضة التي تثير الكثير من التساؤلات ،، توغل آخرون في عالم آخر من التميز وسعة الخيال القصصي وفن التصوير ،، وقد ذهبوا على أن تلك الكائنات الشرسة قد وفدت من الأجزاء الشمالية من البلاد ،، وان تلك الكائنات ما هي إلا أرواح كانت تحرس كنوز البلاد المطمور في جبال الشمال العراقي ( إقليم كردستان ) وهناك عندما أزعجها الإنسان بطمعه والاستيلاء على تلك الكنوز هاجت وخرجت من مخابئها لتستهدف المواطنين المسيحيين في الموصل وضواحيها تاركة ورائها مدائن وقرى وقصبات هي أقرب إليها من قطع كل تلك المسافات البعيدة ،، أي أنها كائنات واعية تنتقي أهدافها بدقة متناهية . هكذا أصبح الحال في الموصل سعة من الخيال وفن وذوق رفيع في التصوير وربنا يعطى أهل الموصل الأمان والسلام.
وديع زورا / اثينا في 29 / 01 / 2010