Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نساء تنقل العتاد من العراق:شحن متطوعين من العراق لمعسكرات تابعة للقاعدة في لبنان

09/02/2006

غزة-دنيا الوطن

بدأ تنظيم القاعدة في العراق "شحن" عدد من المقاتلين إلى لبنان وتوزيعهم في مناطق مختلفة وخاصة في الشمال حيث أقام لهم معسكرات تدريب في مناطق جبلية وعرة، كما يكشف للمرة الأولى أحد العراقيين- طلب عدم ذكر اسمه- الذي تسنّ له الاطلاع على أعمال هذه الجماعات وتحركاتها.

ويزيد هذا الشاهد العراقي، في حديث مطول خصّ به "العربية.نت"، من معلومات حول "الطريقة العنكبوتية في عمل التنظيم واستيقاظ الخلايا النائمة في لبنان"، إضافة إلى "تلقي العائدين من العراق مختلف أنواع فنون القتال وصنع المتفجرات والقنابل"، مشيرا إلى أن "أعدادهم بالمئات، وتشارك نساء معهم بالعمل ونقل العتاد من العراق أيضا".

شهدت بلدان في الشرق الأوسط سلسلة من أعمال العنف نفّذها كما يرى بعض المراقبين "العائدون من العراق"، وكأن بظاهرة العائدين هؤلاء تتكرر على غرار العائدين من أفغانستان والبوسنة وألبانيا.

وفي جديد هذا الملف الوضع الحذر والمقلق الذي تعيشه لبنان على وقع بعض الأحداث هنا وهناك والتي أشارت مصادر رسمية في وقت سابق إلى أن جهات ترتبط بالقاعدة نفذتها وذلك في الطريق نحو تأسيس شبكة للقاعدة في لبنان.

لكن، لماذا ومتى قرر المقاتلون في العراق العودة إلى لبنان.. ولماذا لبنان؟ وأين استقرت أوضاعهم هناك وكيف يتدبرون أمرهم في لبنان؟ وهل جلبوا أسلحة معهم من العراق؟ أسلئة مثيرة يجيب عليها أحد الأشخاص الذي كان في وقت سابق مقرب من هذه الجماعات وشهد طريقة عملها عن قرب، العراقي (س، أ) الذي يروي معلوماته لـ"العربية.نت" للمرة الأولى.

شحن "المتطوعين" إلى لبنان

يبدو أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين خطط منذ أمد بعيد لجعل "لبنان قاعدة جديدة أو احتياطية للتنظيم وتحويل منطقة طرابلس إلى أفغانستان جديدة، وإقامة قواعد ارتكاز فيها، ووجد أن الوضع اللبناني من ناحية الأمن يسمح بذلك وعليه اتخذت عدة خطوات منها نقل عشرات المتطوعين إلى لبنان وإعطائهم أماكن آمنة فيه، ومنهم المجموعة التي تم القبض عليها في شهر يونيو/ حزيران عام 2005 والتي ألقت السلطات السورية القبض عليها وهي مجموعة من عشرات المجموعات"- كما يبدأ الشاهد (س،أ) حديثه الخاص لـ"العربية.نت".

وكانت مصادر أمنية لبنانية ذكرت أن التحقيقات المتواصلة مع الموقوفين الـ13 من عناصر تنظيم "القاعدة" في لبنان، أفضت إلى الكشف عن محاولة جدية لإنشاء بنى تحتية مادية وعسكرية وبشرية هي الأولى من نوعها لهذا التنظيم في لبنان، وهي على ارتباط مباشر بأبي مصعب الزرقاوي في العراق.

طريقة عمل التنظيم "العنكبوتية"

ولكن، رغم الحديث عن بصمات القاعدة على بعض الأعمال في لبنان، لماذا بدت هجماتها خفيفة وليس مدروسة كما تفعل القاعدة دائما؟ هنا، يقول الشاهد (س،أ): "القاعدة تنتظر إشعال عود الثقاب في لبنان ليتحول إلى قاعدة أمينة لها ولتنظيماتها واذنابها، وعندما أقول أذنابها فاني أعني أن طريقة عمل هذا التنظيم وهي طريقة تنظيم عنكبوتية أي عندما يتم الإمساك بخيط منها تسحبه وينتهي ولاتستطيع أن تعرف عنه شيئا وعن ارتباطاته ووقتها".

ويتابع الشاهد متحدثا عن نشاط القاعدة في العراق ومن ثم تفرعاته الإقليمية، ويقول: "تم نقل أفراد من هناك إلى تركيا للعمل والإقامة فيها وبناء التنظيم، وأقول لكم وأنا متأكد من قولي أن تنظيم لبنان قد تم بناؤه بناء كاملا وهو جاهز للظهور والانقضاض على لبنان عن طريق أي فتنة داخلية، وأما تركيا فتنظيمها قوي جدا وهو يعتبر من المصدرين الرئيسيين للمجاهدين إلى أوروبا عند الحاجة".

وجودهم في لبنان

ولم يقتصر وجود العائدين من العراق على المخيمات الفلسطينية فحسب، وإنما في مناطق الشمال، وتحديدا طرابس. وعن أماكن تواجدهم يقول (س،أ): "وجودهم في المخيمات ضعيف والقوة الحقيقية لهم هي في شمال لبنان في طرابلس والمنية وعكار.. كلهم من الطائفة السنية ومركز ثقلهم هو طرابلس وضواحيها ومناطقها".

ولعل أي تنظيم يفكر بتحويل لبنان إلى "ولاية" كما تحدثت مصادر لبنانية حكومية مؤخرا، لا بد أن يكون له من البنى التحتية ما يكفيه ردحا من الزمن ليقوم بعمليات نوعية، وهي البنى التحتية التي تحدثت عنها السلطات اللبنانية مؤخرا، فيما يبدو أن تنظيم القاعدة أسس هذه البنية انطلاقا من المعسكرات.

معسكرات التدريب

هؤلاء، وعلى حد مزاعم الشاهد، أسسوا معسكرات تدريب في الشمال، ويزيد أن عملهم في لبنان "كان يقتصر على إرسال متطوعين للقتال أو التدريب في العراق وبعدها تم فتح معسكرات التدريب في لبنان في منطقة المنية وفي عكار".

ويصف معسكراتهم أنها "تقع في المناطق الجبلية وليست خياما بل بيوتا، وطبيعة المعسكرات أنها تقع في المناطق الجبلية الوعرة، وهناك يجري التدريب العسكري والتدريب الفكري". ولفت إلى أن "أغلب الذين كانوا ينضمون للتنظيم لم يتم إخبارهم أنهم يعملون للقاعدة وإنما لأسماء أخرى مثل جند الشام أو غرباء الشام أو جماعة الجهاد في بلاد الشام والأكيد أنهم كانوا يملكون أموالا كثيرة ويستطيعون فعل ما يريدون في لبنان أحيانا عن طريق دفع الرشاوى".

العائدون من العراق

ويفهم من كلام هذا الشاهد أن بؤر التوتر في العراق تحولت إلى مدارس تخرّج هؤلاء المقاتلين وتعلمهم فنون القتال وصنع القنابل والمتفجرات، ومن ثم العودة إلى لبنان بخبرة واسعة ولا تحتاج سوى التطبيق.

تخرجوا من مدارس القتال العراقية

يقول الشاهد ( س،أ): "العائدون من العراق كثر وأصبحوا يمتلكون خبرة في صنع العبوات والمتفجرات والصواعق وهم أصبحوا الآن قيادات وسطية في تنظيماتهم في لبنان ومسؤولين مسؤولية كاملة عن بعض عمليات التفجير في لبنان والتي حصلت العام الماضي، والذي اعرفه انه خلال الأسبوعين الماضيين قد عاد الكثير من العناصر من العراق إلى تلك المنطقة وقد يقومون بعمليات نوعية مهمة وعلى الطريقة العراقية وهم يملكون المال والمتفجرات والأسلحة وأنهم كدسوا من السلاح ما هو كاف للقتال لسنوات".

ويتابع متحدثا عن هؤلاء العائدين من العراق وعددهم ووضعهم في لبنان: "قواعد القاعدة كانت مثل حقول الدواجن في التفريخ وللعلم الذين عادوا من العراق هم من النوع المتشدد ويحملون خبرة ميدانية متكاملة حول طرق التفجير والتفخيخ أما الأسلحة والعتاد فهي تكفي جيشا كاملا حيث تم نقل الآلاف من قطع السلاح من العراق إلى لبنان وأطنان من المتفجرات متنوعة وتم نقل مدافع مورتر مختلفة الأنواع واعتدة وهي مخزنة في أماكن آمنة".

وحول أعداد العائدين من العراق، يقول: "أعداد العائدين لا املك عنها رقما محددا ولكن اقل رقم يقال هو من أربعمائة إلى ستمائة مقاتل وسكان منطقة المنية يعرفونهم ويعرفون من استشهد منهم ومن عاد مصابا ومن عاد سليما عدا فلسطينيي المخيمات والذين أصلا اعدادهم قليلة".

" لقد انتقلوا من مرحلة الخمول أو اعتبارهم خلايا نائمة إلى خلايا حرة ولكني لا أعرف الآن خططهم التفصيلية وللعلم فان من بينهم نساء تعمل معهم"، يقول الشاهد في حديثه لـ"العربية.نت" وهذا يدعم ما نشر مؤخرا من تصريحات رسمية في لبنان عن أن الحكومة اللبنانية كشفت خلية لتنظيم القاعدة ، وتم الإعلان عن اعتقال 13 موقوفاً ينتمون إلى جنسيات عربية سعودية ويمنية وسودانية، وتمت إحالتهم إلى المحقق العسكري.

ويختم الشاهد كلامه بالإشارة إلى أن وسيلة الاتصال بين هذه القواعد في لبنان وقواعد العراق هي البريد الإلكتروني حيث يتلقون التعليمات من العراق عبره فضلا عن أشخاص يوصلون التعليمات بشكل شخصي إذا كانت هناك أمور في غاية الأهمية. Opinions