Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نحو نهوض شعبي متعاظم لكنس النظم الاستبدادية!

كانت تونس هي البداية ولن تكون النهاية .. هكذا بدت الصورة واضحة للجميع حين هبَّ الشعب المصري مطالباً برحيل رأس النظام الفاسد الذي جوَّع الملايين من البشر ودفع بهم للعيش في المقابر أحياء لا يرزقون ولو برغيف يابس من فتات موائد الأغنياء المتخمين وسراق أموال الشعب المصري من "أهل بيت الحاكم" بأمره والوزراء وأعضاء مجلس النواب الذين شاركوا في تزوير الانتخابات المتتابعة وأعضاء الحزب الحاكم اللاوطني والتجار وأصحاب رؤوس الأموال المنهوبة من الباطن.

كانت تونس هي البداية .. وتسلَّم الرسالة وأدرك الحاكم بن علي بأن الشعب بعد 23 سنة لا يريده وينبغي له أن يرحل قبل أن يعلق على أعواد المشانق واكتفى بقتل عدد غير قليل من البشر المحتج على الجوع والحرمان والبطالة والفقر المدقع. أما حسني مبارك العجوز الذي يعاني من شتى الأمراض فلم يفهم الرسالة كفاية ولا يريد أن يرحل عن مصر, إذ عين لأول مرة بعد 30 عاماً من الحكم الفردي نائباً له ليفاوض المحتجين والمتظاهرين من شبيبة مصر العزيزة ويستخدم السلاح عبر أجهزة الأمنية والبلطجية المرتزقة لقتل المزيد من البشر, كما حصل ليلة أمس (2-3/2/2011) وصبيحة هذا اليوم (3/2/2011), ويطرد شعب مصر منها ليبقى هو الحاكم على ارض الكنانة, يريد أن يستبدل شعب مصر بشعب آخر ..

وفي اليمن غير السعيد تحرك البعثي العتيق والدكتاتور الأهوج علي عبد الله صالح ليقدم تنازلات فات أوانها وليعلن الشعب اليمني عن رفضه لها ويريد منه الرحيل إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم, فهل يفهم ذلك, أم يريد أن يقتل المزيد من الشر جوعاً وبؤساً وبالسلاح.

وفي سوريا يطمئن الوريث غير الشرعي لحاكم لم يكن أصلاً شرعياً أتباعه والعالم بأنه ليس كما في تونس ومصر, فهو مهيمن على السلطة ولا يريد أن يدرك أن الشعب يخبئ المفاجئات دوماً ولا يمكن ان يستكين للمستبدين دوماً وسيهب بوجه الطغاة وأن يوماً لناظره قريب وقريب جداً.

وهكذا حال الدكتاتور الليبي, عميد المستبدين العرب الذي يحكم ليبيا منذ 43 عاماً والذي لام الشعب التونسي على طرد بن علي! ويذكرني حديث الدكتاتور بالمثل الشعبي العراقي القائل: إذا ما حلقت لحية جارك فصوبن لحيتك (صوبن من الصابون أو هيئ لحيتك), إنه بدأ يخشى على كرسيه الذي يريد أن يورثه لبنه من بعده, كما كانت محاولات حسني مبارك وعلي عبد الله صالح وقبلهما ما فعله حافظ أسد بتوريث ابنه بشار الأسد.

أما في العراق فحكام بغداد يتاجرون بالطائفية ويغذون الناس الشيعة بمزيد من الحزن على الحسين الشهيد والابتعاد عن الفرحة البسيمة ونسيان البؤس والحرمان والبطالة بحب الحسين ليبقوا في السلطة على حساب الحسين وأهل البيت. فإلى متى يبقى الناس سكوتاً على ما يجري في العراق من صراع على السلطة والناس يموتون أفراداً وبالجملة.

وفي الجزائر يصر الحكام على قهر الشعب الأمازيغي ومطالبه المشروعة وكذلك حرية بقية السكان ومنهم العرب من أصل أمازيغي. ويمارس الحكام كغيرهم في الدول العربية النهب من أموال الشعب, أموال النفط والغاز, ويبقى الشعب عاطلاً عن العمل ومحروماً من لقمة العيش الهانئة والسعيدة.

وفي السعودية ما يزال الالتزام الأمريكي بحماية النظام العائلي لآل سعود هو الذي يقيهم من غضب الشعب وكرهه للملك الذي يوزع أموال الشعب أولاً وقبل كل شيء على الأمراء والشيوخ ليصل فتات موائدهم إلى الشعب المسكين, شعب الجزيرة العربية وليس الشعب السعودي.

أما في السودان فقد أنهى الحاكم الأرعن والراقص دوماً على حبال الكذب والتزوير والقتل تقسيم السودان بسبب سياسات التمييز واغتصاب الحرية والحياة الديمقراطية في البلاد وتجويع الناس في الجنوب ودار فور والشمال أيضاً, وسيفقد شعب السودان لاحقاً مناطق أخرى مثل دار فور وتوابعها إن استمر على محاولاته في الحكم وتطبيق الشريعة البائسة التي يتمسح بأذيالها في حكم السودان.

وليس أسوأ من كل ذلك سوى ما يمارسه الطاغية الجديد حسن نصر الله, الإيراني النزعة والهوية, في لبنان من بناء جيش داخل البلاد ليهدد الجميع بحكم ولاية الفقيه علي خامنئي على سياسة لبنان وإقامة دولة إسلامية في بلد نسبة المسيحيين فيه عالية جداً ليلتحق بدولة الإسلام الكبرى التي يريد إقامتها الإيرانيون الشيعة الصوفيون في العالم الإسلامي! هكذا قال حين بدأ بتكوين حزب الله المتخلف, وحين كان لا يزال شاباً لا يختلف عن صاحبه العراقي مقتدى الصدر سوى بقدرته على الخطابة وتجييش الشيعة غير المتنورين لصالح ولاية الفقيه في إيران!

من المؤلم حقاً أن الحكام المستبدين لا يستفيدون من تجارب من سبقهم في الحكم, فهم لا يتعلمون ويكررون التجربة البائسة تلو الأخرى في الحكم وبالمصير.

مصر وشعب مصر, سينتصران على الحكم الظالم فيها, وستنتصر شعوب الدول العربية على حكامها الأوباش الذين مرغوا جباه شعوبهم بالتراب وستبقى الشعوب وحدها وسيرحل الطغاة من شتى الأصناف, سواء أكانوا من الطغاة الفرديين أم الحكام الشوفينيين أو الطائفيين.

ستنتصر إرادة الشعوب الطامحة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية والسلام وستُقهر وتُدحر الدكتاتورية في كل مكان من منطقة الشرق الأوسط وسيحل الأمن والسلام بإرادة شعوبها وقواها الوطنية الديمقراطية قرب الزمن أم طال.

3/2/2011 كاظم حبيب




Opinions