Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

من يستر عليها؟

كانت مطمئنة في أرغد العيش يأتيها رزقها حيث شاء الله ، متنعمه بخيرات بارئها الذي أغدق عليهم من فضله وآتاهم من رزقه وتولاهم برحمته ، حتى بدأت وساوس الشيطان تتخلل الى سرائرهم فلم يمنعها من ارتكاب الخطيئة والوقوع في الجرم المشهود لتأتي بالعار الى عائلتها الشريفة العفيفة .
اوحلت اهلها بالحضيض وطأطأت رؤوسهم الى الارض بعد ان كانت رقابهم تشمخ في قمم الجبال ، وتلتهم من خيراتهم جميع ارجاء المعمورة ، ويسألهم كل من لديه حاجة ان يغدقوا عليه مما آتاهم الله من فضله العميم ورزقه والواسع ، وبعد ان كشف الله عنهم من أؤوري عنهم بجريرتها أصبحوا متفرقين ، مشتتين ، متعبين ، منكسرين ، مهزومين كالخائف الذي يتخطفه الموت .
تلك هي حالنا واحوالنا وذلك هو بلدنا العراق ، الذي تخلص من الدعاة واصحاب الخطيئة ليتربع على اكتافه بلهاء لم يفقهوا نعمة العراق ولم يعرفوا كيف يحتضنوا اهل البلد فراحت آمالهم وتطلعاتهم توهمهم وتسحبهم بعيداً عما كانوا يدعونه ويروجون اليه أولئك هم ساسة العراق الجدد الذين لم يستحق أحدهم حتى ان ننتقده ليقوّم افعاله ، فطالما كتبنا وانتقدنا ولكن "لا حياة لمن تنادي" فحالهم حال التي ارتكبت جريرة ونكست رؤوس اهلها وعشيرتها .
قبل أيام وبالتحديد في الثاني من ايلول 2010 أقدمت حكومتنا الجليلة والمتمثلة بشخص وزير الخارجية على التوقيع على اتفاقية ( طبعاً من جانب واحد ) مع الجانب الامريكي والمتمثل بالسفير لان الاخير يمثل وزير خارجية او رئيس وزراء يقضي الاتفاق الذي مر مرور الكرام بدفع مبلغ تعويضات الى امريكيين قد تضرروا اثناء حرب الخليج الثانية 1991 جراء ممارسات النظام الصدامي عندما احتجزهم كدروع بشرية وعلى الحكومة العراقية الجديدة التي "جيء بها ولم تعترف لحد اللحظة" بعد 2003 من قبل الامريكان ان تدفع مبلغ 400 $ مليون دولار امريكي ، بالعافية عليهم خوش حكومة تطالب بحقوق ابناءها.
بالحقيقة عندما سمعت الخبر وقرأته ولحد اللحظة وانا انتظر ردود افعال الحكومة العراقية علها لا تعرف بهذه الاتفاقية ، لربما يكون وزير الخارجية هو من وقع عليها من تلقاء نفسه فلم يصدر اي شيء سوى من الشامتين بالحكومة والمحاربين لها واولئك حالهم حال الذي يلهث ، الذي يهمنا هنا هو مالذي يجعل الحكومة العراقية توافق وتدفع هكذا تعويضات بجريرة لم ترتكبها أو ان ذلك يقودنا الى قضية (خيمة سفوان) عندما جردوا نظام صدام من كل شيء ووقعوهم على بياض كما يقال ، فهل انتقلت التعهدات التي قام بها النظام البائد عام 1991 ليتم تطبيقها من قبل الحكومة العراقية الجديدة؟ وهل هناك املاءات أجريت على المعارضة العراقية قبل اسقاط صدام عندما اجتمعت المعارضة في امريكا ولندن بقبول جميع التعهدات التي قام بها النظام المقبور؟ أسئلة كثيرة وتحتاج الى تفسيرات لان المواطن البسيط الذي يعاني من البطالة وقلة الخدمات ونقصان في كل شيء يريد ان يعرف لماذا يفضل الامريكي عليه مع ان النظام الصدامي قد انتهى وولى وعلى أيدي الادارة الامريكية ، ام بدأت مرحلة الاستنزاف للاموال العراقية؟ .
وعلى هامش ذلك كله نتوجه بالسؤال الى الحكومة العراقية الجديدة التي وافقت على دفع تعويضات الى امريكيين متضررين من قبل نظام صدام ونقول : نحن كشعب عراقي ممن تضررنا من بطش نظام صدام طيلة ثلاث عقود واصبح غالبية العراقيين يعانون من مشاكل نفسية وهذا ما اثبتته الفحوصات التي اجريت على عينات من الشعب العراقي ممن غادروا العراق هربا من بطش النظام او ممن كانوا في الحجز او المعسكرات سواء في ايران او السعودية هل من احد يعوضهم ولوجزء بسيط كما تم تعويض الامريكان،،، هل يتم تعويض المهجرين والمغتربين الذين قضوا سني حياتهم في المغترب وهم يعانون ألم فراق الاهل والوطن ، وكذلك نتوجه بالسؤال الى كافة المنظمات الانسانية كمنظمة العفو الدولية وحقوق الانسان وهو كم يساوي من التعويضات لديهم وبميزانهم عندما نشاهد الطائرات الامريكية والدبابات وآلة الحرب وهي تقود أعنف هجوم على اسقاط بغداد والعراق؟؟؟!!!!! فهل يكفي تعويضات مادية ام معنوية ام ماذا؟؟؟؟ هل يعرفون ماهي الآلام التي كان يعانيها المغترب العراقي وهو يرى بالبث المباشر آلاف من الصواريخ المدمرة تنهال على ذويه في العراق ، ونعد الى ساستنا الجدد ونقول ألم تعد مخيلتكم الى سبع سنوات خلت عندما دخلت القوات الامريكية لاحتلال بغداد ؟ ألا تخجلون من أنفسكم وانتم تدفعون تعويضات عن جناية لم ترتكبوها بايديكم ، الى متى يبقى ساستنا الاجلاء بهذا الهوان والخنوع وطأطأت الرؤوس للقاصي والداني وهذا يشمل الجميع لا الحكومة فقط فالحكومة العراقية مؤلفة من كافة الاحزاب التي طرحت نفسها على الساحة ولا يبرأ منهم أحد.
ختاماً في أحد الايام كنت جالساً واذا برجل مسن يجر خلفة "بقنينة غاز" وراحت اشعة الشمس تلسعه والعرق يتصبب من جبينه ،فأسرعت اليه لاساعده فامتنع من ذلك وقال" دعني اسحب قنينتي وسأدع ربي ان ينتقم من حكومتي الجديدة" بهذه الكلمات والدعاء الذي دعى به وحسست ان دعوته ترتفع الى ابواب السماء وسيأخذ الله بحقه ويعوضه.

www.iraqiwi.com
15 / ايلول / 2010
Opinions