Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نبتةُ المنزل (كأني نبتة صناعيّة)

لا أدري كيفَ طاوعتُ صاحبي , جريتُ أمامَهُ إلى البيت دون معرفتي إياه .

فقد رأيتُه مرتين , في المرّة الأولى كان يمرّرُ يدَه عليَّ بحنوٍّ .

و كنتُ أشتمُّ رائحة عطرٍٍ ( كأنَّ يدَهُ عِطرٌ )

حين وضعني أمامَ الحائطِ أحسستُ أنّهُ ركلني .

في الأيام الأُولى رشَّ عليَّ تراباً أحمرَ , و ماءً ساخناً حتى طفا عليَّ , يريدُني أنْ أكبرَ مع نبتة الجيران الطويلة العمر و المديدة .

و أظلّل القطط في الظهيرة .

يبالغُ لأصدقائِهِ : أنّه يسهرُ عليَّ , يقتلعُ الأعشابَ الضارة ’ و لا يدعُ الهواءَ الفاسد يمرُّ بي .

و كان يكذبُ ’ و يردُّ أصدقاؤه بعبارات الإطراء برؤوسهم , و باتوا كلما طرقوا البابَ يسألون عني أولاً دون صاحبي الذي يمدحُني أمامهم و يسبني بسرِّه ,

أعرفُ ذلك من ملامحهِ.

مرّة حاولتُ أنْ أوقفه عند حدِّه , بألا يكذبَ عليّ مواجهةً: صرختُ به : صوتي تبدّدَ في التراب

......

عاملني كنبتة صناعية , فجفّت الأشياءُ حولي .

alanabda9@gmail.com

--
عبداللطيف الحسيني : مراسل سما كرد للثقافة و الفنون Opinions