Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي يدعو إلى وقفة دولية مسؤولة تساعد ‏العراق على تأدية دوره الإيجابي

09/06/2010

شبكة أخبار نركال/NNN/
أعرب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي عن رغبة العراق الصادقة في الانضمام إلى مؤتمر ‏التفاعل وبناء الثقة في آسيا سعياً منه لإقامة علاقات صداقة وتعاون وثيقة مع المجتمع الدولي ‏لاسيما دول آسيا وبضمنها جوار العراق.‏
وقال فخامة النائب، في كلمة ألقاها خلال أعمال القمة الثالثة لمؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا ‏والمنعقد حاليا في اسطنبول الثلاثاء 8-6-2010 ، إن "العراق وإيماناً منه بجدوى مثل هذه ‏التجمعات الدولية فأنه سيبذل كل جهد ممكن من اجل إنجاح أعمال المؤتمر لتحقيق أهدافه ‏السامية".‏
نائب رئيس الجمهورية أشار إلى أن "العراق حقق عبر السنوات الماضية قفزات نوعية في العديد ‏من المجالات وأن علاقاته التجارية والسياسية توسعت في مختلف دول العالم"، مضيفا "لقد نجح ‏العراق في التغلب على العديد من التحديات التي واجهت مسيرة بنائه ، واستطاع لأول مرة أن ‏يبني مؤسسات ديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع " .‏
هذا وجرى قبل انطلاق أعمال المؤتمر حفل توقيع انضمام العراق إلى دول التفاعل وبناء الثقة في ‏آسيا، حيث وقع فخامة النائب بروتوكول انضمام العراق بصفته ممثلا عنه في المؤتمر.‏
وفيما يلي نص الكلمة:‏

‏"بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس المؤتمر المحترم ,,,,‏
أصحابَ الفخامة والسعادة رؤساء و رؤساء وزراء ورؤساء وفود الدول الأعضاء المحترمون
السادة الحضور ,,,,‏

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ان اترأس وفد العراق في اعمال القمة الثالثة لمؤتمر التفاعل وبناء الثقة في اسيا معبراً ‏عن رغبة جمهورية العراق الصادقة في الانضمام إلى هذا المؤتمر سعياً منها لإقامة علاقات ‏صداقة وتعاون وثيقة مع المجتمع الدولي عموماً ودول آسيا خصوصاً وبضمنها دول الجوار ، إن ‏جمهورية العراق إيماناً منها بجدوى مثل هذه التجمعات الدولية ستبذل كل جهد ممكن من اجل ‏انجاح اعمال المؤتمر لتحقيق اهدافه السامية.‏
وباسم وفد جمهورية العراق يسرني ان اتقدم بالشكر والامتنان للجمهورية التركية رئيساً وحكومة ‏وشعباً ولولاية اسطنبول العزيزة على وجه الخصوص على كرم الضيافة وحسن الاستقبال كما ‏اتقدم بالشكر والتقدير الى جميع الدول الاسيوية لمواقفها الداعمة للعراق ولسيادته واستقلاله ووحدة ‏اراضيه واحترام خياراته في عملية التحول الديمقراطي الحر.‏
لقد نجح العراق في التغلب على العديد من التحديات التي واجهت مسيرة بناء العراق الجديد منذ ‏سقوط النظام السابق عام 2003، واستطاع لأول مرة أن يبني مؤسسات ديمقراطية من خلال ‏صناديق الاقتراع، ولديه الآن مجالس محلية ووطنية تشريعية منتخبة بإرادة حرة، كما لديه دستور ‏دائم، وصحافة حرة، ومؤسسات مجتمع مدني تضطلع بدور متميز في مختلف جوانب الحياة ‏الإغاثية والسياسية والتربوية والاجتماعية وغيرها.‏
إننا فعلاً نبني عراقاً جديداً يعوض أبناءه سنوات الحرمان والحصار والحروب، ويضمن مستقبلاً ‏لائقاً وحياة كريمة لأجياله القادمة، كما يساهم بجد وبصدق في تحقيق الأمن والاستقرار في ‏المنطقة والعالم.‏
وعبر السنوات الماضية حقق العراق قفزات نوعية في المجالات السياسية والاقتصادية والخدمية ‏وغيرها، وتوسعت علاقاته التجارية والسياسية في مختلف دول العالم، كما حقق نمواً اقتصادياً ‏طيباً ، كما استطاع أن يجذب العديد من الاستثمارات، ويوقع العديد من عقود الخدمة في المجال ‏النفطي ـ ومن حسن الطالع أن تكون أغلب الشركات الموقعة آسيوية مثل جمهورية الصين ‏الشعبية وماليزيا وتركيا ـ وهو يتطلع إلى توقيع عقود استثمارية في مجال الغاز، ولدى العراق ‏من هذه الثروة طاقات تصديرية هائلة من شأنها ـ مع صادرات النفط الخام ـ أن توفر موارد ‏كافية يمكن أن توظف في التنمية وإعادة الإعمار.‏
لقد وفر العراق الأرضية القانونية المناسبة لجلب الاستثمارات الخارجية، ولديه الآن وفي المستقبل ‏فرصاً واعدة للاستثمار في مجالات الطاقة والزراعة والصحة والتعليم والخدمات والإسكان ‏والسياحة وغيرها، ولم يعد التحدي الأمني عائقاً كما كان بعد نجاحات متميزة في فرض القانون ‏والنظام.‏
ورغم ذلك فإن العراق ما زال يتطلع ويطمح إلى غلق الملف الأمني نهائياً كي ينصرف تماما إلى ‏الإعمار والتنمية، وهو يدرك أن ذلك لن يتحقق بجهوده الذاتية فحسب، بل لا بد من وقفة مسؤولة ‏وتعاون جميع دول العالم، ولا سيما دول الجوار، والعراق يأمل أن يكرس هذا المؤتمر قواعد ‏راسخة في التعامل بين الدول الأعضاء مبنية على الثقة وتبادل المصلحة وعدم التدخل تكون مثالاً ‏يحتذى بين دول العالم كافة.‏
أنتهز هذه الفرصة لأشكر كل الدول الصديقة للعراق التي راجعت مديونيتها وشطبتها، لأنها ‏وجدت في هذه المديونية عقوبة لشعب بريء من مغامرات كارثية كان هو أول ضحاياها، وأملي ‏كبير بالدول الشقيقة والصديقة أن تحذو حذوها، كما أدعو كافة دول العالم أن تساعد العراق في ‏إخراجه من تبعات الفصل السابع ليمارس دوره الإيجابي المطلوب في مجالات السياسة والتجارة ‏والاستثمار.‏
وأخيراً لا بد أن المجتمع الدولي قلق بصدد تأخير تشكيل الحكومة بعد انتخابات ناجحة في السابع ‏من آذار الماضي، وأعتقد أن المهمة أصبحت الآن أسهل بعد أن صادقت المحكمة الاتحادية على ‏النتائج، ومن المؤمل أن ينعقد مجلس النواب الجديد في وقت قريب، والذي سيفتح المجال أمام ‏مفاوضات بنّاءة بين الكتل الفائزة من أجل الاتفاق على تفاصيل حكومة الشراكة والتكافؤ الوطني.‏
وفي الختام أكرر شكري وتقديري للأمانة العامة للمؤتمر، متمنياً للجميع النجاح والتوفيق.‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

المركز الصحفي لرئاسة جمهورية العراق. Opinions