Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ميلاد الخلاص والتجدد في وادي الرافدين

تمر السنون وتتوالى العقود ويبقى على مر الأيام الإنسان بكل تقلباته ذلك المجتهد في تعليق الذكريات على خيوط التاريخ الممتدة من الأزل وإلى الأبد.

وفي غمرة الفرح الصارم الذي يتزامن هذه الأيام من تاريخ إنساننا الجديد، والتي تميّز عن غيرها كونها يوم ذكرى تعليق أكبر نجمة على خيط التاريخ آخذة منه المركز والمصدر في آن واحد.

انه يوم الميلاد العجيب، ميلاد الخلاص والتجدد ذلك الإنسان الذي ولد وعاش متمماً مشيئة أبيه السماوي وكانت لنا به الطريق والحق والحياة، وبمسيرتنا وراءه سنلتقي بالآب الذي لن نراه إلا به.

وهكذا، ومع انطلاقة السنة الجديدة تتمنى للجميع المواصلة مخلدين الإنسانية في أعلى مراتب الوجود، وقلوبنا ملأى بالآماني الحارة لايام حلوة وسعيدة نرجو من الله العلي القدير أن يمنّ عليكم بها من خلال معرفة إرادته الجليلة متشبهين حقاً بتلاميذ المسيح.

لذلك فلنقف من جديد يا أبناء امتي جميعاً يداً بيد لنبذ الخلافات والجدالات العقيمة، والإنقسامات غير المجدية، والإبتعاد عن المصالح الشخصية، والحزبية الضيقة والطائفية المقيتة، والتشبت بالكراسي والمناصب.

ونحاول في العام الجديد رص الصفوف، والثقة بالعمل المشترك، والجلوس على طاولة مستديرة للحوار والتفاهم، وتبادل الأفكار، واحترام الرأي والرأي الآخر، وبناء نظام مؤسسات، ووضع خطط وبرامج من أجل تفعيل قضية امتنا، والإيمان بتوحيد الخطاب السياسي في الداخل والخارج، وأيضاً توحيد الخطاب الكنسي في أرض الوطن والمهجر.

والعمل بكل إخلاص وتفاني لقضية امتنا وتفعيلها في المحافل الدولية بكل الامكانيات والوسائل المتوفرة، ونشر الوعي القومي بين الشباب والشابات من أجل التشبث بأرض أجدادهم، وتراثهم العريق، والتمسك بلغتهم، وإرثهم الحضاري الزاخر بالعلم والنور، وزرع الأمل والرجاء في قلوبهم.

ومد الجسور بين أبناء الوطن والمهجر، لأن من ينام لن تنتظره الحياة، ولنتذكر أيامنا الجميلة التي تدفعنا للعمل والإستمرار دون إنكسار، أو إحباط. ولا نسمح للمرارة أن تأخذ مكان الثقة في حياتنا.

فإن كل ما يواجهنا اليوم يا أبناء امتي من ضغوط متنوعة، وآلام مختلفة من هجرة وتهجير، وقتل، وخطف، وتفجير كنائس، وتهميش، وإقصاء وتشتت، وفشل في مواقف معينة، جميعها اختبارات لأفكارنا وامتحان لنا، إن كنّا نستطيع أن نستمتع بكل ما هو متاح الآن متافئلين بكل ما هو آت، واثقين من أننا حينما نوضع في مدرسة التجارب نتعلم دروساً لا تستطيع الكلمات أن تعلمنا إياه.

ومهما هبت العواصف على أحفاد آشور وبابل، وعلت الأمواج واشتدت عليهم، يوجد سلام وهدوء داخلي فيهم، لان يد الله القدير تمسك بهم وتحفظهم.

فلتكن مسيرتنا من اليوم يا أبناء أمتي مليئة بالثقة والهدوء في أرض سومر وأكد وآشور وبابل، ولا نكون متشائمين في حياتنا.

فلنثبت عيوننا في العام الجديد على قضية امتنا، بالتنسيق مع الخيريين والطيبين من أبناء العراق الإصلاء، والتعاون مع العقلاء، والحكماء، والمفكرين والمثقفين من جميع مكونات الشعب العراقي من أجل العيش المشترك، والتعايش السلمي بين أبنائه بدون تمييز عرقي، أو طائفي، ونشر السلام، والمحبة، والعدل والقانون بينهم من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه مروراً بوسطه، ونبذ العنف بكل أشكاله وألوانه.

فالوطن للجميع والدين لله ، فتلك هي الوسيلة الوحيدة لكي نأخذ حقوقنا في أرض أجدادنا العظام الذين ضحوا الغالي والنفيس من أجل إيمانهم، وأرضهم، وإرثهم، وحضارتهم، ولغتهم وتقاليدهم، والتي إرتوت هذه التربة بدمائهم الزكية.

مسك الختام :

ان الله دوماً يفتح لأحفاد آشور وبابل في الحياة طرقاً مستقيمة، ومخارج جديدة، فيحول أثقالهم إلى بركات وتجاربهم إلى إنتصارات.

اذن هذه البداية، وعلينا المواصلة فلنتوكل على الله، ولنسير قدماً فان لنا غداً مجيداً في أرض وادي الرافدين، وكل عام والشعب الرافديني بألف خير.

نعيب زماننا ولكن العيب فينا

ابن الرافدين
الراهب آشور ياقو البازي

للمزيد انقر على الرابط ( اللنك )
منتدى البازيين
منتدى أحفاد سومر وأكد وبابل وآشور


http://albazi2009.ba7r.org
Opinions