Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

من ضاعت لها حقيبة نسائية


المناسبات الدينية في العراق سبب رئيس في إنخفاض الطلب على بنات الهوى والراقصات والعاهرات والعاملات في النوادي الليلية التي تغزو بغداد بعد عودة المطربين الأشاوس من خارج البلاد وإستقرار الأوضاع الليلية في الشوارع التي تشهد إقبالا من قبل الناس الفايخين، والذين يضطرون مكرهين نزولا عند رغبات المجتمع البطران والتعبان والمتخلف بحسب زعمهم لكي لايمارسوا حياتهم بشكل طبيعي ويعيشوا لياليهم كما يحلولهم .. واحدة من بنات الهوى الكثيرات هذه الأيام في بلدنا تخشى غيرة وحسد صاحباتها من بنات المهنة !

تحدث لي سائق تستهويني كثيرا ذكرى حكايته تلك ،وهو يروي قصته مع بائعة هوى كانت خرجت ليلا بعد إنتهائها من العمل في ملهى وسط بغداد ،يقول ،كنت أقف قرب واحد من تلك الملاه بإنتظار خروج السكارى والبنات في وقت متأخر حيث يحلوا لي أن اطلب الأجرة التي تروق لي، وحينها يكون الزبون أو الزبونة ليسا في معرض المساومة فكلاهما فقد عقله وهو يترنح في الشارع ولارغبة له سوى بالوصول الى داره لينحم (ينام ) ،في الأثناء طلب إلي شاب أنيق لم يكن سكرانا أن أوصل واحدة من إياهم وماأكثرهن الى منطقة في جانب الكرخ ،وإتفق معي على الأجرة التي بلغت خمسة عشر ألف دينار، ووضعها في يدي ،وفتح الباب الخلفي للبنت وصعدت وهي غائبة عن الوعي ولاتدري إن شرقت أو غربت، ورمت بنفسها على المقعد ( بالطبع كان بإمكان الأخ أن ينزوي في مكان مظلم ويفعل بها ماشاء ) وقد يكون فعل مايدريني أنا ؟ المهم إنه إنطلق بالسيارة ،وحيث بدأ السير في شارع السعدون سألته هي عن الأجرة ؟فطلب منها خمسة عشر ألف دينار،وأعطته من حقيبتها ،فصار المبلغ ثلاثين ألف دينار ، ومضى بها على جسر الجمهورية ( الحق إنه جسر الملكة عالية ) ولكن الإنقلابيون لعنهم الله حولوه الى (الجمهورية) زورا،وسألها الأجرة،فقالت،وكم الأجرة ،فقال خمسة عشرألفا ،وفتحت الحقيبة وأعطته، فصار المبلغ خمسة وأربعين ألف دينار ! ومضى في شارع مطار المثنى بجانب الكرخ ،وقال ،عيني ( الكروة) ،ونسميها هكذا في بلاد الرافدين العظيمة! فقالت ،مو إنطيتك؟ قال ،لا عيني كل شي منطيتيني ،خطية،ففتحت الحقيبة وأعطته المبلغ ذاته وصار معه  ستون ألف دينار عراقي.

وصل السائق الى حيث تسكن البنت الحلوة، وقبل أن تنزل عن السيارة قال لها ،عيني  الكروة ،قالت، إنطيتك لولا ؟قال ،لا. فسألته عن مقدارها؟ فقال، خمسة عشر ألف دينار ،وفتحت الحقيبة وأعطته فصار معه خمسة وسبعون ألف دينار .في غضون دقائق .قال ،ثم رجعت الى البيت ولم أخرج الى العمل ذلك اليوم ،فقد كنت إكتفيت من المال الذي لم أكن أتوقع أن أحصل عليه .وهو مال حرام لأنه أخذه عن طريق الإحتيال،وهو حرام لأنه سحت ثانيا من عاهرة ،والحديث يقول، تجوع الحرة ولاتأكل من ثدييها.

مثل هذه البنت كثيرات للأسف في عصر الإنفتاح والسقوط، ولقد تتبعت الأمر من عشرين عاما فوجدت إن الرقابة على المرأة ضرورية ومهمة جدا ،وليس الموضوع دينيا بالمرة بقدر إرتباطه بسيكلوجيا المرأة بذاتها وعدم قدرتها على السيطرة على إنفعالاتها ولإفتقادها لعناصر السيطرة والتحكم .أمريكا التي تنادي بحقوق الإنسان سمحت لزنجي أن يقودها ولم تسمح لإمراة،،بدأت أدرك إن المنادين بحرية المرأة وإنطلاقها كيفما شاءت هم مجموعات من الساقطين الباحثين عن أكبر قدر من العاهرات في المجتمع ليلعبوا بهن .وهذا أمر مختلف عن الدعوة الى حرية المرأة في الإختيار والعمل والدراسة والزواج وقضايا الدين والتعبير وسواها .

 

 

 

Opinions