Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

مواقع شعبنا الألكترونية في الميزان/ 1

سنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على أحدى أهم وسيلة و أكثرها رواجاً من وسائل الإعلام الخاصة بشعبنا من الكلدانية و الآثورية و السريانية ، وهي مواقع الأنترنت . و بقدر ما نملك من معلومات متواضعة حولها ، سنتحدث عما يجب أن يعرفه الجميع عن هذه المواقع من ايجابياتها و سلبياتها ، و طريقة ادارتها ، و ولائاتها. وسوف يكون الحديث بشكل عام دون ذكر اسم الموقع الصريح.

تصنيف المواقع الألكترونية لشعبنا و طريقة ادارتها

يمكن التعرف على مواقع شعبنا الألكترونية بسهولة ، فهي غالباً ما تسمى بأسماء قومياتنا ، أو بلداتنا ، أو بما هو مستمد من تاريخنا و حضارتنا. و بغض النظر عن اهتمامات كل موقع من هذه المواقع و ومستوى كفائته الفنية و الإدارية ، نستطيع ان نصنفها الى ثلاثة أنواع ، اعتماداً على الأهداف التي أنشأت من أجلها ، و السياسة التيي تتبعها في ادارتها . وهذه الأنواع هي:

1- مواقع الأحزاب والتنظيمات السياسية: وهي مواقع تدار مباشرة من قبل عناصر من تلك التنظيمات أو بإشراف مباشر من قبلها ، و تنطق بإسم تلك التنظيمات ، وتهدف الى نشر بيانات و فعاليات و نشاطات التنظيم و أعضائه.
و هذه المواقع غالباَ ما يمنع فيها نشر أي خبر أو مقال ينتقد التنظيمات و الاحزاب التي تمتلكها ، الا ما ندر ، لكي يقال عنها بأنها مواقع و تنظيمات تحترم الآراء و الافكار المختلفة وحتى المخالفة لها ، كما انها قد حذراَ دائمياً على بعض الكتاب من النشر فيها ، حتى لوكانت مادة النشر عبارة لاعن تهنئة بمناسبة ما موجهة الى التنظيم الذي يمتلك الموقع!. و السبب في ذلك طبعاً يعود الى كون اسم الكاتب قد وضع في قائمتها السوداء ، و ليس ضمن قائمتها البيضاء الخاصة بالمتعاطفين مع هذا التنظيم ، أو قد يكون الكاتب يعتز بقوميته و يدافع عنها ولا يقبل بتشويهها ، او انه متعاطف مع تنظيمات أخرى تتوافق مع افكاره الخاصة.

2- مواقع لا ترتبط مباشرة بالأحزاب السياسية أو بالتنظيمات القومية ، لكن القائمين على ادارتها يؤيدون أو يتعاطفون مع حزب أو تنظيم ما . وهذه المواقع فيها مساحة محددة من حرية النشر و تنوع الآراء . وغالباً ما تدعي ادارات هذه المواقع بأنها ترحب بالجميع على اختلاف أفكارهم و انتمائاتهم ، الاّ انها لا تستطيع أن تمسح الصبغة الحقيقية عن الموقع بكونه يناصر و ينحاز في الكثير من الأمور لتنظيم واحد وخاصة في التركيز على نشر اخباره و نشاطاته دون التنظيمات الأخرى .

3- المواقع المستقلة ( و هذه المواقع التي سأركز عليها في الأجزاء القادمة من هذا المقال و سآخذ احداها نموذجاً دون تسميته) : وهي المواقع التي تقف على مسافة واحدة من الجميع ، احزاباً و مؤسسات و كتاب. و نستطيع ان نطلق عليها "مواقع عدم انحياز" : فيها مساحة مفتوحة الى حد ما من حرية النشر للأفكار و الفعاليات المتنوعة ، وغالباً ما يسمح فيها بالنشر المباشر ، اي دون مرور المادة المراد نشرها عالى الإداريين ، وهذه المواقع تدار غالباً من قبل أشخاص يحتفظون بأفكارهم و توجهاتهم الخاصة لأنفسهم ، لكنهم يتمتعون بالحيادية و الانفتاح على الجميع بإختلف أفكارهم و انتمائاتهم ، و هدفهم الأول هو انجاح الموقع من خلال اكتسابه لسمعة جيدة بين المواقع ، و كسب ثقة جميع القراء به ، و استقطاب اكبر عدد ممكن من المشاركين في نشرالمعلومة فيه ، و بالتالي لكي يؤدي الموقع رسالته الإعلامية بشكل أفضل و أشمل.
و غالباً ما تتمتع إدارات هذه المواقع بكفاءات فنية جيدة في أمور الكومبيوتر و الانترنت ، بما يضيف الى الموقع نقطة اخرى في طريق نجاحه.
إن العمل في إدارة هكذا مواقع هو أصعب الى حد ما من سابقاتها المذكورة في الفقرتين 1 و 2 أعلاه ، و لأسباب عديدة، استطيع ذكر بعضها من خلال تجربتي الشخصية اثناء مساهمتي في ادارة احدى تلك المواقع لعدة سنوات:

أ- السماح لأصحاب الآراء و الأفكار و الإنتماءات القومية و السياسية المختلفة ، بالمناقشة بكل حرية ، لكن بالطبع دون تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها الموقع . وهذا برأيي الشخصي هو أحد أهم الخدمات الواجب توفرها في الموقع الناجح ، لا بل انها كانت السبب الرئيسي في نجاح بعض المواقع بعد ان كانت مواقع عادية و شبه جامدة ، لأن الإختلافات الانتمائية و القومية و الفكرية اذا ما تجمعت في مكان ما ، ستجعل منه ساحة صراع ساخنة ، و بالتالي سيجذب وسيستقطب اكبر عدد من المهتمين و اصحاب الأفكار و الآراء المختلفة ، سواء بهدف نشر أفكارهم و آرائهم ، أو من اجل الدفاع عنها. وهذا بالتأكيد سيؤدي الى حدوث زخم كبير نتيجة تهافت القراء على الموقع ، و بالتالي بروز الموقع و اشتهاره ، وهذه الشهرة هي بالطبع أحدى مقاييس النجاح.

ولصعوبة السيطرة على هذه المناقشات الفكرية و الانتمائية و القومية ، ومحاولة حصرها لتبقى ضمن الحدود المقبول و المسموح بها ، يتطلب من إدارة الموقع جهوداً اضافية من اشراف و مراقبة مستمرة ، وعليه فإن العديد من المواقع قد منعت الردود المباشرة على المقالات و البيانات المنشورة ، وخاصة فيما يخص الجانب السياسي و القومي، تفادياً لتوجيه الإنتقادات اليها و اتهامها بالانحياز ، و لأن كثرة و تنوع مثل هذه الردود باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على إدارة الموقع.

ب- الزخم الكبير نسبياً في عدد زوار الموقع بسبب استقلاليته وعدم انحيازه بالدرجة الاولى ، و الذي يؤدي حتماً الى زيادة في عدد المساهمات و الكتابات التي تتطلب تركيزاً و جهداً اكبر في قرائتها و متابعتها من قبل الادارة ، و القيام بحذف المشاركات التي لا تتوافق و شروط النشر ، بالإضافة الى تصنيف البعض منها حسب فروع و اقسام الموقع ، و نقلها و وضعها في المكان المناسب لها ، لكي تكون سهلة المنال أمام أكبر عدد من القراء و الزوار.

ج- قضاء ساعات طويلة أمام جهاز او اجهزة الكومبيوتر، لمتابعة ما ينشر، وفي اوقات مختلفة من ساعات الليل و النهار تفادياً لحدوث ثغرات في غياب تواجد الإداري ، و التي قد تستغل من قبل البعض لإقتحام الموقع ببعض الكتابات التي لا تتوافق و شروط النشر.

د- كلما كان الموقع مزدحماً بالقراء و المواد المنشورة من مقالات و فعاليات مختلف المؤسسات، يتطلب من الموقع ان يكون أكثر كفاءة من الناحيتين الفنية و التقنية ، لكي يكون الإنتقال بين اقسام الموقع بشكل سريع و سهل ، وهذا بالتأكيد يكلف ادارة الموقع تكاليف مالية اكبر، لذا نجد احياناً بعض المواقع تفتح مجال نشر الدعايات التجارية فيها مقابل أجر محدد من أجل تغطية تكاليف الموقع.

وفي ختام هذا الجزء من المقال ، يجب ان لا ننسى بأن أصحاب المواقع يقدمون خدمة مجانية لجميع القراء ، وهذا امر أيجابي يستحق الثناء و التقدير. لكن هناك حالة سلبية قد تصيب هذه المواقع لسبب ما ، كتحول نهجها من الحيادي و المستقل الى منحاز و منتمي لجهة أو فكر ما ، و تركيزها على أفكار سياسية معينة دون الأخرى ، بعد أن يتم تبنيها من قبل إدارييها. وهذا ما سنتطرق اليه في الجزء الثاني من مقالنا هذا الذي سنتناول فيه التغيرات التي تحدث في نهج و إدارة المواقع الألكترونية.


سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
16/4/2010
Opinions