من ملا بختيار الى نمرود بيتو وما بينهما يا شعب افرح
قيل في احاديث الاولين:ان شر البلية ما يضحك فيها،وفي حكايتنا لهذا اليوم يكاد ان يكون شر البلية ما يبكي فيها،خاصة حين يصر البعض على الاستخفاف بعقولنا والاستهانة بمقدرتنا على الفهم والاستيعاب،والطامة الكبرى ان يكون هذا البعض ممن شاء سوء حظ امتنا ان يكون لهم اسماء كبيرة تروج لبضاعة فاسدة ذات مواصفات تتطابق وشروط سوق تجارة الخسة والانتهازية الرائجة هذه الايام في الوطن العراقي الذي صارت رقعة جراحاته تمتد افقيا وعاموديا يوما بعد يوم.كان ملا بختيار كما يعرف الجميع من الكبير الى الصغير قد صرح منذ امد ليس بالبعيد بما لا يقبل التأويل واللبس بأن الاقليات القومية التي تتواجد في مدن شمال العراق لها الحق ان تمارس حياتها اليومية بصفتها مجموعات بشرية على ارض هذه المدن بالشروط الكردية، كون ارض هذه المدن هي موطن الاكراد الاصلي قبل ان يكون هناك سماء او ارض في بقية انحاء المعمورة،اي ان ارض ما بين النهرين كما صار يروج الكرد وازلامهم قد خصصت اصلا للكرد حتى قبل ان يكتشف البشر مفهوم الله الذي نتعامل به اليوم،الا ان هذا الملا تواضع بعض الشيّ وكرم هذه الاقليات القومية فأغدق عليها لقب المواطنة،لاننا ومن خلال ممارسات فعلية تيقنا بأن الحاكم الكردي في هذه المدن صار يمارس سلوكيات رئيس دولة لها كيان مستقل عن كل ما يحيط بها وليس ادل على ما نقول سوى جلسات مسعود البرزاني مع ضيوفه يتوسطهم علم لا يمت الى الامة العراقية بصلة،اي ان تصريحات ملا بختيار او غيره ما عادت لها اية اهمية مقارنة بالفعل الواقع حقيقة،وسبب تناولنا لموضوعة تصريحات ملا بختيار مسؤول العلاقات في حزب رئيس جمهورية العراق المحسوب على اليسار المعتدل او هكذا يروج له،هو ما ادلى به مؤخرا السيد نمرود بيتو لاذاعة اس.بي.اس.الاسترالية حول تلك التصريحات.
يدعي السيد بيتو بأن المسؤول الكردي اسر له بسوء فهم الناس لتصريحاته خلال لقاء جمعه به والسيد روميو هيكاري (السيد بيتو هو رئيس الحزب الوطني الاشوري والسيد روميو هيكاري هو رئيس حزب بيث نهرين المنشق عن الحزب الاصلي وبنفس التسمية)بناء على طلب المسؤول الكردي،وقد استخدمنا لفظة<اسر>لندلل على ان المسؤول الكردي لم يرد ان يكون اقراره هذا علنا،والا ما الذي منعه حينها من الادلاء بتصريحه هذا حين هاجت الساحة الثقافية وماجت(ولا ادري ان كان السيد هيكاري قد سمع شكوى ملا بختيار وهو يهمس بها للسيد بيتو ام ان الامر اقتصر فقط على السيد بيتو،لاننا لا نستغرب ان يكون ملا بختيار قد همس بذلك في اذن السيد بيتو اليسرى دون اليمنى حذرا من سماع السيد هيكاري).
لقد ادلى الكثير من الكتاب والمثقين بدلوهم في الرد على ملا بختيار وعلى مختلف انتمائاتهم الدينية والقومية حينها،وكان من ضمن المقالات المشحونة بالغضب على تصريحات ملا بختيار مقالة الاب الفاضل عمانوئيل خوشابا الذي يعرف الجميع صلته بالسيد بيتو،لا بل ان بعض الاقلام تجاوزت حدة انفعاليتها الى درجة ان اصحابها استخدم الفاظا نابية وجدناها غير لائقة بالتخاطب والرد على الخصم اي كانت شدة الخصومة حينها،والذي نرمي اليه في هذا المقام هو ان تصريح السيد بيتو لا يعدو كونه تلميعا لصورة اصر صاحبها ان تظهر للناس متسخة بالعنصرية والشوفينية التي عودنا عليها القادة الكرد منذ ان وجد الكرد على وجه البسيطة الى اليوم،فالكرد وعلى مر الدهور لم يعرفوا ان يعملوا سوى مرتوقة في خدمة القوي،ولو طالع الباحث المحايد اوراق الكرد منذ الحرب العالمية الاولى الى اليوم سوف يعييه البحث عن ايجاد موقف مشرف واحد وقفه الكرد في القضايا التي مرت بالوطن العراقي او تلك التي مر بها،وبهذه المناسبة نحيل السيد نمرود بيتو الى اوراق السعيد الذكر توما توماس التي يتحدث فيها عن بعض الممارسات الكردية،واختيارنا لهذه الاوراق ناتج عن كونها متوفرة جدا والاطلاع عليها لا يكلف السيد الوزير الكثير من الجهد والوقت،اما لو كانت للسيد بيتو الرغبة بالاطلاع الدقيق على ارتباطات القادة الكرد بأعداء الوطن العراقي فما عليه سوى الاعلان عن رغبته تلك لندله على ذلك مع الممنونية.
لكي تتأطر مقولاتنا ودعاوانا بالمعقولية ولا يتهمنا احدهم بالانحياز الى هذا الجانب دون ذاك،يحلو لنا ان نسأل الاستاذ نمرود بيتو المشورة في طريقة قراءة تصريحات ملا بختيار لكي نكون على بينة ووضوح الرؤية في تفسيرنا لاقوال الرجل الذي صوره لنا السيد بيتو وكأنه ضحية سوء ظننا الذي قاد مشاعرنا الى الهياج فبرينا اقلامنا وشحذنا هممنا لكي نرد بضاعته الفاسدة اليه،قل يا سيدي:هل تسنى لك الوقت ان تقرأ تصريح صاحبك هذا؟ان لم تكن قد فعلت فها نحن نضعه امام عينيك بكل ممنونية ولكن يجب ان تتيقن من اننا لا نعفيك مطلقا من التمادي في أهانتنا بأتهامنا بسوء الفهم وقلة الدراية والجهل ربما.
(يقول ملا بختيار الذي تم تعيينه مؤخرا ناطقا رسميا للمكتب السياسي لحزبه :إن الشعوب لها الحق القانوني في اعلان اقليمها او دولتها إذا كانت لها ارض تاريخية وجغرافية،ولكن التركمان والكلدو آشوريون هم مقيمون في كردستان ولهم حق المواطنة الكاملة فيها،ولكن ليست لهم اي ارض تركمانية او كلدو آشورية في كردستان العراق.)قل لي يا سيادة الوزير في وزارة ملا بختيار وزمرته:ما هو القابل للتأويل في هذا التصريح؟ اي جزء من التصريح اساء شقيقي بالقومية والوطن والدين سامي بلو فهمه؟اي عبارة او لفظ استعصى على الاب الفاضل عمانوئيل تفسيرها لكي يذكر بمقالته تلك التي اتيت على ذكرها سلفا ملا بختيار بحجارة شواخص قبور الاشوريين وليس قلاعهم وحصونهم وحسب؟ماذا تعني الفاظ مثل:ارض،جغرافية،تاريخ ....الخ لك يا سيادة الوزير؟الا يعني ذلك :ان المجموعة البشرية التي لا تحتكم على مثل هكذا مقومات هي مجردة دخيلة على من يمتلكها؟اليست كلمات ملا بختيار واضحة جدا ولا تقبل التأويل سوى الى المعنى الذي اراده لها فعلا؟ام تريدنا ان نصدق بأن المسيح هو من اصول كردية ومحمد من اصول اوروبية؟الا تبدو الامور سيان؟
كما هو معلوم ان السيد نمرود بيتو هو وزير السياحة لدى القيادات الكردية التي اغتصبت مدن شمال العراق لاسباب لا تخفى على الاحمق والابله وفي ظروف لا تشرف حتى اوطأ البشر خسة،وكوزير للسياحة تفرض عليه وظيفته ان يكون ملما بالشواهد والحواضر التي تعج بها مدن شمال العراق،وكونه رئيسا لحزب تبنى التسمية القومية الاشورية لابد إنه يفتخر امام الوفود التي يقابلها ويستقبلها كون تلك الشواهد والحواضر هي من بقايا اجداده الاشوريين،والسؤال الساذج هو:الى ما يؤول تفاخر السيد الوزير وأحد اقطاب السلطة التي يعمل في خدمتها ينفي نفيا قاطعا ان يكون اجداد السيد الوزير قد مروا اصلا من هناك؟ الا يقول هذا المسؤول :ليس للاشوريين ارض في كردستان؟كيف يريدنا السيد بيتو ان نفسر مثل هكذا عبارة يا ترى؟لماذا لم يتراجع ملا بختيار عن تصريحه على طريقة رئيس حزبه الذي عرف عنه شططه وزلات لسانه التي يتراجع عنها او يكلف من يقوم بذلك بالنيابة عنه،وكانت تصريحاته فيما يتعلق بأتفاقية الجزائر آخر حماقاته كما نعلم،ولو كان ملا بختيار فعلا عبر او يريد ان يعبر عن حسن نيته، لماذا يهمس بذلك في اذنك يا سيادة الوزير؟ وهو بعلم يقين العلم بأنك لا تمثل سوى نفسك وبعض النفر المحدود جدا من الامة الاشورية التي شرفها الله منذ البدء ان تكون الامة التي يخرج منها خلاص الكون،ام تريد ان تقنعنا يا سيدي بأن دعم الاكراد لحزبك هو لوجه الله كونك تعرف شدة تميزنا ببساطتنا التي تعلمناها من عقيدتنا الدينية ؟
اذا كان ملا بختيار قد اساء الى كل العراقيين كونه يحذف التاريخ العراقي ويفصل الجغرافية على مزاجه ومزاج اسياده الذين اتوا بمثله وامثاله لاسباب ليس هنا مقام مناقشتها ولا المناسبة ،فأن السيد نمرود بيتو يصر بعناد غير مبرر ان يهين الامة التي يتشدق بالانتماء اليها وتمثيلها في المحافل الوطنية والدولية.
اتمنى على السيد نمرود بيتو صادقا ان لا يظن- ولو للحظة واحدة- بأن الذي
اتيت عليه في مقالتي كان لغاية تأليب مشاعر ابناء الامة عليه ،انما هو دعوة صادقة الى السيد بيتو وسواه من رجال الامة الى مراجعة مواقفهم وما يدور حواليهم من حقائق ومعطيات تكاد ان تجعل من الامة جسدا مشاعا تنهش فيه الكلاب السائبة وطيور السماء الجوارح دون رحمة او شفقة،هذا من جانب،اما الجانب الذي اتمنى صادقا ان يصل امره وخبره صاحب الشأن،هو اني كنت قد وعدت احد الاجلاء الذين يشرفني جدا ان أفي بوعدي لهم، ان اقلع عن الكتابة في اية مسألة قد تسبب في خسارة ولو واحد من اولئك الذين احرص كل الحرص على ربحهم جميعا، قدر حرصي على ربح نفسي واحب الناس اليها،ولتتيقن انت يا سيدي وكل ابناء الامة بأن صدري رحب وواسع بسعة العراق سماءً وارضا.ولتكن مشيئة الذي خلقنا بالحب آمين.
ياقو بلو
yakoballo@yahoo.co.uk