نبتةُ المنزل (كأني نبتة صناعيّة)
لا أدري كيفَ طاوعتُ صاحبي , جريتُ أمامَهُ إلى البيت دون معرفتي إياه .فقد رأيتُه مرتين , في المرّة الأولى كان يمرّرُ يدَه عليَّ بحنوٍّ .
و كنتُ أشتمُّ رائحة عطرٍٍ ( كأنَّ يدَهُ عِطرٌ )
حين وضعني أمامَ الحائطِ أحسستُ أنّهُ ركلني .
في الأيام الأُولى رشَّ عليَّ تراباً أحمرَ , و ماءً ساخناً حتى طفا عليَّ , يريدُني أنْ أكبرَ مع نبتة الجيران الطويلة العمر و المديدة .
و أظلّل القطط في الظهيرة .
يبالغُ لأصدقائِهِ : أنّه يسهرُ عليَّ , يقتلعُ الأعشابَ الضارة ’ و لا يدعُ الهواءَ الفاسد يمرُّ بي .
و كان يكذبُ ’ و يردُّ أصدقاؤه بعبارات الإطراء برؤوسهم , و باتوا كلما طرقوا البابَ يسألون عني أولاً دون صاحبي الذي يمدحُني أمامهم و يسبني بسرِّه ,
أعرفُ ذلك من ملامحهِ.
مرّة حاولتُ أنْ أوقفه عند حدِّه , بألا يكذبَ عليّ مواجهةً: صرختُ به : صوتي تبدّدَ في التراب
......
عاملني كنبتة صناعية , فجفّت الأشياءُ حولي .
alanabda9@gmail.com
--
عبداللطيف الحسيني : مراسل سما كرد للثقافة و الفنون